أحيّكم جميعاً في هذه المناسبة، والتحية أولاً لروح أخونا الحبيب العزيز منصور عازار الذي لم يبخل يوماً بتقديم أعز ما لديه من أجل خدمة الحقيقة ومن أجل خدمة لبنان كما حدده الزعيم انطون سعاده إذ قال:"نعم نعترف بلبنان نطاق ضمانٍ للفكر الحر".
لبنان ذو رسالة حددها بكل وضوح مؤسس الحركة القومية الاجتماعية الزعيم انطون سعاده، شئنا نحن جميعاً أن نُحي هذه الذكرى لمواطن نذر نفسه وعقله وكل ما لديه من طاقة لخدمة الوطن في أرض الوطن وخارج الوطن، هذا هو منصور عازار.
لذلك أحب أن أقول إننا جميعاً من حقنا أن نفخر ونعتز بأننا نهضنا لتكريم منصور عازار، فقد تابعته منذ كان في الثانوية بالجامعة الأمريكية، حيث درّست سنة واحدة في الثانوية مادة الفرنسي بالجامعة الأمريكية وكان من حظي أن درّست نخبة من شباب لبنان منهم منصور عازار في صف الفلسفة لنيل شهادة البكالوريا القسم الثاني.
ومن أبرز الطلاب يومئذ إلى جانب منصور رحمه الله كاهنٌ كان يتردد على الصف ويحضر كل الدروس في هذا الصف هذا الكاهن اسمه اغناطيوس هزيم الذي أصبح بعد ذلك بطرك وبعدها أصبح رئيس الطائفة، وهو الذي أسس جامعة البلمند، وكنت معتزاً أني درسته، كذلك درست أخونا عبدالرحمن الصلح ونخبة من الشباب.
وفي الحقيقة لم يكن هيناً أن يجتمعوا في ذلك الصف، وكان منصور عازار أحدهم والبارزين بينهم، فمن حقنا أن نفخر ونعتز وأن نقيم مثل هذه الذكرى سنوياً لمنصور عازار، وفي الصف الثالث كان رحمه الله منح الصلح والمحامي الكبير بهيج طباره كانوا كلهم بنفس السنة، وكان لي الحظ أن ألتقي بهم، وسعادة كبيرة لي أن أدرس هذه المجموعة من الشباب، وبقيت على صلة وثيقة بكل طلابي، رغم أني انقطعت عن التعليم لأسباب صحية واتجهت إلى الصحافة، وكان من جملة هذه الصلات صلتنا الأخوية العميقة مع غسان تويني والمطران هزيم ومنصور وكل هؤلاء الشباب.
منصور عازار، كان من الرجال الذين إذا آمنوا بأمر يؤمنوا به إيماناً كلياً ويتجند له كل التجند ويسعى لتحقيق ما يهدف إليه في حياته، لذلك سيذكره التاريخ حتماً، وسيذكره كل ما قدمه للبنان، لرسالة لبنان التي سبق أن أشرت إليها في مطلع حديثي.
اسمحوا لي أن أشكركم جميعاً لمشاركتكم في إحياء هذه الذكرى، أشكركم بإسم منصور عازار وإن شاء الله تتحقق كل أماني هذا الإنسان الذي ارتفع إلى أعلى درجات الإنسانية بما نذر له نفسه من مبادىء وخدمة لوجه العلم والوطن ولوجه لبنان وطن الحرية، لبنان كما سبق أن قلت فيه: "لبنان نطاق ضمان للفكر الحر".