Tahawolat
 
I
لك التسعون؟
يا ليت
لا يعرفون العد ويجهلون الحساب
لك التسعون؟
غلط
العمر، لا يُقاس بالسنوات
العمر، يعدُّ بالخطوات
فكم مشيت
وكم عبرت
وكم وصلت..
اذاً
فلنصحح السنوات...
لا يزال الشيخ
في مقتبل التسعين،
في بدء المسار
لك التسعون؟
أقول لا!!!
كانت كل سنة منك
التسعون قامتها
إذاً
لا أمس لك. 
 
II
لا أمس لك
يتصل بالبدايات وما قبلها
كأنه نص بلا فواصل
ولا نقاط
ولا..
يشغله الشغل
لا وقت لديه للوقت
اذا ركن الى غفوة
فلكي يحلم بالاقلاع والاشرعة
إلى أوطانه الملثمة
في قول غسان:
«لمجدك يا سورية هذا القليل»
 
III
يعيش وسط العواصف
بهدوء
وعندما تهدأ
يصير هو العاصفة.
 
IV
لك التسعون؟
من عدّها!
مثله، ينظِّمُ الزمن
يسيِّره على هواه
مثله، ليس في وارد
استراحة المحارب
 
V
له من الصداقات
ما لا يحصى
وما يحصى
اصدقاء... من ألوان الحياة
من طقوس الكلمات
من نكهة القارات
بعضهم... على القارعة ولَّى
في العقل تولي
في القلب تولَّه
له من الصداقات
ما لا يحصى
وما يحصى
أفضلهم عنده
أفضلهم عندي
واحداً يدعى
أبو حليم
نسميه معاً: سركيس
 
VI
يا لك من حظوظ شتى
حظك في المال
ملء يديك
حظك في العمل
ملء ايامك
حظك في الفكر
ملء احلامك
يا لك من حظوظ
احسنها عندك
انك تلميذ
وان معلمك
شاهد وشهيد
باسمه نطقت
على اسمه رفعت يمينك
وهتفت
يحيا سعادة
 
VII
ولا مرة... كنت وحدك
انت جمع وإضافة.
ولا مرة... كنت فرداً مستفرداً
مؤمن بالجموع... ولو كانت بَدَداً
مؤمن بالحجر... ولو كان رُكاماً
مؤمن بالفكر... ولو كان مستحيلاً
مؤمن بالعقل... ولو كان مجتمعاً
مؤمن بالحرية... ولو كانت مثقال ذرة
بهذا الايمان، انت ما انت
بهذا الايمان، أمة هي أمتك
انزلتها في مقام الحرية
في مرتبة الهمة
في موقعة النهضة
لأنك أنت ما أنت
نالت منك الأمة
مكان الحبيبة
فاحببتها
بعذاباتها وأوج إنحدارها
لأنك أنت ما أنت
نلت شرف الأمانة
يا لك من رجلٍ
يزيِّن اللقب.
 
VIII
اغترب
احمل صليبك وانتشر
ولتكن افريقيا جلجلتك
وقيامتك
وما بينهما
اغترب
احمل معك عائلة
يولد الأولاد في السمرة
وتكبر العائلة بين بين
تصير حديقة
أتت شجرة معرفتها
ومنها... فاكهة العطاء
 
IX
إذا قيل له: متى ترتاح؟
يبتتسم
هو مرتاح جداً جداً، منذ البداية
لن  يرتاح ولن يريح
يقفز من كتاب الى مشروع
الى عقار الى مصنع
كم بطيخة بين يديك؟
بعدد الرمل... إلا قليلاً
غداً... مشوار جديد.
لا يرتاح منصور إلا في المعمعة.
 
X
لك عندي
اوراق  كتبتها
ماذا أفعل برجلٍ
لا تقاس حياته بكلمات؟
سأكتب
قد أنفق الأوراق
فمن ينصفك
وييكتب أنك في التسعين
كنت تكتب عن المائة
لك عندي أنك مهندس الخراب
الجميل.
أهدى الكاتب نصري الصايغ هذه الكلمات في ميلاد الـ 90 لمنصور عازار

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net