أُكملُ صوتَكَ قبل أنْ تستديرَ الأمسية
أو تنتقلَ إسبانيا إلى الحقيبة
أَتَزيّا بعشقٍ مُهين
فالبومُ يهسُّ فوق الخرابِ
الذِّي صارَ صدري
وأنتَ تفخَرُ بموتِكَ
الذي نمَا واستطال
الآنَ تبقى عالياً كاملاً جميلاً.
يمَشي البيانو أمامي
من الشمال
بعد أن طَرَدَ قيثارةَ الأندلس
يركُضُ مع امرأةٍ
بلا مَودَّةٍ أو رجلٍ
يُسَلِّمُ الأصابعَ واللَّحنَ إلى الأرجنتين.
تستريحُ الأندلس
من صيفِها المُحتضِر
وتتأبطُ زندَ إسبانيا
على المحملِ يزرعُ
بِكرُكَ الكاملُ إنجيلاً
وفي الشمالِ موَلِّدَةٌ
تودِّعُ رقصَها الحنيفَ
أَعِدُ أطفالَكَ الأربعةَ بأُمومتي
وبلادٍ ليلِها من العنبِ الليلكيِّ
أشدُّ الثوبَ إلى الجَسدِ
وعلى الشِّفاه مِعصَباً
تَطمئِنُّ أنتَ في سَفرِكَ وأجزعُ
أُلوِّحُ لِشمسِ قُرطُبة
كي لا تذكُرَكَ بسوء
أو تمُدَّ لكَ أغلالَها.
غداً تدور حولي
أزقةٌ شامخة
ورديفُ ضربٍ مُتتالٍ من التّانغو
في كُلٍّ من بَنينِكَ
مدينةٌ تُقفِلُ
وشاعرٌ يتسوَّلُ في مراكِش.
تقفزُ إيزابيلا من الثلوج
تحتفي بالجنوب،
تهدِّئ ملحَهُ الحار
وتَتَمرَّى بمائِه
تُزركِشُ رداءَ الزَّفافِ
وتعلِّقُ العرَبَ مليّاً
على مشانقِ الأبجدية
تنتصبُ لها الخطوطُ اللاتينية
على خشبِ السّريرِ
ويَؤُمُّ فرديناند ليلةَ العُرس.
نبذة عن رلى الجردي: دَرَست علم الإنسان في الجامعة الأميركية في بيروت وأنهت دراسة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي والأدب العربي المعاصر في جامعة يال في أمريكا سنة ١٩٩٨. تعمل كأستاذة للتاريخ الإسلامي في جامعة ماكغيل في مونتريال منذ سنة ٢٠٠٤.
مؤلفاتها:
– صدر ديوانها الأول، "غلاف القلب" من بيروت، دار نلسن، سنة 2013.
– وديوانها الثاني، "كليلى أو كالمدن الخمس" من دار الفارابي، سنة 2015.
– نُشرت لها قصائد عديدة في جرائد ومجلات متفرّقة باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية منها السّفير، الجديد، جدليّة، الآداب، الأدب العربي، والكتابة.
– نشرت مقالات أدبية عديدة حول الشعر والرواية المعاصرة إلى جانب كتابيها ومقالاتها المتفرقة حول التاريخ الإسلامي الشيعي والمجتمع اللبناني.
– شاركت رلى في عددٍ من النشاطات الشعرية والأدبية في مونتريال ونيويورك وبيروت.
– ترجمَتْ لها ميشال هارتمن، أستاذة الأدب العربي في جامعة ماكغيل، عدداً من قصائدها إلى الإنكليزية. وتَرجمتْ لها أيضاً الشاعرة اللبنانية الفرانكوفونية، نادين لطيف عدداً آخر من قصائدها إلى الفرنسية.
– لها قصائد مترجمة إلى الإنكليزية في فيلم "البكاء على بابل" للشاعر والمخرج العراقي وحيد مطشَّر سنة ٢٠١٥.
– حصلت على عدّة منح علمية وجوائز منها جائزة "رتبة شرف لأفضل أطروحة دكتوراه" و"التفوق المبكر في الإنجاز الثقافي".