96
تبلل دموع ريم أوراقك، فتهرع حروفك إلى سريرها، وترضعها أمومة قد حلمت بها منذ كون.
تغوصين في فضاءات عينيها وتحلقين الى عوالم، وتختصرين الدنيا عند شواطئ ابتسامتها، لتملأ رئتي المشفى بالحبالى، وتصرخ حنجرتها مخاض الولادة.
هضبة على سطح بطنك تشكلها ركلة من جنينك الذي يعلن قلقه في ساعة متأخرة في الليل.
أتحسس بطني بكعب زجاجة حليب باردة، تطفئ حريق الصيف وأسمع جنيني المنتظر قمم بتهوفن، وروائع موزارت على انغام تسلل الفجر الى سيمفونيات الشروق.
تبسط عصفورتك ريم جناحيها، فتجدلين شعرها وقبل ولوجها المدرسة تكتب على خديك قبلة، ينبت لها جناحان يبحران بك إلى اللامنتهي.
وأصعد إلى السماء وأركض في الأرض، ويأبى المخاض أن يسابق الأرنب داخل حلبته.
سيخ لا يعرف رأسه الرحمة فجر ماء الرأس في داخلي عنوة، وتترك السلحفاة بيتها على سرير غفوة الأرنب. ويجرك سرير المسرح على عربته ويتجلى شكسبير في مدينة البندقية يرفع راية كتب عليها "ليس في العالم وسادة أنعم من حضن أمي".
يلحق بخطاك صبي تتسول سكاكره الملونة على قارعة ارتجافه من سهام برد فرضت وحشيتها عليه متوسلاً إياك: أريد أن استرزق يا خالة!
صرخة الحياة والموت تأخذ بي الى غيبوبة ما ورائية لم تشفق.. أو أشفقت ربما.. لست أدري على عيني التي شاهدت انطفاء النور في بؤبؤي حياتها.
وضعوها الى يميني. ها أنا لاني وحيدة مع موتها، تناديني ماما. تهرع روحي لضمها. لكن وحشية الألم تكبل جسدي منعتني من الوصول اليها.
يفتح أوراقك كتاب لجبران كان يفترش الرصيف مع اخوته وتمر أمامك امرأة تقول: كيف لا تكون الحرب مقدسة وقد مات فيها ابني.
يتراءى حصار أورشليم عام السبعين. وتظهر صورة تلك المرأة التي ذبحت طفلها. وابتلعت نصفه واختزنت الباقي خوفاً من المجاعة.
آه ما أقسى قلوبهم ألا يخافون عليك من البرد، تعالي الى حضن ماما يا حبيبتي ويعصبون بأيديهم عيني عن مشاهدة أم تحمل طفلها تواً الى الحياة، تمتطي سيارة العودة.
أتجرع صرخة الموت وتلفظني الغيبوبة من رحمها، وتبقى أجوبتك معلقة في متحف اللوفر على لوحة الطفولة لدافينشي وتزفين عروساً للخيبة بعد كل حلم.
تغوصين في فضاءات عينيها وتحلقين الى عوالم، وتختصرين الدنيا عند شواطئ ابتسامتها، لتملأ رئتي المشفى بالحبالى، وتصرخ حنجرتها مخاض الولادة.
هضبة على سطح بطنك تشكلها ركلة من جنينك الذي يعلن قلقه في ساعة متأخرة في الليل.
أتحسس بطني بكعب زجاجة حليب باردة، تطفئ حريق الصيف وأسمع جنيني المنتظر قمم بتهوفن، وروائع موزارت على انغام تسلل الفجر الى سيمفونيات الشروق.
تبسط عصفورتك ريم جناحيها، فتجدلين شعرها وقبل ولوجها المدرسة تكتب على خديك قبلة، ينبت لها جناحان يبحران بك إلى اللامنتهي.
وأصعد إلى السماء وأركض في الأرض، ويأبى المخاض أن يسابق الأرنب داخل حلبته.
سيخ لا يعرف رأسه الرحمة فجر ماء الرأس في داخلي عنوة، وتترك السلحفاة بيتها على سرير غفوة الأرنب. ويجرك سرير المسرح على عربته ويتجلى شكسبير في مدينة البندقية يرفع راية كتب عليها "ليس في العالم وسادة أنعم من حضن أمي".
يلحق بخطاك صبي تتسول سكاكره الملونة على قارعة ارتجافه من سهام برد فرضت وحشيتها عليه متوسلاً إياك: أريد أن استرزق يا خالة!
صرخة الحياة والموت تأخذ بي الى غيبوبة ما ورائية لم تشفق.. أو أشفقت ربما.. لست أدري على عيني التي شاهدت انطفاء النور في بؤبؤي حياتها.
وضعوها الى يميني. ها أنا لاني وحيدة مع موتها، تناديني ماما. تهرع روحي لضمها. لكن وحشية الألم تكبل جسدي منعتني من الوصول اليها.
يفتح أوراقك كتاب لجبران كان يفترش الرصيف مع اخوته وتمر أمامك امرأة تقول: كيف لا تكون الحرب مقدسة وقد مات فيها ابني.
يتراءى حصار أورشليم عام السبعين. وتظهر صورة تلك المرأة التي ذبحت طفلها. وابتلعت نصفه واختزنت الباقي خوفاً من المجاعة.
آه ما أقسى قلوبهم ألا يخافون عليك من البرد، تعالي الى حضن ماما يا حبيبتي ويعصبون بأيديهم عيني عن مشاهدة أم تحمل طفلها تواً الى الحياة، تمتطي سيارة العودة.
أتجرع صرخة الموت وتلفظني الغيبوبة من رحمها، وتبقى أجوبتك معلقة في متحف اللوفر على لوحة الطفولة لدافينشي وتزفين عروساً للخيبة بعد كل حلم.