1- ماهي العلمانية؟
ليس هناك مفهوم واحد يقبل به جميع اللبنانيين. ولكن وفق وجهة نظري الخاصّة، العلمانيّة هي فصل السياسة عن الدين، بمعنى بناء دولة تحترم جميع الأديان ولكن تُبقي الشؤون الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتربوية بعيداً عن التّدخل المباشر بمؤسسات الدولة.
2- هل العلمانية كافية لتغيير النظام؟
لا تستطيع العلمانية حتى بعد تطبيقها تأمين تغيير عميق وكامل للنظام لأنها لا تفرض من حيث طبيعتها توجهاً واحداً في الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وفي التّجربة التاريخية الواقعية تبنّت ومارست القوى العلمانية سياسات متعارضة كلياً في أحيان كثيرة.
3- كيف يمكن تطبيقها؟
يمكن تطبيقها بعد تغيير موازين القوى داخل المجتمع لصالح القوى العلمانية، وبالتالي من خلال تسلّم هذه القوى السلطة كليّاً أو بصورة راجحة، ثم إجراء التغييرات القانونية والإدارية المتوافقة مع مفهوم العلمنة. ومن الممكن تحقيق ذلك بصورة تدريجية عبر نضال فكري وثقافي وسياسي طويل النفس.
4- لماذا لا يتوحّد العلمانيون في لبنان؟
لا يتوحّد العلمانيون نسبياً في لبنان لأن لهم مفاهيم مختلفة بشأن العلمانية بحدّ ذاتها. ولأنّ لهم توجّهات فكرية واقتصادية واجتماعية وسياسية متباينة. فلا يكفي الموقف من العلمانية كي يشكّل أساساً لوحدة راسخة وتامّة.
5- ما هي الصعوبات التي تواجههم؟
هناك الصعوبات الموضوعية الناتجة عن تجذّر الوعي الدينيّ والطائفيّ في المجتمع وغياب أيّ قوة محلية أو إقليمية وازنة لها مصلحة بدعمهم. يُضاف إلى ذلك الصعوبات الذاتيّة النّاتجة عن ضعف القيادات الحاملة لهذا المشروع.
6- كيف يجب أن تعمل الجمعيّات العلمانية لتحقيق أهدافها؟
أرى أن عليها بداية إدارة حوار فيما بينها لتقريب وجهات النظر، ثم المثابرة على إقامة تقاطعات ونشاطات مشتركة، على طريق بناء وحدة أقوى وأكثر ثباتاً.
7- كيف يمكن بناء دولة علمانية في لبنان؟
يبدو أن بناء دولة علمانية في لبنان، سيأخذ وقتاً، رغم أن القسم الأكبر من قوانيننا علمانية. ولكن قوّة المؤسسات الطائفية الدينية والسياسية تُفرِغ القانون من مضمونه وتفرض سطوتها الثقافية والسياسية على الدولة والمجتمع. لذلك ستأخذ عملية بناء دولة علمانية في لبنان فترة زمنية طويلة نسبياً. ولن يتحقق ذلك إلا ارتباطاً بالتحولات الذاهبة باتجاه تخفيف دور الدين في المجتمع والدولة في المحيطين الدولي والإقليمي.