Tahawolat

المسرح لغة الجسد التي تعكس الحياة، يتحوّل هذا الإنعكاس ليصبح حياة بحدّ ذاته. حياة عبارة عن تجربة تتجسّد بشخوصها وحيثياتها وزمانها وألوانها وتداعياتها لتنتهي برسالة.. إنها نقدٌ من نوعٍ آخر نلاحظه في أعمال فرقة طائر الفينيق للهواة. مسؤولية جمّة تكبّدها مدير الفرقة ليثبت حضورها رغم كلّ المعوقات، أفكار نقدية عميقة جاءت بصيغ مختلفة تعكس ماهيّة الجوهر الذي تعمل عليه هذه الفرقة.. وضعنا يدنا على أشياء منها فكان لنا هذا التحقيق.

- فرقة طائر الفينيق المسرحية للهواة - أُسّست في الأول من نيسان 1999. ومنذ تشكيلها في عام 1999 وحتى عام 2014 قدمت الفرقة /39/ عرضاً موزّعة بين ( 13سكتش مسرحي) و (26 عمل مسرحي) (أغنية الوطن- كاس وقضيه - الأميره لامار- طائر الفينيق - هذيان- بانوراما 2009- بوّابة العرب - مملكة الأموات – نووي - شفه مره - باب الحاره – وْلَعْيه - MADE IN USA – العونه - منقوشه عربية - مسرح جاد ملتزم جداً -  بانوراما المؤامرة على سوريا - ورشة رجاليه - وعلى الأرض أمريكا - زنّار شرقي - مشروع شيخوخه - وطن وشوك - ابليس عاطل عن العمل - مدير طرطوسي - زنى فكري – أحلام سيكام – هلوسه – ثورات دليفري – إعلام جاد ملتزم – الزهر الحرام – أنا رجل – قطعان برسم الإيجار – لاتقتلوا الشهيد – ع الحاجز كلاكيت خارجي – خشب من دم – صامـ  طون – مع وقف التنفيذ –  تصبحون على وطن – الوطن الشهيد).


إنتاج وتمثيل وإخراج فيديو (تلي فيلم) بعنوان (شو قولك) يحكي الأزمة السورية.


كما وتقوم الفرقة حالياً بالتوثيق لشهداء وجرحى محافظة طرطوس ضمن مشروع (البرنامج الوطني للتوثيق للجرحى والشهداء) بتكليف من محافظة طرطوس. وذلك على أقراص ليزرية تضم الصوت والصورة والفيديو والكتابة التي تغطّي أخبار كل جريح وشهيد من حيث مكان إقامته، ومكان خدمته، ومكان إصابته ونوعها، أو استشهاده مع فيديو مصوّر لذويه لا يقل عن دقيقتين ونصف لكل شهيد وخمسة دقائق لكل جريح. كل ذلك يوثّق ضمن تجميعية يمكن تصفحها بكل سهولة وتتميّز بشكلها الفني الجيد والرائع.


قامت الفرقة ومنذ عام 2009 وحتى تاريخه بتقديم مهرجان طائر الفينيق المسرحي على الرصيف البحري لكورنيش طرطوس (مسرح الهواء الطلق) وموعده الثابت بين 20 إلى 31 آب من كل صيف. وكان هذا العام بدورته السادسه. ويمتد بين أربع ليالي إلى ثمانية. ويشترك به إضافة لفرقة طائر الفينيق المسرحيه فرق هواة من محافظة طرطوس ومن جميع محافظات سوريا بالإضافة لبعض البلدان العربيه. وللتنويه يعتبر هذا المهرجان الوحيد من نوعه كمهرجان متخصص مسرحي مكشوف في الهواء الطلق. ويقدر الجمهور الحضور بالآلاف.


- يقوم فؤاد معنَّــا (مؤسّس الفرقه) بإدارة الفرقة والمهرجان وبرنامج التوثيق وتأليف وإخراج أغلب أعمال الفرقة وينتج أعمالها كافة. كما وتدرّج في الفرقة ممثلين حتى مارسوا التأليف والإخراج المسرحي:


- قامت اليانا سعد وهي ممثلة بالفرقة بتأليف وإخراج مسرحيات (زنار شرقي – أحلام سيكام- صامـ  طون) وأخرجت مونودراما (الزهر الحرام) كتابة مسرحية فؤاد معنَّــا.
- هاني معنَّــا وهو ممثل في الفرقة قام بكتابة وإخراج مسرحية (مشروع شيخوخة) وإخراج مونودراما (هلوسه) كتابة مسرحيه فؤاد معنَّــا. وبإعداد وإخراج مسرحية (خشب من دم) تأليف ماجده حسن


- سناء محمود ممثله ومسؤولة علاقات عامه في الفرقه قامت بإخراج مسرحية (مع وقف التنفيذ) إعداد مسرحي فؤاد معنَّــا. تأليف عمار الحاصوري وهو ممثل في الفرقه.


يتم إعادة فعاليات المهرجان المسرحي بالكامل وفي كل دورة سنوياً في المراكز الثقافية في المحافظة.


كما وتقوم الفرقة سنوياً ومنذ تأسيسها بتقديم العروض الليلية المكشوفة في كافة الوحدات الإدارية في المدن والبلدان والبلديات في محافظة طرطوس


كما وقدّمت الفرقة عروضاً على مدى عملها في المراكز الثقافية (السلميه – مصياف – السقيلبيه – حماه – حمص – اللاذقيه – جبله – الزبداني – دمشق -  طرطوس – صافيتا - الشيخ بدر – بانياس - الدريكيش).


اشتركت الفرقة بعدّة مهرجانات منها (مهرجان الكوميديا في اللاذقية - مهرجان المحبة في اللاذقية - مهرجان الطفل العربي بطرطوس - مهرجان أيام مقدسية بمناسبة  دمشق عاصمة الثقافة العربية بدمشق - مهرجان محمد الماغوط في السلميّة - مهرجان ربيع المحبه في اللاذقية - مهرجان المونودراما باللاذقية - المهرجان المسرحي للهواة لوزارة الثقافه).


تقوم الفرقة بالإضافة لأعمالها المسرحية بالطباعة الإلكترونية وتتلخّص بتجميع جميع أعمال كاتب أو أديب أو شاعر.. أو أو (كتابات وورد تحول لإلكترونية أو تبقى وورد حسب الطلب + صور +  فيديو + صوتيات) ضمن DVD   واحد  سعة 4.7 غيغابايت ذاتي التشغيل. بطريقة إلكترونية محترفة سهلة الوصول وأنيقة المظهر ولمسة فنيّة.
وهي – الفرقة -  بصدد إصدار مجلة الكترونية شهرية تضم مقالات ثقافية فكريه ومواضيع أدبيه إضافة لإعلانات فنيه تجارية.


للمخرج فؤاد معنَّــا إضافة لفرقته وأعماله المسرحية كتابةً وإخراجاً وإنتاجاً مؤلّفات طبع منها في الشعر ديوان (زهر البارود + عطر الورد). في القصة مجموعة قصصية بعنوان (الإستلاب)، ورواية بعنوان (سيدة الحلم المدنّس) قيد الطباعة.


من أبرز الممثلين في فرقة طائر الفينيق المسرحية (الحاضر فيها شهيداً فيصل حمدي - هاني معنَّــا - أكرم سمعان - سناء محمود - اليانا سعد - راني معنَّــا - ريتا حمود - وليد فاضل - عمار الحاصوري -  حسن سعد - محسن العبد الله)
وقد مرّ ضمن الفرقة العديد من الممثلين منهم ( فداء داهود - سناء محمد - ديما عباس - سوزان عبدو- لمى الشمالي - مرتضى ديبه - مراد بدره - حسين داؤود - رامي الخطيب - نوار سليمان - رجاء شعبان - باسل عشي - عبير علي - علي صقر... وغيرهم).





                                   (مدير فرقة طائر الفينيق فؤاد معنا مع عميد الفرقة الشهيد فيصل حمدي)

•    فؤاد معنّــــأ كيف بدأت فكرة تأسيس فرقة. عن هذه التجربة لو تحدثنا.

المبدع هو المطلق.. وكل منتج لا يكون مطرحه مجمع الآلهة لن يكون إبداعاً.. ربما يكون منتوجه سلعة مطروحة في السوق للإستهلاك اليومي، فالأديب والشاعر والمسرحي إن لم يكن أحد أرباب مجمع الآلهة يعيش ليشكّل كونه الخاص يفنى به. لن يكون أكثر من أعمى بصيرة لم يستطع تأمين وسائل تبصّره.
من الصعب على "أب" أن يطرح "ابنه" للآخرين لكي يقوموا بتربيته. ربما يفعلها أي "والد" لكن الأبوة تأبى ذلك. (فعندما تقرر أن تلد طفلاً لابد يكون القرار أن تكون تربيته على عاتقك). فالمسرح وجميع أدواته يمثل الولادة لأفكارك. فكيف ستقدّمها للغير بدون أن تكون مسؤولاً أساسياً ورئيسياً في تهذيبها وطرحها. ربما ولاداتك لن تعجب الجميع، لكن لا بدّ أن تحوز رضاك. فهل ترضى عن أمر لا يكون لك فيه الكلام الفصل؟ من هنا كانت الحاجة لإيجاد كوننا الخاص بنا وكان تشكيل الفرقة في الأول من نيسان عام 1999. وصادف أنه وافق (الكذبة الإلهية في الأول من نيسان). أما تسمية (طائر الفينيق) فإن ظروفنا وحالنا تشبه إلى حدّ كبير تلك الأسطورة. (ولأننا نكبر بهذه التسمية) فالفينيق السوريون كانوا المعلمين الأوائل للبشرية في كل أمور المدنية. ونحن نطمح ونتمنى أن نسلّط الضوء على حرف من حروف طائر الفينيق السوري.
أما من حيث التجربة.. فهنا أسجل صحة مقولة ".. ولا تدخلنا في التجربه.." .. أي مقال لا يتسع.

•    فؤاد معنــا والمسرح؟

المسرح هو (العشق الحقيقي). يقولون إنّ المسرح مرآة الشعوب والمجتمع، والحقيقة أنَّ المسرح هو لعبة الأوطان، لأنّه التقابل الحقيقي بين ما يمكن أن نكون وما نحن عليه حقيقة وواقع، لأنَّ المسرح هو المطرح الحقيقي لممارسة العشق بين الوطن ومواطنه. فهو وعاء المخاض في استحضار الأوطان كما يشتهيها ويرغب العشّاق. لأنّه المرسم الحقيقيّ لأبطال حكايا الإرادة. لأنّه المطرح الوجداني لتجارب الحبّ.. كلّ الحبّ، فالمسرح مصنع الأنسنة ومحلّها.

•    حدثنا عن الصعوبات التي واجهتكم خلال المهرجانات والاعمال.

يمكن الحديث بهذا الخصوص على مستوين:
•    مستوى تأمين الموافقات الإدارية. فهي تزداد صعوبة على أية معاملة لأيّ مواطن أمام موظفين يركنون القوانين فوق الرفوف ويعملون بـ روتين مزاجي شخصي لا تضبطه لوائح ولا قوننة. لكننا نتكلّم هنا عن الموافقات الإدارية لمهرجان (مسرحي) وهنا المشكلة الكبرى. فأنت تبتغي موافقات على طرح (الكلمة) و (وفي الهواء الطلق!!).. أذكر في هذا المطرح: بعد أن حصلنا على موافقة وزارة الثقافة المبدئية عام 2009 على إقامة المهرجان المكشوف، ودخلنا طور الموافقات الإدارية في محافظة طرطوس لأول دورة للمهرجان.. وقتها أذكر تماماً كيف وجّه اليَّ السيد محافظ طرطوس التساؤل التالي: (أنت تطلب موافقة إداريه على إقامة مهرجان مسرحي على كورنيش طرطوس الذي يؤمّه في الصيف الآلاف من جميع المحافظات وحتى من خارج سوريا.. شو إنت....) وسكت عن التكملة.. لكن التكملة وصلتني.. وكان جوابي: (إي أنا مجنون).


•    أما لجهة التحضير الفني والتقني للمهرجان: فهي أقرب لعذابات كل (حمل) لكنها وبذات الوقت أقوى وأكبر بكثير من السعادة بالولادة.

•    أنت الكاتب والمخرج الأول لفرقة طائر الفينيق .

كوني الـ "أب" للفرقة كان لا بد أن أكون الكاتب والمخرج الأول لها. ولأننا نعتمد عنوان (لا لأعمال المعروفين من كتاب ومخرجين في الفرقة والمهرجان) كان لا بدّ أن نفتّش عن الكتابات الجديدة والمخرجين الهواة. وكي لا تتحقق بوجهي الحكاية الإلهية في ثورة الإله الإبن بوجه الأب الأكبر (كإنليل بوجه أنو أو مردوخ بوجه إيل ووو مروراً بالمسيح وانتهاءً بالحسين) وجّهت لأن يكتب أعضاء الفرقة ويخرجون الأعمال. وهكذا تستمر الفرقه دون خوف انقطاع حبل الإبداع.



                                              (فداء داهود و فؤاد معنا في مسرحية "كاس وقضيه")

•    اعتمدتم مسرح الكوميديا السياسية. ما الفرق بينه وبين الأنواع الأخرى من المسرح.

صحيح القول أن (الكوميديا السياسيه) هي الغالبة على أعمالنا، وفي أغلبها أو؛ يمكننا القول بمجملها هي (كوميديا سوداء) وبذلك تلتقي مع التراجيديا. فكما نعرف أن المسرح ابتدأ بنوعين - ومازال على ما أعتقد- التراجيديا والكوميديا. (موت الجدي التيس الإله تراخيوس ومنه اسم التراجيديا، وملهاة قيامته من الموت التي أضفت الحبر والثبور على تلامذته ومنها القوموثيا أو الكوميديا) وتحت هذين العنوانين ومنهما ترتع وتنهل جميع المدارس والمذاهب المسرحية. وكانت الإلهة (إنكي) ألهة الماء المخصب بينهما لينتج لدينا (الكوميديا السوداء) التي ترسم البسمة بحضرة قيامة على شفاه تعلوها عين تدمع على موت إله. لتثبت مقولة (لا قيامة بلا موت يسبقها).

•    فرقتكم  تواجه صعوبات على مستوى الموافقات  وعلى مستوى العمل كإنتاج.

من يرى أعمالنا المسرحيه (وأقصد التوجّه الفكري بها) ويرى ما آلت إليه سوريا من فكر ظلامي نتج عن منهج تربوي ثقافي تعليمي عام. يتعرّف على ضخامة ما نعانيه في الموافقات أمام جهات ثقافيه استلمت قابس قرص الشمس فأحالته لقابس ينشر العتمة تحت آلاف العناوين الدينية التي تعتمد النقل وتكفّر العقل.
أمّا لجهة الإنتاج ولأنني أعتمد على (جيبي الفارغ في أغلب أحيانه) وعلى بعض المتفهمين لمنهجنا الفكري، ولكونه من حيث النتيجة هو شحيح فلقد اعتمدنا أسلوب المسرح الفقير الذي لا يعتمد جبال الديكور ولا كاليري المفروشات والملبوسات ولا.. ولا. نحن نعتمد أكثر على النص (النص الدرامي ونص العرض)، وعلى قدرات الممثل.

•    هل تأثرت الفرقة بمنهجية فرق أخرى. مسرح الرحابنة مثلاً؟

لا مسرح في هذا الشرق الديني. فالمسرح "خلق جديد" والمجتمع الديني يرفض بل ويكفّر كل خلق أو إبداع، فحتى القباني الذي يعتبر "أبو المسرح السوري" لم يستطع الخروج من جلبابه الديني. وهناك تجارب لأعلام مسرحيين في منطقتنا. ولا حاجة لتعدادهم. لكن وكلما كان لتجاربهم أن ترى النور كان لا بدّ أن تصطدم بالرّقيب الثقافي. ورقابتنا الثقافية لديها تابوهات ثلاث (الدين والجنس والسياسة). ولو نظرنا إلى تلك الممنوعات الثلاث نجدها تمثل الأقانيم الثلاثة لأي عمل أدبي أو مسرحي يريد الإرتقاء بمجتمعه. بعد ذلك هل يمكننا الحديث بتجربة مسرحية كاملة متكاملة؟.
أمّا لجهة الرحابنه: فليس لي الحق بتقييمهم. إن كان على مستوى الآلهة الآباء. أم على مستوى "زياد" الإبن الرب الذي اشتغل المسرح في ستة أيام وفي اليوم السابع استوى على عرشه.. و.. وروحهم القدس "فيروز".

•    ماذا لديكم بخصوص الإنطلاق خارج سوريا. ما هي المعوقات التي تواجهكم؟

أقصى أحلامي: استطاعتي أن أعرض مسرحيتي على ناصية كل شارع في بلدي ساعة ولادتها.
وأعتبر "بيروت" هي العالمية التي أطمع بنولها.
أمّا المعوقات فأعتقد هي مادية اقتصادية.. تجعلنا قاصرين على مستوى التواصل والإعلان.

•    موضوع الرّقابة.

موضوع يمثل أكبر عدوّ للفكر.. كل الفكر.. سأختصر جداً جداً:
عندما يتحكّم بعض الأشخاص بثقافة مجتمع برقابة مسبقة، لا بدّ ستتحول ثقافة هذا البلد إلى مزرعة.


رفعوا قانون الطوارئ.. أي تم إلغاء العمل بالمرسوم التشريعي رقم 51 تاريخ 22/12/1962
لكن بقي أصحاب الدكاكين الثقافية يتثبتون بعجولهم الرقابية. أي أننا رفعنا قانون الطوارئ عن جميع الإرهابيين القتلة وأبقينا على الفقرة (ب) من المادة (3) من قانون الطوارئ والتي تبقي على الرقابة المسبقه على الفكر والأدب والفن بقولها:
‌ب- مراقبة الرسائل والمخابرات أيّاً كان نوعها، ومراقبة الصحف، والنشرات، والمؤلفات، والرسوم والمطبوعات والإذاعات وجميع وسائل التعبير والدعاية والإعلان قبل نشرها وضبطها ومصادرتها وتعطيلها وإلغاء امتيازها وإغلاق أماكن طبعها.
مع أنه، وبعد رفع قانون الطوارئ لا يوجد قانون يخولهم القيام بالرقابة المسبقة ولا حتى (قرار إداري) لأن القرارات الإدارية القديمة التي شكّلت لجان الرقابة سقطت بسقوط مسوّغها ومستندها القانوني، ومع ذلك يبقون على الرقابة المسبقة!
ويلٌ لأمّة تنصّب أعلام ثقافتها حسب ما تشتهي بطون ومتون مسؤوليها".. من أعطاكم الحق بكمّ الأفواه والحجر على الأقلام كما تشتهون وهي طيورٌ لا تعترف بأبواب لنوافذ حريّتها!

•    حاجات المسرح في سوريا بشكل عام وطرطوس بشكل خاص.

عدم وجود الرقابة المسبقة وتطبيق القانون الوضعي في رقابة لاحقة يحاسب من خلاله كل مخالف للقانون.. ومع أن مواد القانون تلحظ ذلك فلا ضير من تبويب قانون يزيد في العقوبات على المخالفين لكن لتكن الرقابة لاحقة لا سابقة، وأن ترفع الدولة يدها عن المسرح، أو أن تتيح المجال الأكبر للفرق المسرحية الخاصة وتخرج من التضييق على الفرق من خلال شروطها الوفيرة على التراخيص للفرق، وأن تنزع "السلطه" عن نقابة الفنانين وتنزع الشروط الوفيرة لمن يريد الإنتساب بل أن لا تضع شروط للمنتسبين إلاّ شرط العمل، بمعنى أنه يحق لجميع المشتغلين في المسرح الإنتساب للنقابة. وطرطوس ليست جزيرة لها قوانينها الخاصة فما ينطبق على الكل ينطبق عليها.

•    تقييمكم لوضع المسرح في سوريا بشكل عام منذ بدايته حتى الآن؟

المسرح في سوريا ليس منفصلاً عن المسرح في المنطقة، وبشكل عام هو يتأثر بالمنظومة المجتمعية السياسية. فعندما نذكر الروّاد الأوائل في القرن التاسع عشر (مارون النقاش والشيخ القباني ويعقوب صنوع وغيرهم..) نكتشف أن المسرح وافد جديد على بلادنا وهي فقيرة جداً بالمسرح.
وهذا الفن الراقي الذي ظهر في اليونان كان نتيجة حتمية للديمقراطية وتعبيراً راقياً عن مجتمع حضاري بكل مناحيه (الثقافية والفلسفية والسياسية...إلخ ) نُقل إلى مجتمع متخلف محكوم من الدولة العثمانية بقوانين إسلام المستعمر مما جعل هذا الوليد قاصراً (خديج يحتاج حاضنة) ولم تتوفر.. وبالتالي فهو سيعيش ويكبر ولكنه دائما مهدد بالموت. وهذا هو حال المسرح السوري فنحن نجد حراكاً مسرحياً ومهرجانات مسرحية متوزعة في أغلب مدن ومحافظات القطر ولكن يبقى هذا الحراك تحت عناوين هي – على الأقل -  ليست صحيحة:


•    المسرح يتبع مديرية إسمها مديرية المسارح والموسيقا التي تتبع لوزارة الثقافة.. والوزارات هيئات حكومية إدارية (لكنها سياسية بامتياز) فالنتيجة تبعية المسرح لا تبقيه حراً. وبذلك نقطع الأوكسجين عن هذا المولود (الخديج). فالحرية هي أوكسجين المسرح.
•    عدم إيلاء المسرح المدرسي أية رعاية وحتى عدم وجود لو منصّة تذكرنا بوجود المسرح في المدارس.
•    عدم وجود قرار ثقافي وبالتالي مسرحي مستقل عن القرار الإداري (السياسي).
•     بدل دعم مسرح الهواة نقوم بمحاربته تحت آلاف العناوين.
•    اعتماد المخرجين الحاليين في نقلهم (الأب كلوب والنايت كلوب إلى مسارحنا تحت عنوان السينوغراف وبهرجة الإضاءة) على حساب النص الدرامي ونص العرض وحتى على حساب الممثل الذي تحول في أغلب عروضه لراقص أو مومياء.
•    عدم الإهتمام بالنص المسرحي واعتماد الغموض والإبهام لنقص مستعصي ومتحكم بالقائمين على المسرح فيعوضون عن نقص الفهم لديهم بالإبهام واعتماد ذلك مما جعل الجمهور (يحك جلده) عندما تدعوه لحضور عمل مسرحي.
•    إسقاط الجمهور العام من الحسبان على اعتباره قاصراً والإعتماد على الجمهور (الزبون أو الصديق) فأغلب مسرحيينا الحاليين يشتغلون عروضاً مدفوعة الأجر من الوزارة وعليه لا يعوّلون على الجمهور العام بل يعتمدون على جمهورهم الخاص وهكذا جمهور غير بريء.
ولو لن ننتبه، فنحن في طور إخراج (خديجنا) من الحاضنة ميتاً، والمشكلة الكبرى.. أنه لا مشكلة!!.

•    عملتم كفرقة بموضوع الطباعة الإلكترونية.

يحتاج لكثير من الشرح لكن وبإيجاز:
تحويل المنتج الأدبي والفني والثقافي والفكري إلى مادة إلكترونية تتنوع بين الكتابة الى الفيديو مروراً بالصوت والموسيقى بقالب فني جميل حديث متطوّر ضمن تجميعية على قرص ليزري مضغوط. كما ويمكن أن تكون تلك الطباعة إعلانية لرجال الأعمال وأصحاب المنشآت السياحية والخدمية، حيث يمكن تبيان أعمالهم ومنتجاتهم وخدماتهم وطريقة تعاملهم مع الزبائن وما إلى ذلك.


ينتج لدينا DVD   ذاتي التشغيل يبدأ بصفحة رئيسية ومنها يمكننا الذهاب إلى أيّة صفحة ملحقة تضم كتابات، أو صور، أو فيديو.. أو صوتيات، وأحيانا نجدها مشتركة (حسب الحالة والطلب). بالخلفيات التي تريدها ومؤثر الإنتقال الصوتي الذي نحب ونريد بطريقة إلكترونية محترفة سهلة الوصول وأنيقة المظهر مع لمسة فنيّة، وسهولة تامة للتنقل بين الصفحات.


أصدرنا أكثر من مجموعة الكترونية لأكثر من أديب، وبهذا الصدد نبيّن أن القرص المضغوط يمكن تضمينه بكامل أعمال أي أديب بملفات (pdv) إضافة لملفات الصورة والصوت والفيديو. كما ونحن بصدد إصدار مجلة عشتار الإلكترونية وهي مجلة إعلانية اجتماعية ثقافية.


كل ذلك سخرناه مبدئياً لطباعة الكترونية ضمن المشروع الوطني للتوثيق للشهداء والجرحى بتكليف رسمي من الجهات الإدارية.


                                                  (اليانا سعد  في مسرحية "تصبحون على وطن")

اليانا سعد.. اللطف، الشفافية والإرادة القوية لإثبات الذات من خلال تجربة غنيّة مع فرقة طائر الفينيق إلى جانب دراستها الجامعية،  والتي قاومت العارض الصحي الذي انتابها وأتعبها وصمدت على خشبة المسرح في العرض الأخير لمسرحية "تصبحون على وطن"

•     متى بدأت العمل مع الفرقة؟ حدثينا عن تجربتك!

- بدايتي مع فرقة طائر الفينيق كانت في المهرجان الأول لها.. أي عمري المسرحي 7 سنوات من عمر مهرجانها. لم يكن لي تجارب في المسرح قبل الفرقة، ففرقة طائر الفينيق صاحبة الشعلة الأولى في إيقاد رحلتي المسرحية. رحلتي مع الفينيق هي رحلة الشّغف والحلم. رحلة التعب والمثابرة والمحاولة في خلق فكر وحالة مسرحية في محافظتنا طرطوس عن طريق تقديم مهرجان مسرحي سنوي في الهواء الطلق.

•     المسرح واليانا؟

- المسرح بالدرجة الأول هو بيتي الروحي. هناك أمارس طقوس الروح في الإبداع والخلق. هناك أتجدد.. والخشبة هي الطريق نحو انسانية كاملة متجددة خلّاقة. المسرح أداتي للتعبير عن التساؤلات والإشكاليات والأفكار، وأيضاً طرحها للناس للوصول إلى حالة فكرية صحيحة تنقد.. تجابه.. تكسر القيد. فالمسرح هو مرآة الشعوب الصادقة.

•     ثمّة صعوبات واجهتكِ خلال المهرجانات والأعمال.

- من أهم الصعوبات التي واجهتها شخصياً وما أزال هي القدرة على الموازنة بين دراستي والشغف المسرحي، وكيفية تقسيم  الوقت لإتمام الأمرين بأكمل وجه. وإلى الآن أجد نفسي موفقة في ذلك على اعتبار أن دراستي الجامعية بعيدة كل البعد عن المسرح ولكني أحاول دائما ردم الهوّة بينهما..  بالإضافة إلى الصعوبات العامة التي يعاني منها مسرح الهواة والفرق الخاصة وهي قلة الدعم والإمكانيات المادية وغيرها.

•     هل تعتقدين أن الثقافة الشخصية مهمة للممثل؟

- طبعاً.. فالثقافة هي التي تعزز أدوات الممثل التي يحتاجها لأداء الأدوار. تجعله مدركاً أكثر لقدراته. بدون ثقافة ومعرفة لا وجود لممثل. يكون هناك مؤدٍّ فقط، والفرق كبير بين الإثنين. الثقافة الشخصية هي التي تعزّز شخصية الممثل وخياله ليبدع أكثر.

•    هل تقومين بانتقائية للأدوار؟ ثمّة أدوار يتمّ رفضها من قِبل الممثل.

- أنا لست مع أيه انتقائية، فعلى الممثل أداء جميع الأدوار مهما كانت قريبة أو بعيدة عن شخصيته، علماً أن هناك ممثلين ينجحون بأدوار ولا ينجحون بأخرى. ولكنني دوماً مع التجربة، ولست ممن يدعمون انتهاج خط معين في التمثيل.
أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال.. كـ " اليانا " لا أرفض أي دور مسرحي يُقدّم لي مهما يكن  طالما أن طرح المسرحية بالكامل أو مقولة العمل يحاكي قناعاتي وما أؤمن به.

•    أنتِ والجمهور اليانا؟

- علاقتي مع الجمهور صادقة ومسؤولة. فالصدق والمسؤولية يجعلاني أتقرّب من قلوب الجمهور وأرواحهم وهي علاقة متبادلة قد تنجح وقد تفشل ولكنها لا تنكسر أبداً.
الجمهور هو 50 % من العرض المسرحي، وكلما بنينا جسوراً من الصدق والوضوح  بين الجمهور والمسرح كلما ازداد العمل المسرحي مسؤولية في الإرتقاء. هي عملية متوازنة لا ترجح فيها كفّة على أخرى.. نحن والجمهور نصعد في الحالة الفكرية، ونحاول ردم أية هوّة قد تظهر.
 


(اليانا سعد وهاني معنّــا في مسرحية "مشروع شيخوخة")

•     تدّرجتِ في الفرقة من ممثلة لمؤلفة ومن ثَمّ مخرجة. هل باستطاعة أي ممثل أن يصبح مع الوقت مؤلّفاً ومخرجاَ؟ تلّقيتِ مساعدة من نوع معيّن؟
- تجربتي المتواضعة في التأليف والإخراج تمثلت في أربعة أعمال مسرحية هي : " زنار شرقي "، " أحلام سيكام"،  " صامــ طون"،  بالإضافة إلى مسرحية " الزهر الحرام" وهي من تأليف: فؤاد معنّا ومن إخراجي.


هذه التجارب الأربعة يعود الفضل الأول فيها إلى إيمان مدير الفرقة الأستاذ فؤاد معنّـا بقدراتنا، وفتحه المجال أمامنا  لنعبّر عن أفكارنا ومواهبنا وهواجسنا كشباب، ولم يبخل علينا بأي مساعدة كنّا نحتاجها. وهكذا تدرّجت بالفرقة من ممثلة لمؤلفة ومخرجة لأن الشغف المسرحي لا يقف عند حد. بالإضافة إلى وقوف أسرتي بجانبي ودعمهم لي وخصوصاً أمي وهي الأديبة " ماجدة حسن"  التي ساهمت في تغذية الروح الأدبية في نصوصي. تجربتي في التأليف والإخراج شكلت منعطف هام وزيادة غنى بتجربتي المسرحية وهنا لا أنكر أنني أواجه صعوبات ومسؤولية أكبر.


بالنهاية أي عمل مبدع يحتاج إلى شغف الإنسان وإيمانه بالمقولة أو الفكرة التي يود أن يطرحها، والعمل الإبداعي برأيي لا يتوقف عند حد، وبإمكان أي ممثل إذا ثابر وعمل على نفسه وراقب أن يصبح مخرجاً ولكن ملَكة الكتابة تأتي بالفطرة برأيي، يعززها النتاج الثقافي ولكنه لا يخلقها.

•     كونك كاتبة ومخرجة.. هل تأثرت مواضيع الأعمال التي كتبتِها بالأحداث الراهنة؟
- القلم والسلاح بشكل عام هما في مواجهة الإرهاب، وكما جنديّنا العربي السوري يقاتل مجموعات الإرهاب ويقضي عليهم فإن للقلم والمسرح مهمة محاربة الإرهاب الموجود في الأفكار والأرواح وتشذيب النفس البشرية وغسلها من كل مكنوناتها الضيقة والبالية والإرتقاء بها إلى نفس منفتحة متحررة قادرة على الخلق وقادرة على أن ترتقي بسوريا نحو الأفضل. هذا هو الدور الذي نقوم به في فرقة طائر الفينيق المسرحية، وهذه هي رسالتي بأعمالي الأربعة باختلاف مواضيعها.

•    هنالك مشاهد قد تكون جريئة خلال العمل المسرحي. هل يشكّل هذا حَرَج للممثل؟

برأيي على الممثل أن يقدم جميع الأدوار سواء كانت جريئة أم لا، وأنا لا أنفي وجود بعض الإحراج لـ اليانا.. ولكن الممثلة اليانا يجب ان تخرج من خجلها وحَرَجَها لتؤدي الدور بالشكل المطلوب.


                                                   (ريتا حمود في مسرحية زنار شرقي)

ريتا حمّود.. حدثتنا بانطلاقة وعنفوان جميل.. ارتأت أن تجيب بطريقتها وارتأينا أن ندعْ حديثها كما هو!

"أنا بلشت الشغل مع الفرقة من أربع سنين.. ويمكن هي أكتر شغلة بقدر فرّغ فيا طاقة بالحياة وبحبا كتير..المسرح إلو شقفة من قلبي. هلق أنا بلشت بصف العاشر..ويمكن صغر سني وهيك شوية قلة ثقة بالنفس بفترة المراهقة هديك كانت أصعب شي واجهتو..بالإضافة لأن كانت بداية طلعتي عالدني فعلى طول كنت حس بالخجل والتوتر.


بالنسبة للثقافة الشخصية فهي أكيد مهمة للممثل بمجال المسرح وبمجال الحياة ككل.. وإلا بظن إن الممثل وقتا مارح يقدر يتقن الدور المعروض عليه


هلق بالنسبة لانتقائية الأدوار.. بفرقتنا كل حدا فينا نوعاً ما إلو اتجاه معين..يعني في حدا ناجح بالكوميديا..وحدا ناجح بالتراجيديا وع هالمنوال..أنا من جهتي بحب الكوميديا. بحس إني بقدر اطلع فيا أكتر من التراجيديا مثلاً.. وما صار ورفضت مرة أي دور انعرض عليي..لأن بحس إنو لازم جرب كلشي حتى لو ما كان ميولي..يعني هيك تحديّاً لنفسي. علاقتي مع الجمهور الحمدلله لحد هلق تمام.. وقادرة اتقبل كل الآراء نقد أو ثناء..والحمدلله جمهورنا بيحضرنا عطول..وصار منا وفينا..وبالنهاية الجمهور هوي الأساس."


"أول مرة وقفت فيا عالمسرح قلتلك من أربع سنين..بمسرحية MADE IN U.S.A
هي كانت أول وأحلى تجربة..بغض النظر عن إني كنت متلبكة ومتوترة وأصلاً بعد المسرحية بكيت بالكواليس..بس الحمدلله كانت النتائج بعدها منيحة."


                                                (عمار الحاصوري في مسرحية مع وقف التنفيذ)

عمار الحاصوري حدّثنا أيضاً عن تجربته كممثل ومؤلّف:

- بدأت العمل مع الفرقة بـعام  2012 بمهرجان طائر الفينيق المسرحي الرابع. تجربتي مع الفرقة أعتبرها أكثر من رائعة وأجمل مرحلة في حياتي. الفرقة وقفت إلى جانبي كثيرا،ً وأخص بالذكر الأستاذ فؤاد معنّــا حيث ساندني خطوة بخطوة وكان بمثابة الأب لي حتى ارتقيت من تجربة التمثيل إلى تجربة التأليف حيث قام الأستاذ فؤاد بإعداد النص مسرحياً وقامت سناء محمود بإخراج هذا النص وهو بعنوان (مع وقف التنفيذ). المسرح بالنسبة لي هو مرآة الحياة، فهو  يعكس الواقع والشخصيات الموجودة بالواقع بطريقة فنية رائعة. والثقافة الشخصية للممثل  مهمة بحيث يكون قادراً على وعي وفهم الشخصية التي يؤديها، أما علاقتي بالجمهور فهي علاقة جيدة وهو الأساس بنجاح العمل المسرحي من خلال دعمه وتفاعله. أقنع جمهوري بشخصيتي الفنية عندما أكون ناجحاً بالدور الذي  أؤديه من خلال  تقمصي الشخصية .



                                                       (سناء محمود في مسرحية "ورشة رجالية")

سناء محمود المختلفة كشخص وكممثلة ومخرجة بآنٍ معاً. مديرة العلاقات العامة في الفرقة. وهي التي تفرض حضورها جسداً وشخصية بإقناعٍ تام. الحالة عندها متطوّرة بشكلٍ واضح، فهي التي يتحدّث جسدُها عن ذاته وعن نصّ المسرحية. تتماهى مع الخشبة حتى تكونا معاً حياةً حقيقية. طاقة كبيرة يلحظها الجميع وتفانٍ في العمل أياً كان نوعه.

•     سناء.. حدثينا عن عملك وتجربتك مع فرقة طائر الفينيق.
 
- بدأت العمل مع فرقة طائر الفينيق المسرحية مع بداية عام 2010 بعمل مسرحي بعنوان (بوابة العرب) هذه الفرقة التي أصبحت لاحقاً جزءاً مني لأنها وببساطة تحمل كل معاني الصدق والمحبة، وكل الفضل فيها للأستاذ فؤاد معنّــا الذي أعطاني أكثر ممّا أعطيت.
بعد ثلاثة أشهر من انتسابي للفرقة استلمت العلاقات العامة وعضو لجنة منظمة لمهرجانها السنوي. لا أستطيع أن أصف تجربتي ببضع كلمات فالواقع أكبر بكثير من الكلام.

•     المسرح؟!

- المسرح عشق، هوس، شغف. المسرح أمسي ومستقبلي. فلا تسألوني ما اسمه حبيبي.

•     الصعوبات متواجدة دوماً.

- هنالك صعوبات كثيرة وخاصة بما يتعلق بالحصول على الموافقات الإدارية والتحضير للمهرجان وخاصة أن المهرجان مكشوف (مسرح الهواء الطلق) وهذا من شأنه أن يجعل التحضيرات تحتاج جهداً مضاعفاً.. هناك صعوبات بتأمين دعم للمهرجان وخاصة أن المهرجان يحتاج الكثير كي يُقدّم للجمهور.. من إضاءة إلى أجهزة صوت.. وديكور وفنيين وعمال، هذا عدا عن استقبال الفرق الفنية من خارج المحافظة وأحياناً من خارج الدولة. هذا يكلفنا بدل إعاشة وإطعام.. و و. نحن فرقة للهواة تعتمد بمصاريفها على مديرها ومؤسّسها الأستاذ فؤاد معنّــا. هنا لدي ملاحظة: الشكر لبعض رجال الأعمال ممن يساهمون بجزء من مصاريف المهرجان. لكننا بالعموم نحاول أن نذلّل كل الصعوبات حتى نقدّم المهرجان بالشكل الأفضل والأمثل.

•     أجمعَ الزملاء الذين حاورناهم على ضرورة الثقافة الشخصية للفنّان.

- طبعاً.. الثقافة وليس الشخصية فقط.. الثقافة الجمعية مهمة جداً.. مَنْ قال أنّ الفن عموماً والمسرح خصوصاً عبارة عن تقليد أعمى!!



               (سناء محمود في مسرحية وطن و شوك)

•     أحياناً يقوم الممثل بانتقاء لأدواره أو يرفض بعضاً منها، هل سبق وحدث معكِ هذا من قبل؟

- مَن يحدد الأدوار هو المخرج، ولكل مخرج رؤيته. بالنسبة لي لم يحدث أن رفضت عملاً. ربما لو أُعطيت دوراً غير مناسب لكنت رفضت.. لكن بالتأكيد كل مخرج يبحث عن ممثل يناسب الشخصية الموجودة لديه.
 
•     سناء تمتلك علاقة خاصة مع جمهورها.

- الجمهور يجب أن يكون البطل الأول في المهرجان. وأحيي جمهور طرطوس الرائع الذي يتابعنا في كل أعمالنا ومهرجاناتنا. بالتأكيد الجمهور مهم بالنسبة للممثل.. فكلما كان الجمهور متفاعلاً مع الممثل كلّما ازداد إبداع الممثل على الخشبة.

•     هل تشكّل لكِ المشاهد الجريئة حَرَجاً خلال أداء العمل المسرحي؟

- لا أبداً.. أنا مثلت أحد الأدوار الجريئة، وبرأيي أن الممثل يجب أن يمثل كل الأدوار.. في النهاية نحن نمثل لتصل رسالتنا للجمهور من خلال الكلمة والأداء. وقد يتطلب العمل المسرحي جرأة في بعض المشاهد. طالما هي في خدمة العمل فلا مانع لدي.


(سناء محمود واليانا سعد في مسرحية تصبحون على وطن)

•     أنتِ عضو لجنة منظمة ومسؤولة علاقات عامة.. كيف استطعتِ التوفيق بين العملين. وما الذي أضافه لك العمل كإدارية في الفرقة؟

- أصارحكِ أن الأمر ليس بهذه السهولة.. لأن العمل الإداري يحتاج وقت دائم وعلى مدار العام، والتمثيل يحتاج جهد مضاعف وخاصة في الفترة التي تسبق المهرجان حيث تصبح الفرقة وكأنها في معسكر للبروفات المسرحية. العمل الإداري أكسبني ثقة أكثر وزاد من أعباء العمل بشكل عام. ممكن أن يكون السؤال ماذا أضاف التمثيل للعمل الإداري؟ نعم.. كوني ممثلة وأحس بالمتاعب والضغوط التي يتعرض لها الممثل من عناء وجهد وتضحية ولا مقابل مادي هذا يجعلني أحارب في الجانب الإداري وهو ليس بقليل كي نحصل على المطلوب نحن كفرقة.
 


                                                         (سناء محمود في مونودراما "زنى فكري")

•     سناء محمود هي أوّل من مثل مسرح المونودراما في الفرقه. ما الفرق بينه وبين أنواع المسرح الأخرى، وأين تكمن صعوبته؟

- المونودراما فن الممثل الوحيد على المسرح وهو فن لا يستهان به. بدايةً أدين بالفضل لأستاذي فؤاد معنّــا الذي آمن بي كممثلة فكتب المونودراما وأخرجها. الصعوبة تكمن بأن على الممثل أن يستحوذ على فكر المشاهد على مدى العمل المسرحي.. جهد مضاعف.. لا مساعدة على خشبة المسرح. في المونودراما يجب على الممثل أن يقنع الجمهور من خلال تمكنه من أدواته.. أول مونودراما مثلتها كانت (ورشة رجالية) وثاني مونودراما كانت (زنى فكري) والثالثة (الوطن الشهيد) والأعمال الثلاثة من تأليف وإخراج فؤاد معنّــا.
والرابعة بطور الولاده بعنوان (السقوط الى الرحم).
 


                                             (الشهيد الفنان فيصل حمدي و سناء محمود)

- نبذة عن فرقة طائر الفينيق، الصعوبات جمّة، والمسؤوليات تتزايد وفقاً لتداعيات الحياة، إضاءة من هذا النوع قد لا تكفي.. المواهب كبيرة وهنالك قامات تستحق الوقوف عندها فكراً وأداءً. مونودراما "زنى فكري" مثلاً تشكّل فارقة هامة في تاريخ المسرح الناقد العميق. أداء متناهي الرّوعة وفكر متّقد. 

- العالمية تبدأ من بيروت بالنسبة لإدارة الفرقة.. ونحن ننتظر من بيروت أن تفعل دورها الكبير تجاه هذه المسؤولية. لم تكن دمشق يوماً إلا منبراً حيّاً لكلّ المواهب.. يبدو أنه قد حان وقت وفاء الدين يا بيروت فماذا تنتظرين؟

 




                                      


آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net