برعاية محافظ الجنوب السابق حليم فياض، أقام منفذية الحزب "السوري القومي الاجتماعي" في صور، احتفالا حاشدا لمناسبة حفل توقيع كتاب "ونبقى معه" للكاتب حسن مرتضى، في مطعم يارا في صور، في حضور النائبين عبد المجيد صالح وعلي خريس، رئيس أساقفة صور للموارنة المطران شكر الله نبيل الحاج، رئيس دائرة التربية في الجنوب باسم عباس، منفذ عام صور في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور محمود ابو خليل، فاعليات سياسية وثقافية واجتماعية وروحية وأدبية وأحزاب وقوى لبنانية وفلسطينية وحشد من المهتمين.
بداية النشيد الوطني ثم النشيد القومي، وقدم للحفل محمد اسماعيل.
ابو خليل
ثم ألقى ابو خليل كلمة قال فيها: "أعتلي المنبر بعد ان طال بي التجوال بين الحرف والمعنى، أفلا رفعت بيارق نصر ولا كسرت لديّ ارادة، هكذا أنا اليوم ضال ومصاب برحاب هذا المنبر".
أضاف: "ان سنديانة صور العتيقة المتوائمة مع جميزات الشواكير، فطعم النضال عتقها ومن وحي تعاليمنا في الارض ضاربة جذورها لا تحيد. هي الملاذ الآمن والحضن الدافئ والغصن المثمر الذي امتد على خلفية ايمانه".
وتابع: "كثرت الألقاب وأطلق على السنديان الصلب عشرات التسميات، اما نحن القوميون فيسرّنا في هذه المناسبة أمران: شرف دائم ألا وهو شرف الانتماء الى النهضة القومية الاجتماعية نهضة تساوي وجودنا، وشرف إطلاق اسم الرفيق حسن مرتضى على هذه السنديانة، فتستحق اللقب عن جدارة لما تتمتع به من قيم".
وختم: "إن مبادئنا وتعاليمنا بالسياسة بمفهومها، هي فن خدمة المصلحة الوطنية والقومية. فمن خلال مسيرة مناضلينا يسهل الحكم علينا. كيف لا وبعض الامور ما زالت على حالها، أفكار مقسمة وجيوش مدمرة وعدو مغتصب ما زال حائماً على أرضنا، ولا نميز بين عدو وصديق ومقاوم ومقيت وحر وسجين، وما عبور الإرهاب باسم الدين من جانب قتلة السيد المسيح وحماة الخفافيش ولبسة الطرابيش، إلا دليل ساطع على صحة عقيدتنا واستسراف شرعيتنا. لهذا تبقى دعوتنا قائمة لكل المواطنين الأعزاء، ان صدر النهضة القومية الاجتماعية رحب ويتسع لكل حر في أمتنا".
فياض
بدوره، قال فياض: "أحيي صور وأبناءها، صور التاريخ والصمود، صور الحاضر وآفاقه الواسعة في المقاومة وبناء المجتمع المقاوم والسيادة الحقيقية. والكاتب الذي نحن بصدده اليوم، هو فريد في بابه. هل هو سيرة حياة المؤلف وتوثيق لقناعته القومية ونضاله المستمر؟ أم هو مجموعة سير لعدد كبير من أبناء النهضة الذين واكبهم وتقاسم معه معاناة الجهاد؟".
غنيمة
كما تحدث باسم بلدية صور جورج غنيمة، فقال "ان كتاب مرتضى أفضى في زواياه ما لم يكتبه الأدباء والشعراء من جمالية في المعنى والادب".
وقال: "في صومعة الحقيقة الاولى تمسك به، تتلبسه، تطارده وتداهمه بفضول العارف وهو يحترف بانقطاع وانصراف وشغف كلي أصول تحقيق التزواج الخلاق بين المعنى والمبنى في عمارة الكلام".
عباس
بدوره قال باسم عباس "ان حسن مرتضى صفر وسفر، صفر ثمين وسفر جميل، صفر حامل بالقيم الانسانية النبيلة ومن المعاني المحفورة في صخر التجربة بإزميل الارادة وبلغة جميلة عذبة ومشوقة، وسماء على أجنحة الانتماء الصادق الى فضاءات من نضال الوطني اللا محدود فمن افكار الزعيم سعادة ومواقفه الجريئة، الى فجر الوعي القومي الى انهار الشهداء التي تهدر في ارض الجنوب مرددة لحن الانتصار".
خيرالله
أما الأديب شوقي خير الله فسرد مواقف الكاتب مرتضى أيام رفقته، أيام الصبا ووطنيته وقوميته التي يحتذى بها. وقال: "حسن مرتضى يرافق أقداره وترافقه الكلمة وتوحي له ما ينظر من بلاغة في أزمات المصير، لذلك كتابه بين أيديكم، ويكفي أنه يرتل البلاغة ترتيلاً ويبحبح المعاني على ما أمر من مواريثه القديمة القديمة والحديثة".
مرتضى
بدوره، قال الكاتب مرتضى شاكراً: "لا يسعني إلا أن أفرغ معكم كلمات شكري وامتناني وإصراري على الالتزام في متابعة مسيرتنا المستمرة للعبور بأمتنا من هذا النفق المظلم الى رحب الفضاء والى فجر لا غسق بعده والسلام".
وفي الختام، وقع الكاتب مرتضى كتابه للحضور
كلمة حليم فياض
"عندما طلب مني الصديق السيد حسن مرتضى أن أتكلم في هذه المناسبة، استجبت لطلبه بسرور وامتنان، لما تبعثه في خاطري أيام أمضيتها في هذه الربوع، منذ حوالي الخمسين سنة، من ذكريات وشؤون وشجون. بالطبع قليلون منكم واكبوا تلك الحقبة. والامتنان للفرصة التي أتيحت لي لتقديم التحية لصور وأبنائها – صور التاريخ والصمود – صور الحاضر وآفاقه الواسعة في المقاومة، وبناء المجتمع المقاوم. وفي الشغف بالكرامة الوطنية والسيادة الحقيقية.
الكتاب الذي نحن بصدده اليوم هو فريد في بابه. هل هو سيرة حياة المؤلف وتوثيق قناعاته القومية ونضاله المستمر؟ أم هو مجموعة سير لعدد كبير من أبناء النهضة الذين واكبهم وتقاسم معه معاناة الجهاد. إن هذا الكتاب هو الإثنين معاً، بالاضافة الى لمسة توثيقية لحقبة ملأى بالأحداث. كل ذلك في قالب من الصياغة الأدبية البلاغية التي ترقى الى الشعر بصوره وإبداعاته.
ينضح هذه الكتاب بهموم الوطن والناس. وهذا يملي علينا ان نرى الى ما يحدث اليوم على صعيد الاوضاع الوطنية والسياسية. ألسنا في ليل طويل آن له ان ينجلي؟
"الا ايها الليل الطويل ألا أنجلي، بصبح وما الأصباح منك بأمثل"
هذا الليل قد ينجلي يوماً ما. ولكن هل سيكون الإصباح أمثل منه وأفضل؟
ولمعرفة الجواب نلقي نظرة سريعة على مؤشرات هذا الاصباح: أصحاب الحل والربط، هل يتعاطون بالحد الادنى من روح المسؤولية والتجرد عن المصالح الآنية؟ هل يتصرفون بالحد الادنى بما يعمق الوحدة المجتمعية، ويعمل على بناء المجتمع الواحد الذي يبقى الممر الإجباري الوحيد لبناء الدولة الواحدة؟ هل هناك أي نذر إصلاحية فيما يتعلق بتجديد النخب الفاعلة، ولا أقول الحاكمة، لجهة قانون انتخاب عصري او اصلاحات بنيوية في نظام الحكم؟ هذا النظام الذي يعمل على انتاج الشلل والعقم والهزال.
هل هناك بلد في العالم الواسع، حكومته لا تجتمع، ولا أقول لا تحكم، تستقيل وتبقى. تستألف ولا تؤلف. ومجلس نيابي لا يجتمع، اذن لماذا مدّدوا له. مجلس اذا دعي للاجتماع سلّطت الاقلية سيف المقاطعة. وانتفت أي جدوى من النقاش والديمقراطية والتصويت . إدارات تشغر، فتسيّر بالفراغ، بفراغ يملأ الفراغ. ادارات تسير على قاعدة "سيري فعين الله ترعاك". بل تُسيّر برعاية الزبائنية السياسية، وبدافع الرشوة والابتزاز.
أستميحكم عذراً ان أضع أمامكم هذه الصورة السوداء. ولكنني أتكلم من حرقة القلب. انطلقت مسيرتي في الشأن العام من هذه المدينة، وعلى بعد خطوات من هذا المكان، وكلي ثقة بأني سأسهم، ضمن دوري، في بناء مجتمع جديد ودولة حديثة قادرة وعادلة. وهذا هو شأن السيد حسن ورفاقه الكثيرين. ولكن ماذا كانت النتيجة حتى الآن؟ وماذا تحقق من الاهداف والآمال، رغم ان الانطلاقة كانت على أسس راسخة، وأن المسيرة كانت في المسار السليم. ورغم الجهود والتضحيات والارادات الجبارة. ولكن هذه الارادات تبقي على الأمل، كما قال أحدهم: أمام تشاؤم العقل لا بد من تفاؤل الارادة. وعزاؤنا جميعاً ان مشروع سعاده النهضوي سيبقى نبراساً للأجيال الطالعة. وعزاؤك يا صديقي حسن أنك بقيت معه".
