Tahawolat
تراودك الكلمات، فتطاردينها مرة، وتداعبينها مرات، وتدوران معاً، حتى ليعجز الفكر عن معرفة من يطارد من؟
تغارُ مِنكِ، وأنتِ منها تغارين، فتشتعل نار الموهبة، وتبدأ حكاية الرماد.
الفراشة لا تموت حين تحترق، بل تحيا.
الفراشة والنار يتكاملان، بل يتحدان، فيتحولان إلى إمرأة كثيرة.
لعبة الفينيق والنار، هي هي كل الحكاية، من إستحوذ على نعمة معرفتها، دخل قدس الأقداس
وعرف سرّ الأشياء، وشارك الخالق في لعبة الخلق.
قرأت الكتاب أكثر من مرة، في المرّة الأولى تساقطتُ، وفي الثانية نبتت لي أجنحة، فطرت
معك وغبت في سر الكون وسحره.
للوهلة الأولى كلماتك ناعمة تتهادى، ولكنها تخبيء إعصاراً يدمر ليبني من جديد، فيأخذك معه الى البعيد وينتشلك من الحاضر الملوث بماديته المتوحشة التي تفترس الإنسانية والزمان، وينقذك من رتابتك القاتلة.
إتحدتِ مع كلماتك، وكما في كل إتحاد، كان الخلق، وكانت الولادة.
"واقفةٌ أنا
خلفَ قضبان الزمن
الحياةُ مُنزلقةٌ منّي...
لو أقطفُ
إبتسامة طفلٍ
أستظلُّ بها مَكرَ العقاِرب"
قصائدك حرّة، متوثبّة، تعبّر بشفافية متناهية عن إنفعالات، ومكنونات توغل بعيداً في خفايا النفس،
 يربط بينها  سلسلة ناعمة من جمال المبنى والمعنى.
هي أحياناً، مهوشلة، تركض جذلى في حقول زكريت وحفافيها، وهي في أحيان أخرى رصينة
وكأنها أسيرة غرف مقفلة، ولكنها دائماً مكتوبة بصدق وحب شديدين.
لأنك إمرأة كثيرة
ستعيشين أبداً "بين الفواصل" حُرّة "بلا عنوان" ولن تنطفىء لك أقمار، وستظلين عطشى
وصيفك يضج بالماء. وسيظل قلمك يمطر قصائد وخطرات حبلى بكل ما هو جميل وواعد.
كنتِ إمرأة كثيرة، وستبقين،
منذ الصرخة الأولى، وحتى الشهقة الأخيرة.
باكورتك رائعة مثلك وليس أكثر.

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net