أن تتسمر خلف هذه الشاشة الحقيرة وتفكر ماذا ستكتب
هذا قمة الغباء
أن تفك شيفرة كل هذه الوجوه الملتبسة
هذا فعل انتحار
أن تقرأ الغامض بين الكلمات
سوف تتعب من الحقيقة
ربما… ولست متأكداً من شيء
لكنني تصالحت مع الجمال كما القبح
وتصالحت مع الغياب… ولست متأكداً من شيء
وتصالحت مع الخوف والمجهول
ومع عينيك المثيرتين…
وأكتب قصتي مع الحياة… كي لا أموت وحيداً
هل أنت فعلاً حبيبتي… لا أدري!
لكننا بالأمس كنا نغني
وكانت أجسادنا تتلاحم وتتناغم مع ضوء خافت
وكثير من النشوة…
كنا نبحث عن الضائع منا…. وكنا أكثر من حضورنا
كأنني أبوح لك
تعالي يا حبيبتي نرحل من هذه المدينة
نرحل كالجبناء واللصوص
تعالي قبل أن
يحطموا أجسادنا
وتتآكلنا النفايات والجرذان
تعالي نستسلم للهروب
ونبني على مداخل المدينة هياكل لنا
أقواساً للهزيمة
تعالي نشرب كؤوس الخيبات حتى الثمالة
ونموت كما نريد…
الانتحار الجميل الصاخب بالشغف
الممتلئ بالحب والحرية…
الانتحار الشجاع بكل جرأة وبكل إيمان
تعالي نغلق أبواب المدينة على الأموات
ونرقص خارج الأسوار
ونرى الحرائق البعيدة
ونبني مدينة في هذا السراب
خلف البحر…
أنا لا أخشى قصائدي المنهزمة
ولغتي المجروحة، وأفكاري المبعثرة
وتخيلاتي الفاشلة،
كل ما أخشاه أن أكون تمثالاً مذبوحاً
*نبذة عن زاهر العريضي: مواليد بيصور- لبنان عام 1982
مؤلفاته:
– رحيل في جسد- شعر- 2008 – دار أبعاد
– مأدبة ربيع الشعراء- كتاب مشترك لمجموعة شعراء ضمن فعليات بيروت عاصمة عالمية للكتاب- 2009
Offline – نص افتراضي- 2010- دار أبعاد
– أنا الغريب هناك "نص تجريبي" 2014- دار الفارابي
– «وطن للتهجئة».. قصائد مترجمة للألمانية- كتاب مشترك لمجموعة كتاب