لقد اختزنتَ في شخصِكَ: المفكّر والأديب والمثقّف والعقائدي والكاتب والناشر والصناعي ورجل الأعمال والزوج وربّ العائلة والأب والصديق … والإنسان.
كل هذه الصفات كانت فيكَ. فأعطيتَ كلَّ واحدةٍ منها حقّها من دونِ كللٍ أو مللٍ حتى الرمقَ الأخير!…
تعرّفتُ إليكَ وكنتُ في الحادية والعشرين من عمري محامياً متدرّجاً في مكتب صديقكَ المحامي المرحوم روبير شويري. ومنذ ذلك الوقت كنتَ الى جانبي كما كنتُ أنا الى جانبكَ.
كنتُ أحجُّ اليكَ مساءَ كل أحد. فأستمتِعُ بمجالستِكَ وبالحواراتِ التي كانت تدورُ بيننا وأستمِدُّ منكَ القوّةَ والطاقةَ والحكمةَ لمواصلة معركة الحياة.
كانت بلدتُنا الحبيبة عينطورة دائماً في وجدانكَ. فكنتَ دوماً تسألُني عن أحوالِها، وعن ضرورةِ العمل لإنمائها وإعلاء شأنَها.
كان رحيلُكَ مفاجئاً وقاسياً. وممّا لا شكَّ فيه أنّه سيترك فراغاً كبيراً في نفسي.
أَعِدُكَ يا أستاذ منصور بأن أكونَ الى جانبِ عائلتكَ، كما كنتُ دوماً بجانبكَ. وبأن ظلّكَ سيرافقُني مدى الحياة.