Tahawolat
منذ 3 سنوات رحل سرجون القنطار المتميّز، السياسي، بخوض المعارك فكراً ومواقف رائدة، بقلمه الجريء والمتحدي.. رحل سرجون القنطار، لكن ذلك الوهج وذلك الشغف بقيم الإبداع لن ينطفىء.
في الذكرى الثالثة للغياب شاؤوها مختلفة، فكانت لتوقيع "سرجونيات"، قدّم له الدكتور حسن حماده.
حضر الحفل شخصيات فكرية وسياسية ودينية واجتماعية وحشد من المثقفين وأصدقاء الراحل.
نجوى القنطار

وألقت والدة سرجون نجوى القنطار كلمة قالت فيها: "مسا الخير. كلمة زغيرة لقلكن قدي سكنتوا بالبال حتى لو تأخرنا بشكرنا لوفائكن. ما ننسى كل قلب دقّ معنا لما وقفت قلوبنا وانحنت عا حالا  بعد رنات جراس كنايس ضيعتنا بوجداننا يوم حقيقة سرجون. وزرعت هاك الندى اللي بيهشل واليباس ما رح يسكت صوتا لأن حاملة أنفاس أهلنا العتاق ببلادنا. صارلنا ثلاث سنين يا عمري انا وبيّك عم نسأل ليه وإذا ما بتطوف روزنامة سنينا يمكن نحطّ قدامن صفر بشغف الأمومة والأبوة حاصرناك بزنزانة الجسد ويمكن انتهكت السما.
بس الجسد تراب والروح زغردة المدى والفكر شمعة ضويتا بكتاباتك وهمنا نحافظ على شعلتا. كتبك هني ذاتن ليسميتن بأول أبجديتن أطفالك. وكنت تحلم بيك يعرف ولادك ويسمعن غناني العصافير  وزهور الهاشلة بالبراري كيف بتتلهف عالشمس. وبتعرف يا ماما تحقق حلمك عم يصرخ ابنك التالت صرختو الأولى بالأرض اللي حبيتا حد الشجرة اللي زرعتا انتي وبيك لتكون شجرة العيلة. ضيف كتير كتير حلو عالحياة اللي ما نسيتك وعم تكرمك لما بكون غيابك بقوة حضورك. وجعي يا عمري عليك وجع كل أم شهيد وبسمة كل طفل يبست عا وجّو من العطش ببلاد ميتا من زمن الآلهة.
راح قول شكراً وأصدقا الروح ما بحبو هالكلمة بس ما فيني يتّم أحاسيسي. شكرا لحضوركن الحميم وللصديق النقي الدكتور حسن حمادة اللي تابعك وحبك.  شكراً لصديقك الجميل رامي حمادة اللي عمل الغلاف من عبق اسمك بالتاريخ وعطر عشتار لما كانت الآلهة امراة. وكمان الشكر للصديق الغالي حسن مرتضى اللي ما وقف عند روزنامة عمرو وتابعك بمحببتو الكبيرة. شكراً لوجوهكن الحلوة وشكراً الك يا ربي لأني أم سرجون ...ماما اشتقتلك أهلاً وسهلاً فيكن".
 
وبدأ الحفل بكلمة عريف الحفل المحامي فيصل القنطار الذي قال: "عصر ذلك اليوم وقبل مغيب الشمس بقليل مر راجلاً أمام حديقتي فلمحت وجهه من بين شتيلات الورد فحسبته وردة من الوردات متفتحة فألقى علي تحية المساء. فدعوته للمجالسة فأعتذر لي قائلاً (بلكي مرة تاني) وتابع سيره باتجاه الساحة فشيّعته بنظري حتى مال الى درب آخر... ويبدو لي أنها حلت اليوم منها من أن نلتقيه مجدداً في هذا المكان الذي شاءه ذووه صرحاً أفال روحه تهيم في هذا الفضاء وحبه.
أراه بين الريف وبين العين وبين الوجوه والذاكرات والذكريات أره تحت عيون الكلمات أراه فيما قيل وسيقال عنه أراه في الأحداث والأحديث، سرجون تحية لك أينما كنت .
مرتضى
ومن ثم جاءت كلمة الأديب والشاعر حسن مرتضى الذي كان له لقاءات مع سرجون وعرفه حق المعرفة، فقال:
"كنت لنا وعداً... وكان لنا معك موعد... فأي يد غادرة عبثت بأوراق دفاترك وغيّرت توقيت مواعيدك!!
ومن أي فجوة في السماء عبرت تلك الصاعقة، وانقضّت على مركبتك السابحة في رحب الفضاء، فتناثر لحمك الطري وشظايا نجيمات مشبعة بكل تلك الأماني الواعدة بغد لم يعبر سماءه ويلون حروف معانيه سوى أمثالك من النخب التي تجاوزت حدود المكان والزمان وخاطبت الحاضر بأحلام المستقبل...
ايها الفارس المجنح العابر سماؤنا كلمعان البرق وقصف الرعد... لماذا تصر على اختراق ذلك الباب المرصود! لماذا لم تقف كغيرك متفرجاً على "غبار البحيرة" بل غصت الى اعماقها ترجّها رجّاً تحاول اخراجها من بلادةِ سكونها ونقل امارتها لمملكة الرياح...
سرجون... لكأني بك وقد تقمصت معالم اسمك الطالع من حكايا الأساطير عزمت على امتشاق سيفه بعد ان تجرعت مرارات الاحلام الكبيرة التي فطمت على حليبها طفلاً فخرجت لتواجه بصدرك العاري كل هذه الأنواء والعواصف التي تقض مضاجعنا فتصدى لك ذلك التنين الغادر المتربص بأصحاب الرسالات وأرداك شهيداً قريباً من رمل بيروت حيث تتمدد تلك الساحة المقدسة المعمد ثراها بأطهر الدماء وأزكاها.
يا أيها السراج النوراني الحامل تباشير ذلك الجيل الذي لم يولد بعد والذي بشر به المعلم الخالد لتحقيق أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ نسترجع صورتك اليوم في خضم هذه العواصف التكفيرية والخيانة التي تجتاح مختلف أنحاء هلالنا الخصيب فتغرقه في بحر صاخب من موجات التفتبت والتفرقة والتمزق ونزيف الدم... فتعود ونتجرع مرارة ذات السؤال الذي كان قد طرحه المعلم: ما لذي جلب على شعبي هذا الويل !! فلا نجد الجواب الا في العودة الى مفردات كلماته ونصوص تعاليمه وعمق محاضراته فكيف لا نعود اليه...
واليك أيها الحبيب ونحن نسمعك ونقرؤك وأنت ترددها في جميع محاضراتك وكتابتك...
تغمدك الله بواسع رحمته ولأمثالك كانت جنة الفردوس نزلاً."
جبور

والقت الاعلامية والاستاذة الجامعية رندلى جبور عن رأي سرجون بالمرأة حيث قالت":
سرجون.... قلت عنك يوماً أنك الرجل الذي لم يولد بعد، الرجل الذي لن يكون الا في كتاب! الحق يقال: انك الرجل الذي وحده ولد ربما دون سائر الرجال ... انك واحد من الرجال العظماء.. أتعرف لماذا؟ لأنك من القليلين الذين عرفوا عظمة المرأة، كتبوا عن عظمة المرأة وتنشقوا عمق عظمتها!
كنت الرجل لأنك عرفت متى تحافظ على قدسية المرأة ومتى تطرق باب أنوثتها من دون أن تخدشها! في كل امرأة عرفت أن تجد الأم التي تملك القدرة العجائبية على استمرار الحياة في العالم... وعرفت أن تجد الصديقة التي تخبئ في صندوقها كنز أسرارك وأحلامك وإبداعك وحكاياتك وأيضاً جنونك..
سري الدين


وحول أفكار سرجون الفلسفية والإلهية وأبعادها تحدث الكاتب كمال سري الدين، قال "سرجون القنطار ذلك المبدع الذي فتح ذراعيه للمطلق وأراد معانقة اللامحدود ايماناً منه أن الإنسان وحدة وصراع أضداد بين محدود جسدي  ولامحدود روحاني، بين حفنة صلصال أجوف وقبس من نور الله خالد بخلوده".
وقدم الشاعر صلاح ابو رسلان قصيدة عن معاني الحب والقوة والفلسفة الروحية عند سرجون.
وتلاها عرض حلقة لسرجون القنطار كانت قد أجريت ضمن برنامج "نعم للثقافة" مع الإعلامية هالة الطويل.
ويبقى سرجون مفيد القنطار إمكانية وعي فاعل، بما عمل للحياة وبما خدم الحياة.


آراء القراء

1
17 - 10 - 2014
سرجون شهيد لانه اغتيل اغتيالا لانه مفكر شجاع وضع يده على الجرح ولانه ابن الامين الصادق المقاوم مفيد القنطار

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net