دائماً هو الشرق، والمشرق القديم تحديداً، لأنه ببساطة مهد الحضارة والمنبع والمنهل لكلِّ تحوّل جدير بالاهتمام يطرأ على مسيرة الحضارة وخاصة على صعيد التحوّلات الكبرى أي الفكرية. كم من تحوّلات عرفت البشرية، ولكن هل التحوّل هو بالضرورة تطوّر أم أنه تقهقر وتدهور؟ والأهم ما هو مصدر هذه التحوّلات؟ قبل الإجابة لا بدّ من أن نعرّج أولاً على تحديد عبارة «تحوّل» من حيث كونها مفهوماً وتبيان بعض دلالاتها ورمزية أبعادها الدينية والعقدية لدى بعض الشعوب.
تحوّلات في المفهوم والمعنى والمبنى
التحوّل (transformation) هو مجموع المتغيّرات التي تطرأ على بعض الحيوانات خلال حياتهم، كتحوّل الحشرات من شكل الى آخر (الشرنقة الى فراشة مثلاً). وبالمعنى المجازي عند البشر، تبدّل وتقمّص وهو التغيير من شكل الى شكل ومضاعفة كلية للمظهر الخارجي. أو ما يطرأ من تغيّر للطبع والتبدّل من حالة الى حالة: («فيحل عليك روح الرب فتتنبأ معهم وتتحوّل الى رجل آخر»، صموئيل الأول10: 5-8). وفي المعتقدات الدينية يعني التحوّلُ تجسّدَ الإله أي تحوّله من الحالة الإلهية غير المنظورة وغير المحسوسة الى الحالة البشرية باتخاذه شكل الإنسان، من هنا تسمية الفن الإغريقي الكلاسيكي (القرن الخامس ق.م.) بالفن الإنساني حيث تمثلت آلهة الأولمب وتجلّت على هيئة البشر، مقارنة مع الآلهة المصرية التي غلبت عليها الصورة الحيوانية (العجل أبيس المقدس) أو الهجينية نصف بشري ونصف حيواني (أبو الهول) أو الرافدية – السورية (النسر المجنّح). وتغلب تحوّلات الآلهة في عدد من الميثولوجيات القديمة (تحوّل دافني الى شجرة غار أو تحوّل زيوس الى طير أو اتخاذه شكل هلال الشمس…) والتحوّل بمعنى التمظهر والتقمّص هو سمة دينية آسيوية أساسية ويعني تجسّد الإله في الديانة الهندوسية، التي تكثر فيها الآلهة المتحوّلة ولكلّ إله عمل يأخذ خلاله صورة معيّنة أو تمظهرات (Avatar) ألوهية متعددة (مثلاً التجسد الرابع لفيشنو إله الخصوبة على هيئة أسد، إذ يقلق فيشنو على البشر فينزل لتفقد أحوالهم من مدة الى أخرى)، من هنا وجوب أن يبقى الإله خفيّاً، فيتخذ في كل مرة هيئة مختلفة ما يجعله في حالة تقمص مستدامة. وكل هذا التغيير بغاية أن يضاعف أو يحسّن شيئاً ما أو يغيّر مجرى أحداث معيّنة، إذ لا تحوّلات من دون هدف. من هنا كان فريق من دعاة التحول (transformistes) الذين يتبنّون نظرية تقول إن الكائنات الحيّة بخلاف المعتقد السائد من أنها ثابتة وغير متحوّلة، تتحدّر، من خلال عملية تطور لا منقطعة، من نموذج أو نماذج بدئية. وعليه، يبني الباحث نشأة الفكر وتطوره إذ لا يعقل أن ينبت الفكر فجأة ومن دون سوابق، فالفكر لا بدّ وأن يرتكز على أساسات قديمة تشكل القاعدة التي عليها يستند ومنها يستمد جذوره.
المشرق، المصدر الأول للفكر
إن كل الدراسات الأثرية بيّنت أن مهد الحضارة هو المشرق القديم (سوريا وبلاد ما بين النهرين ومصر) ويضيء عدد من العلماء (أبرزهم صموئيل كرامر، «الحضارة بدأت من سومر») على الصناعات والابتكارات والتقنيات والمهارات التي ابتدعها المشرقيون والتي لا مجال لتفصيلها في بحثنا هذا الذي حصرناه بالتحول الفكري في مسيرة الحضارة. ناهيك عن تطور العمارة والهندسة والفنون والتجارة، وكلها ناتجة عن كل التقدم الذي حققه الإنسان الذي سمي العاقل العاقل (Homo Sapiens Sapiens) وهو آخر تحوّل للعقل البشري الى يومنا، ومرد تطور هذا الكائن الخلاق هو استيطانه واستقراره في المنطقة المعتدلة الوسيطة أو المشرق، حيث ساهمت الظروف المناخية المعتدلة والزراعة وهي أهم مرحلة انتقالية، في رقي الفكر لديه والانتقال من حالة تأمين الحاجيات المعيشية الضرورية والأساسية إلى الإنتاج العقلي والمعرفي الخلاق، بفعل الاستقرار.
لا شك في أن التحوّل الأكبر في تاريخ الإنسانية هو الانتقال من مرحلة ما قبل التاريخ إلى مرحلة التاريخ وتتخللهما مرحلة ما قبيل التاريخ (عصر البرونز من 5000-3500 ق.م.) هذا الانتقال الذي تم بفضل اختراع الكتابة، هو التحوّل الأضخم في مسيرة الإنسان الفكرية، ما خوّله دخول التاريخ بواسطة التدوين. فحصل تحوّل جذري من ظلمة الى نور وكان الشرق مصدره فالشمس تنبعث من الشرق. والتحوّل الأبرز هو تسطير، بمعنى سطّر أي كتب، الفلسفة والتي تختصر كل الفكر الإنساني الذي تجلّى إبداعاً باكراً جداً في المشرق القديم، عرفنا منه، ولعله ليس الأقدم ولكنه أقدم ما وصلنا مدوّناً، فكرَ جلجامش منذ مراحل سومر، مروراً بأكد وبابل وصولاً الى أشور- سوريا بلاد الشمس المشرقة، ويعدّ شاهداً على الوعي الفكري للمشرقي من خلال تساؤله عن الوجود والخلود وهما هاجسا الإنسان أبداً. هذا الفكر الذي سوف يستمر صعوداً ورقياً مطرداً، يشكّل مراحل انتقالية غيّرت وجه التاريخ مراراً وتكراراً، علماً أنها تنهل من المعين المشرقي نفسه الذي لا ينضب. وأبرز هذه التحوّلات الفكرية كانت مع أدونيس وفكرة البعث، فالسيد المسيح وفكرة القيامة والحرية فالنبي محمد وتأسيس الدولة (تراجع بهذا الصدد دراسة مميّزة للدكتور عاطف خليل الحكيم، بعنوان «بيروت، طائر الفينيق والتنين»، دراسة في الفكر الديني القديم، في إطار «بيروت عاصمة عالمية للكتاب، بالتعاون مع وزارة الثقافة وحلقة الحوار الثقافي، بيروت، 2009، ص 277-326). إذن، جذور هذه التحوّلات مشرقية واحدة وأهدافها مشرقية واحدة ولا تتمايز الا باللغة التي حكيت بها وبالكتابة التي دوّنت فيها فقط، وكلها لهجات للغة مشرقية واحدة، وأقلام متنوعة لكتابة مشرقية واحدة، تحوّلت لأشكال مختلفة عبر الأزمنة، غير أن ما يجمعها أنها نقلت كلها فكراً مشرقياً واحداً يتسامى ويرتقي باستمرار.
أبرز التحوّلات ذات المصدر المشرقي – السوري
حملت «أوروبا» فكر سوريا الى الغرب فتنوّر وحمل اسمها وتحوّل من مجرد جغرافية الى تاريخ. وحمل «قدموس» لغة سوريا وكتابتها الى الغرب فطوّب بطلاً وتحوّل الغرب من القبيلية الى المدنية. وحملت أليسار المدنية السورية الى الغرب فتحوّل من شعوب متفرّقة الى دول نهجت نهج سوريا التقدمي.
غزا «الإسكندر المقدوني» الشرق فتعلم بنفسه الإنسانية والقيم والرفعة والعزّة والإباء من صور، ولمس تلاقي الشعوب وتعايشها وأن «َجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا…» فأبى إلا أن يتعارف ويتواصل فقتله صحبه غدراً، ويكفيه فخراً أنه دفن في بابل مع عظمائها قبل أن يُسرَق جثمانه.
حمل «حنا بعل» حبّ وطنه وأرضه وهويته الى روما فتعلمت الشرف والعمل العسكري العملي المنظّم، وكانت قد نشأت على الإرهاب والقتل والذبح والترويع. جاء «يوليوس قيصر» الى الشرق فكَرِهَ روما وأبى إلا أن يصبح مصرياً وعلى نهجه سار «أنطونيوس» الذي عشق بدوره مصر وكليوباتره وتمصّر، فكانت النتيجة أن قُتل كل من الرجلين على يد الرومان أخوانهم عقاباً على تشرّقهم. جاءت روما الى الشرق في حملة إبادة عامة، فعمدت الى قتل الأطفال والتذبيح والتنكيل حتى لا يولد لسوريا من بعدها قائد، فما كان إلا أن تربّع فكره في عقر دارها ولما يزل الى اليوم: لقد حملت روما المسيح على الصليب، فقتلته أخيراً شاباً بعد أن بحثت عنه جاهدة طفلاً، خشية أن يقوم بثورته ضدها، لكنها فشلت وما استطاعت النيل منه إلا بعد ان نشر فكره الذي شعّ كما يشع نور الشمس المشرقية، وانتصر فكر يسوع السوري على الغرب كله وما زال ملكاً عليه بلا منازع وقد حوّل مجرى التاريخ لمصلحة سوريا بلاده، ويعدّ فكره من أعظم التحوّلات قاطبة. وما استطاعت روما أن تقوم لها قيامة إلا بعد أن أتى الإمبراطور قسطنطين الكبير الى الشرق وأسس القسطنطينية عاصمة روما الشرقية واعتمد المسيحية ديناً رسمياً حتى يتمكن من إخماد الثورة السورية بوجه روما، على قاعدة «وداوني بالتي كانت هي الداء». وما برحت روما قابعة في المشرق تنكّل وتقتل لإخماد نور يشوع/ يسوع، ظنّاً منها أنه سيخمد ويهمد؛ وما برحت ثورة المسيح تشع وتستعر في كل أنحاء المشرق حتى برز محمدٌ رافعاً لواء السيد المسيح عالياً وغُلبت الروم في أقاصي الأرض، فكان الإسلام التحوّل الأكبر بعد ستمئة سنة على جريمة الغرب بحق فكر الشرق وقادته، ولم يكتف العرب السوريون بهزيمة روما، بل أعادوا أمجاد اجدادهم وعادوا الى الغرب وكانت البوابة عبر الأندلس وكان التحوّل الكبير من جديد تحوّلاً نورانياً علمياً فكرياً شعّت أنواره في كل أوروبا وسما بها الى أرقى درجات العلم والمعرفة. هكذا كانت المبادلة مع إجرام الغرب: محبة وعلماً ومعرفة مشرقية.
ثم قدم الإفرنجة الى المشرق ينكلون ويحرقون ويذبحون ويدمّرون ويسرقون وينهبون كعادتهم القرصنية المتأصلة فيهم، إلا أنهم خرجوا مدجّجين علماً ولغة ومعرفة وكان التحوّل الكبير في بلادهم حين اعتمدت علوم السريان والعرب في معاهد الغرب المتجددة وفي دور علمه والتي من دونها لظل الغرب نسياً منسياً. وجاء التتر والمغول وسكان القفار الى المشرق واكملوا ما بدأه الغرب، إلا أنهم ما لبثوا أن تحوّلوا الى محطة تاريخية بعد أن كانوا نكرة في التاريخ، إذ ما فتئت سوريا تحوّل الرعاع الى بشر، فينصهرون في نسيجها وإلا يرحلون حاملين لغتها وفكرها ودينها وعلومها وأخلاقها.
وكذلك فتحت بلاطات العرب الغنية صدورها للأعاجم من فرس وترك ومماليك وبرحابة صدر عاملتهم بالمثل إنسانياً على قاعدة «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى»، فكان التحوّل الأخطر في تاريخ المشرق الذي لم يعد من وقتها مشرقاً بل غَرَبَ وتغرّب الى غير رجعة، بعد أن انتهك الأعاجم حسن المكرمة واستولوا على ممالك أسيادهم وما برحوا الى اليوم ينتهكون حلم الشرق والمشرقيين. استولى محمد الفاتح العثماني على القسطنطينية فهاجر المشرقيون ليشعوا في الغرب نهضة وتيارات إنسانية هي أكثر ما ساهمت في بناء أوروبا الحديثة، في حين بدأت بالمقابل شمس المشرق بالأفول، بعد أن هٌزم آخر أمراء سوريا القادة في «مرج دابق» العام 1516، فحمل هزيمتها الى الغرب ولم يحمل شيئاً أخر، فكان التحوّل الأغرب! إذ عاد فخر الدين من توسكانا ومعه أصناف من الأشجار كدليل على جفاف ويباس سوريا الى الأبد وهذه الأرض القاحلة المدمّرة ما زلنا نجرّ ذيول الخيبة التي أصابتها حتى بارت وبرنا معها الى اللحظة.
واستولى العثمانيون على الشرق وشرّعوا أبوابه واسعة أمام الغرب، وبدأت تتوالى غزوات الإفرنجة الواحدة تلو الأخرى من نابليون الى الحلفاء الى الصهاينة الى التتر الجدد الذين عاثوا خراباً ونهباً وتقتيلاً الى الآن. وتوالت المجازر الإبادية بحق المشرقيين الواحدة تلو الاخرى ولا مجال للتحوّلات الإيجابية خلالها بل كل التحوّلات كانت سلبية، وسببها أن ما حمله الشرق في آخر مرة قبل أفول شمسه الى الغرب كان الهزيمة، فلم تعد تسطع شمس الشرق في الغرب بتاتاً رغم محاولات البعض مثل جبران خليل جبران والرابطة القلمية، لكنها مبادرات فردية لا فعل حقيقياً لها ولا تفي بالتعويض عن حالة التشرذم والانقسام الذي تعيشه الأمة العربية أبداً بسبب تقسيمها الى جزئيات وأقليات عرقية وطائفية ومذهبية وتأويلية وتفسيرية متضاربة ومتناحرة وويل لأمة كثرت طوائفها… وكلٌّ ينادي أنا أمة!
وبعملية حسابية بسيطة يمكن للقارئ الردّ على الإشكالية التي طرحناها في مقدمتنا: هل التحول تطوّر أم أنه تقهقر وتدهور؟ فإذا أحصينا عدد الخدمات التي قدّمها الشرق للغرب يكون الجواب أن التحوّل هو تطور إيجابي بالمطلق، وبالعكس إذا ما أحصينا ما فعله الغرب من انتهاك ضد الشرق حوّل مصيره الى الانحطاط، يكون التحوّل سلبياً بالمطلق ويكون تقهقراً وتراجعاً مذريين. والنتيجة تكون بالمحصلة أن التحوّل الإيجابي في المسيرة الإنسانية الحضارية لا مصدر له إلا المشرق فقط ومن دونه فإن الفكر والحضارة الى زوال والبشر الى اضمحلال فكري ووجودي.
هل الثورات تحوّلات أم التحوّلات ثورات؟
والجواب بديهي ومنطقي: إنهما كلاهما في آن معاً، فكيف تكون ثمة ثورة من دون تحوّلات وتغيّرات في العقلية والأنظمة والمناهج السائدة والبائدة والتي بسببها كان الضعف والوهن في قلب الأمة؟ وكذلك كيف تكون ثمة تحوّلات والأمور تراوح مكانها بل وتتراجع وتتدهور الأحوال باضطراد لعدم وجود حركة ثورية ناشطة قابلة أن تحدث تغييراً جذرياً؟ يبقى أن هناك حقيقة تجب معرفتها ألا وهي أن كل الثورات الشعبية قاطبة لم تُحدث تحوّلات إلا جزئية وغالباً سلبية في كل تاريخ البشرية، لأن نتائجها كانت آنية وأتت لتخدم مصالح سياسية ومالية لأفراد وليس للشعوب، وعلى رأس هذه الثورات الفاشلة الثورة الفرنسية والثورة البولشيفية، على عكس ما هو سائد ومعروف، وكلاهما من تأثير الفكر الماركسي المحدود الآفاق والمادي النزعة، فانتقلت على إثرهما الأنظمة من يد مخادعة الى يد أمكر ليس إلا، وتبدّلت الأسماء فقط، لا بل ازدادت الإساءات والممارسات الخاطئة وعادت الأمور لتراوح مكانها، فتوالت الثورات وتكدّست فوق بعضها البعض، على قاعدة أن ما يبنى على خطأ فهو خطأ ويبقى خطأ، لذا نلاحظ أنه خمدت الهمم بعد فترة وفَتُرَ الحماس وكأن شيئاً لم يحدث ولا تحوّلات ولا تغيّرات نتجت عن تلك الثورات المسماة «كبرى».
ويبقى القول إن أهم التحوّلات والثورات هي الثورات الفكرية الكفيلة وحدها أن تغيّر مجرى التاريخ وهذه منشأها المشرق وسوريا تحديداً، أرض جلجامش ويسوع ومحمد ومن نهج نهجهم سَلُمَ وهو كفيل أن يحوّل مجرى التاريخ لمصلحة المشرق – السوري ثانية والإنسانية جمعاء، شرط الوعي الذي كان لهؤلاء القادة العظام الذين مشوا في ركب أجدادهم ولم يتحوّلوا عن خطهم أبداً، وهذا النهج هو في بذل الواحد في سبيل الكل والكل في سبيل الواحد ووضع الأمجاد نصب الأعين وليس الخيبة والهزيمة. وليتذكر مردّدو الشعارات ومحبّو التباهي بالغرب أن الثورات «الكبرى» تلك التي يفاخر بها الغرب قد استمدت شعارتها كلها من قادة الشرق العظام، هؤلاء العرب الكبار: فمن ينكر على عمر بن الخطاب قوله الشهير: «كيف تستعبدون الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً»؟ وينسبه إلى «روسو» ليس سوى الذي فقد هويته وحريته وانهزم لصالح ناهبي خيرات الشرق وثروات الشرق وفكر الشرق؟ وماذا يبقى من مواد ومبادئ شرعة حقوق الإنسان إذا ما جرّدناها من مادتها الأساسية القائمة على الحق والخير والجمال وهي مبادئ مشرقية بالإضافة الى المحبة والعدالة والمساواة والحرية وكلها مسيحية الهوية، عربية المنشأ، محمدية الانتشار، مصدرها المشرق وحده والذي من دونه سوف يبقى أبناء الغرب قراصنة وقطاعي طرق وقتلة لا مناص من إعادة تهذيبهم وتلقيحهم مرّة أخرى على يد المشرقيين الذين سوف يبدّلون مجرى التاريخ ويحدثون أكبر التحوّلات، هذا إن وجدوا يوماً ما. فهل بعد من معجزة؟