Tahawolat
كيف العمل  من أجل التصدي للرجوع الغربي للإستيلاء على سورية؟

أوروبا تستغيث اليوم: انقذوني. لماذا؟ هل لأن سورية الأم تحتضر؟ هذه هي الحقيقة، وقياساً على قول ينسب الى عالم التاريخ أرنولد توينبي فإنه على المرء أن يكون له وطنان، وطنه الأم وسورية. ولكن لماذا سوريا وليس غيرها من الأوطان؟ هل لأن سورية هي المهد، وهي الأساس والجذور، وهي أم الحضارات؟ وهو كذلك.
    ثمة من يسأل: من أعطى لسورية هذه الميزة وهذه الأولوية التاريخية؟ والجواب: هي التي أعطت نفسها ما نسب إليها وهذا ليس بادعاء والكل يعرف القصة الحضارية والمكانة التي تحتلها سورية في التاريخ والفكر والجغرافيا وفي المسيرة الإنسانية بشكل عام. وما من أحد يشك في ذلك وإذا كانت الشكوك تراود الشرقيين من أبناء الوطن السوري نفسه، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة للغرب وللأوروبيين عموماً، ولأصحاب العلم خصوصاً. فما فتىء الحلم القديم الحديث يراودهم بالإستيلاء على مهد الثقافة، على أرض سورية: "لقد عدنا يا صلاح الدين!"، صرخ اللّمبي يوم رجع الغرب لاحتلال سورية عاصمة المشرق، فما ترى يقول المحتل الجديد الذي يعدّ العدة الآن لاستعمار سورية؟ ومن تراه يكون هذه اللّمبي الجديد؟ أوروبي أم أميركي؟
   والسؤال الأهم الذي على أبناء الأمة السورية طرحه: كيف العمل  من أجل التصدي لهذا الرجوع الغربي للإستيلاء على سورية؟ والجواب: إنه ما من سبيل للخلاص البتّة! وكيف ذلك؟ ولماذا؟ والجواب: لأنه ليس من نساء في سورياة اليوم، على  الرغم  من كل تلك النسوة التي يفوق عددهن عشر مرات عدد الذكور. إنهن كثيرات، لا شك، وبعدد شعر رؤوسهن ولكنهن لسن موجودات؟ كثيرات وغير موجودات؟  نعم، هن غير موجودات لأنهن غائبات عن الأمة، فما من صانعات للتاريخ في سورية، وهذه حقيقة وللآسف!

ولكن أين هن صانعات التاريخ؟

    في الحقيقة، إن صناعة الوطن والدولة والأمة بحاجة لتضافر جهود أفراد المجتمع برمّته من الولد الصغير، من خلال تربيته ونشأته الصحيحة، الى العجوز الكهل من خلال بثّ الحكمة وروح الثبات والهمّة لدى أحفاده، والمرأة كما الرجل هما عنصرا المجتمع المتحدان، فما يتوجب على الرجل، يتوجب  كذلك على المرأة. وهما ليس كما درجت العادة في القول إن كل منهما هو نصف المجتمع ويكمل أحدهما الآخر، إنما كل منهما وحدة متكاملة انطوت فيها مكونات المدنية كلها وهما طاقة كبرى وأداة للإنتاج والتطور بشكل كامل، وذلك من أجل بناء الدولة القوية ذات السيادة، وبناء الدولة القوية لا يتمّ إلا بالعمل المتحد والمتكامل والإنسجام بين أفراد المجتمع وكلِّ بحسب مجاله ونطاقه ووظيفته.
    إن التاريخ ومهما  زُوّر أو حُجِّم ومهما طُمست حقائقه وحُرِّفت أحداثه،  لا يسجِّل إلا الأشخاص العظماء من نساء ورجال. والتاريخ ومهما كان مبهم الفهم، فهو هيّن، مطواع وسلس وواضح لمن يستطيع قراءته بعلمية وموضوعية وتجرّد ودقة. فالكلمات والمفردات والأسماء وحتى الأفعال لها مدلولاتها الظاهرة والباطنة، لذا يجب أخذ المعنى من خلال التحليل اللفظي والإيتيمولوجي والفيلولوجي، ومن خلال الرمزية والتورية والتضاد، لكي تظهر لنا المعاني المقصودة والتي تضعنا على السكة التي يجب أن نسلكها من أجل إبراز الحقيقة التاريخية، ولعل الترجمة هي أكثر ما أضرّ بعملية نقل التراث الفكري والأدبي الشفهي كما المكتوب، ومن هنا وصف الترجمة بالخيانة.

أهمية الأسطورة في دراسة التاريخ 

وأكثر ما يدلّنا على الحقيقة التاريخية هي الأسطورة نفسها، وهذا ما يستغربه الجميع وهذا هو العيّب الأكبر لدى دارسي التاريخ في اعتبارهم الأسطورة مجرد خرافة لا أصول لها ولا صحّة بما تخبره، ومن هنا التشكيك بما تتضمنه من قصص وحوادث وشخصيات. وقد وُسِمت الأسطورة أنها ضرب من ضروب الشعر المركّب وخصوصاً الملاحم منه، أي أنها مجرد خيال. كما ويُتهم من يتعاطى دراسة الأسطورة ويطرق بابها  لتبيان التاريخ وأحداثه، أنه يعيش خارج زمنه ويغرّد في سرب آخر غير سرب مجتمعه وواقعه وأنه ينتمي الى زمن آخر وعالم ولّى.
   في الواقع، إن النتاج الأدبي، بما فيه الرواية والشعر والقصص والأساطير والنتاج الفكري الإبداعي بشكل عام، ما برح هو نفسه وما فتىء يكرر نفسه منذ أن بدأ الإنسان يفكر ويكتب ويؤرّخ. ومما لا ريب فيه أن الفكر هو عملية متصاعدة ومتطورة عبر العصور، إلا أن نفس المضامين ما زالت تتكرر وإن بأساليب مختلفة من ناحية التعبير عنها. ففكر جلجامش  مثلاً، وهو أقدم ما وصل إلينا من التاريخ المكتوب، لا زال مضمنه فعّالاً الى اليوم وسوف يبقى صالحاً ما دام الإنسان حيّاً، عنينا بهذا المضمون، البحثَ الدائم عن الخلود أي تسامي الإنسان من الحالة الإنسانية الفانية الى الحالة الألوهية الخالدة. هذا الهاجس الذي راود ويراود وسوف يراود الإنسان في كل زمان ومكان، عبّرت عنه الشعوب المشرقية القديمة، صانعة الفكر والتاريخ والحضارة، على شكل ملاحم شعرية بطولية، نُقشت على الرقم والألواح الفخارية  بالقلم المسماري، وهذا المضمون هو نفسه الذي نجده في الأدب والفلسفة والشعر والملاحم والقصص في كل التاريخ الفكري وعند جميع الشعوب والأقوام وفي كل الثقافات الإنسانية. فهل يبقى جلجامش مجرد خيال وبعيداً عن الواقع والحقيقة ومجرد خرافة؟ بالطبع لا، فهو التعبير الأمثل عن ماهية الإنسان، فهو إنساني بحت وبالقوة وبالفعل، إذن،  تكون النتيجة أنه حقيقة تاريخية لا مندوحة عليها ولا يمكن الطعن بها.
   من هنا أهمية دراسة الأسطورة وتطوّرها، فكل أسطورة، في زمن نشأتها الأولى، كانت حادثة حقيقية، واقعية، مرّت عليها الأيام والسنون، ودرجت على أفواه الناس الذين تناقلوها شفهياً، وكتبت في وثائق مادية: إما لوحات الآجرّ أو ورق البردى او الجلود او العظام او نحتت في الحجر او حفرت نصوصها في المعدن او الخشب، أو خُلِّدت على شكل رسومات وصور وتماثيل...  وقد كتب لبعض هذا النتاج الابداعي أن يعيش، بينما كان مصير البعض الآخر الإندثار والزوال. ومع مرور الزمن، أضفى عليها اللسان البشري المتنوع التفاصيلَ المبهمة، وضُخِّمت أحداثها  وبولغ في سردها، حتى أصبح هناك مغالاة في  نقلها من لسان الى لسان، حوّلها بالنهاية الى خرافة أي الى قصة لا تصدق، ابتعدت كل البعد عن القدرة البشرية في الفهم والإدراك والتصور لأنها لم تعد تنتمي الى العقل بل الى العاطفة والأحاسيس، وهذا ما نسميه الملاحم البطولية التي تدغدغ القلب والوجدان قبل محاكاة العقل والمنطق. وللأسف، فإن الدارسين والباحيثن يتوقفون عند دغدغة المشاعر هذه  ولا يسعون الى التفكير المنطقي فيما يتعلق بدراسة الأسطورة.
    أوليس هذا هو حال شعوبنا الآن؟ يقرأون الملاحم والشعر والمآثر والأقوال والحكم والقصص الأخلاقية والكتب التي سميت مقدسة وسماوية، بالعاطفة وليس بالعقل. فكم عددهم هؤلاء الذين يعتقدون أو حتى يصدّقون أن الفينيق الذي تُروى قصته باستمرار، أنه شخص حقيقي، تاريخي وليس مجرد طائر خرافي؟ أنا أجزم أنه واحد بالمئة فقط ولعلّي أنا هذا الواحد!

قادة سوريا التاريخيون

    ففي الحقيقة، إن هذا الشخص القومي، ذا المآثر البطولية والذي أصبح يُرمز إليه بطائر أسطوري وهو الفينيق الذي يموت ليحيا من جديد بعد أن يحترق ويقوم من رماده ليرحل من جديد الى أصقاع الأرض لمدة 400 سنة أو أكثر كما يرد عند المؤرخين القدماء مثل هيرودوتس أو غيره، هو شخص تاريخي حقيقي عاش على أرض سوريا وينتمي الى سلالة ملوكية صورية أعطت أجيالاً من المفكرين والعلماء والأدباء والبحارة والمستكشفين، منذ ملقرت الجدّ الأعلى، واسمه "ملك القرية" يدل على عراقة نسبه، وهو الذي ذهب حول البحار واكتشفها وخلّد اسمه على أبواب البحر المتوسط الغربي "أعمدة ملقرت"، التي تعرف بأعمدة هرقل وهي جبل طارق اليوم، حتى قدموس، حفيده المعلّم وصاحب المدرسة الشهيرة باسمه وهي الآكادمية التي أنشأها في طيبة العاصمة التي أسسها على أرض كانت أول من وطأتها قدماه، وهي طيبة في اليونان اليوم. قدموس هذا، معلم الحرف والفكر ومبدع الفلسفة هو أخو فينيق ذاك المستكشف الكبير الذي أسس لسلالة مهمتها البحث عن الموارد الطبيعية والمواد الأولية وخاصة المعادن، في أصقاع المعمورة كلها من أجل التصنيع والتجارة  بهدف تقوية الاقتصاد القومي لبلاده. وهو في دورانه هذا حول المتوسط، كان يغيب لعشرات السنين ثم يعود محمّلاً بالخيرات لوطنه، من هنا وصفه بالطائر الذي يرحل الى مجاهل الأرض ويختفي حتى ليكاد يقال أنه مات ولكنه ورغم كل الصعاب يعود ليحيا ويحيي معه أمة. وهذان الشخصان المهمان في تاريخ سوريا، فينيق وقدموس، هما أبنا أجينور الملك الذي أرسلهما، كما تقول الأسطورة المكتوبة يونانياً ولاتينياً أي بطريقة محرّفة لأسباب الترجمة والبعد الزمني عن الأحداث التاريخية، للبحث عن أختهما أوروبا والتي يقال إنه خطفها الثور الأبيض الى جزيرة كريت. أما الحقيقة التاريخية فهي أن أوروبا، الأميرة الصورية، لم تخطف ولكن التعبير المجازي الشعري هنا هو الذي يجب أن يؤوّل على الشكل نفسه الذي ما زال يردد على لساننا الى اليوم، وهو نفسه اللسان الفينيقي لأجدادنا، وهو أن السفر أو الموت غييبه وأكثر من ذلك نقول خطفه. وبهذا تكون أوروبا قد سافرت الى غرب البلاد التي تنتمي إليها من أجل تأسيس مستوطنة أعطتها اسمها وأصبحت ملكة عليها وهي ما زالت تحمل اسمها الى اليوم وهي  قارة أوروبا. وبهذا تكون الأميرات السوريات متساويات في الواجب الوطني والقومي مع الرجال في صناعة الوطان والجلوس على عروشها وإدارتها.
   ومثل أوروبا  كما لاحقاً، مثل إليسا أو إليسار والتي عُرفت في الأسطورة  بلقب "ديدون" أي "الهاربة"، وهي ترجمة خاطئة لعبارة "راحلة"، فقد رحلت إليسا من صور الى قبرص والتي، وإن كانت جزيرة سورية التأسيس والمنشأ منذ زمن بعيد ويعني أسمها "النحاس"، إلا أنها حملت أيضاً إسم هذه الملكة السورية "أليشا" كما ورد في الحوّليات الأشورية. لقد تركت إليسا عرش قبرص لبيغماليون ملك العاصمة كيتيون وأبحرت باتجاه شمال إفريقيا من أجل تأسيس مدينة جديدة عرفت بقرطاجة "القرية الحديثة"، وذلك استكمالاً لخطة سياسية، اقتصادية من أجل توسيع المستوطنات الفينيقية في غربي المتوسط والتي كانت بحاجة دائمة لضخِّ دمٍ شبابي جديد فيها من أجل تطورها واستمرارها، وهذا يعني أن أشخاصاً كثيرين تعاقبوا في هذه المسيرة الحضارية للإمبراطورية السورية ولكننا نجهل أسماءهم. إذن، إليسار هي مبعوثة وطنها الى الغرب المتوسطي لإكمال هذه المسيرة الحضارية المؤسِّسة لمراكز تكون بمثابة عواصم إشعاعية من أجل نشر الحضارة والفكر والثقافة في كل أنحاء الأرض. والجدير بالذكر أن تلك الملكات الصوريات/ السوريات، وهن كثيرات ولا نعرف منهن الا القليل، كن قائدات ويشاركن، ليس فقط في صنع القرار وتقرير مصير دولتهن، ولكن في المعارك الحربية أيضاً. ومن حفيدات إليسار المعروفات، ذكر لنا التاريخ زوجة القائد أزروبعل القرطاجية والتي رمت بنفسها في النار مع أولادها الأربعة، حين آلت المدينة الى خراب على يد شيبو الإفريقي الذي حرقها بعد هزيمة القائد حنا بعل في معركة "زاما". وهناك "صفو نسب" أي "صفية النسب" التي تحدّت روما وأرجعت حبيبها الموالي للجيش الروماني الى الصف القرطاجي، والأثنتان ما فعلن ما فعلن إلا  تمثّلاً  بنساء موطنهن الأم وتحديداً العاصمتين صور وصيدون.

أميرات سوريات جليلات

    تتصدر اللائحة بلقيس، ملكة سبأ، في اليمن والتي كانت من أهم الحواضر العربية  "العربية السعيدة" كما ذكرها المؤرخون مثل هيرودوتس وغيره. ولن ندخل هنا  في سجال عقيم مع من يدّعي أن اليمن أو الجزيرة العربية ليست من الجغرافيا السورية،  فنحن لا نرى في الثقافة الواحدة بكل مقوماتها، إلا حضارة أمة واحدة وقومية واحدة. هذه الملكة بلقيس، والتي تعاطت السياسة والاقتصاد والتجارة والفكر، هي أكثر من لفّتها الخرافة، حتى لم يبق منها إلا اسمها. وأكثر منها تغييباً في التاريخ،  ليس المكتوب فقط بل كذلك الشفهي، وذلك بسبب أنهن عشن في فترة أحرقت او أخفيت فيها كل الوثائق السورية بسبب الاضطهاد الروماني المحتل، عنينا تلك الأميرات الحمصيات اللواتي انتمين الى سلالة ملوكية عريقة في حمص، حيث كان الملك أحد كهنة معبد الشمس الذي ما زالت آثاره تشهد عليه الى اليوم. وأكثر تلك الأميرات شهرة هي جوليا دومنا زوجة الإمبراطور الروماني الليبي، الفينيقي الأصل سبتيموس سفيروس، وقد انجبا كل من جيتا وكركلا  الإمبراطو والذي بقي اسمه حيّاً الى اليوم في العائلة التي تحمل اسمه وأصلها من بعلبك جارة حمص. كما عُرفت أختها جوليا مميزا بالشجاعة والإقدام وهي التي ساهمت في إبقاء سلالة الأباطرة السوريين على عرش روما، بحيث ساهمت بشكل نضالي في ضع قريبها الإمبراطور ألكسندروس سيفيروس الذي ولد في عرقا شمال لبنان، على عرش روما، امتداداً للسلالة سيفيروس. وهذا الإنجاز المهم في التاريخ والمعتّم عليه كثيراً، هو أهم المراحل القومية التي عرفها التاريخ السوري ذلك أنه وصل ملوك سوريون الى سدّة حكم العالم القديم، الى عرش روما العدّو اللدود لسوريا، كأن يصل اليوم أحد السوريين العرب الى رئاسة الولايات المتحدة الأميريكة. فتصوروا!
    وعلى خطى تلك الأميرات الحمصيات، مشت لاحقاً زنوبيا، زباء او زبيدة، في تصديها للمحتل الروماني. وهذه الملكة كانت من القوة والشجاعة ما دفع المؤرخون اللاتينيون لوصفها بأشد ما وصفت به كيلوبترا المقدونية، ملكة مصر، ووسْمِها بنعوت جارحة وصفات قاسية واتهامات وادعاءات تمسّ بالعرض والكرامة، وهو مصير كل امراة ثائرة، على يد المحتل وأدها أو ذمّها وسبّها كما حصل للمريمتين، أم يسوع والمجدلية، في الفترة الأولى للإستعمار الروماني لسوريا.
   نعم إنهن نساء، تلك اللواتي صنعن أمتنا، وكم عانين من أجل ذلك، ولكنهن نجحن لأنهن مؤمنات بالوطن وصاحبات عقيدة راسخة وإيمان كبير بالهوية القومية، لذا تفانين من أجل مصلحة الأمة وليس لمصلحة أفراد أو دين أو طائفة أو حزب أو شخص أو لباس...
   يردّد أبناء أمتنا مآثر الزمن الماضي المجيد على شكل شعر او نثر او رواية او قصائد ملحمية تغنّى بها الشعراء وعلى رأسهم العملاق سعيد عقل، أو على شكل أغاني وهي التي أدّتها أميرة الأميرات فيروز، في كل مسرحياتها وتحديداً في مسريحية "بترا"، وما برحت تلك الجمل مثل: "روما يا وحش الحضارة اللي ما بيشبع..." أو "بعلبك، أنا شمعة على ادراجك... أنا نقطة زيت بسراجك، نجمة على سياجك..." وغيرها تردد، ولكن هل فطنوا أن فيروز تغني أمجاد أمتنا وتدين من خلالها من غيّب تاريخها وأمجادها وقادتها، أي روما؟ ربما نعم والأرجح لا، لأنهم ما يزالون يردّدون أن بعلبك بناها الرومان! يا أحبائي الكرام، هل عرفتم عدّواً يبني الأرض الذي احتلها أو يقتل رجالاتها وثوارها الوطنيين وعلى رأسهم السيد يسوع المسيح؟! وما فتئت المذيعة التي استقبلتني قي برنامجها تسألني مستهجنة: البتراء؟ ما البتراء؟- هي الحاضرة العربية الكبيرة المحفورة في صخور غور الأردن والتي تصدّت للرومان والمعروفة ببترا! - والله! أليست بترا أميرة؟ بلى، يا سيدتي،  بل هي سيدة الأميرات ولا يعرف أن يجسّد الوطن في امراة أكثر من العملاقين الاخويين الرحباني، فاسمعوا انتاجهم. راجعوا التاريخ من فضلكم، واتعظوا.

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net