Tahawolat
هل نصنع التحولات، أم نكتفي بأن نكون جزءاً من المشهد المنفعل في سياقاتها؟
سؤالٌ كبير يرتسم في الأفق... والأجوبة عليه تأخذ أشكالاً مختلفة...
هل نرتضي أن نكون جزءاً من تسويات "لعبة الأمم"، التي تصوغ عالم اللحظة الآتية على نسق صانعيها، أم نشارك وبفعالية عالية ودينامية فاعلة في صناعة المتغيرات والتحولات من حولنا؟
هل نبقى على حافة الانتظار لما سيؤول اليه المشهد في المنطقة والعالم، أم نأخذ قراراً استراتيجياً حاسماً بأن نصنع نحن، حاضرنا ومستقبلنا على نسق ما نطمح أن نكون عليه، ونساهم في صياغة أحلامنا صياغةً واقعيةً تعيد ألقاً ما الى حياتنا المتعبة بترهات الفراغ القاتل المسكون بالظلام؟
أسئلة حقيقية ترتسم في الذهن وتتطلب أجوبة حقيقية تكون على مستوى التحديات الآتية!!
عالمنا يتغير بوتائر عالية وسريعة، وجزء أساسي من متغيرات العالم يتم صنعها في بلادنا، ونتائج الأحداث التي نشهدها في العراق والشام وفلسطين ستكون حاسمة على كامل المشهد في العالم...
ولعل احتشاد القوى الكونية في منطقتنا يؤشر الى حجم هذه المتغيرات ومداها وثقلها وانعكاسها على كامل النظام الكوني السياسي – الاقتصادي – الأمني الذي سيحكم العالم لعقود وربما لقرون في المستقبل الآتي...
هذا كلام واقعي وحقيقي وله مرتكزاته في قواعد الجيو – بوليتيك ومندرجاته وتداعياته التي ترتكز على الجغرافيا في صناعة التاريخ.
بالطبع، صناعة الحدث متعددة الجوانب، ومتشعبة الأوجه، ولكن الأهم، أن ترتكز على رؤية تقود التغييرات والتحولات على نحوايجابي بناء وفاعل ومتماسك انطلاقاً من نظرة قيمية وأخلاقية ومناقبية جديدة تثبت مفاهيم نهضوية تكون نبراساً لنضال سياسي اجتماعي ثقافي يقلب المعادلات ويقيم معادلة النهضة الحقيقية في واقع الأمة...
لا شك في أن النتائج الميدانية للصراع العسكري على الأرض مهمة، ولكن الأهم من هذا كله، أن نواكب الميدان بحراك ثقافي فكري نهضوي جديد يثمر إنجازات الميدان في تثبيت مفاهيم الانتماء الحقيقي الى الهوية القومية والحضارية والإنسانية لأمتنا وبلادنا، والى تعزيز مفاهيم المواطنة وعضوية المجتمع الناهضة الدينامية كبديل حقيقي عن انتماءات جزئية كانت سبباً من أسباب البلاء في بلادنا...
نحن أمام فرصة حقيقية للتغيير الجدي باتجاه بناء المستقبل على قواعد فكرية عصرية تحقق النقلة النوعية المطلوبة في حياتنا، باتجاه تعزيز مفهوم الانسان – المواطن، وتعميق معنى الدولة الوطنية الجامعة أبناءها والحاضنة حياتهم على كل المستويات....
مرةً أخرى، نحن وجهاً لوجه أما سؤال: "هل نكون على مستوى الآمال المعقودة"....؟؟؟
 
 
 
 
 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net