Tahawolat
بعلبكي: ذكرى الرجلين ستبقى خالدة لما قدماه من ابداع في الشعر والصحافة
تلحوق: تكريم الشاعر ليس حواراً مع الراحل بل لقاء عنه


برعاية وزير الثقافة المهندس غابي ليّون، وبمناسبة صدور  "الديوان الكامل" للشاعر الراحل الرفيق جرجس طانيوس ابو جودة "ابو فاروق"  والذكرى التاسعة عشر لرحيل الصحافي ميشال ابو جودة، دعت أسرة الشاعر ولجنة الصحافي الى حضور احتفال لتوقيع الكتاب الشعري، في قاعة  شاتو تريانو الزلقا.
قدم الحفل المحامي هشام الخوري حنا، وألقى كلمة لجنة الصحافي الأستاذ هشام  ابوجودة.
وألقت كلمة أحفاد الشاعر حفيدته منال شما، تحدثت فيها عن ذكريات الطفولة مع الجد تضمنت عبارات عاطفية بكى على أثرها عدد من عارفي الشاعر ومعاصريه.
وألقى المحامي سامي ابو جودة كلمة بعنوان: "بلبل أرّخ زمانه بالشعر"، نوّه فيها بإصدار الديوان.
ثم القى الأديب الأمين فهد الباشا كلمة رفقاء الشاعر، اذ تمنى إصدار كتاب يحمل مختارات صحافية من ميشال ابو جودة، ذاكراً وفاء الشاعر لخطه السياسي والحزبي وإلتزامه مبدءاً واحداً لم يتخلّ عنه طيلة حياته رغم الصعوبات والإضطهادات والملاحقات التي رافقت اعوام نضاله.
وألقى الشاعر نبيل ملاح قصيدة شعرية.
وكان لرئيس بلدية الزلقا – عمارة شلهوب كلمة في الشاعر والصحافي ذكر فيها الإنجازات الإنمائية التي حققها المجلس البلدي، وأشاد بوطنية الشاعر الراحل، وأعلن أن البلدية تتبنى دعم مكتبة ومتحف الصحافي ميشال ابو جودة ليكون ذلك بمثابة تكريم للراحل.
وكشف النقيب البعلبكي عن عدم تردده في تلبية الدعوة لمشاركته في الإحتفال بالمناسبات الثلاث: ذكرى رحيل الشاعر الكبير ابو فاروق، ورحيل الزميل الصحافي النابغة والعبقري ميشال ابو جودة، وصدور "الديوان الكامل"، مستعيناً ببيت من الشعر جاء فيه:
        الناس صنفان موتى لا حياة لهم             وآخرون ببطن الأرض أحياء
وقال أن ذكرى الرجلين ستبقى خالدة نظراً لما قدماه للمجتمع من إبداع في الشعر وفي الصحافة أيضاً،
وتطرّق الى استشهاد الزعيم انطون سعاده، في عملية إغتيال لا سابق لها، وأمل أن تستعيد الأمة وعيها وتعي حقيقتها قبل فوات الفرصة التاريخية، كي تستعيد مكانتها بين الأمم ورسالتها في التاريخ.
أما عميد الثقافة الدكتور اسامة سمعان، فقال عن الصحافي ابو جودة : "أن يمتشق صحافي قلمه، ما يقارب أربعة عقود وينتزع عموداً خاصاً به في جريدة عريقة كـ "النهار"، فهو دليل على تبؤه موقع عماد في الصحافة اللبنانية والعربية"، وعن الشاعر (ابو فاروق) قال: "أن يلبي دعوة قائد عزم على تحرير أمة بأسرها ومن ثم توحيدها لهي تلبية في غاية الأهمية، في وقت كانت ولا تزال لكثيرين من أبناء شعبنا، مهمة مستحيلة التحقيق"، وأضاف: "ظل على مدى ستين عاماً ونيّف، يناضل بالكلمة سلاحاً وبالموقف الثابت نبراساً، جاهداً الحرية والحق مطلبه الأسمى".
ثم ألقى الشاعر نعيم تلحوق، ممثل وزير الثقافة  المهندس كابي ليون، راعي الإحتفال، كلمة قيّمة جاء فيها:
"توقيعان عند آل أبو جودة، كلاهما غياب، واحدٌ للشعر والفن، وثانٍ للكلمة الوقائية وصحافة الأحلام الكبيرة، تكتمل فيهما وحدة العلاقة بين ما ننظر إليه ويكون خارج المنظور، وبين ما يجب أن نتبصّر فيه ليصبح عِلماً أو حقيقة...
توقيعان عند آل أبو جودة، واحدٌ لأبي فاروق، شاعراً زجلياً معيداً ترتيب أفكاره بأحلامٍ جديدة، وآخر لميشال أبو جودة الذي استفزَّنا بحروفه وعباراته، فكان على العالِم أن يشتري من الحالِم سرَّ فنونه، وعلى العالِم أن يبيع سرَّ علومه لحالِمٍ أدرجَتْهُ الصحافة العربية بين أفذاذ العالِمين بالغيب..
يا تُرى، ما الذي يدعونا إلى الاحتفاء بشخصٍ ما، أو فكرةٍ ما، هل هو تقليد ثقافي درجَت عليه العقول، حتى بتنا ننتظر العمر أن يمضي لنسير في ركاب البحث عن حوارٍ أخير؟!..
إنَّ تكريم الشاعر جرجس طانيوس أبو جودة ليس حواراً أخيراً مع الشاعر الراحل بقدر ما هو لقاء لا حول الشخص نفسه، وإنما مع الكتاب وعنه، مع المعنى الذي يدفعنا جميعاً لأن نقول في ظل موجة العولمة المتسارعة، والضاربة في عقول الشباب خاصةً، أنَّ هناك ما يستحق أن نجتمع حوله لتولَد الصورة التي تغرس قوتها في الذاكرة، فلا يعود المعنى آسراً لروحه، بقدر ما يسعى لأن يشتّت انتباهنا إلى رؤى تتصارع في الجوهر لترسم الغد، لا إلى ما كان فحسب..
مرّةً قال لي ميشال أبو جودة وهو على باب خطوتين من سيارة بيجو ستايشن مرّت من شارع الحمرا، فتح بابها شخصان وكان هو في البين ثالثهما.. وذلك لسؤاله من قِبل إحدى الأجهزة الأمنية المختصة عن مقالةٍ يوضح لهم فيها مقصده؛ مقالةٍ كان قد كتبَها في اليوم نفسه في جريدة النهار عن الوضع الإقليمي في المنطقة العربية؛ "أُطلب لي القهوة يا نعيم وربع ساعة بكون عندك." ظنَنْتُ خلالها أنه لن يعود ليشرب القهوة معي.. لكني طلبتُها في أي حال؛ وقبل أن تبرُد بربع ساعة في التّمام عادت سيارة البيجو ستايشن وأنزلَتْ ميشال أبو جوده أمام باب المودكا في شارع الحمرا.. وحين سألته ماذا هناك: قال لي: "إلتبَسَ عليهم مقالي هذا اليوم فظنّوا أني أهاجم الرئيس، وأقنعتهم بأن هذا المقال هو لمصلحة الرئيس، لكنه لم يكن كذلك!.
فقلت مستغرباً: "وكيف عُدْت إذاً ؟!"
فقال، "ليك يا شاعر، ليس المهمّ أن تكتب رأيك ضد أو مع أحد.. الأهمّ أن تُقنع من تكتب لغير مصلحته أن ذلك هو لمصلحته..".
هذا ميشال الدبلوماسي الوقائي، أما الشاعر جرجس طانيوس أبو جودة، فقد أعاد لنا فكرة الثبات والتعلّق بالجذور عبر نهضة عزَّ نظيرها في الشرق، فاْتمَنَ نفسه على تربية عائلة عقائدية كان سقفها العرزال، حين قال:
نحنا الغزلنا الغيم عالمغزال،
                    وما زالنا نحنا الدهر ما زال،
ونحنا ع كتف الغيمة الزرقا،
                    نصبنا لزوار السما عرزال.
وقد يكون شعره ثمَرَة فكره التي أنتجَت إلى إبداعه وأدبه، عائلة كان فاروق أبو جودة أحَدَها، فأوفى الدَين المستحق لأبيه فأصدر "ديوانه الكامل" وطبَّق تعاليمه ومبادئه على خطى رائدٍ من بلادي هو أنطون سعاده الذي لو طبَّق اللبنانيون المبادئ الإصلاحية التي وضعَها في حزبه، لكنّا اليوم تجنَّبنا معضلة البحث عن وطنٍ مفقود لا أملَ فيه إلاّ إذا قضينا على أمراض الطائفية والتعصّب والإقطاع.
فبإسم الكلمة الشعر، يسعدني أن أتقدّم باسم معالي وزير الثقافة المهندس كابي ليّون بدرع الثقافة تقديراًووفاءً لعطاءات الشاعر الراحل جرجس طانيوس أبو جودة، فأسلّم الدرع لأبي فاروق الحاضر بينَنا بأدبه، إلى ولَدِه فاروق العامل على تثبيت هذا الحضور. وشكراً لكم جميعاً".
قال فيها: "قد إعتاد معظم الناس، على إحتساب ما يؤول اليهم من ميراث، في تعداد ممتلكات وعقارات وأموال،
وقد نكون نحن، أبناء وأصهرة  وأحفاد الراحل، الذي نحن بصدد تكريمه اليوم، من القليلين الذين اعتدّوا واعتزوا وافتخروا، بما آل الينا من إرث معنوي كبير، تركه لنا والدنا، وكان جمعه، في سيرته الذاتية، منذ زمن الصحابة الأوائل، في بواكير أشهر العام 1933 عندما انتمى وزوجته ميليا ضوميط زينون، الى الحزب القومي على يد الزعيم الخالد، الى الإجتماعات السرية في جنائن هذه المنطقة، على ضوء الشموع وقناديل الكاز البحرية، الى معتقل المية ومية ، إثر وشاية احدهم، قال:
الواشي وشي والحاكم بسجني أمر      وظن الوشي بوشايتو عبّى الكمر
إن دارت الأيام ورجعنا سوا             منعلمك يا زيد شو بيعمل عمر
   الى ملاحقات 49 وضغوطات 62 الى سنوات الحرب الأهلية، وما رافقها من قصف ونسف وخطف،
أضف الى ذلك علاقاته الواسعة مع الجميع، كباراً وصغاراً.
ودماثته ولطفه ومسايرته ومروياته،
وسرعة بديهته ، وغزارة ابياته الشعرية، وكأنه يغرف منها، فيصف الحالة المشهدية ببيت من الزجل ، أبلغ من كل صورة ورسم ومقالة،
فعندما التقاه شاب يحمل في يد رزمة عيدان دبق، وفي يد قفص حساسين، قال:
قالولي عا دبقاتك          بتلقط أحلى حساسين
وعا خفيّة دماتك          قديش ملقط حلوين
وعندما صادف تلك "الغضة البضة" تغلي قدرة (شمندور) قال لها:
كيف كنتي بسن العشرين          وقت اللي حمرّو زهورك
صرتي بيسن الخمسين            وبعدو بيغلي شمندورك
وحين التقى بسفير العراق في الكاميرون، وسأله هذا عن الوضع بلبنان، ارتجل قصيدة شرح فيها الحال الزرية، الى أن ختم:
يا سيّدي لبنان بحالة إحتراق          أطلال عا أطلال تبكي من الفراق
وقد ما بالغرب نحكي ونشتكي       ما بيجي الترياق إلا من العراق
وعندما كان الرئيس الشيخ بشارة الخوري، يدشن معمل السكر في جل الديب، قال أمامه:
...إلا وعلمنا لاح بيوادي بشامون            ووقفت على ديالو رجال مشوربي
قلنالهم يا قوم يكفاكم جنون                    عهد العبودية مرق والملعبي
إن كانت قضية دين تا نوفي الديون          أو كان إستعمار لا تتعذبي
أهون علينا ندوق كاسات المنون             ولا بيسرايا البرج يحكم أجنبي
أخبركم ، كيف كنت أسابق أختي ، على ذلك الدرج الحجري القديم ، وأهرع الى الداخل ، لأرى جدي جالسا قرب الصوبيا ، يلتحف عباءته البنية .
 كانت عباءة ُجدي ، فضفاضة ً، لدرجة أظن ، ببراءة الطفولة ، أنني قد أطلب أيَ شيء ، فيخرجه جدي من جيوبها.
 كنت أقف قربه منتظرة ً، فهو ، حتما ، سيفتح ذلك الكيسَ الورقي العتيق ، ويعطيني حباتِ ( السكر نبات ) كي يصيرَ صوتي أحلى ، كما كان يقول لي .
كان جدي " ابو فاروق " ، يصحو من النوم باكرا ، وتكون جدتي قد أعدت المائدة ، فنجلس معه ، حولها ، ونتناول الفطور.
كنا كلما انتهينا ، يغمس جدي قطعة َخبزٍ في طاسة الدبس ، ويجعلنا نتذوق طعمَه اللذيذ.
كان ذلك في ايام الشتاء ،
أما في فصل الصيف، فكنت أسرع إليه ،  فأجده تحت العريشة ، يقطف العنبَ الأحمرَ السكري.
 كان يحرص دائما ألا نغادرَ، الا ونحن نحمل معنا بعضا من ثمار التين والعنب ، جناها من شجرة ودالية ، كانتا هناك .
أذكر مرة ، وكنت أودّ النزول الى دكان الخالة " سيده " ، لأشتري بعض السكاكر، وراحت جدتي تقنعني أن أبدل تلك التنورة القصيرة ! ، وقفت حائرة ، فأنا أحب تلك التنورة ، ولا أريد  إغضاب جدتي ،
واذ بجدي يصرخ من الشرفة المطلة ، بنبرة مرحة ، ويقول: " اتركيا يا ام فاروق ، شو بتلبس قصير بس تصير قدك ؟ " .
هزت جدتي رأسها ، وتنهدت ، ومشت .
 فتسللت عندها ، الى السطحية الخارجية ، ومنها الى الدكان.
هكذا أتذكر جدي .
ومرّت سنوات عدة ، كنت أكبر فيها ... وأكبر،
 ونسيت أن جدي كان يكبر أيضا  ، ويشيخ ،
 وفي ذات يوم بارد من أيام شباط ، في ذياك العام ، مات جدي....
مات جدي ، فذابت حبيبات ( السكر نبات ) ، في ذلك الكيس الورقي العتيق...
مات جدي ، فجف الدبس في تلك الخوابي الفخارية القديمة ...
مات جدي ، ففرغت سلال التين والعنب...
مات جدي ، وغابت الشمس عن تلك السطيحة الجميلة...
مات جدي ، وماتت معه حكايا الأطفال والجنيات السحرية...
مات جدي ، وبقيت في مخيلتي ، صور تلك الذكريات الطفولية  البريئة ...
 
هشام ابوجودة
رئيس لجنة الصحافي ميشال ابوجودة (حفيد الشاعر وابن شقيق الصحافي)
نشأ شاعرنا ابو فاروق في بيئة عائلية ساهمت في تكوين شخصيته الشاعرية، فوالده طانوس بولس ابوجودة كان يملك بغال وطنابر، وسيلة النقل العصرية في ذلك الزمان، وصل باعماله الى اقاصي سوريا، فتعرف على الاخروادرك انهما اشقاء، وخلال الحرب العالمية الاولى ذهب الى حوران لجلب المؤن واطعام اهل منطقته. كانت عائلته منفتحة تعرف العالم وتتفاعل مع الاخر وتسارع لنصرة المحتاج.
تعلم ابو فاروق على يد خاله الشهيد الخوري موسى ميلان من ضهر الصوان الذي ساعده على صقل ملكة الشعر. كان خاله الشهيد اديباً وشاعراً ومناضلاً في وجه الاحتلال التركي وعمليات التتريك، اعتقل وسجن وتوفى على اثره.
انتسابه الى الحزب القومي ساعده على توسيع افاقه  وافاق العائل، فبادخالهما الحزب الى العائلة هو وابن اخيه داوود (شقيق ميشال) فانهما ادخلا عامل الثقافة والعلم والادراك.
في هذه البيئة، ولد وترعرع وعمل على نفسه الصحافي ميشال ابوجودة.
نشأت بين الشاعر ابوفاروق وابن اخيه الصحافي ميشال ابوجودة علاقة متمايزة، كونها تستند الى هذا الحس المرهف الذي يتمتع به الكاتب، اكان شاعراً ام صحفياً، علاقة تتخطى الود والاحترام. كان من الممكن ان يعمر ابو فاروق اكثر، لكن الغياب المفاجىء لميشال، في 17 ايلول 1992 ، قد عجل برحيله، فقال: "هلق انقطع ضهري"، وكان رثاءه لميشال هو اخر اشعاره:
شفت الزهر دبلان عمصب الغدير    والنحل غاب وسكر بواب القفير
وقت اللي بدي لملم جروحي وطير     تمنيت حالي كون بالقبر الزغير
وانت ترثيني مع الدمع الغزير
تسعة عشر سنة مضت على غياب الصحافي ميشال ابوجودة ويمكن ان اقول له بان المواضيع والاوضاع التي تغيرت خلال غيابك قليلة جداً، فمقالاتك لازالت صالحة لاوضاعنا.  فقضية فلسطين لازالت محور المنطقة ومشكلتها لازالت واقفة كما قلت على حق الفلسطينين في ارضهم وسمأهم وهوائهم.
اما في الصراع  مع الكيان الصهيوني، فالخمسين مقاتل الذين طلبت اخراجهم من ازقة بيروت ونواديها وان يلتحفوا السماء ويفترشوا التراب حتى نستطيع ان ننتصر على اسرائيل، قد اصبحوا خمسين خمسين في جنوب لبنان وانهم هزموا اسرائيل، لكننا يا استاذ ميشال لم نفهم الانتصار ولم يفهم الصهاينة الهزيمة، ولهذا اقول لك كما كنت تقول: الاتي اعظم.
اما عن الانسان العربي وحريته وتقدمه، فالقصة هي ذاتها: المطلب العربي الاول الديمقراطية، وبلا ديمقراطية لا يمكن ان يتحقق شيء، لا في الحرب ولا في السلم. وبلا ديمقراطية لا معنى لأي شيء يتحقق. الحاكم العربي ديكتاتور. والمعارض العربي ديكتاتور، والملك ديكتاتور ورئيس الجمهورية ديكتاتور. ورئيس الحزب، اي حزب كان، ديكتاتور. الحاكم بلا ديمقراطية سيبقى مرشحاً ليكون الضحية، والضحية تنتظر الفرصة لتتحول الى حاكم له ضحايا. (مقالة 5 اب 1971).
اما عن التغيير في المنطقة والثورات: ستكون حروب ليس لها شرف الحرب، وثورات تشين سمعة الثورات وبطولات يسجلها قتلة بالاجر ثم يختفي الظلام فلن تبقى عيون تراه وتصبح للناس، كل الناس السنة طويلة ولكنها لا تحكي، واذان طويلة لا تسمع الا ما يقال لها. يومها لن يخطف احد فما من احد يخطف احجار الطريق. ولن يقتل احد فالكل موتى.(مقالة 13 ايلول 1974).
اما عن لبنان، فلا زال بلد صيفي: مشاريعه ومرافقه صيفية، مشاريع المياه صيفية ومشاريع الكهرباء صيفية ومشاريع الهاتف صيفية والطرقات كلها صيفية. اذا امطرت كانها تمطر للمرة الاولى في السنة الاولى. كل الابرياء تفاجاوا بالمطر. في زمن جهل الفلاسفة وفلاسفة الجهل اصبحت اسرار الطبيعة الاربعة: الحكم والمال والتقنية والسمسرة. وظواهر الاسرار مشاريع المياه والكهرباء والهاتف والطرقات.(مقالة 15 نيسان 1971).
اما الموارنة فانهم يعودون ملح لبنان وملح هذا الشرق. فلقد عادت بطركية انطاكية وسائر المشرق، الم تقل لهم سنة 1975: انتم ملح لبنان فاذا فسد الملح بماذا يملح؟ وانهم اذا كانوا ملح لبنان فهم ملح العروبة، وليكن شعارنا من هو صالح للبنان صالح لبكركي، وسنكون بحاجة الى بطرك يكون للبنان وليس فقط للطائفة المارونية. بعد 36 سنة سمع الموارنة كلامك، يا ليتهم سمعوه قبل ذلك لكم كنا وفرنا دماء وخراب ودمار.
وختاماً مرض ميشال، وكان زمن الحروب والميليشيات، فلبس ابو فاروق العبأة وكتب له قصيدة جاء فيها:
شوباك متألم وموجوع والناس بغناني         ودرب الالم بشوكهم مزروع واجريك حفيانة
ياما سباع اليوم عم بتجوع وكلاب شبعانة
لو كان ميشال ابوجودة وابو فاروق  لازالا حيين فماذا كانا كتبا عن هذه الايام؟

آراء القراء

1
26 - 6 - 2012
Thanks for introducing a litlte rationality into this debate.

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net