موجز حول كتاب الإيزوتيريك الصادر حديثًا “الصمت المسموع” – بقلم هيفاء العرب

هي باحثة في علم الإيزوتيريك، مهندسة وروائية، ويأتي جديدها هذا العام رواية بعنوان “الصمت المسموع”. تضم الرواية 144 صفحة من الحجم الوسط، سلسلة علوم الإيزوتيريك، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت-لبنان.
رواية “الصمت المسموع” هي التاسعة في رصيد المهندسة هيفاء العرب، رئيسة جمعية أصدقاء المعرفة البيضاء. عنوانٌ جذّاب لموضوع ربما يُطرح للمرّة الأولى. تستقبل الرواية القارئ في صفحاتها الأولى بالعبارات الآتية:
“لفهم أعمق للنفس، لوعي أوسع للحبّ، لإيمان راسخ بالخير…”، عبارات تطرح تساؤلات جوهرية، فهل ترتبط المقدرة على ’سماع الصمت‘ بفهم النفس، ووعي الحبّ والإيمان بالخير؟
بأسلوب أدبي مبسّط وشائق، تميط الرواية اللثام عن الرابط الوثيق بين محاور هذا التساؤل. فالحبكة الواقعية لتفاصيل حياة البطل تحاكي يوميات البشر، من نجاحات وإخفاقات، تحديات وتحولات. في خضم هذه التفاصيل يشعر القارئ أنّه أمام فصلٍ من فصول حياته، يعاين معه إجابات عن إشكاليات ترتفع بمداركه فوق ضبابية الواقع.
بطل الرواية، طبيب بارع متخصص في جراحة القلب، ذائع الصيت في مجال عمله، لكنّ نجاحاته لم تمكنه من “مداواة” قلبه فوجد نفسه أمام طريق مسدود. تألّم وعانى… ومن عمق ألمه تولدت في نفسه صحوة أرشدته إلى أحضان المعرفة. وبين صعود وهبوط، وتخبط وتوصل، وجد طريقه في معرفة الإيزوتيريك.
تعالج الرواية إشكالية الصراعات بين البشر على أنواعها، حيث تطرح المهندسة العرب الحلول بأسلوب ذات أبعاد باطنية-حياتية كاشفة، تضع القارئ أمام لزومية تقييمه لمجريات حياته، في الحبّ، في الإخلاص، في المبادئ الإنسانية، في وعي الانتماء، وغيرها… وجميعها تدور في فلك “معرفة النفس” التي يقدم تقنيتها منهج علم الإيزوتيريك.
في الختام، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه الرواية هي دعوة إلى تحقيق السلام في النفس قبل أي شيء آخر، مهما علا الصخب في مظاهر الحياة. هي دعوة إلى تعميق التواصل مع النفس ومع الآخر، عبر السعي إلى الإنصات إلى ما يُقال في العلاقات بين البشر، كمقدمة ،لاستشفاف ما لا يُقال، وكمدخل إلى “تفتّح الأصالة في النفس، الذي يحاكي الأصالة في كل شيء…”.