شكّل معرض خريجي الماستر (2009 ـ 2013) لقسم الفنون التشكيلية ـ الفرع الاول في الجامعة اللبنانية تظاهرة فنية بامتياز. وقد تمّ افتتاحه في قاعة قصر الأونيسكو برعاية وحضور رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين والفنانين المشاركين وحشد من المهتمين.
اللوحات التي انتشرت في أرجاء قاعة العرض ضجت بالخطوط والالوان المتداخلة والكثير من الافكار المرتبطة بالفن المعاصر الذي يستوعب مختلف التقنيات.
ضم المعرض 49 لوحة حمل بعض منها تأويلات متقاربة للعين المتنقلة بينها، وأخرى طرح أصحابها إشكاليات متفاوتة. لكنها طبعت بعداً فنياً مبشراً بأن هذا الترابط بين الفنان الممسك بريشته من جهة والمتلقي من الجهة الثانية لم يندثر في زمن يحكمه التشوّه الإنساني.
تبقى اللوحة مرآة لذات إنسانية قادرة على ترجمة الوعي حيناً وصياغة الأمل مرات، وقد ينجح مبتكرها بنقل الألم، حيث لا يتمكن المتألم من إيصال شكواه فتصبح هي، أي اللوحة، جواز عبوره الى من يعنيهم ألمه علّهم يشاركونه جزءأً من معاناته ولو بالتعاطف.
لكل لوحة إيقاعها المختلف فنرى في شخوص رجاء حطيط كيفية تطويع الانتظار وإحاطته بهالة قادرة على محو الملامح دون إلغاء المكان والزمان، لعلّنا جميعنا نقف على تخوم اللحظة بهيئة تماثيل متراصة. أما رشا الحلبي فبدت ريشتها متعلقة بخيط يحثك على الانحناء لمقاربة تلك الفتاة التي تخفي الكثير ولو تأطر حضورها بالفراغ، وما تركته وراءها لا يعنيها..
صرخة نخفيها أو نقاومها لا فرق، إلا أن رانيا عمرو ترجمتها فكان لفتاتها وجهان، وهل يكفي الهدوء لمواجهة ما في أعماقنا؟ عند طرف اللوحة انزوت فتاة عمرو، بدت مستكينة وتركت العنان لروحها كي تطلق صرختها بسبب الألم الدفين ربما حيث أن النزف بارز من خلال الخطوط الحمراء التي تتشكل في زوايا الإطار.
تخفي ملامح الأنثى في لوحة مايا حيدر كماً من علامات الاستفهام لكن المساحة بين "الكادرات" تفتح كوة للحوار رغم التناقض الظاهر والذي يبدو مفتعلاً، فالقماش ليس عنواناً لتحديد الهوية أو حاجباً للعقل.
تختصر لوحة مريم العلي حجم المعاناة المتأصلة في المجتمع، تكاد تخترق العين وتحثها على الاحتراق، حقيقية ملامح الطفولة بتداخلها مع القماش وكذلك الالوان، تدعونا العلي كي نلتمس نبض الادراج الباردة علّنا نبعث في ثناياها دفئاً يحتاجه الاطفال المتكئون على هامش السادية المستشرية والقتل المتنقل من ركن الى آخر.
يمكن للعين أن ترى مخاضاً في طرح حسين حسين الذي برَع في نسيج اللون، بين الأحمر والأسود تختفي الحدود وتوغل عميقاً في نبض القماش، موت وحياة وانقباض قد ينبعث من ثناياه جزء من الامل.
الفنانون المشاركون
وشارك في المعرض الفنانون: أسماء شعبان – إياد كنعان – أيلدا أبو فخر- تانيا قسطو- جنان موسى – حسين حسين- حسين جمعة – حنين الأيوبي- خولة طفيلي – دارين جابر – دعد أبي صعب – رانيا بحلق – رانيا عمروا – رشا الحلبي – رشا قصير – رجاء حطيط – رولا شمس الدين – ريما منصور – زينب مرعب – سميحة شعبان – سحر الحسني – سمر بيضون – سوزان شكرون – سليمان ضيا – طلال الحج حسن – عباس مكي – علي لمع – عبد المطلب السيد – غادة قصير – فاتن حمود – فاطمة عثمان – فاطمة كوثراني – فؤاد شهاب – لميس رمال – ليلى الموسوي – ماريا مواسي – ماريا نصر الله – مايا حيدر – مريم الدنا – مريم العلي – مريم برق – منى سعد – ملاك غدار – منى عز الدين – نصير حيدر – نهى شمس الدين – نضال عبد الله – هلا نحاس – يوسف نعمة.
خريجو معهد الفنون يتظاهرون في الأونيسكو..
147
المقالة السابقة