103
بدعوة من مجلة تحولات وجمعية زمن، أقيم في مكتب المجلة حفل توقيع ديوان الشاعر يوسف الخصر "وطنٌ أنا للراحلين نحو اليأس" بحضور رئيسة «جمعية زمن» ناهلة سلامة، والشاعر أدهم الدمشقي، والفنان عبود حرب، وعدد كبير من المهتمين بالشأن الثقافي والفني.
بداية كانت كلمة لسلامة وتلتها كلمة للدمشقي حيث قال «يُغلق الباب على طفولتهِ ويخرجُ منها ناسيًا مفاتيحَه في الداخل. لاهثًا، في الشوارع الفارغة من أهلها كالمجانين، يُقلق نوم سكان المدينة، تاركًا قصيدتَه في انتصابها الأول، تقفز من رصيف إلى عاهرة، ومن قهوة إلى متسول. يريدُ لو استطاع، أن يشق في لحمهِ شارعًا للراحلين نحو اليأس. أن يفتقَ من جرحهِ نهرًا. أن يُطلِعَ من صوتِهِ وطنًا، من حزنه امرأة. يريدُ أن يلوِّنَ جدرانَ المدينة التي لوَّنتها قبلَه الحرائق، وصدَّعَتها الحروب. يريدُ أن يحملَ للزمن الخراب، وردة، رأسُها الأحمر بلون الثورة، وجذورها، مبتورة عن أمِّها كالسياسات الحرام".
الخضر
وألقى الشاعر مجموعة من القصائد التي تحمل قيماً جمالية وإبداعية وصوراً جميلة لتكثيف المعاناة التي يعيشها الشاعر، والذي أضفى عليها الجمال خلوها من التعقيد والألغاز لأنها تتصف بالشفافية والسلاسة وفيها وضوح متميز لغوصها في التأمل، يخاطب الشاعر وطنه بقلب متألم، فيقول في قصيدة "عاشق أبعد من حدود وطن":
هوَ عاشقٌ/ هوَ أنا…/ يَرتمي كُلَ يومٍ/ على ضِفاف فُستانِها/ ينظُم الغَزَل والقصائد/ يشتري ورداً فيُذيبهُ على شفتيها/ يبتعدُ خطوتين قبل أن يُقبلها/ بِصوتٍ ناعم وبِشوق/ هيَ الحسكة حبيبة عُمري/ ليست الحسكة حمامةً/ ولا سِبحةٌ في جيب أُمي/ الحسكة لو كانت شعراً/ لانحنى التاريخ للشعرِ/ هيَ شوق المُهلهلِ/ للحانات والخمرِ/ هيَ شوق التُبّع اليمني لجليلةٍ/ في حين أوقعتهُ/ مكائدُ تغلبٍ وبكرِ/ هيَ شوق الغارقين للبرِ/ هيَ شوق مُغتَربٍ/ هي شوقي أنا/ مَرت في حياتي صبيةً/ تُحاولُ خِداعي لكي أسلو عنها/ وأُم القمح والزيتون والشُهداء/ أنا لا أُجيد الرقص في المسارح/ فابعدي يديكِ عن خصري/ لم أُمارِ التحضُر يوماً/ فإن رائحة التبغ عالقةٌ في ثيابي/ وجيبي مملوءة قصائد/ وصدري مملوء عُروبة/ ولا تأخُذي مكان الحروف أنصحُكِ/ إن الحروف لها مأساةٌ كبيرة/ في دفاتري/ ابتعدي عني ابتعدي عن خطري/ فالأمواج المُغرمة سيدتي/ يكفيها أن تَتَلمس أنامل الشاطئ المُغري/ عاصمتي/ وعاصمةُ طفولتي/ وعاصمة حُبي الأول/ وطيشي وعقلانيتي وشعري/ فكيف أرتاحُ أنا/ والليلُ والنجوم/ والصحراء والصنوبر/ والشوارع والأبنية/ خلدت إلى النوم فوق صدري/ بالله يا ليلُ أخبرني/ كم من القِوة أحتاجُ/ كي أكون بِمثابة العاشق/ أيكفيك أن أُعطيك تِلال القمح/ وقوافل القُطن الأبيض/ خُذ ما شِئتَ أن تأخُذ/ فقط أُريدُ أن أغلِب الخابور/ أن أشرب ماءهُ/ ذاك الذي سموه العاشق العُذري/ يستلقي الغُروبُ على كتفيها فيرقُد الجميع/ ينامُ الجميع/ ينامُ الوجعُ اليتيم في شوارع أضلُعي/ تُهدهد أُمٌ طفلتها/ نامي… نامي/ أُهديكِ طيرَ الحمامِ/ أجعلُكِ في الحسكة عروساً/ أعطيكِ فُستاني الأبيض/ أطواقي وقارورة عطري.
وفي نهاية الحفل قدّم الفنان عبود حرب مجموعة من الأغاني الطربية.
بداية كانت كلمة لسلامة وتلتها كلمة للدمشقي حيث قال «يُغلق الباب على طفولتهِ ويخرجُ منها ناسيًا مفاتيحَه في الداخل. لاهثًا، في الشوارع الفارغة من أهلها كالمجانين، يُقلق نوم سكان المدينة، تاركًا قصيدتَه في انتصابها الأول، تقفز من رصيف إلى عاهرة، ومن قهوة إلى متسول. يريدُ لو استطاع، أن يشق في لحمهِ شارعًا للراحلين نحو اليأس. أن يفتقَ من جرحهِ نهرًا. أن يُطلِعَ من صوتِهِ وطنًا، من حزنه امرأة. يريدُ أن يلوِّنَ جدرانَ المدينة التي لوَّنتها قبلَه الحرائق، وصدَّعَتها الحروب. يريدُ أن يحملَ للزمن الخراب، وردة، رأسُها الأحمر بلون الثورة، وجذورها، مبتورة عن أمِّها كالسياسات الحرام".
الخضر
وألقى الشاعر مجموعة من القصائد التي تحمل قيماً جمالية وإبداعية وصوراً جميلة لتكثيف المعاناة التي يعيشها الشاعر، والذي أضفى عليها الجمال خلوها من التعقيد والألغاز لأنها تتصف بالشفافية والسلاسة وفيها وضوح متميز لغوصها في التأمل، يخاطب الشاعر وطنه بقلب متألم، فيقول في قصيدة "عاشق أبعد من حدود وطن":
هوَ عاشقٌ/ هوَ أنا…/ يَرتمي كُلَ يومٍ/ على ضِفاف فُستانِها/ ينظُم الغَزَل والقصائد/ يشتري ورداً فيُذيبهُ على شفتيها/ يبتعدُ خطوتين قبل أن يُقبلها/ بِصوتٍ ناعم وبِشوق/ هيَ الحسكة حبيبة عُمري/ ليست الحسكة حمامةً/ ولا سِبحةٌ في جيب أُمي/ الحسكة لو كانت شعراً/ لانحنى التاريخ للشعرِ/ هيَ شوق المُهلهلِ/ للحانات والخمرِ/ هيَ شوق التُبّع اليمني لجليلةٍ/ في حين أوقعتهُ/ مكائدُ تغلبٍ وبكرِ/ هيَ شوق الغارقين للبرِ/ هيَ شوق مُغتَربٍ/ هي شوقي أنا/ مَرت في حياتي صبيةً/ تُحاولُ خِداعي لكي أسلو عنها/ وأُم القمح والزيتون والشُهداء/ أنا لا أُجيد الرقص في المسارح/ فابعدي يديكِ عن خصري/ لم أُمارِ التحضُر يوماً/ فإن رائحة التبغ عالقةٌ في ثيابي/ وجيبي مملوءة قصائد/ وصدري مملوء عُروبة/ ولا تأخُذي مكان الحروف أنصحُكِ/ إن الحروف لها مأساةٌ كبيرة/ في دفاتري/ ابتعدي عني ابتعدي عن خطري/ فالأمواج المُغرمة سيدتي/ يكفيها أن تَتَلمس أنامل الشاطئ المُغري/ عاصمتي/ وعاصمةُ طفولتي/ وعاصمة حُبي الأول/ وطيشي وعقلانيتي وشعري/ فكيف أرتاحُ أنا/ والليلُ والنجوم/ والصحراء والصنوبر/ والشوارع والأبنية/ خلدت إلى النوم فوق صدري/ بالله يا ليلُ أخبرني/ كم من القِوة أحتاجُ/ كي أكون بِمثابة العاشق/ أيكفيك أن أُعطيك تِلال القمح/ وقوافل القُطن الأبيض/ خُذ ما شِئتَ أن تأخُذ/ فقط أُريدُ أن أغلِب الخابور/ أن أشرب ماءهُ/ ذاك الذي سموه العاشق العُذري/ يستلقي الغُروبُ على كتفيها فيرقُد الجميع/ ينامُ الجميع/ ينامُ الوجعُ اليتيم في شوارع أضلُعي/ تُهدهد أُمٌ طفلتها/ نامي… نامي/ أُهديكِ طيرَ الحمامِ/ أجعلُكِ في الحسكة عروساً/ أعطيكِ فُستاني الأبيض/ أطواقي وقارورة عطري.
وفي نهاية الحفل قدّم الفنان عبود حرب مجموعة من الأغاني الطربية.