96
لأني تشردت في وهم وأعياني السفر المستحيل ولم يستجب لندائي إله وارهقني أنني دمعة موجعة.
لأني تسللت بين الثواني لأكشف سر المعاني . وقدت قطيعاً من الليل والصبح والمبهمات لأكتشف اللغة المقنعة.
لأني ناديت كل الفصول وشرعت قلبي لكل الرياح، وحاورت ظلي ويأسي ونزف صليبي وصار دمي كأسي المترعة.
لأني عبثت بكل الطقوس وراودني أنني ساحر أشتهي حين لا أشتهي وأداوي الجراح وأكتب لوح الوصايا وابحر في التيه أبتكر البحر والاشرعة .
لأني عرفت الخبايا وأسرار كل النبوءات .
لأني قرأت الوجوه التي سترت زيفها الأقنعة هرعت اليه تباركت من دمه ورفعت يميني وأقسمت أني سأبقى معه.
أيها السيدات والساده،
لم يعد مهماً عندي أن أقرأ ما في الكتاب بعدما قرأت العنوان " ونبقى معه" هو الكتاب لكأنه يجدد القسم وبه يتجدد . هذا حسن مرتضى قلت – اما بعض السيرة في التجربة النضالية وبعض السطور في الاصدقاء والمناسبات فهوامش لا تبدل في بحر صور ولا في البحّار العنيد. لغته المنعتقة هي روحه لا يشغلها الا المصّفى من ضوء الحروف والصياغة. ما يقال فيه وعنه لا يزيده وهجاً وهو الغارق في الشمس حتى التوحد. تلقاه فيأخذك الى الصدق الحميم وتقرأه فيأخذك الى صباك يوم الارض لكأنها ملعب ضيق لأحلامك. وتسأك متى يطيش سهمه هذا الصبي المولع بالموج والحبر والصداقات. فيأتيك الجواب من عينيه نضارة حب، ومن كلماته إمعاناً في الايمان. ونبقـــــى معه حكايات ومواقف. تخرج منها لتدخل فيها. لانها جزء منك في الأسماء والامكنة وأحيانا في الجملة والمفردة. لكأنك أمام مرآة لبعض عمرك وانت المعّمد مثله بميرون النهضة وصفاء القناعات.
وحسن مرتضى لا يدهشك حين يحضر في الصعب فهو ابن المغامرة الكبرى التي اطلقها صوت ذلك العبقري المتوّج سيد فكر ورائد شهادة ولقد انزرع ذلك الصوت في وجدانه وعقله فما عاد يقتبس الا منه. انه المثال والدليل وان تكن الدرب طويلة وصعبة وقاتلة أحياناً. ويبقى الاكتشاف الأجمل وهو حسن مرتضى الشاعر فالى متى ولمن كنت تخبىء هذه الخمرة النادرة يا جار قانا ومسيحها الطهور . افتح خوابيك فالسكر بها صلاة فانت من الذين آمنوا وأحبوا كثيراً. افتح خوابيك قبل ان ينصرف المدعوّن الى العرس ولك مني آهة المتيم بالصوت وسحر الرنين.
ويا رفيقي ويا صديقي يا زارع النجوم في بيادرنا الجائعة لا تمسح الحبر عن اصابعك وأعطنا كل يوم باقة ضوء لنبقى معاً ونبقى معك ونبقى معه. وشكراً.
ألقيت في حفل توقيع حفل كتاب حسن مرتضى في الأونيسكو
لأني تسللت بين الثواني لأكشف سر المعاني . وقدت قطيعاً من الليل والصبح والمبهمات لأكتشف اللغة المقنعة.
لأني ناديت كل الفصول وشرعت قلبي لكل الرياح، وحاورت ظلي ويأسي ونزف صليبي وصار دمي كأسي المترعة.
لأني عبثت بكل الطقوس وراودني أنني ساحر أشتهي حين لا أشتهي وأداوي الجراح وأكتب لوح الوصايا وابحر في التيه أبتكر البحر والاشرعة .
لأني عرفت الخبايا وأسرار كل النبوءات .
لأني قرأت الوجوه التي سترت زيفها الأقنعة هرعت اليه تباركت من دمه ورفعت يميني وأقسمت أني سأبقى معه.
أيها السيدات والساده،
لم يعد مهماً عندي أن أقرأ ما في الكتاب بعدما قرأت العنوان " ونبقى معه" هو الكتاب لكأنه يجدد القسم وبه يتجدد . هذا حسن مرتضى قلت – اما بعض السيرة في التجربة النضالية وبعض السطور في الاصدقاء والمناسبات فهوامش لا تبدل في بحر صور ولا في البحّار العنيد. لغته المنعتقة هي روحه لا يشغلها الا المصّفى من ضوء الحروف والصياغة. ما يقال فيه وعنه لا يزيده وهجاً وهو الغارق في الشمس حتى التوحد. تلقاه فيأخذك الى الصدق الحميم وتقرأه فيأخذك الى صباك يوم الارض لكأنها ملعب ضيق لأحلامك. وتسأك متى يطيش سهمه هذا الصبي المولع بالموج والحبر والصداقات. فيأتيك الجواب من عينيه نضارة حب، ومن كلماته إمعاناً في الايمان. ونبقـــــى معه حكايات ومواقف. تخرج منها لتدخل فيها. لانها جزء منك في الأسماء والامكنة وأحيانا في الجملة والمفردة. لكأنك أمام مرآة لبعض عمرك وانت المعّمد مثله بميرون النهضة وصفاء القناعات.
وحسن مرتضى لا يدهشك حين يحضر في الصعب فهو ابن المغامرة الكبرى التي اطلقها صوت ذلك العبقري المتوّج سيد فكر ورائد شهادة ولقد انزرع ذلك الصوت في وجدانه وعقله فما عاد يقتبس الا منه. انه المثال والدليل وان تكن الدرب طويلة وصعبة وقاتلة أحياناً. ويبقى الاكتشاف الأجمل وهو حسن مرتضى الشاعر فالى متى ولمن كنت تخبىء هذه الخمرة النادرة يا جار قانا ومسيحها الطهور . افتح خوابيك فالسكر بها صلاة فانت من الذين آمنوا وأحبوا كثيراً. افتح خوابيك قبل ان ينصرف المدعوّن الى العرس ولك مني آهة المتيم بالصوت وسحر الرنين.
ويا رفيقي ويا صديقي يا زارع النجوم في بيادرنا الجائعة لا تمسح الحبر عن اصابعك وأعطنا كل يوم باقة ضوء لنبقى معاً ونبقى معك ونبقى معه. وشكراً.
ألقيت في حفل توقيع حفل كتاب حسن مرتضى في الأونيسكو