بسببِ ضعفٍ في النظرْ، قرأتُ كتاباً عن الرؤية،
وبسببِ مللٍ جارف، كتبتُ- سيلَ- قصائد
-لم أكن أدري أني شاعر-
مرّة نادوني باسميَ فلم أرد
ثم نادوني باسمِ الشاعرِ،
فالتفتُ ورائي للمنادي،
كان ظلي يصلّي كي أقولَ: نعم، هل أنا..
أنا؟
*
لستُ مُصراً عليَّ
لستُ متأكداً من كلمة شاعرْ
تبدو مشوهة أكثر مما هي محروقة فحسب.
أكرهها
وأنبذها أحياناً
وأفضلُّ لو أكون عاملَ مصنعْ
أكنّس بقايا شَعر العمّالِ
الذين يكتبون شعِراً مصطنعْ.
أيها الشعراء..
من يدري
قد نكونُ نشيداً مضى
ومهما
كنّا على سطحٍ عالٍ،
نحن أبعد من موطئِ قدم..
من يدري
لعلّنا
لسنا سوى صورتنا
التي انطفأت في الماء
حتى
قبل أن ننظر!
نحو لا شيء..
أعبدُ وردةً
وأقدّس عيني البلاستيك
لا أعجبُ أحداً
و- لست محط إعجاب –
كل قطارٍ يمضي
أصفّق له بيدين من فولاذ
مرتاحاً على سكّة لا تقود لشيء.
بكعبٍ عالٍ
لا أتقنُ المشي، لا أتقن الرقص
لا أتقن رفعَ رأسي عالياً
وكره حذائي
انا ابنُ اسكافيٍ قديم
كان يعملُ في رصفِ الطرق
كي تمُرَّ بكعبٍ عالٍ أيها العالم.
إخوتي في الغرق
البّحارةُ الذين علِقوا في مركبٍ بعيد
بجيوبهم الملطّخةِ بالفقر
وأنوفهم الطويلة التي
لا تنكسِر..
بقلوبهم المثقوبة بمراسٍ مسننة
البحّارةُ الذين اصطدموا للتوّ
بصخرةٍ بيضاءَ لها أسنانٌ كما أسنان حبيبتيِ،
كم أودّ لو أضمّهم.. هؤلاء الذين أصبحوا
إخوتي في الغرق.
غرفتي
من خشبٍ
لا يصلح للدفن
بنى ميتون غرفتي
إنني محاصرٌ على الدوام
بالقبور التي لا أفلحُ بسقايتها.
نبذة عن أنيس غنيمة
مواليد غزة – 1992.
مؤلفاته:
– له ديوان شعر – قصائد نثر تحت الطبع.