82
يعتبر التجسس من العقائد الثابتة في الفكر اليهودي بشكل عام، ولعل هذا المفهوم الخاص هو السبب الأول في تفوق الكيان الإسرائيلي لتكون له اليد العليا في السياسة الدولية، مشيراً إلى أن التجسس لدى اليهودي يمارسه تعبيراً عن وجوده وإثباتاً لذاته لعقيدته الثابتة بأنه يتفوق على سائر البشر أجمعين وأن الله فضله عليهم. ولذا فإن التجسس على הגויים "الأغيار أو الأمميين" بالمصطلح اليهودي، هدف يحقق له هذا التفوق الذي يستمد جذوره من العقيدة الصهيونية من التراث اليهودي بدءاً من التوراة والتلمود وبروتكولات حكماء صهيون.
إن فكر التجسس ما هو إلا انعكاس لفكرة الحرب ومفهومها لدى المتحاربين والحرب في الشريعة اليهودية كانت هدفاً مقدساً ونابعاً من مفهوم ديني بأنهم شعب الله المختار الذي وعدهم فيها بأرض الميعاد منذ خروج موسى بهم من أرض مصر بعد الاستعباد، فأباحوا القتل والذبح واستعباد سكان هذه الأرض وأتيحت كل الوسائل للوصول لهذا الهدف.. وبالتالي أتيحت كل الوسائل لمعرفة المعلومات، لذا فالجاسوس اليهودي لعب دوراً مهماً، حتى إننا يمكن أن نعتبره مفتاح النصر للشعب اليهودي الذي يسخّر كل إمكانياته في خدمة تنفيذ الشريعة اليهودية.
وهناك الكثير من قصص الجاسوسية اليهودية التي حفلت التوراة باستعراض أدوارهم في دعم العقيدة اليهودية. نجدها في مواقف مختلفة من أسفار العهد القديم بداية من أن الرب يتجسس على أرض كنعان لصالح إسرائيل، وذلك طبقاً لما جاء في سفر حزقيال:
(ה וְאָֽמַרְתָּ֣ אֲלֵיהֶ֗ם כֹּֽה־אָמַר֮ אֲדֹנָ֣י יְהוִה֒ בְּיוֹם֙ בָּֽחֳרִ֣י בְיִשְׂרָאֵ֔ל וָֽאֶשָּׂ֣א יָדִ֗י לְזֶ֨רַע֙ בֵּ֣ית יַֽעֲקֹ֔ב וָֽאִוָּדַ֥ע לָהֶ֖ם בְּאֶ֣רֶץ מִצְרָ֑יִם וָֽאֶשָּׂ֨א יָדִ֤י לָהֶם֙ לֵאמֹ֔ר אֲנִ֖י יְהוָ֥ה אֱלֹֽהֵיכֶֽם׃ ו בַּיּ֣וֹם הַה֗וּא נָשָׂ֤אתִי יָדִי֙ לָהֶ֔ם לְהֽוֹצִיאָ֖ם מֵאֶ֣רֶץ מִצְרָ֑יִם אֶל־אֶ֜רֶץ אֲשֶׁר־תַּ֣רְתִּי לָהֶ֗ם זָבַ֤ת חָלָב֙ וּדְבַ֔שׁ צְבִ֥י הִ֖יא לְכָל־הָֽאֲרָצֽוֹת)( )
"قال السيد الرب في يوم اخترت إسرائيل ورفعت يدي لنسل بيت يعقوب وعرفتهم نفسي في أرض مصر ورفعت لهم يدي قائلاً أنا الرب إلهكم، في ذلك اليوم رفعت لهم يدي لأخرجهم من أرض مصر الى الأرض التي تجسستها لهم تفيض لبنا وعسلاً هي فخر كل الأراضي".
وأيضاً الرجال الذين أرسلهم موسى ليتجسسوا على أرض كنعان مثلما يتضح في سفر العدد:
(טז אֵ֚לֶּה שְׁמ֣וֹת הָֽאֲנָשִׁ֔ים אֲשֶׁר־שָׁלַ֥ח מֹשֶׁ֖ה לָת֣וּר אֶת־הָאָ֑רֶץ וַיִּקְרָ֥א מֹשֶׁ֛ה לְהוֹשֵׁ֥עַ בִּן־נ֖וּן יְהוֹשֻֽׁעַ׃ יז וַיִּשְׁלַ֤ח אֹתָם֙ מֹשֶׁ֔ה לָת֖וּר אֶת־אֶ֣רֶץ כְּנָ֑עַן וַיֹּ֣אמֶר אֲלֵהֶ֗ם עֲל֥וּ זֶה֙ בַּנֶּ֔גֶב וַֽעֲלִיתֶ֖ם אֶת־הָהָֽר)( )
"هذه أسماء الرجال الذين أرسلهم موسى ليتجسسوا الأرض. ودعا موسى هوشع بن نون يشوع، فأرسلهم موسى ليتجسسوا أرض كنعان وقال لهم اصعدوا من هنا الى الجنوب واطلعوا إلى الجبل".
ومروراً بقصة العاهرة "راحاب" المعروفة بعاهرة أريحا والتي ساهمت في تقويض دعائم ملك الكنعانيين حيث جاء في سفر يشوع:
(א וַיִּשְׁלַ֣ח יְהוֹשֻֽׁעַ־בִּן־נ֠וּן מִֽן־הַשִּׁטִּ֞ים שְׁנַֽיִם־אֲנָשִׁ֤ים מְרַגְּלִים֙ חֶ֣רֶשׁ לֵאמֹ֔ר לְכ֛וּ רְא֥וּ אֶת־הָאָ֖רֶץ וְאֶת־יְרִיח֑וֹ וַיֵּ֨לְכ֜וּ וַ֠יָּבֹאוּ בֵּית־אִשָּׁ֥ה זוֹנָ֛ה וּשְׁמָ֥הּ רָחָ֖ב וַיִּשְׁכְּבוּ־שָֽׁמָּה׃ ב וַיֵּ֣אָמַ֔ר לְמֶ֥לֶךְ יְרִיח֖וֹ לֵאמֹ֑ר הִנֵּ֣ה אֲ֠נָשִׁים בָּ֣אוּ הֵ֧נָּה הַלַּ֛יְלָה מִבְּנֵ֥י יִשְׂרָאֵ֖ל לַחְפֹּ֥ר אֶת־הָאָֽרֶץ)( )
"فأرسل يشوع بن نون من شطيم رجلين جاسوسين سراً قائلاً اذهبا انظرا الأرض وأريحا. فذهبا ودخلا بيت امرأة زانية اسمها راحاب واضطجعا هناك. فقيل لملك أريحا هو ذا قد دخل إلى هنا الليلة رجلان من بني إسرائيل لكي يتجسسا الأرض".
كذلك "دليلة" أول جاسوسة استخدمت محاسنها لإغواء "شمشون":
)וַתֹּ֤אמֶר דְּלִילָה֙ אֶל־שִׁמְשׁ֔וֹן הַגִּֽידָה־נָּ֣א לִ֔י בַּמֶּ֖ה כֹּֽחֲךָ֣ גָד֑וֹל וּבַמֶּ֥ה תֵֽאָסֵ֖ר לְעַנּוֹתֶֽךָ)((
"فقالت دليلة لشمشون أخبرني بماذا قوتك العظيمة وبماذا توثق لإذلالك".
وكما كان هناك دور للجاسوسية في بناء الدولة اليهودية القديمة طبقاً للموروث اليهودي ودور مهم في بناء الدولة الصهيونية واحتلال فلسطين، فقد استندت الحركة الصهيونية في مشروع غزوها للأراضي الفلسطينية على السياسة الإمبريالية البريطانية التي سهلت وصول أعداد متتالية من يهود العالم لفرض واقع بشري على الأرض، وعلى أنظمة عربية خاضعة للهيمنة الاستعمارية، وعلى التشكيلات المسلحة (عصابات الأرغون وشتيرن وسواها) في عمليات الاغتيال لقادة بارزين في المجتمع العربي، ولمسؤولين دوليين، وفي الإعدام الجماعي والمذابح لأبناء البلد بهدف إفراغ الأرض من أصحابها، قتلاً وتهجيراً، من أجل إحلال الغزاة القادمين من قارات العالم المختلفة مكان السكان الأصليين.
بعد الإعلان الرسمي عن تأسيس كيان الاحتلال الإسرائيلي، في مايو 1948، تحولت تلك العصابات الفاشية المسلحة لتصبح نواة للجيش، وبدأت حكومة الاحتلال بسنواتها الأولى العمل على إنشاء أجهزة أمنية متخصصة ذات مهمات محددة. لذلك، بدأت تظهر الأجهزة الاستخبارية الثلاثة وهي:
– جهاز الاستخبارات الخارجية "الموساد" الذي برزت شهرته عالمياً بعد عمليات الاغتيال والتصفية لعدد من المناضلين الفلسطينيين والعرب والأمميين في بلدان عديدة.
–وجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" (השב"כ) الشاباك وجهاز الأمن الداخلي في إسرائيل خاضع مباشرة لرئيس الحكومة ويدعى أحياناً بالشين بيت (ش ب) اختصاراً لاسمه العبري (شيروت بيتحون كلالي) الذي يعني جهاز الأمن العام.
–وشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" (אמ"ן) التي تحملت بشكل أساسي كل ما يتعلق بالأنشطة التجسسية وتزويد مراكز القرار السياسية والعسكرية بالمعلومات التي تحصل عليها.
وأمان هو الاختصار الشائع لاسمه العبري (آجاف هموديعي (وهو جهاز تابع لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي، وهي أكبر الأجهزة الاستخبارية وأكثرها كلفة لموازنة الدولة. وحسب القانون الإسرائيلي فإن جهاز أمان مسؤول بشكل أساسي عن تزويد الحكومة بالتقييمات الإستراتيجية التي على أساسها تتم صياغة السياسات العامة للدولة، بالذات على صعيد الصراع مع الأطراف العربية. وتعتمد أمان على التقنيات المتقدمة إلى جانب المصادر البشرية في الحصول على معلوماتها الاستخبارية التي توظفها في صياغة تقييماتها الإستراتيجية.
ومنذ ثلاثة عقود وتحديداً في عام 1952 أنشأ جهاز "أمان" قسماً متخصصاً احترافياً، في مجال التجسس الإلكتروني، أطلق عليه اسم "الوحدة 8200".
وهي أكبر وحدة في جيش الدفاع الإسرائيلي، تضم عدة آلاف من الجنود، مماثلة في الولايات المتحدة (وكالة الأمن القومي)، وهي متخصصة بقدرتها على التنصت والتجسس، وجمع المعلومات الاستخبارية عن طريق اعتراض الإشارات وفك شفراتها وتحليلها عبر شبكة الإنترنت وعبر وسائل الاتصالات المختلفة.
إنهم عيون إسرائيل وآذانها، لا يعملون على الحدود ولكنهم يخترقون الحدود من دون رؤيتهم. مهمتهم التنصت والرصد والوصول إلى الأسرار. هم مدربون على اختراق أي كمبيوتر وأي كلمة سرّ في العالم. من داخل غرفهم، التي تملأ جدرانها شاشات عملاقة، يسترقون السمع على كل مواطن داخل وخارج فلسطين الذين باتت حياتهم اليومية بمثابة صفحة مفتوحة لهؤلاء، يعلمون بأدق تفاصيلها. هم عناصر الوحدة 8200، الأكبر والأهم في الجيش الإسرائيلي، والتي تقوم بالتجسس الإلكتروني، وتتألف من آلاف الجنود والمجندات، يراقبون الدول ويخترقون شبكات الاتصال والإنترنت في الدول والقرى والمدن. في حقيقة الأمر هم ذراع التنصّت الإسرائيلي الهائل، الوحدة 8200 التي غيرت مسار حرب المحتل الإسرائيلي من حرب برية وبحرية وجوية، إلى حرب إلكترونية هذه الوحدة التابعة لسلاح الاستخبارات الإسرائيلي والذي تطور على مدار سنوات من نواة صغيرة إلى أكبر وحدة في جيش الاحتلال الإسرائيلي وبالرغم من أنه افتراضي يعمل في الفضاء إلا أنه يدمر الواقع ويصل إليك في أي مكان في العالم أينما وجدت، في هذه الدراسة سنضع هذه الوحدة تحت المجهر ونكشف الأسرار والخبايا.. الانتصارات والإخفاقات..
أهداف الوحدة 8200
إن أهداف "الوحدة 8200" هي المساهمة في تقديم رؤية استخبارية متكاملة مع المعلومات التي توفرها المصادر البشرية القائمة على العملاء. وتعتمد الوحدة على أربع صور من صور العمل في المجال الاستخباري وهي: الرصد، والتنصت، والتصوير، والتشويش. ويتطلب هذا النوع من المهام مجالاً واسعاً من وسائل التقنية المتقدمة. يقوم مجمع الصناعات العسكرية الإسرائيلية الذي تملكه الحكومة خصيصاً بتطوير أجهزة إلكترونية بناء على طلبات خاصة من القائمين على "وحدة 8200"، التي يقودها ضابط كبير برتبة عميد.
ويعتبر التنصت على أجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية من المهام الأساسية للوحدة "8200"، فالهواتف الأرضية والنقالة، وأجهزة اللاسلكي يتم التنصت عليها بشكل دائم. والذي يساعد الوحدة على أداء مهمتها بشكل تام، هو حقيقة أن السلطات هي التي أقامت شبكة الاتصالات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي بالتالي لا تحتاج إلى عمليات التقاط للمكالمات، بل إن المقاسم الرئيسية لشبكة الاتصالات الفلسطينية مرتبطة بشكل تلقائي بشبكة الاتصالات الإسرائيلية "بيزيك". إلى جانب ذلك فإن شبكة الهاتف النقال الفلسطيني الوحيدة العاملة في الأراضي الفلسطينية والمعروفة بـ"جوال"، تعتمد على إسرائيل في الكثير من خدماتها، فضلاً عن توقيعها على اتفاق مع شبكة "أورانج"، الإسرائيلية للاتصالات، الأمر الذي يجعل الوحدة "8200"، لا تحتاج إلى كثير من الجهود من أجل رصد المكالمات الهاتفية.
والوحدة "8200" أهم وأكبر قاعدة تجسس إلكترونية صهيونية بالنقب للتنصت على البث الإذاعي والمكالمات الهاتفية والفاكس والبريد الإلكتروني في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا.
وقد كشف الصحفي النيوزلندي "نيك هاغر" المتخصص في مجال العلوم والتكنولوجيا والتنصت الإلكتروني في تحقيق( ) له النقاب عن أهم وأكبر قاعدة تجسس إسرائيلية مقامة في منطقة غرب النقب جنوب الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة.
ووصف الصحفي في تحقيقه الموسع عن موقع القاعدة التي وصفها بإحدى أكبر قواعد التنصت الإلكتروني في العالم، مؤكداً وجودها بالقرب من كيبوتس "أرويم" وتعتبر جزءاً مهماً من تجهيزات وحدات التنصت المركزية التابعة للاستخبارات الإسرائيلية والمعروفة باسم الوحدة "8200" والمرتبطة مباشرة بقسم الاستخبارات التابع لجيش الاحتلال الصهيوني( ).
وجاء في التحقيق أن القاعدة تضم 30 برجاً هوائياً وصحوناً لاقطة من أنواع وأحجام مختلفة مهمتها التنصت على المكالمات الهاتفية واختراق العناوين الإلكترونية التابعة لحكومات أجنبية ومنظمات دولية وشركات أجنبية ومنظمات سياسية إضافة إلى الأشخاص والأفراد.
وأهم أهداف القاعدة التجسسية وفقاً للتحقيق التنصت على الاتصالات اللاسلكية ومراقبة حركة السفن في البحر المتوسط، إضافة إلى اعتبارها مركزاً مهماً لشبكات التجسس عبر الكوابل البحرية التي تربط الكيان الصهيوني (إسرائيل) بدول أوروبا عبر مياه المتوسط إضافة لامتلاك القاعدة محطات تنصت سرية تزيد من فاعليتها.
ويتم نقل المعلومات التي تحصل عليها القاعدة المذكورة إلى قيادة خاصة تابعة للوحدة 8200 توجد في مستوطنة هرتسيليا على البحر الأبيض المتوسط، لاستكمال العمل عليها وتمييزها وبعد ذلك يجري تمرير المعلومات إلى قيادة الموساد الصهيوني ووحدات الجيش المعنية بذلك. ونقل الصحفي عن مجندة سابقة كانت تعمل في صفوف الوحدة 8200 ضمن طاقم تحليل المعلومات قولها إن مهمتها كانت تتمثل باعتراض الاتصالات الهاتفية والرسائل الإلكترونية "الإيميل" وترجمتها من الإنكليزية والفرنسية للغة العبرية مضيفة "لقد كانت عاملاً مهماً تركز على التعقب والرصد والتشخيص وفرز المفيد من بين الاتصالات العادية والاعتيادية، مؤكدة أن دخولاً لبعض المواقع الإلكترونية سيمكن المعني من رصد ومشاهدة الهوائيات التابعة للقاعدة والمنصوبة على شكل صفوف طويلة".
وتمتلك الوحدة 8200 العديد من القواعد المنتشرة في البلاد والمصنفة كوحدات مركزية لجمع المعلومات تحمل اسم (סיגינט) "سيجنيت" وتعمل الوحدة المذكورة في محالات التنصت، الاعتراض، التحليل، الترجمة، ونشر المعلومات المتوفرة لديها من خلال التنصت على البث الإذاعي والاتصالات الهاتفية واعتراض الفاكسات والبريد الإلكتروني.
لكن وحدة 8200 لا تعمل في مجال جمع المعلومات من مصادر بشرية التي تعتبر من اختصاص وحدات تشغيل العملاء في الموساد المعروفة باسم (צומת) "تسومت" ووحدة (504) التابعة للاستخبارات العسكرية "أمان". وفي إطار أهم إنجازات الوحدة 8200 التي نالت تغطية إعلامية كبيرة اعتراض مكالمة هاتفية جرت بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والملك الأردني الراحل الحسين بن طلال وذلك أول أيام حرب 1967 وكذلك اعتراض مكالمة هاتفية جرت بين ياسر عرفات ومسلحين تابعين لمنظمة جبهة التحرير الفلسطينية "أبو العباس" الذين اختطفوا عام 1985 سفينة الركاب الإيطالية "أكيلو لاورو" أثناء إبحارها في مياه المتوسط. وأكد كاتب التحقيق أن قاعدة التجسس في النقب تغطي مناطق جغرافية واسعة جداً في الشرق الأوسط وقارة آسيا وإفريقيا، ما جعلها من حيث الأهمية موازية لقواعد مماثلة في العالم مثل القواعد التابعة لوكالة الأمن القومي الأمريكي "NSA" التي تمتلك قاعدة ضخمة على الأراضي البريطانية وقاعدة مماثلة في فرنسا باسم "GCHQ" مع فارق وحيد بينهم هو مدى سرية القاعدة الإسرائيلية التي بقيت سراً غير معروف حتى نشر هذا التحقيق فيما تعتبر القواعد الغربية المذكورة واقعاً معروفاً منذ فترة طويلة؟ اختتم الصحفي تحقيقه الأمني.
وقد دفع الكشف عن عمليات التجسس والتنصت الواسعة التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأمريكي على حلفاء للولايات المتحدة، معلقين وكتاباً إسرائيليين إلى تسليط الأضواء على الدور الذي تقوم به "وحدة 8200" التي تعد ذراع التجسس والتنصت الإسرائيلي الهائل، نذكر منهم على سبيل المثال:
•أوري ساغي.. 8200 معنية بالرصد، التنصت والتصوير على الأفراد، التجمعات البشرية والمدن
اعترف الجنرال المتقاعد "أوري ساغي"، الرئيس السابق لجهاز "أمان" بوجود مثل هذه الوحدة، التي اعتبرها "من أهم الوحدات الاستخبارية في الدولة العبرية"، كاشفاً في الوقت ذاته عن بعض أهداف الجهاز الذي ترأسه "المساهمة في تقديم رؤية استخبارية متكاملة مع المعلومات التي توفرها المصادر البشرية القائمة على العملاء".
لهذا تركز العمل في هذا المجال على أربع صور من العمل في المجال الاستخباري وهي: "الرصد، والتنصّت، والتصوير، والتشويش" على (الأفراد، التجمعات البشرية، والمدن)، تحديد بنك الأهداف، وتجنيد العملاء. ولهذا فإن كل الاتصالات التي تتم عبر محطة (أورانيم) المقامة منذ أكثر من أربعة عقود في منطقة "النقب" جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، يجري تصنيفها وتحليلها في الوحدة 8200، وتعتبر هذه المحطة من أكبر مراكز الرصد والتنصت عالمياً.
•عمير رايبوبورت.. إسرائيل ثاني أكبر دولة في مجال التجسس والتنصت في العالم
يؤكد "رايبوبورت" أن الدور الذي تقوم به "وحدة 8200"، قد جعل "إسرائيل ثاني أكبر دولة في مجال التجسس والتنصت في العالم بعد الولايات المتحدة". وذلك من خلال مقال له نشره على موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية( )، حيث أوضح "رايبوبورت" أن التقدم الهائل الذي حققته "إسرائيل" في مجال صناعة التقنيات المتقدمة قد وظف بشکل كبير في تطوير وتوسيع عمليات التنصت التي تقوم بها الوحدة، مشيراً إلى وجود دور بارز لشركات القطاع الخاص في رفد الوحدة باختراعات تعزز من قدرات التنصت.
وأشار "رايبوبورت" إلى أن الحواسيب المتطورة التابعة لوحدة 8200 قادرة على رصد الرسائل ذات القيمة الاستخباراتية من خلال معالجة ملايين الاتصالات ومليارات الكلمات.
•يوآف ليمور.. وحدة 8200 تراقب مواقع التواصل الاجتماعي التي يرتادها الشباب العربي لاسيما: "فيسبوك" و"تويتر"
وفي السياق ذاته، كشف تحقيق أعده المعلق العسكري "يوآف ليمور" النقاب عن أن تحولاً قد طرأ على عمل الوحدة التي يقودها ضابط كبير برتبة عميد، منذ أن تفجرت الثورات العربية. وأشار في تحقيقه الذي نشر على موقع صحيفة "إسرائيل اليوم"( ) إلى أن وحدة 8200 باتت تهتم بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي التي يرتادها الشباب العربي لاسيما: "فيسبوك" و"تويتر" لبناء تصور بشأن التحولات التي يمکن أن تطرأ في العالم العربي، حتى لا تتعرض إسرائيل للمفاجأة كما حدث مع تفجر الثورات العربية.
•أوري كوهين.. الوحدة 8200 تنتج البرامج الخبيثة (الفيروسات)
إن وحدة 8200 أيضاً هي المسؤولة عن إنتاج فيروس Flame malware وStuxnet worm وDuqu حيث كانت هناك علاقة واضحة بين البرنامج الخبيث Flame وStuxnet وDuqu حيث وجد أن هناك إضافات برمجية موجودة في Flame تستخدم في Stuxnet وDuqu، ومن هنا باتت الأنظار عن علاقة إسرائيل وممثليها بهذه البرامج الخبيثة.
قامت بتصميم وتطوير أكبر نظام تجسس عالمي يسمى NarusInsight وإنتاج شركة narus الإسرائيلية الأمريكية، حيث تمت برمجة وتصميم وتطوير هذا النظام على يد الضابط الإسرائيلي "أوري كوهين" خبير الاتصالات في إسرائيل في عام 1997 وذلك طبقاً لما نشره موقع جريدة معاريف الإسرائيلية( ).
•رونين برجمان.. إخفاقات وفشل الوحدة 8200
وبالرغم من سجلها الحافل، إلا أن وحدة "8200" تعرضت لإخفاق رهيب في حرب أكتوبر 1973، بعدما فشلت في إعطاء إنذار عن نشوب هذه الحرب. أما الإخفاق الأبرز للوحدة، فقد جاء بعد نجاح «حزب الله» في تفجير هاتف محمول مفخخ في قلب المختبر السري للغاية داخل مقر قيادتها.
وفي كتابه "دولة إسرائيل ستفعل كل شيء" اعتبر "رونين برجمان" أن هذه العملية التي أطلقت عليها شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) فيما بعد اسم "ملف الكرتون":
"تعد مثالاً مسبقاً على الفشل الذريع الذي مُني به الجيش الإسرائيلي أمام حزب الله في لبنان".
ذكر "برجمان" في كتابه: "شن رجال حزب الله" في ليلة العشرين من شباط العام 1999 هجوماً على مقر قيادة الكتيبة 20 التابعة لجيش لبنان الجنوبي في بلدة جزين".
وتم تفجير المبنيين بواسطة زرع مواد ناسفة بقربهما وخلال عمليات التمشيط التي قام بها قائد الكتيبة صباح اليوم التالي، عثر بالقرب من المبنى الذي انهار على هاتف محمول لبناني، ومخزني رصاص خاليين لبندقية كلاشينكوف، وكذلك فتيل تفجير أصفر اللون طوله 30سم.
ويضيف برجمان: "تضمن تقرير التحقيق الداخلي الذي وضعه ضابط الاستخبارات من وحدة الارتباط مع لبنان العقيد آفي لازروف، توصية مذيلة بعبارة: الهاتف اللبناني سوف ينقل أولاً إلى الوحدة 8200 وتابع: "هكذا دخل الهاتف اللبناني إلى قدس الأقداس."
كما قال أيضاً:
"نُقل الهاتف إلى ضابط الاستخبارات في جان شيكاميم، وحدة جيش لبنان الجنوبي الموازية للوحدة 8200، والذي قام بدوره بنقله إلى رئيس قسم الأهداف في الوحدة 8200، ثم نقله هذا الأخير إلى قاعدة الوحدة في شمال إسرائيل، لينقل بعدها من هناك إلى رئيس الشعبة المتخصصة بمتابعة حزب الله، والذي أخذه بدوره إلى قيادة الوحدة "8200" في وسط إسرائيل. ولكن الجميع نسي تعليمات الأمن الرئيسية، والتي تقول إنه ينبغي فحص الجهاز بدقة تحسباً من أن يكون مفخخاً".
علق الخبراء في الوحدة آمالاً كبيرة على هذا الهاتف واعتقدوا أنهم سيخرجون منه بأرقام هواتف وبيانات أخرى تمكنهم من تعزيز الرقابة على «حزب الله». وفي هذه الأثناء، كانت بطارية الهاتف المحمول اللبناني قد فرغت وتعيّن شحنها، وفي النهاية وصل الهاتف إلى أيدى ضابطين يدعيان "عوديد وعينبار" في مختبر داخل منشأة بالغة الأهمية والسرية في مقر قيادة الوحدة 8200، داخل نفس المختبر السري اخترعت مجموعة من الجنود برنامج «firewall».
ويشير برجمان، إلى أن: "عوديد وعينبار اتصلا برئيس الشعبة، وسألاه ما إذا كان قد تم فحص احتمال تفخيخ الجهاز، فرد عليهما بأنه لا يعرف، ولكنه يعتقد أنه تم فحصه، وإلا لما وصل الجهاز من لبنان إلى المختبر. هنا توجه عينبار إلى الملازم "حانان"، وقال إن الهاتف أتى من قرية جزين، وطلب منه المساعدة. توجه كلاهما إلى المختبر، وهناك قاما بتوصيل شاحن بطارية مناسب بالهاتف.
جلس "عينبار" بجوار الطاولة، وأمسك الهاتف بيده اليسرى، فيما كانت لوحة مفاتيح الهاتف ناحية كف يده الممدودة إلى أسفل، أما البطارية فقد كانت موجهة إلى أعلى لتمكين "حانان" من شحنه بالكهرباء. وفي نحو الساعة (18:30)، أوصل "حانان" البطارية بمصدر الشحن، فانفجر الهاتف".
وختم برجمان روايته قائلاً: "هز هذا الانفجار أحد أكثر المؤسسات حساسية وسرية في دولة إسرائيل، وترك أصداء في أنحاء القاعدة الكبرى التي يخدم فيها آلاف الجنود، ومازال يُذكر حتى اليوم في الوحدة 8200 كصدمة".
وحدة "حتساف" والتجسس على الفيس بوك وتويتر
تحولت وحدة الـ«8200» من وحدة متواضعة متخصصة في التنصت على الهواتف، إلى وكالة هائلة لجمع المعلومات الإلكترونية من كل الأنواع، لهذه الوحدة قاعدة تجسس سرية تتبع لها في منطقة النقب الغربي، وتعتبر الأكبر في العالم. كما أنها ترتبط بنقاط تجسس سرية في مناطق عدة. بنيت المحطة في عام 1996، بتعاون أميركي- بريطاني- كندي- أسترالي- نيوزيلندي، لاعتراض المكالمات والتجسس عليها في جميع أنحاء العالم. تقوم هذه المحطة بنقل المكالمات إلى المقر الرئيسي لاستخبارات «الوحدة 8200» في مدينة هرتسليا، شمال تل الربيع المحتلة. وهناك تتم ترجمتها ونقلها إلى وكالات أخرى، بما فيها الجيش ووكالة المخابرات المركزية والموساد، ومقر الاتصالات الحكومية «GCHQ» البريطانية، والأمن القومي الأميركي وكالة «NSA» ووكالة «MI6» البريطانية.
وينبثق عن "الوحدة 8200" وحدة أخرى تسمى «حتساف»، التي تعمل بدورها على جمع المعلومات من المصادر العلنية، وتعتبر جزءاً مما يطلق عليه (القاعدة الاستخباراتية)، كما تنبثق عنها وحدة أخرى عملت العام 2007 في لبنان، ويطلق عليها «عميحاي»، وهدفها كان جمع المعلومات واستخلاص ما يبث في وسائل الإعلام اللبنانية.
وذكرت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية( ) أن الاستخبارات العسكرية أنشأت بالتعاون مع مصادر خارجية، وحدة أطلقت عليها اسم وحدة "حتساف" تختص في مراقبة جميع وسائل الإعلام العربية، ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة كـ(الفيسبوك) و(تويتر) لرصد ما يبثه نشطاء هذه المواقع الاجتماعية وما تبثه الوسائل من رسائل معادية لإسرائيل.
وكشفت الصحيفة الإسرائيلية النقاب عن أن هذه الوحدة ستعمل على جمع المواد الإخبارية والتصريحات السياسية على مدار 24 ساعة في اليوم، وتشمل متابعتها جميع المواقع الفلسطينية، والصفحات الشخصية لمسؤولين فلسطينيين ومصريين وعرب على مواقع التواصل الاجتماعية المختلفة.
وأشارت "هآرتس" أيضاً في تقريرها إلى أن الحكومة الإسرائيلية كانت تحصل على المعلومات والتصريحات المعادية لإسرائيل عن طريق منظمتين، هما منظمة الشرق الأوسط للبحوث الإعلامية ومقرها العاصمة الأمريكية واشنطن والتي يترأسها الضابط السابق في جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية "يجئال كارمون"، ومركز الإعلام الإسرائيلي الفلسطيني بمدينة نيويورك التابع لعدد من المتطرفين اليمينين الإسرائيليين، ويترأسها "إيتمار ماركويس."
وأشارت الصحيفة، حسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب، والتي وُصفت بأنّها رفيعة المستوى، إلى أن الحكومة الإسرائيلية تُولي موضوع التحريض ضد إسرائيل اهتماماً كبيراً، وبدا ذلك واضحاً من خلال العديد من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وخاصة بعد مقابلة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للأسيرة المحررة آمنة منى في تركيا.
وحسب موقع (Defense News) فإن الدولة العبرية قامت منذ العام 2003 بتجنيد آلاف الشباب من طلاب الثانوية في هذه الوحدة، ما أثار الجدل حينها حول الأسباب التي تستدعي استقطاب كل هذه الأعداد وطبيعة المهام التي ستوكل إليهم، لكن الأمر ظل مبهماً وتعرضت الصحف العبرية لضغوطات لوقف النبش بالموضوع. لكن مع نهاية العام الماضي بدأت المعلومات تتسرب بأن من تم تجنيدهم شكلوا أكبر جيش إلكتروني لنشر الفكر الصهيوني والتوغل في أعماق العالم العربي لتسميم البنية الثقافية والفكرية وضرب قيمه الأخلاقية والإنسانية والعقائدية، وقد أتاح له فضاء مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات والمواقع الإلكترونية ميداناً مفتوحاً للتحرك بحرية كاملة.
وحسب المعلومات التي تم تسريبها فإن فرقاً من هذه الوحدة هي التي تتولى تدريب جيوش إلكترونية لمعارضات العديد من الدول والتي قادت الثورات العربية في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، في الوقت الذي يعمل الآلاف منهم بهدوء على بث الفتن وترويج الشائعات واستهداف الناشطين والمثقفين وتأجيج فتن مذهبية دينية. بجانب تلميع صور الجماعات المتطرفة وأعمال استخبارية وتجسسية مختلفة، بكلمات أخرى، فإن جُلَّ اهتمام الوحدة في هذه الأيام هو تزييف الوعي العربي بما يتناسب مع مصالح الدولة.
وقالت هآرتس إن القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي كشفت النقاب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، آرئيل شارون نجح في إقناع الرئيس جورج بوش الابن بالتحول ضد عرفات بهذا الشكل الجارف عندما عرض شارون على مسامع بوش محادثات لعرفات يطلب فيها من مقاومين في حركة فتح مواصلة العمل المسلح ضد إسرائيل في مطلع انتفاضة الأقصى، وقد تم عرض محتوى هذه المكالمات على الكثير من المسؤولين في أوروبا وبعض الدول العربية التي ظلت على علاقة مع إسرائيل.
ووفق (فورين بوليسي) فإنّ (أمان) عمل وبكل ما أوتي من قوة لزرع أحدث أجهزة التجسس الرقمية (ديجيتال) في القطاع قبل رحيل الجيش عنه وذلك من أجل وضع الفصائل الفلسطينية، أو بالأحرى نشطائها، تحت الرقابة الإسرائيلية الدائمة، ونقل أي معلومات مباشرة إلى مقر (أمان) في تل أبيب.
وتابع التقرير في المجلة الغربية قائلاً إن إسرائيل تُخطط للسيطرة على جميع خطوط الهاتف وأنظمة الاتصال في القطاع بشكل يمكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من رصد تحركات واتصالات النشطاء.
الوحدة " 8200" والحرب الإلكترونية
لعبت الوحدة 8200 دوراً أساسياً في الحرب الإلكترونية ضد المشروع النووي الإيراني، وأسهمت في تطوير فيروس "ستوكسنت"، الذي استهدف عام 2009 المنظومات المحوسبة التي تتحكم في أجهزة الطرد المركزية المسؤولة عن تخصيب اليورانيوم في المنشآت النووية الإيرانية، ما أدى إلى تعطيلها.
ودلت الوثائق الجديدة التي كشف عنها مخزن الأرشيف الرسمي الإسرائيلي مؤخراً بمناسبة مرور أربعين عاماً على حرب 1973، أن الوحدة مسؤولة عما بات يعرف بـ"الوسائل الخاصة"، والتي تتضمن زرع أجهزة تنصت في مكاتب ومرافق حيوية في عمق البلدان العربية، خصوصاً البلدان التي تكون في حالة عداء مع إسرائيل.
ولفت المعلق العسكري "يوآف ليمور" إلى أن وحدة "8200" مسؤولة أيضاً عن قيادة الحرب الإلكترونية في الجيش الإسرائيلي، علاوة على قيامها بعمليات تصوير، فضلاً عن أن الضباط والجنود العاملين في إطارها يتولون القيام بعمليات ميدانية أثناء الحروب والعمليات العسكرية.
وأوضح "ليمور" أن الوحدة تضم ببن صفوفها ضباطاً وجنوداً يقومون بمرافقة قوات المشاة أثناء العمليات العسكرية والحروب، حيث يتولون جمع المعلومات الاستخبارية التكتيكية من أرض المعركة، مشيراً إلى أن الوحدة لعبت دوراً أساسياً في الحرب الإلكترونية ضد المشروع "النووي الإيراني"، عندما أسهمت في تطوير فيروس "ستوکسنت"، الذي استهدف عام 2009 المنظومات المحوسبة التي تتحکم في أجهزة الطرد المركزية المسؤولة عن تخصيب "اليورانيوم" في المنشآت النووية الإيرانية، ما أدى إلى تعطيلها. ودلت الوثائق الجديدة التي کشف عنها مخزن الأرشيف الرسمي الإسرائيلي مؤخراً بمناسبة مرور أربعين عاماً على حرب 1973، أن الوحدة مسؤولة عما بات يعرف بـ"الوسائل الخاصة"، والتي تتضمن زرع أجهزة تنصت في مكاتب ومرافق حيوية في عمق البلدان العربية، خصوصاً البلدان التي تکون في حالة عداء مع "إسرائيل" وتعمل "وحدة 8200" بشکل وثيق مع وحدة "سييرت متکال" סיירת מטכ"ל، الوحدة الخاصة الأكثر نخبوية في الجيش الإسرائيلي والتي تتبع مباشرة لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية.
وهي وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة وتعرف اختصاراً باسم" ماتكال" الإسرائيلية تشكلت في عام 1957، وبالإضافة إلى تخصصها في تنفيذ عمليات الاغتيال التي تتم في العالم العربي، فإن "سييرت متکال" تلعب دوراً مرکزياً في جمع المعلومات الاستخبارية عبر زرع أجهزة تنصت وتصوير، بناءً على تنسيق مسبق مع وحدة 8200. وتتنافس شركات التقنيات المتقدمة الرائدة في «إسرائيل» على استيعاب الضباط والجنود الذين يسرحون من الخدمة في هذه الوحدة 8200 وذلك بسبب قدراتهم الكبيرة في المجال التقني. وذکر تقرير عرضته قناة التلفزيونية «الإسرائيلية» العاشرة مؤخراً إلى أن الخدمة في هذه الوحدة 8200 أصبحت "جواز سفر في نظر الشباب «الإسرائيلي»"، لکي يصبحوا من أصحاب الملايين بسبب استيعابهم في شركات التقنيات الرائدة، أو بفعل قيامهم بتدشين شركات.
وهي وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة وتعرف اختصاراً باسم" ماتكال" الإسرائيلية تشكلت في عام 1957، وبالإضافة إلى تخصصها في تنفيذ عمليات الاغتيال التي تتم في العالم العربي، فإن "سييرت متکال" تلعب دوراً مرکزياً في جمع المعلومات الاستخبارية عبر زرع أجهزة تنصت وتصوير، بناءً على تنسيق مسبق مع وحدة 8200. وتتنافس شركات التقنيات المتقدمة الرائدة في «إسرائيل» على استيعاب الضباط والجنود الذين يسرحون من الخدمة في هذه الوحدة 8200 وذلك بسبب قدراتهم الكبيرة في المجال التقني. وذکر تقرير عرضته قناة التلفزيونية «الإسرائيلية» العاشرة مؤخراً إلى أن الخدمة في هذه الوحدة 8200 أصبحت "جواز سفر في نظر الشباب «الإسرائيلي»"، لکي يصبحوا من أصحاب الملايين بسبب استيعابهم في شركات التقنيات الرائدة، أو بفعل قيامهم بتدشين شركات.
ومن بين الموقعين على الرسالة ضابط برتبة رائد وضابطان برتبة رقيب في الاحتياط وعناصر استخبارية أخرى بينهم ضباط قاموا بمهمات في فرق استخبارية.
لا أخلاق لدى المحتل
إحدى المجندات الرافضات للخدمة قالت:
" كنتُ شاهدةً على عملية اغتيال خاطئة، فقد جرى تشخيص الهدف بصورة غير دقيقة، ما أدى إلى قتل طفل بريء".
مجند آخر يقول في شهادته:
"إن ما نجمعه من معلومات غير أخلاقي، مثل المعلومات المتعلقة بالأزمة المالية للشخص، ومغامراته الجنسية والعاطفية، ومرضه، وعلاجه، كل هذه المعلومات تحولهم إلى عملاء"
קציני וחיילי 8200 כתבו מכתב סרבנות פעולות נגד פלסטינים
من ضباط وجنود من وحدة 8200 كتبوا رسالة رفض للتصرف ضد الفلسطينيين