لقد غدت حياتنا في هذه المنطقة الملتهبة من العالم أسيرة استحقاقات داهمة وأخرى منتظرة نعيش على وقع حصولها، ونحن نحتسب تداعياتها على جوانب متعددة من حاضرنا ومستقبلنا....
ليست المشكلة في الاستحقاقات، فالحياة بحد ذاتها تتحرك بنا من استحقاق الى آخر، ولكن، الأدهى....أن مجمل هذه الاستحقاقات المتعلقة بمصيرنا كشعب وكأمة وكدول ... خارج السيطرة، أو بشكل أدق خارج سيطرتنا، وقد تحولنا وإن بنسب مختلفة الى مجرد أحجار شطرنج ينقلها اللاعبون من خانة الى أخرى، لولا طبعاً شعلة "المقاومة" المتجذرة في القوى الحية والتي تخربط على اللاعبين تماديهم في تخريب واقعنا وتشويهه...
لستُ بصدد رسم صورة داكنة، فأنا من المؤمنين أن النصر صبرُ ساعة، وأن المحن والملمات وإن اشتدت وتكالبت، فإن المخزون النضالي التاريخي الذي نكتنزه قادرُ على صنع الزمن وتحويل مساره باتجاه النهوض الى واقع أكثر اشراقاً وتوهجاً ولو بعد حين....
ولكن، علينا التقاط أنفاسنا، وتجميع طاقاتنا وقدراتنا وقوانا لمواجهة كل الاستحقاقات على أنواعها... لا يمكننا أن نكون قدريين وأن نسلم أنفسنا لمشيئته (مشيئة القدر)... ونحلم بعدها بحاضر مزدهر ومستقبل مشرق...
هذا الكلام برسم كل الحريصين على قضايا شعبهم وناسهم وأهلهم...وعليهم المسؤولية الكبرى في مواجهة كل ما يتهدد وجودنا من تحديات....
الأمل الحقيقي هو أن نمتلك وعي النهوض وارادة النهوض وفعل النهوض... عدا ذلك "مقامرة" و"مغامرة" في مصير وطن وشعب...