تحدث الزميل حسن حمادة في احتفال "تحولات" في عيدها الأربعين الذي أقامته في قصر الأونيسكو في بيروت فقال أنها مشروع مقاوم استطاع ان يصمد بتوفر الرأسمال المعنوي والمادي من المفكر منصور عازار وبصمود الزميل سركيس ابو زيد.
وشدد حمادة على ان تجربة تحولات كانت تجربة مواجهة عملياً ما بين رأس المال المعنوي ورأس المال النقدي لأن الوقت الذي انطلقت فيه "تحولات" كان مقدراً أن تنطلق برأس مال معنوي فقط، لذلك من الطبيعي ألا تزدهر كما تزدهر باقي الصحف، لأن قيمها تختلف ومفاهيمها تختلف عن قيم ومفاهيم تلك الصحف. ولأن القضية التي تؤمن بها لا يمكن أن تخضع ولو بشكل من الأشكال ولو مروراً حسب قواعد السوق في السياسة وفي الوطنية. فمن الطبيعي انها كانت تلتزم بقضايا الشعب وتلتزم بقضايا الوطن والأمة، ومن كان هذا اتجاهه فلا يكون عنده أي استعداد للمساواة بين أن يكون او لا يكون، لذلك اختارت أن تكون وأن تبقى كما هي.
المروحة الإعلامية واسعة لدرجة أن لا بد أن تحتمل وجود مشروع أو ربما أكثر ممن هم مستعدون أن يحافظوا على نظافتهم مهما كان الثمن. من هنا أهمية تحولات، خصوصاً كما تفضلت السيدة فيرا، هناك أناس ذوو أقلام مهمة ومسؤولة وأناس باحثون كتبوا ويكتبون في "تحولات" وبالتالي هناك أقلام مسؤولة وأقلام حرة وفي الثوابت الإنسانية التي هي حتماً بوابة الاجتماعية الوطنية والقومية التي لدى الأحرار ممنوع المساس فيها بـ"تحولات" حتى ولو كان لقاء المساس تقدمها على هذا الصعيد. ولأن لا قيمة لشيء على الإطلاق حين تزول الأوطان، فلا يعود لأمر ما قيمة، فلا تكون تلك قادرة على الوجود إذا زالت الأوطان. على صعيد هذه التراتبية أولوية الأرض ووحدتها واستقلال الأوطان. هذه الأولوية الأولى وليس بعدها أولوية ثانية، مهما كانت المواقف من الأنظمة.
نحن نعرف قبل من يعارض الأنظمة أن هذه الأنظمة فاشلة فاسقة منحطّة، منحطة هي هذه الأنظمة. نعم، ولكن هذا لا يبرر أبداً أن نغرق الأوطان بالدم والدمار للانتقام من الأنظمة. هذا أمر لا يجوز، لأن المعرضين في هذه الحالة يرتكبون فعلاً لا يقل عن الفعل الشنيع الذي ارتكبته الأنظمة التي عند لحظة الاختيار بين بقائها وبين سلامة الأوطان كانت تضحي بالأوطان مقابل بقائها واليوم هناك استعداد للتضحية بالأوطان مقابل القضاء على الانظمة وهذه جريمة لا تجوز.
وأكد أن هذه التراتبية القيمية احترمتها "تحولات" فكانت محاصرة وهي تمثل نخبة معاكسة للتيار، لأن إذا مشت مع التيارات الجارفة "يعني العوض بسلامتكم" كمن يقتل روحه بنفسه لأجل سلامة رقبته ورغيف خبزه. فعلى الصعيد الإنساني كان مجال لعلاقات حميمة وطيبة وعاطفية وأخلاقية ومهنية وعلى الصعيد الصداقة مع أشخاص عديدين لا مجال لذكرهم جميعاً وأعتذر منهم سلفاً، لكني أختصر أن صديقي ورفيق عمري ودربي سركيس أبو زيد الذي فعلاً له الفضل الأساس بأن أدرنا هذه الدفة كلها في هذا الاتجاه وكان يضع أسماءنا في المقدمة ويبقى هو في الخلف لكن واقع الحال وللتاريخ أقول أن كانت كل التضحيات كانت منه وليست منا نحن من كنا نعاونه. "تحولات" عمل تضحية قام على كتفي سركيس أبو زيد هذا هو الواقع والحقيقة.
وقال: نحن كنا مجرد كورس. هذه هي الحقيقة، لكن كورس مؤمن بهذا الاتجاه وبهذا المخطط. بخاصة أنه لا يمكن للنهضة على الصعيد الإعلامي أن تحضر من دون إعلام، خصوصاً في زمن أصبح فيه الإعلام مملوكاً لرأسمال خاص. هكذا فإن الإعلام الحر غير موجود بالأساس. الإعلام الحر هذه كذبة. ليس فقط عندنا بل في كل العالم لا يوجد اعلام حر في العالم، خصوصاً في هذا العالم المتوحش الذي يسمى الغرب الذي لم يكن يوماً حضارياً أو إنسانياً. الغرب دائماً كانن متوحشاً واليوم يزداد توحش الغرب الذي لا ينتج الا داعش أساساً لأنه من طينة داعش وهو حليف داعش.
وتابع كذلك فاليهود ليسوا أرقى من داعش فهذا البطن الذي ولد مسخ الصهيونية مازال خصماً، وهذا الغرب سوف يبقى ينتج ظواهر إرهابية كهذه، مهما زين هذه الظواهر بإيديولوجيته وأكاذيبه يومياً وعملياً لذلك علينا أن نعرف كيف نسوّق سقوطها في العالم الغربي، حيث توجد بؤر صمود وتصدٍّ للنيولبرالية بأشكالها الرأسمالية المتوحشة النيوليبرالية التي يستحيل أن تعيش أو أن تتعايش مع الديمقراطية مهما برروا عكس ذلك فهم يكذبون، لكن علينا أن نواكب هذه الحالة ونعرف كيف نواجهها
أردف أن "تحولات" قامت بدور جليل على هذا الصعيد قد تكون الصحيفة التي تنفرد في القيم بهذه المهمة رغم فقرها ورغم تعثيرها، وكم قلنا من يختار الرأسمال المعنوي مكان الرأس المال النقدي عليه أن يقبل النوم على وسادة الجوع والتشرد، هذه حقيقة بالإضافة إلى أن "تحولات" من الطبيعي، كما تفضلت السيدة الست فيرا، هي صحيفة المقاومة والمقاومين، لأن في بلدنا بعد توقف عطائنا الحضاري المقاوم فترات طويلة من الزمن، فالمقاومة هي عطاء حضاري جديد من بلادنا لشعوب العالم أجمع، ربما أنا أختلف مع حزب الله، وأكيد أختلف 90 في المئة مع حزب الله، ولكن 100 بالمئة أنا أخضع لقانون المقاومة ولقدسية المقاومة ولعدم القبول بتوجيه أي انتقاد للمقاومة لأننا إذا وجهنا انتقاداً للمقاومة معناه أن نكون قد طعنّا أمتنا وتاريخنا وهذا الشيء لا يجوز.
وختم: لا أستطيع في النهاية عندما أحكي عن الرأسمال المعنوي لا أستطيع أن نتصور "تحولات" ما كانت انطلقت ولا صمدت ولا تابعت ولا المفكر والصديق وأستاذنا والمناضل السوري القومي الاجتماعي المرموق الأمين منصور عازار الذي له تحية المحبة والتقدير والاحترام له ولكم جميعاً.