Tahawolat
صبري: ينظر مسيحيو مصر للإسلام نظرة إنسانية عروبية ووطنية
شوقي: الثورة لنقل البلاد من وضع سيء جداً إلى وضع أفضل
ابو زيد: لبلورة رؤية عربية جديدة للمقاومة والنهضة والحرية

نظّم مركز "باحث" للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية بالتعاون مع مركز "النيل" للدراسات العقلية مؤتمراً حول "الآفاق المستقبلية للثورة المصرية" شارك فيها نخبة من المفكرين المصريين ممن شاركوا بفعالية في ثورة 25 يناير، وبحضور مجموعة من الباحثين والمتخصصين في الشؤون العربية.
وعقدت الجلسة الصباحية بعنوان "الثورة المصرية وتأثيرها وطموحاتها" ترأسها المحامي عبد السلام رزق، وهو ناشط أساسي في ثورة يناير ومؤسس "حزب العدل" و"الجمعية المصرية لخدمة القانون".
وتحدث في الجلسة الدكتور وليد محمد علي مدير مركز "باحث" الذي أكد أهمية العلاقات التاريخية بين فلسطين ومصر.. وقال: "اننا امام واقع متغير علينا الاستفادة منه والخروج من النمطية لإخراج التفكير الحرّ من القيود المسبقة، كي لا نبقى مترجمين لفكر الآخر أو تابعين له"، مشدداً على "توحيد طاقات الإنسان العربي وترشيده كي لا يبقى فائضاً بشرياً في خدمة الآخر، أو فئران تجارب".
واعتبر ان "اتفاقية كامب ديفيد، التي دمرت اقتصاد مصر وكرامتها إضافة إلى قضية فلسطين كانت السبب في كره الفلسطينيين للرئيس المصري انور السادات"، مطالباً "بالتفكير الهادئ إزاء الواقع الذي أنهى دور مصر". وقال: "لكي تأخذ مصر دورها، عليها ان تبني قواها الذاتية وان تقتنع ان العدو الصهيوني هو العدو الحقيقي لمصر ويهدد وجودها ويمنع تقدمها"، مشدداً على "أهمية المقاومة في التأسيس للانتصار". ونبه إلى "سعي العدو لإيقاع الأمة في الفتن والحؤول دون التقدم والتنمية".
ولفت إلى "انزعاج الغرب من التطوّر الإيراني النووي لأنه سيكون في خدمة التنمية كما حاول الغرب منع الرئيس الراحل عبد الناصر من القيام بمشاريع تنموية".
وقال الناشط أشرف صبري: "ان نظرة المسيحيين إلى الإسلام في مصر إنما هي نظرة إنسانية عروبية ووطنية، وأن المسيحي المصري هو متقبّل للأديان والحضارات لأن تاريخ مصر مليء بمرور الحضارات. والإنسان المصري اكتسب هذا التسامح".
واكد ان "عدوّ مصر هي إسرائيل وانها عدوّ استراتيجي". لافتاً إلى "الحقد المقدّس" ضدّ إسرائيل الذي بدا واضحاً خلال اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة"، مشدداً على "محورية القضية الفلسطينية".
اما رئيس حركة الناصريين المستقلين - المرابطون العميد مصطفى حمدان، فأكّد أهمية حرب 73، "وما قام به كل من الجيشين المصري والسوري هو عمل مقاوم". ورأى ان "المعركة هي اميركية على مستوى العالم"، مشيراً الى انهم "خططوا لتقسيم المنطقة وإلهاء كل دولة بمشاكلها". وأبدى تخوفه "من مشروع تفتيت الأمة العربية ولا سيما مصر"، داعياً "الشباب المصريين إلى مواجهة هذا المشروع"، مشيداً بدور المجلس الأعلى للقوات المسلحة الإيجابي في حماية الثورة.
ثمّ تحدث الدكتور وليد شوقي – عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل الشبابية – وهو من الشباب الذين شكلوا ركناً أساسياً في نشاطات الثورة المصرية، عن مقدمات الثورة المصرية والأسباب الموجبة لاندلاعها، بدءاً من "حجم الاختلافات الطبقية داخل المجتمع المصري، والاختلاف في المستوى التكنولوجي بين مصر وغيرها من دول الجوار باعتبارها بلداً استهلاكياً، ووصول الآفاق – وليس فقط السياسية منها - إلى طريق مسدود؛ فضلاً عن القمع الذي عانى منه الشعب على كافة المستويات وافتقاد النظام الحاكم في مصر إلى عنصر "الحلم" في مقابل زيادة الآمال بتحقيق مستقبل أفضل، بالإضافة إلى الكم الهائل من الفساد الذي أصبح في الآونة الأخيرة فساداً ممنهجاً ومقونناً تحرسه المواد الدستورية؛ فكانت هذه جميعها محفزات رئيسية أدت إلى ظهور حركة الاحتجاجات والإضرابات والاعتصامات في البلاد، واشتد تأثيرها مع محاولة النظام الحاكم تجريف الحياة السياسية في البلاد، مما شكل حافزاً لكل فرد مصري بأن يلتف على الوضع القائم ويحاول أن يحقق التغيير."
ولفت شوقي إلى أن "الثورة عملية مستمرة، لا تعني أن نزيل حاكم ونأتي بآخر، ولا تعني فقط أن تحكم مجموعةٌ المجموعات الأخرى، ولكن تعني الانتقال من وضع إلى وضع آخر، فالوضع في مصر كان سيئاً للغاية، ولم تقم الثورة إلا لتنقل البلاد من وضع سيء جداً إلى وضع أفضل، وهذا ما سنكمل طريقنا من أجل تحقيقه. فالهدف ليس مجرد تغيير رئيس أو نظام حاكم."
وعلّق الأستاذ حسن شقير، فأشار إلى ما أسماه "عثرات أدت إلى خطايا في الثورة المصرية الأصيلة في مراحلها الأولى، وخصوصاً لجهة الشعارات التي رفعت، وفي عدم تحديد الأهداف الاستراتيجية ضد إسرائيل ومن خلفها"، مبدياً خشيته من مصادرة الثورة. وقال: "ان عدم شمولية الأصول الثورية للثورة أدى الى انحرافها عن المسار الذي حددته الجماهير الثورية عند انطلاقتها".
ورد الدكتور أشرف صبري على هذه الملاحظات، مؤكداً وجود شعارات ضد أميركا وإسرائيل، محملاً الإعلام مسؤولية عدم التركيز على هذه الشعارات واقتصارها على الجانب الاقتصادي، ملمحاً أيضاً إلى مسؤولية من تصدى للحديث عن الثورة، معتبراً ان السبب في ذلك، هو ان الثورة فاجأت الجميع، وفي غياب جهة تتحمل الحديث في اسمها.
وتحدث د. محمد حنفي، عضو مؤسس في حزب العدل، عن الطموحات السياسية، للثورة المصرية، بعد حصول الثورة، شارحاً مفهوم الثورة وقال: "ان ما حصل في مصر، يختلف عما حصل في غير بلدان عبر التاريخ، والهدف هو تحقيق الحرية، وتحقيق العدل لأي ثورة تحصل".
ورأى ان فقدان الحرية والعدل أديا إلى احتقان الشارع المصري وإشتعاله إثر ثورة تونس.  وذكر ان 40 في المئة من الشعب المصري، أمّيون، أي لا يجيدون القراءة ولا الكتاب، ما أدى إلى حالة لا مبالاة عند الناس.
وشدد حنفي على ان إصلاح التعليم، وتوعية المواطن المصري، على حقوقه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفصل بين السلطات القضائية وغيرها من السلطات التشريعية والتنفيذية منعاً لاستشراء الفساد كما حصل في ظل الرئيس المخلوع حسني مبارك، إضافة إلى تحسين الحياة المعيشية للمواطنين وتحسين الرعاية الصحية، والبنى التحتية وإصلاح السياسة الخارجية، إنما هي أهداف الثورة المصرية حالياً.
ورأى ان كل ذلك لن يحصل إلا في ظل سياسة هوية مصرية، مشيراً إلى المخاض الجاري في أوضاع مصر، مطالباً بعدم الانخداع فيما يجري من صراعات بين التيارات السياسية، لأن لا داعي للقلق.
وفي المحور الثاني للمؤتمر، حول "الربيع العربي بين الفوضى والنهضة"، تحدث سركيس أبو زيد عن فوضى المفاهيم التي تمنع قيام نهضة، داعياً إلى بلورة نظرية جديدة، لفهم التحولات العربية، مشيراً إلى تداخل عوامل عدة في الثورة المصرية التي حصلت.
ورأى "أن الدولة العربية القطرية الراهنة تواجه أزمة مصيرية لكن لا يمكن الجزم بأنها ستتحوّل إيجاباً إلى النهضة والتكامل طالما ان احتمال حرفها إلى التجزئة ما زال وارداً وممكناً خصوصاً بسبب غياب القوة الوطنية الذاتية والقاعدة القومية القادرة على حماية منجزات الثورات العربية".
وطالب بالنظر "بحذر إلى المرحلة الانتقالية لجهة الكشف عن طبيعة الصراع باتجاهيه التقدمي والرجعي وموازين القوى (العربية والدولية) وقدرة القوة العربية التغيرية الصاعدة على امتلاك رؤية وإرادة لإنجاز مهمتها الثورية في قيام نظام جديد قادر على حماية إنجازاته داخل مجتمعه وجواره القومي.
مقترحاً:
1 - مقاومة مشروع الهيمنة الأميركي - الإسرائيلي.
2 - وحدة المجتمع ورفض كل أشكال التقسيم والفوضى.
3 - بناء نظام جديد مدني ديموقراطي مقاوم يحقّق المساواة والعدالة والنهضة".
وختم قائلاً انه "مع الثورة المصرية ليس فقط "الإسلاميون لم يختفوا لكنهم تغيروا" بل ان القوميين والليبراليين واليساريين والمثقّفين والمفكّرين العرب أيضاً مطلوب منهم ان يتغيّروا بعد ان اختفوا". 
ودعا الى عقد "ندوة مفتوحة يشترك فيها المقاومون الإسلاميون والقوميون واليساريون والعلمانيون من أجل بلورة رؤية عربية جديدة للمقاومة والنهضة والحرية معا، رؤية متعددة الآفاق تتجاوز زمن البعد الواحد الذي أسرنا".

وكانت المحاضرة الأخيرة في الجلسة الصباحية للدكتور أيمن المصري مدير مركز "النيل" للدراسات العقلية عن المشروع الثقافي الحضاري للثورة المصرية، عارضاً فيه لرؤيته حول ما يجب ان يكون عليه مستقبل مصر.
وتطرق إلى فلسفة النظام السياسي، معتبراً "ان السياسة هي سلطة وفقاً لمكيافيللي او ان السياسة هي تدبير المجتمع الإنساني من أجل خدمة الناس وإصلاح المجتمع وتأمين كرامات ومتطلبات الناس وهذه مناقضة للمفهوم الأول". وقال: "لا بد لأي نظام سياسي من ان يراعي حاجيات أي فرد ولا ينبغي تهميش او إقصاء اي إنسان في الحياة الاجتماعية".
وسأل عما إذا كان هدف الإنسان هو تأمين لقمة عيشه فقط أم يحتاج إلى قيم  ومفاهيم تتعلّق بالكرامة العربية وغيرها من القيم المعنوية والروحية، تماماً كما هي مهمّة النظام السياسي.

آراء القراء

1
15 - 8 - 2012
So much info in so few words. Tostloy could learn a lot.

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net