Tahawolat


لحظة تلفّ الظلامية المكان والزمان يصبح لزاماً أن نسأل أنفسنا: ما الذي جلب على بلادنا هذا الويل؟
لقد آن الأوان للإجابة بحق عن هذا السؤال بعمق وإلحاح وإصرار وتصميم... بدلَ تكرار السؤال نفسه... لأن الويل الذي نحن فيه هو من صنع أيدينا وعقولنا...
ومسؤوليتنا في ما آلت اليه الأمور في بلادنا كبيرة ومزدوجة ومُضاعَفة...
والسؤال اليوم كيف نُجنّب بلادَنا ويلات الظلامية والجهل والتخلف والتعصب  والرجعة والردة إلى الخلف...
هل يُعقل ونحن نلج الألفية الثالثة أن نستسلم للأقدار، ونضع مصيرنا ومصير أولادنا وأجيالنا الحاضرة والآتية في مهب الريح، وأن نغضّ الطرف عما يمكن أن نقوم به، وأن نضطلع به من مسؤوليات جسام، هل ندفنُ على "الطريقة الشرقية" رؤوسَنا في الرمال كي لا نرى بؤسَ المصير!
بالطبع، لا... وألف لا، نحن مدعوّون ومُطالبون، كلٌ من موقعه، وفي دائرة التأثير التي يقع عليها، أن نبذلَ كل جهد، وكل فعل، في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه...
لحظةُ الحقيقة تداهمنا، ويجب أن نلاقيها بعقول مفتوحة، وقلوب تعمرُ بحب الوطن والإنسان والمجتمع والشعب، وأن نواجهها بإرادة لا تلين وبفعل يكونُ على مستوى التحديات...
بالطبع، نحن نمتلك كل عناصر القوة والمنعة اذا أحسنّا توظيفها وتنسيقها واستنهاضها وتفعيلها في سبيل خدمة الإنسان في بلادنا وفي اتجاه ترقيته ونهضته وعزته وكرامته وسيادته على نفسه واستقلاله وأيضاً في اتجاه تفعيل دوره الحضاري والإنساني على مستوى العالم...
إن هذه الردة الظلامية الرجعية التي تحاولُ اختراق نسيجنا الشعبي تمثل تحدياً حقيقياً، سنواجهه بالعقل والفكر والثقافة والوعي وبالسلاح متى كان امتشاقه فرضَ عينْ...
هذه الردة غريبة كل الغرابة عن كل منطقنا التاريخي، وعن كل ذاكرتنا المجتمعية، لذا نحنُ مطالبون اليوم، وفي هذه اللحظة التاريخية كنهضويين حقيقيين أن نستلهم كل الإرث الحضاري الإنساني لأمتنا، وأن نرتكز على هذا البعد التاريخي في حركة الشعوب  كي نباشر هجومنا المعاكس بالثقافة أولاً وأخيراً، باعتبارها الركيزة الأساسية للوعي القومي والإنساني، ولكونها السلاح الأمضى والأفعل في مواجهة التجهيل والتسطيح والتعتيم والتسخيف... 
 بالثقافة سنبني ما دمّره الجهل، لذا فالدعوة الى كل المتنورين والنهضويين أن ينخرطوا وبقوة في معركة الدفاع عن الوجود، وفي معركة البناء والنهضة والتقدم... الدعوة ملحّة وجدية، أن ننفض عنا غبار التقاعس وأن ننخرط في أعمق وأوسع ورشة عمل ثقافية على مستوى أمتنا وعالمنا العربي، وأن نتحوّل الى رسل نهضة حقيقيين ننشر ثقافة الوحدة والتواصل والتفاعل والانفتاح والمحبة، ثقافة المواطنة، ثقافة الانتماء الى حاضنة الأمة والمجتمع، وأن نعمّم ونعمّق في عقول أبنائنا ثقافة الوصل مع الماضي، لنبني الحاضر والمستقبل ...  

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net