88
شمس الليل! وأين العجب؟ فشاعرتنا التي توهّجت في صباحات جميلة، تموت في المغيب كحبة حنطة طحنتها الأيام المرّة، عجنتها وخبزتها، لكنهاعجزت ان تحتمل وقود جمراتها المشعة في التراب، فأشرقت شمسها من جديد في ظلمــات ليلهـا الطويل، وكان انبعاثها جديداً في قصيدةِ ديوانها " شهرزاد الحكايا" التي اعادتها الى الحياة لتولـم الجياع "بخبـز الحياة " فكانت الوليمة ولادة حلم يشغل الخيال بأمل يضيء عتمة القلوب في لحظات الانتظار. لكن ليلها الطويل ظلّ تائهاً في دورانه وانتهى بلمعات بريق أعجزتها عن محو خيط واحد من ربيعها الاسود، عكس ما عرفناه عن تلك الليلة الأخيرة في الحكاية التي حولها الكلام المباح الى "ليلةٍ لا تعدُّ من الأعمار وكان لونها اكثر بياضاً من وجه النهار" وفيها استطاعت المرأة الحكيمة تطويع شهريار الجبار حتى امتثل خاشعاً في مخدعها الانثوي متحولاً من عطاشه لسفك الدماء الى مهزوم يأنس بندامته ويعتز بكرَمِه وسخائه، فيغمرها بالأمان والعطف والحنان تحت بياض شمس لا تغيب عن ملكه.
أمّا شهرزاد "شمس الليل" فحكايتها ليست من تلك "الحكايا". حكايتها حكايـة الانثى الجريئــة العبثية في تحديها الحياة والموت، المتمادية دون خوف من عقــاب مفــاجئ او مصير مجهول. الأنثى التي تفرد جناحيها للنسيم العليل وللريح العاتية في آن واحد. وفي نقلاتها المشبوبة بالعشق، عشقها للشمس والمطر، لليل والقمر للرقص والسهر، للهمس واللمس والآهات… تصحو حائرة وقد سكبت عليها الشمس دفئاً وما ان انبعثت ترانيمها حتى تعثرت الكلمات على شفتيها لتخرج مهللة في جانب ومخنوقة في جانب آخر.
كان الغياب يشغل فكر دلال في شمس ليلها الطويل والغياب يعني الموت ويعني فتور الشعاع حتى زواله في نزاعه الاخير . فصبح "شمسها" هو المحطة التي لا رجوع منها، لذا تناديه: تأخر ايها الصبح! تأخر من أجل قلوب كقلب شهرزاد يتحدى الموت لأنه يعشق الحياة.
في ديوانها رموز لا يخلو بعضها من التطويل لأن الغائب لا توفّيه الكلماتُ سوى القليل القليل لرد جميلِهِ في مرثاة مهما طالت.
فمراثيها تظهر بلمحات في أكثر قصائد الديوان. والمرثاة هي نظرة وداع يتماسك بوحُهُ احياناً بخيط واه من خيوط العزاء واحياناً بقفزات كرّ وفرّ تتحدى فيها الموت حتى يحزن وينتحر:
/ حزنَ الموت / حين انقاد عنوة الى الرحيل / فاضطر للانتحار / وأنا بقيت شامخة كما وعدتك! / لن اتراجع. /
سأهزمك ايها الحزن / أقهرك ايها القهر / استمتع بمشاهدة هزل الشبح /.
سأقف متفرجة / مقهقهة في عزاء الموت / حتما سيموت الموت/ .
وفي عودة الى مرثاة طويلة "ورحل المارد" كتبتها في ذكرى عزيزة على قلبها، تطغى العاطفة على كلماتها فتنساب كهيجان نهر أُتخِمَ بامطار طوفانية، فالحنان الوالدي هو أقوى من شرارات الحب والعشق، وما كان على الشاعرة إلاّ ان تصدح بترانيم حزنها الفياضة:
افتقدك ايها الغالي / افتقد لحرارة حضنك / شوقي مزّق عروقي / رحيلك هزّ كياني /
يا رمز الحب والحنان / يا رمز الشوق والأمان / .
الى ان تقول:
احمل اليك ورودي وحبي/ وانا على يقين انك في ايدي الرحمن/ اشتاقك والدي / اشتاقك كثيراً / .
كيف يمكن للقلب الحزين ان يلجم تدفق عباراته وهو متخم بفيض الذكريات الأليمة وهل لا نعجب والشاعرة قد نثرت باقات من رموزها تؤكد مهارة صياغتها وصمودها وقد / مزقتها الأنهار وشلعتها العواصف وهي تسأل:
/ هل اكتب انا الشعر !!
ام هو يكتبني ! ترى من أكون؟
زهّر قلبي / ارتديتُهُ فرحاً / وشمتُهُ ربيعاً / التَحِفُه ابداً …/
اخيراً اتمنى على شاعرتنا أن تكمل المشوار بأعجوبة جديدة تشرق فيها الشمس على ليلة أكثر مرحاً وفرحاً و"أكثر بياضاً من وجه النهار".
أمّا شهرزاد "شمس الليل" فحكايتها ليست من تلك "الحكايا". حكايتها حكايـة الانثى الجريئــة العبثية في تحديها الحياة والموت، المتمادية دون خوف من عقــاب مفــاجئ او مصير مجهول. الأنثى التي تفرد جناحيها للنسيم العليل وللريح العاتية في آن واحد. وفي نقلاتها المشبوبة بالعشق، عشقها للشمس والمطر، لليل والقمر للرقص والسهر، للهمس واللمس والآهات… تصحو حائرة وقد سكبت عليها الشمس دفئاً وما ان انبعثت ترانيمها حتى تعثرت الكلمات على شفتيها لتخرج مهللة في جانب ومخنوقة في جانب آخر.
كان الغياب يشغل فكر دلال في شمس ليلها الطويل والغياب يعني الموت ويعني فتور الشعاع حتى زواله في نزاعه الاخير . فصبح "شمسها" هو المحطة التي لا رجوع منها، لذا تناديه: تأخر ايها الصبح! تأخر من أجل قلوب كقلب شهرزاد يتحدى الموت لأنه يعشق الحياة.
في ديوانها رموز لا يخلو بعضها من التطويل لأن الغائب لا توفّيه الكلماتُ سوى القليل القليل لرد جميلِهِ في مرثاة مهما طالت.
فمراثيها تظهر بلمحات في أكثر قصائد الديوان. والمرثاة هي نظرة وداع يتماسك بوحُهُ احياناً بخيط واه من خيوط العزاء واحياناً بقفزات كرّ وفرّ تتحدى فيها الموت حتى يحزن وينتحر:
/ حزنَ الموت / حين انقاد عنوة الى الرحيل / فاضطر للانتحار / وأنا بقيت شامخة كما وعدتك! / لن اتراجع. /
سأهزمك ايها الحزن / أقهرك ايها القهر / استمتع بمشاهدة هزل الشبح /.
سأقف متفرجة / مقهقهة في عزاء الموت / حتما سيموت الموت/ .
وفي عودة الى مرثاة طويلة "ورحل المارد" كتبتها في ذكرى عزيزة على قلبها، تطغى العاطفة على كلماتها فتنساب كهيجان نهر أُتخِمَ بامطار طوفانية، فالحنان الوالدي هو أقوى من شرارات الحب والعشق، وما كان على الشاعرة إلاّ ان تصدح بترانيم حزنها الفياضة:
افتقدك ايها الغالي / افتقد لحرارة حضنك / شوقي مزّق عروقي / رحيلك هزّ كياني /
يا رمز الحب والحنان / يا رمز الشوق والأمان / .
الى ان تقول:
احمل اليك ورودي وحبي/ وانا على يقين انك في ايدي الرحمن/ اشتاقك والدي / اشتاقك كثيراً / .
كيف يمكن للقلب الحزين ان يلجم تدفق عباراته وهو متخم بفيض الذكريات الأليمة وهل لا نعجب والشاعرة قد نثرت باقات من رموزها تؤكد مهارة صياغتها وصمودها وقد / مزقتها الأنهار وشلعتها العواصف وهي تسأل:
/ هل اكتب انا الشعر !!
ام هو يكتبني ! ترى من أكون؟
زهّر قلبي / ارتديتُهُ فرحاً / وشمتُهُ ربيعاً / التَحِفُه ابداً …/
اخيراً اتمنى على شاعرتنا أن تكمل المشوار بأعجوبة جديدة تشرق فيها الشمس على ليلة أكثر مرحاً وفرحاً و"أكثر بياضاً من وجه النهار".