Tahawolat
الكتاب هو وعاء المعلومات الذي لا يمكن الاستغناء عنه، ينقل لنا تاريخ الحضارات والتطور البشري من مختلف العصور، بين أوراقه المكتوبة أو المطبوعة تكمن مجموعات كبيرة من النصوص الدينية، الأدبية، الشعرية، العلمية وغيرها ...، وهنا نستذكر قول الجاحظ: "الكتاب هو الجليس الذي لا يُطريك، والصديق الذي لا يقليك، والرفيق الذي لا يَمَلَّك، والمستميح الذي لا يؤذيك، والجار الذي لا يستبطئك، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق، ولا يعاملك بالمكر، ولا يخدعك بالنفاق".
وفي إطار الحديث عن الكتاب،  في السابع من الشهر الجاري أقيم في المهرجان اللبناني للكتاب الذي تقيمه الحركة الثقافية في انطلياس، حفل توقيع كتاب جديد بعنوان "القاموس الجديد المعدل" "The New and Revised Dictionary" لصاحب المؤسسة العربية للدراسات ما بين الشرق والغرب الدكتور سمير الخادم والمستشرق الإيطالي البروفيسور مارتنيانو رونكاليا، حيث أن هذا الكتاب من الكتب القليلة التي تعنى بترجمة المصطلحات الدولية والدبلوماسية والكلمات الدارجة إلى لغات عدة، وهذا الكتاب وضعته المؤسسة في خدمة الكتاب والباحثين والسياسيين والديبلوماسيين والمفاوضين ورجال الإعلام
فجاءت مقدمة الكتاب شارحة اللغة على أنها كالكائن الحي تنشأ وتنمو ثم تشيخ وأحياناً تموت أو تندثر كاللغة الفينيقية والآرامية والسريانية وغيرها. وتكلّم عن اللغة العربية على أن الله حباها بمعجزة القرآن الكريم الذي أنزل بلسان عربي فأعطاها زخماً مستمراً إلى يوم الدين، وهذا ما جعلها غنية بثروتها التي لا تنضب من الكلمات والمفردات والتعابير. وإذا أردنا أن ننظر في معنى عبارة مأخوذة من مخطوطة أم مؤلف عائد للقرون الوسطى لوجب علينا الغوص في المعاجم المتعدّدة الأجزاء العائدة لتلك الفترة لأن النظر في قاموس حديث قد لا يفي بالمطلوب لكون العبارة قد لا تكون موجودة فيه أو لكون المعنى المُعطى لها لا يتناسب مع سياق النص وروحه.
فميزة هذه الحقبة من القرن الواحد والعشرين الأساسية هي سهولة الاتصالات عبر أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة وقد ساعد على ذلك التطور التكنولوجي في وسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية وأجهزتها، خاصة تلك التي ترتكز على البث الإذاعي والتلفزيوني بواسطة الأقمار الاصطناعية والمحطات الوسيطة مما أتاح لكل فرد مشاهدة محطات التلفزة العالمية التي تبث برامجها وأخبارها على مدار الساعة.
إن التبصر في مجرى الأمور في منطقة الشرق الأوسط يظهر لنا بوضوح أننا في خضم مرحلة من التغييرات الكبيرة ومن المباحثات والمفاوضات مع العدو الإسرائيلي بهدف الوصول إلى سلام شامل وعادل في المنطقة  أو على الأقل الاتفاق على ترتيبات أمنية مقبولة، وهذا الواقع الجديد أوجب وجود لغة للتخاطب الدولي العام، بمختلف وجوهه، وهنا قد يتبادر إلى الذهن لأول وهلة أنها لغة التخاطب الدبلوماسي Langage Diplomatique ولكنها في الحقيقة أعمق وأشمل من ذلك لأنها تضم في الواقع التعابير والمعاني العائدة لواقع الحال والأحداث والتخاطب على صعيد الأمم المتحدة ومؤسساتها وعلى صعيد الدول وسفاراتها وبعثاتها بالإضافة إلى ما يحتاجه المفاوض في مباحثات السلام حتى لا يقع في المحظور.
فالعبارات والمفردات المختارة للغة التخاطب لهذه المرحلة هي مأخوذة أساساً من اللغة اللاتينية المعتمدة حالياً في اللغة الإنجليزية للتعبير عن واقع الحال، كما أن أكثرها منتقى من اللغة الإنجليزية وبعضها من اللغة الفرنسية والإيطالية ودليل الاختيار للعبارة المنتقاة هو طابعها العالمي.
ورتب هذا الكتاب العبارات حسب الترتيب الأبجدي استناداً للنص الإنجليزي الذي اعتُمد كأساس وفي مقابل كل عبارة عبارة مرادفة لها باللغة الفرنسية واللغة العربية والفارسية نظراً لأهمية هذه اللغة ولما تلعبه إيران من دور بارز على الصعيد العربـي والإسلامي والدولي.
فهذا الكتاب يمكن أن يكون مستنداً ومرجعاً يعتمد عليه ويؤخذ به في حال وقوع خلاف في تفسير معنى أي تعبير من التعابير المتداولة في لغة التخاطب الجديدة.
فالكتاب يساعد على تطوير العقل ويزيد في الإصلاح وفي الإجادة، وهو بداية نعيم جديد من خلال نشر ثقافة جديدة وتأسيس لمجتمع جديد قابل على التطور، فينقل لنا الحوادث التاريخية كي نتفادى الوقوع في الأخطاء مجدداً، على الأمل أن جيلنا الجديد سوف يطوِّر نفسه ويجدد ذاكرته من خلال مطالعة الكتب والتمسك بتاريخه وأصوله.
 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net