95
يروّج أصحاب الأغراض المشبوهة، أولئك الذين هم ألسنة المستعمر وعيونه وأياديه أن السينما قد قضت على الكتاب في الجولة الأولى وبالضربة القاضية. فوقع الكتاب على الأرض ولم يعطس.
كما ويروّج من له غاية في نفسه لتجهيل الناس أن التلفزيون لم يقض على الكتاب وحسب إنما قضى على السينما. ولكن فرحة التلفزيون بانتصاره لم تدم طويلاً فسرعان ما جاء الانترنيت وقضى على التلفزيون. والسؤال: فهل هو حقيقة ما يروّج له أصحاب الأغراض المشبوهة أولئك الذين يصطادون في غسق الليل في المياه العكرة؟
نظرة سريعة لما انتهى إليه المروّجون، فنرى أن ما روّجوا له لم يتعدّ مجال الإشاعة، كما ويتأكد لنا أن الإشاعة هي من فبركة أعداء الناس والوطن والأمة والحرية، ونقول أعداء الناس والوطن والأمة والحرية ولا نقول أعداء الكتاب، ذلك أن القضاء على الكتاب ليس إلا مقدمة من أجل القضاء على الناس والوطن والأمة والحرية وذلك بواسطة سلاح الأمية وقوة الجهل، فمن ينشر الثقافة بين الناس ليس كمن ينشر الجهل.
ونظرة سريعة ثانية، فإننا نرى، ومهما استعرت نار الإشاعة، فإنها لا ولم تنل من الكتاب، فالكتاب لا يموت ولا ينتهي ومهما استعر التلفزيون وحليفه الانترنيت، لا بل إنهما ما وجدا إلا لخدمة الكتاب. ونؤيّد صحة رأينا من خلال طرح الأسئلة الآتية:
هل يقدر التلفزيون أو الانترنيت حذف ما يعرف بالكلمة وعائلتها كالقصة والرواية والمقالة والرأي والكتاب والديوان والموسوعة…؟
هل بقدرة التلفزيون وصاحبه أن يستغنيا عن القلم والقرطاس؟ وهل يستطيع التلفزيون أن ينتج أعماله مباشرة ومن دون مساعدة القلم والقرطاس؟
إذا كان التلفزيون بمساعدة الانترنيت استغنى عن القصة والحوار، فهل بقدرته الاستغناء عن العقل مبتدع القصة والحوار ومبتدع التلفزيون والانترنيت؟ وهذا تلفزيون قد استغنى فعلاً عن القصة والحوار والعقل، ولكن إلى أين انتهى التلفزيون؟ ألم ينتهِ قرفاً ونتانة وإزعاجاً؟
وإذا كان التلفزيون مجرد صورة ولون وحسب، فهل بقدرته الاستغناء عن الكلمة، أي عن الصوت، ليستغني التلفزيون عن الكلمة حتى يصبح بين ليلة وضحاها مجرد شيئاً يذكر أو لا يذكر.
أجل ومثلما تطور الكتاب من الفخار إلى الجلد إلى ورق البردى، فالورق، ومثلما تطور القلم من المسماري إلى الغباري إلى الإزميل إلى الريشة، فالقلم، والقلم أنواع وأنواع، هكذا نحن أبناء الإنسان لسنا دون التطور درجة، لا بل نحن نذهب مع التطور ما ذهب التطور بنا إلى أبعد الحدود، فالكتابة تطورت من القراءة إلى التجسيم المسرحي إلى السينما فالتلفزيون والانترنيت، والآتي أعظم، ونحن نؤمن بذلك، ونحن موقنون.
ما أعظم رحلة الكتاب والقلم، وما أعظم الإنسان الذي يرافق رحلتيهما!
نحن والفكر حبيبان فرّقنا القدر، ما أن نلتقي حتى نعود إلى سابق عهدنا حبيبين حميمين.
نحن مع الفكر ومن حيث أتى، من السينما أتى أو من التلفزيون والانترنيت، من المسرح أو من الكتاب. ورجاءً لا تنسوا الحكواتي، ملك النوادي والمنتديات، ويبقى للكتاب نكهته الخاصة، ونكهة الكتاب المجلة والجريدة.
أجل هنالك بعض كتب فاسدة، نعترف بذلك، ومثلما أن بعض الكتب فاسدة، أيضاً فأكثر البرامج التلفزيونية فاسدة، لا بل أن بعض البرامج التلفزيونية أكثر فساداً من بعض الكتب، حتى أن التلفزيون يشوّه بعض الكتب وعن سابق إصرار وتصميم. حتى أن التلفزيون العربي بشكل عام، والتلفزيون اللبناني بشكل خاص، لا ينشر إلا البرامج الفاسدة. وكافة ما ينتجه التلفزيون اللبناني فاسد. التلفزيون اللبناني لا ينشر إلاّ الفاسد. هذا وبحكم الإمام علي، نعلن عمالة التلفزيون اللبناني الرسمي والخاص، قوله: "المحدث بالسوء كفاعله".
والتلفزيون اللبناني لا ينشر إلاّ السيئ والفاسد والنتن.
هل لديكم رأي آخر؟
كما ويروّج من له غاية في نفسه لتجهيل الناس أن التلفزيون لم يقض على الكتاب وحسب إنما قضى على السينما. ولكن فرحة التلفزيون بانتصاره لم تدم طويلاً فسرعان ما جاء الانترنيت وقضى على التلفزيون. والسؤال: فهل هو حقيقة ما يروّج له أصحاب الأغراض المشبوهة أولئك الذين يصطادون في غسق الليل في المياه العكرة؟
نظرة سريعة لما انتهى إليه المروّجون، فنرى أن ما روّجوا له لم يتعدّ مجال الإشاعة، كما ويتأكد لنا أن الإشاعة هي من فبركة أعداء الناس والوطن والأمة والحرية، ونقول أعداء الناس والوطن والأمة والحرية ولا نقول أعداء الكتاب، ذلك أن القضاء على الكتاب ليس إلا مقدمة من أجل القضاء على الناس والوطن والأمة والحرية وذلك بواسطة سلاح الأمية وقوة الجهل، فمن ينشر الثقافة بين الناس ليس كمن ينشر الجهل.
ونظرة سريعة ثانية، فإننا نرى، ومهما استعرت نار الإشاعة، فإنها لا ولم تنل من الكتاب، فالكتاب لا يموت ولا ينتهي ومهما استعر التلفزيون وحليفه الانترنيت، لا بل إنهما ما وجدا إلا لخدمة الكتاب. ونؤيّد صحة رأينا من خلال طرح الأسئلة الآتية:
هل يقدر التلفزيون أو الانترنيت حذف ما يعرف بالكلمة وعائلتها كالقصة والرواية والمقالة والرأي والكتاب والديوان والموسوعة…؟
هل بقدرة التلفزيون وصاحبه أن يستغنيا عن القلم والقرطاس؟ وهل يستطيع التلفزيون أن ينتج أعماله مباشرة ومن دون مساعدة القلم والقرطاس؟
إذا كان التلفزيون بمساعدة الانترنيت استغنى عن القصة والحوار، فهل بقدرته الاستغناء عن العقل مبتدع القصة والحوار ومبتدع التلفزيون والانترنيت؟ وهذا تلفزيون قد استغنى فعلاً عن القصة والحوار والعقل، ولكن إلى أين انتهى التلفزيون؟ ألم ينتهِ قرفاً ونتانة وإزعاجاً؟
وإذا كان التلفزيون مجرد صورة ولون وحسب، فهل بقدرته الاستغناء عن الكلمة، أي عن الصوت، ليستغني التلفزيون عن الكلمة حتى يصبح بين ليلة وضحاها مجرد شيئاً يذكر أو لا يذكر.
أجل ومثلما تطور الكتاب من الفخار إلى الجلد إلى ورق البردى، فالورق، ومثلما تطور القلم من المسماري إلى الغباري إلى الإزميل إلى الريشة، فالقلم، والقلم أنواع وأنواع، هكذا نحن أبناء الإنسان لسنا دون التطور درجة، لا بل نحن نذهب مع التطور ما ذهب التطور بنا إلى أبعد الحدود، فالكتابة تطورت من القراءة إلى التجسيم المسرحي إلى السينما فالتلفزيون والانترنيت، والآتي أعظم، ونحن نؤمن بذلك، ونحن موقنون.
ما أعظم رحلة الكتاب والقلم، وما أعظم الإنسان الذي يرافق رحلتيهما!
نحن والفكر حبيبان فرّقنا القدر، ما أن نلتقي حتى نعود إلى سابق عهدنا حبيبين حميمين.
نحن مع الفكر ومن حيث أتى، من السينما أتى أو من التلفزيون والانترنيت، من المسرح أو من الكتاب. ورجاءً لا تنسوا الحكواتي، ملك النوادي والمنتديات، ويبقى للكتاب نكهته الخاصة، ونكهة الكتاب المجلة والجريدة.
أجل هنالك بعض كتب فاسدة، نعترف بذلك، ومثلما أن بعض الكتب فاسدة، أيضاً فأكثر البرامج التلفزيونية فاسدة، لا بل أن بعض البرامج التلفزيونية أكثر فساداً من بعض الكتب، حتى أن التلفزيون يشوّه بعض الكتب وعن سابق إصرار وتصميم. حتى أن التلفزيون العربي بشكل عام، والتلفزيون اللبناني بشكل خاص، لا ينشر إلا البرامج الفاسدة. وكافة ما ينتجه التلفزيون اللبناني فاسد. التلفزيون اللبناني لا ينشر إلاّ الفاسد. هذا وبحكم الإمام علي، نعلن عمالة التلفزيون اللبناني الرسمي والخاص، قوله: "المحدث بالسوء كفاعله".
والتلفزيون اللبناني لا ينشر إلاّ السيئ والفاسد والنتن.
هل لديكم رأي آخر؟
باحث وأستاذ في الجامعة اللبنانية