من منا لم ينتظر أمام شاشة التلفاز بالساعات ليتابع مباراة كرة قدم، سواء كانت محلية أو دولية.. من منا لم يتعصب أو يغضب أو يتشاجر لأن فريقه الذي يشجعه خسر المباراة؟..
من منا لم يلقِ باللوم لهزيمة فريقه على اللاعبين أو المدرب أو حتى حكم المباراة، رغم أن نسبة الخطأ في المباريات تكاد تنعدم لوجود أكثر من حكم ومراقب، فهناك عند كل جانب من جوانب الملعب حكم مساعد للحكم الأساسي حتى يتم تأمين كل خطوط وزوايا الملعب من الجوانب الأربعة..
فالقانون لابد أن يطبق داخل الملعب وبمنتهى الدقة، فلا مجال للغش أو التلاعب، الكل يأخذ ما يستحقه فالحياد والعدل هو الأساس داخل الملعب.. أما حول الملعب فستجد كل الاحتياطات اللازمة لتأمين المباريات الكروية، فهناك تأمين طبي عالي المستوى معه أدواته ومعداته، وهناك أيضاً تأمين أمني ومراقبون ولاعبون يجلسون كاحتياطي فلا مجال لتعطيل المباراة.
داخل الملعب لابد من محاسبة كل مخطئ وعقابه، بل وطرده أحياناً وحرمانه من اللعب إذا تجاوز الحد، بل قد يطول العقاب جماهير أحد الفرق بحرمانها من حضور مباريات فريقهم.. فالحق هو السيد، والعدل والقانون لابد أن يسريا داخل الملعب.. ولأهمية اللعب في حياتنا تم إنشاء اتحاد الفيفا عام 1904 للحفاظ على حقوق اللاعبين والأندية وحقوق اللعبة الشهيرة.
كل ذلك يحدث داخل الملعب، أما بالنسبة لحياتنا الجادة خارج الملعب على أرض الواقع فلا مجال للعدل أو لتطبيق القوانين أو لمحاسبة المخطئ أو لرد الحق لأصحابه أو عقاب المغتصب أو التصدي له رغم أن الجماهير في مباراة حياتنا الحقيقية الجادة هو العالم بأسره لكن رد الحقوق وتطبيق القوانين وإقامة العدل لا يكون إلا في ألعاب الأولمبياد فقط.
فحسب المشهد الأممي وأرشيف القرارات الدولية المتعلقة بالشعب الفلسطيني وحقوقه المغتصبة، فإن هناك فوق رفوف الأمم المتحدة حتى اليوم نحو 845 قراراً دولياً صادراً عن مؤسساتها ولجانها المختلفة.. غير أن كل هذه القرارات حتى الملزمة منها لا تعدو أن تكون حبراً على ورق بعد أن رفضها الاحتلال الإسرائيلي وضرب بها عرض الحائط، أو بعد أن استخدمت الولايات المتحدة "فيتو" الظلم والطغيان ضدها.
فقانون العنف والقتل والإرهاب والوحشية وسرطان الاستيطان وسرقة الأرض هي التوراة الجديدة لأرض إسرائيل وقد شهد على ذلك البروفيسور الإسرائيلي "يهوذا مجنس" الذي صرح قائلاً:
"إن الطريق اليهودي الجديد يتكلم بفم البندقية.. هذه هي التوراة الجديدة لأرض إسرائيل"( )
وهذا ما جسدته على سبيل المثال لا الحصر الساعات الأولى لحرب إسرائيل التي شنتها على قطاع غزة في يناير سنة 2009، وما تلتها من حروب على القطاع، سواء في عام 2012 أو في عام 2014 وهناك حالة من المباركة التي حاول بثها الحاخامات( ) الصهاينة لرفع الروح الانتقامية والوحشية لدى الجنود الإسرائيليين لحثهم على حرق الفلسطينيين وقتلهم وتقطيعهم إرباً لينفذوا مشيئة الرب.
ففي تصريح لرجل الدين الأول في إسرائيل، ومفتي الديار اليهودية الحاخام "مردخاي إلياهو"( ) نشر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يقول:
"اقتلوهم ولا ترحموا صغيرهم قبل كبيرهم.. انظروا يا أبناء الله إلى دموع إلهكم وأبيكم التي لا تتوقف من أجلكم.. انظروا إلى دموع التكفير عن الذنب والتوبة من الإثم الذي ارتكبه الله في حقكم".. (تعالى الله عما يصفون)
ثم تلا الحاخام فقرات من التلمود( ):
"يقف القمر معاتباً للرب (حاشا لله وتعالى الله عما يصفون) فيقول.. لماذا خلقتني أصغر من الشمس؟ ويكررها حتى يبكي الرب ويجمع الملائكة قائلاً لهم: كيف أكفر عن خطيئتي في حق القمر؟
فتقول له الملائكة: أكرم اليهود.
فيقول لهم: هم شعبي المختار.
فتقول الملائكة: أكرم اليهود.
فيقول: هم أسياد البشر.
فيقولون له: أكرم اليهود.
فيقول: هم أبنائي لا إثم عليهم في الدنيا والآخرة يفعلون ما يريدون".
هكذا ينتهي كلام مفتي الديار اليهودية، وهو كما يبدو نعم رجل الدين الرحيم الحكيم ولكن ربما حدث خطأ مطبعي بسيط في الصحيفة، فأفعالهم على مر التاريخ لا تدل على أنهم كما يقول تلمودهم المقدس أسياد للبشر وإنما والحق يقال "أسياد للشر" والافتراء على الله وملائكته والناس أجمعين.
وهذا ليس بمستغرب، فعلى مدى عشرات السنوات التي مضت ملأ الصهاينة الدنيا ضجيجاً وصخباً بمناسبة ودون مناسبة بالوعد الإلهي وبالأرض المقدسة واتخذ حاخاماتهم المتطرفون آيات الكتاب المقدس كحجة لهم رغم أنها في حقيقة الأمر حجة عليهم كما سيتضح لنا فيما بعد، وحاول زعماؤهم تبرير احتلالهم لأرض فلسطين العربية وكذلك تبرير كل جرائمهم. ألم تقرأ تصريح الجنرال الصهيوني "موشي ديان" في "جيروزاليم بوست" عقب حرب 67 بأشهر قليلة إذ قال:
"إذا كنا نملك التوراة، وإذا كنا نعتبر أنفسنا شعب التوراة، فمن الواجب علينا أن نمتلك جميع الأراضي التوراتية أرض القضاة والكهنة، أرض أورشليم وحبرون، وأريحا وأراضي أخرى أيضاً"( )
والأراضي التوراتية التي يقصدها "ديان" هنا ليست فلسطين فحسب، بل هي تمتد من النيل إلى الفرات كما ورد في آيات الكتاب المقدس، وهناك مئات التصريحات والتبريرات والتفسيرات التي ساقها الصهاينة مستندين فيها إلى الكتاب المقدس وكأن الأمر ليس بيدهم فهم ينفذون أمراً إلهياً علوياً، ففي سِفر التثنية لا يطلب منهم الرب اغتصاب الأرض وطرد أصحابها فقط، بل ويطلب منهم ألا يشفقوا عليهم:
(כִּי יְבִיאֲךָ، יְהוָה אֱלֹהֶיךָ، אֶל-הָאָרֶץ، אֲשֶׁר-אַתָּה בָא-שָׁמָּה לְרִשְׁתָּהּ; וְנָשַׁל גּוֹיִם-רַבִּים מִפָּנֶיךָ הַחִתִּי וְהַגִּרְגָּשִׁי וְהָאֱמֹרִי וְהַכְּנַעֲנִי וְהַפְּרִזִּי، וְהַחִוִּי וְהַיְבוּסִי–שִׁבְעָה גוֹיִם، רַבִּים וַעֲצוּמִים מִמֶּךָּ. ב וּנְתָנָם יְהוָה אֱלֹהֶיךָ، לְפָנֶיךָ–וְהִכִּיתָם: הַחֲרֵם תַּחֲרִים אֹתָם، לֹא-תִכְרֹת לָהֶם בְּרִית וְלֹא תְחָנֵּם) ( ).
"متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها، وطرد شعوباً كثيرة من أمامك: الحثيين والجرجاشيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، سبع شعوب أكثر وأعظم منك. ودفعهم الرب إلهك أمامك، وضربتهم، فإنك تحرمهم. لا تقطع لهم عهداً، ولا تشفق عليهم"
كما توصيهم التوراة في السفر نفسه بقتل سكان الأرض "فلسطين" التي سيدخلونها:
(וְנָתַן מַלְכֵיהֶם، בְּיָדֶךָ، וְהַאֲבַדְתָּ אֶת-שְׁמָם، מִתַּחַת הַשָּׁמָיִם: לֹא-יִתְיַצֵּב אִישׁ בְּפָנֶיךָ، עַד הִשְׁמִדְךָ אֹתָם) ( ).
"ويدفع ملوكهم إلى يدك، فتمحو اسمهم من تحت السماء. لا يقف إنسان في وجهك حتى تفنيهم"
وستجد في سفر يشوع تفصيلاً دقيقاً لأوامر الرب في ارتكاب المذابح:
(וַיַּחֲרִימוּ، אֶת-כָּל-אֲשֶׁר בָּעִיר، מֵאִישׁ וְעַד-אִשָּׁה، מִנַּעַר וְעַד-זָקֵן; וְעַד שׁוֹר וָשֶׂה וַחֲמוֹר، לְפִי-חָרֶב) ( ).
"وحرموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف"
والمدينة التي تشير إليها الآيات السابقة هي مدينة "أريحا"، حيث يطلب منهم الرب عند دخولهم للمدينة أن يقتلوا كل رجل وامرأة وكل طفل وشيخ ولم يستثنِ من الذبح والإبادة حتى الحيوانات التي لا ذنب لها والتي لا هي فلسطينية ولا يهودية .
ثم تصف لنا الآيات بعد ذلك كيفية تلقيهم أوامر الرب لكي يحرقوا المدينة بكل ما فيها من بشر وحياة:
(וְהָעִיר שָׂרְפוּ בָאֵשׁ، וְכָל-אֲשֶׁר-בָּהּ: רַק הַכֶּסֶף וְהַזָּהָב، וּכְלֵי הַנְּחֹשֶׁת וְהַבַּרְזֶל–נָתְנוּ، אוֹצַר בֵּית-יְהוָה)( ).
"وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها، إنما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد اجعلوها في خزانة بيت الرب"
كل ذلك قتلهم وحرقهم مباح، أما الفضة والذهب فعليهم أن يأخذوها ويضعوها في خزانة الرب وتلك الخزانة لا توجد طبعاً في السماء وإنما في جيوبهم.
من أجل ذلك فهم يحيكون المؤامرات ويذبحون الأطفال ويقتلون الشيوخ ويطردون شعباً من أرضه ويحرمونه من وطنه من أجل الوعد التوراتي الرباني لهم وعلينا نحن العرب بل وعلى العالم أجمع أن يعذرهم في تلك المذابح البشعة التي اقترفوها على مدار عشرات السنوات إذ إنه واجب مقدس وأمر إلهي لا مفر منه.
ويستشهد بنو صهيون بالعهد الذي تلقاه النبي إبراهيم في حران بأن يخرج من صلبه شعب قوي يرث أرض كنعان "فلسطين":
(הֲקִמֹתִי אֶת-בְּרִיתִי בֵּינִי וּבֵינֶךָ، וּבֵין זַרְעֲךָ אַחֲרֶיךָ לְדֹרֹתָם–לִבְרִית עוֹלָם: לִהְיוֹת לְךָ לֵאלֹהִים، וּלְזַרְעֲךָ אַחֲרֶיךָ. ח וְנָתַתִּי לְךָ וּלְזַרְעֲךָ אַחֲרֶיךָ אֵת אֶרֶץ מְגֻרֶיךָ، אֵת כָּל-אֶרֶץ כְּנַעַן، לַאֲחֻזַּת، עוֹלָם; וְהָיִיתִי לָהֶם، לֵאלֹהִים) ( ).
"وأقيم عهدي بيني وبينك، وبين نسلك من بعدك في أجيالهم، عهداً أبدياً، لأكون إلهاً لك ولنسلك من بعدك، وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك، كل أرض كنعان ملكاً أبدياً. وأكون إلههم"
وحتى يكتمل وعد الرب نراه يحدد في التوراة وفي السفر نفسه مساحة الأرض المقدسة هديته التي يعد بها نسل النبي إبراهيم والتي تمتد من نهر النيل بمصر، وحتى نهر الفرات بالعراق:
(יח בַּיּוֹם הַהוּא، כָּרַת יְהוָה אֶת-אַבְרָם–בְּרִית לֵאמֹר: לְזַרְעֲךָ، נָתַתִּי אֶת-הָאָרֶץ הַזֹּאת، מִנְּהַר מִצְרַיִם، עַד-הַנָּהָר הַגָּדֹל נְהַר-פְּרָת. יט אֶת-הַקֵּינִי، וְאֶת-הַקְּנִזִּי، וְאֵת، הַקַּדְמֹנִי. כ וְאֶת-הַחִתִּי וְאֶת-הַפְּרִזִּי، וְאֶת-הָרְפָאִים. כא וְאֶת-הָאֱמֹרִי، וְאֶת-הַכְּנַעֲנִי، וְאֶת-הַגִּרְגָּשִׁי، וְאֶת-הַיְבוּסִי)..( ).
"في ذلك اليوم قطع الرب مع أبرام ميثاقاً قائلاً: لنسلك أعطي هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات. القينيين والقنزيين والقدمونيين والحثيين والفرزيين والرفائيين والأموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين"
لكن وإن كان الرب قد وعد النبي إبراهيم ونسله كما تخبرنا الآيات السابقة فسنصطدم في تفسير هذا الوعد بمشكلتين أساسيتين، المشكلة الأولى هي أن النبي إبراهيم لا يمكن اعتباره رجلاً يهودياً وذلك بموجب الشريعة الإسرائيلية الراهنة التي تقول إن الإنسان لا يكون يهودياً إلا إذا كان مولوداً من أم يهودية في الأساس، وإذا ما طبقنا هذا الشرط الذي وضعوه بأيديهم فلن يكون للنبي إبراهيم حظ كبير في أن يكون يهودياً لأنه لم يولد من أم يهودية كما سيتضح لنا، لذلك فلزاماً عليهم أن يدخلوا تعديلاً جوهرياً على شريعتهم الراهنة ما داموا يتحججون بذلك الوعد الإلهي ولا ضير في ذلك فقد عدلوا وبدلوا على مدار قرون خلت حتى في نصوصهم المقدسة، انظر كيف طلب "مناحم بيجن" أثناء مباحثات كامب ديفيد من "السادات" أن يحذف آيات القرآن التي تتحدث بشكل غير لائق عن اليهود! هكذا يرون الحذف والإضافة في كلام الله وفي الكتب السماوية المقدسة أمراً في غاية البساطة ولزاماً علينا أن نحذف تلك الآيات من القرآن الكريم أو نستبدلها بكلمات أكثر وداً إذا أردنا السلام مع بني صهيون!
أما المشكلة الثانية فتتعلق بذلك الوعد التوراتي الذي وعد به نسل النبي إبراهيم، فبناء على ذلك يكون العرب أيضاً شركاء لليهود في هذا الوعد المقدس بموجب آيات التوراة نفسها لأنهم خرجوا من نسل إسماعيل ابن النبي إبراهيم.
لكنهم ربما سيقولون إن الوعد التوراتي وجّه أيضاً لنبيهم موسى، فقد جاء في التوراة في سفر الخروج أن الرب وعد نبيه موسى بأن يفكّ أسر بني إسرائيل من أيدي المصريين، وأن يهبهم أرض كنعان التي تمتلئ بالخير والبركة وتدر لبناً وعسلاً:
"וָאֹמַר، אַעֲלֶה אֶתְכֶם מֵעֳנִי מִצְרַיִם، אֶל-אֶרֶץ הַכְּנַעֲנִי וְהַחִתִּי، וְהָאֱמֹרִי וְהַפְּרִזִּי וְהַחִוִּי וְהַיְבוּסִי–אֶל-אֶרֶץ זָבַת חָלָב، וּדְבָשׁ." ( )
"فقلت أصعدكم من مذلة مصر إلى أرض الكنعانيين والحثيين والأموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين إلى أرض تفيض لبناً وعسلا."
لكن إذا كان هذا الوعد الإلهي هو الدافع الحقيقي والجوهري الذي حرك اليهود من مختلف أنحاء العالم للهجرة والاستيلاء على فلسطين، فكيف لنا أن نصدق ذلك وخلال العصور الطويلة التي كانت فيها أرض فلسطين مفتوحة لهم ولغيرهم لم يظهر أحد من يهود العالم رغبته في المجيء إليها والاستقرار فيها، وعلى سبيل المثال لم تكن هناك أي عقبة أمام دخول اليهود إلى فلسطين قبل الحروب الصليبية( ) ومع ذلك فنجد أن "بنيامين دوتوليد" وهو حاج يهودي يذكر أنه لم يجد في فلسطين وقتها سوى 1440 يهودياً فقط( ) وحاج آخر يهودي هو "ناحوم جيروندي" لم يجد في القدس سوى أسرتين يهوديتين عام 1257م.
وعندما استولى الصليبيون على القدس عام 1099م، فقد أحرقوا اليهود في معبدهم، فيما (صلاح الدين الأيوبي)( )، الذي كان وقتها يستعيد القدس عام 1187م، أذن لليهود بالعودة إلى المدينة المقدسة ولم يفد وقتها إلى أرض فلسطين ولو حتى يهودي واحد.
فأين كان وقتها الوعد الإلهي المقدس؟ ألم يكن موجوداً في آيات الكتاب المقدس أم في هذه الفترة لم يكن قد ذكر في التوراة؟!
حتى في فترات الاضطهاد التي تعرض لها اليهود وعندما كان الذهاب إلى فلسطين متاحاً لهم لم يلجؤوا إليها بل كانوا يتركون البلد الذي يضطهدهم ويذهبون إلى بلد آخر غير فلسطين، ومهما تنقلت بين صفحات التاريخ فلن تجد أن ذلك الوعد التوراتي بالأرض كان محركاً لهجرة اليهود إلى فلسطين ففي عام 1492م عندما طرد العرب من إسبانيا كان الملوك الكاثوليك يخيرون اليهود بين التحول إلى النصرانية أو الذبح والقتل، ورغم ذلك فقد هاجرت الأغلبية الساحقة من اليهود متجهة إما إلى فرنسا وإما إلى هولندا أو إيطاليا، في حين اتجه البعض الآخر منهم إلى جنوب مراكش في المغرب وإلى قبرص ومصر ولم يذهب إلى فلسطين إلا النذر القليل.
وكذلك عقب المذابح التي تعرض لها اليهود في أوكرانيا والتي وقعت بين عامي (1658م و1845م) لم يدفعهم العهد المقدس للذهاب للجوء إلى أرض الميعاد، وعندما كان عدد اليهود في العالم عشرة ملايين لم يكن على أرض فلسطين سوى اثني عشر ألفاً فقط رغم أنهم كانوا يرددون في العالم أجمع في كل يوم دعاءهم "إلى أورشليم في العام القادم"( ) لكن ذلك العام القادم لم يأتِ إلا بعد قرون.
ومهما تنقلت بين صفحات التاريخ فلن تجد أن الوعد التوراتي بالأرض المقدسة كان محركاً لهجرة اليهود إلى فلسطين( ). حتى بعد الحملات المدوية الصاخبة التي شنها "هيرتسل" على الوحدة العالمية للشعب اليهودي لم يفد إلى فلسطين للإقامة بها خلال السنوات الخمس التالية (1917– 1922م) سوى 28 ألف يهودي فقط( ).
ونحن لا ننكر الوعد الإلهي بل توضح آيات القرآن الكريم أنه كان حثاً على الجهاد في سبيل الله، فالله تعالى أمر نبيه موسى "عليه السلام" وقومه بالجهاد ومقاتلة أعدائه الذين يقطنون أرض فلسطين فيقول الله تعالى في سورة "المائدة":
"يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِيْ كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوْا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوْا خَاسِرِيْنَ".( )
على كل حال لم يهتم مؤسس الحركة الصهيونية "ثيودور هيرتسل"( ) كثيراً لا بالوعد التوراتي ولا بالأرض المقدسة؛ فعندما أسس الحركة الصهيونية عام 1896م كان أكثر صدقاً من لاحقيه، والكذبة الكبرى صُدرت لنا نحن فقط، فعندما يعلن أحد زعماء الصهيونية أن أرض فلسطين مرتبطة بالوعد الإلهي الذي وعده الرب لأجداده فهو يعرف تماماً أن مؤامرة احتلال أرض فلسطين كانت بالنسبة لهيرتسل فكرة استعمارية بالدرجة الأولى، فلم يكن يهتم بالأرض المقدسة ولم تأتِ في بادئ الأمر فكرة إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين في رأسه.. فيذكر "هيرتسل" في يومياته( ):
"أن أهدافه القومية لا ترتبط بأرض فلسطين بل يمكن إقامتها في أوغندا أو غيرها من الأراضي."
فهو لم يكن يميل إلى الدين ولم تكن تحركه آيات الكتاب المقدس إذ يقول صراحة في اليوميات نفسها:
"إنني لا أنقاد لأي دافع ديني."
والغريب أن فكرة إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين نمت في رأس رجل فرنسي لم يكن يهودياً ولا توراتياً وإنما كان سياسياً بارعاً واستعمارياً خادعاً هو الإمبراطور "نابليون بونابارت" الذي كان يتلون ويتشكل تبعاً لمقتضيات الظروف ففي الوقت الذي أعلن فيه إسلامه في مصر وأسمى نفسه "عبد الله" دعا في بيان له عام 1798م يهود آسيا وإفريقيا إلى التوجه نحو أرض أجدادهم في فلسطين التي سلبت منهم وإقامة دولة لهم هناك.. إذ يقول:
"إلى ورثة فلسطين الشرعيين. أيها الإسرائيليون، أيها الشعب الفريد، الذي لم تستطع قوى الفتح والطغيان أن تسلبه نسبه ووجوده القومي، وإن كانت قد سلبته أرض الأجداد فقط".( )
ولم يكتفِ بونابارت بذلك بل يعرض خدماته عليهم ومساعدتهم في إقامة دولتهم فيستطرد في بيانه قائلاً:
"انهضوا بقوة أيها المشردون في التيه. إن أمامكم حرباً مهولة يخوضها شعبكم بعد أن اعتبر أعداؤه أن أرضه التي ورثها عن الأجداد غنيمة تقسم بينهم حسب أهوائهم… لابد من نسيان ذلك العار الذي أوقعكم تحت نير العبودية، وذلك الخزي الذي شل إرادتكم لألفي سنة. إن الظروف لم تكن تسمح بإعلان مطالبكم أو التعبير عنها، بل إن هذه الظروف أرغمتكم بالقسر على التخلي عن حقكم. ولهذا فإن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملة إرث إسرائيل، وهي تفعل ذلك في هذا الوقت بالذات، ورغم شواهد اليأس والعجز".( )
كانت هذه هي الصيحة الأولى التي حاولت حث اليهود لإقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين. وهي لم تأتِ من حاخام يهودي متطرف أو حتى من رجل دين يهودي عادي إنما جاءت من إمبراطور فرنسا الداهية.
أما الدعوات السابقة لدعوة "بونابارت" فكانت كلها تنادي بتوطين اليهود في مصر وليس في فلسطين، فقد نادى "شبتاي زيفي"( ) عام 1666م عندما ذهب إلى القسطنطينية للهجرة إلى إقليم الوجه البحري من مصر وإقامة وطن قومي لليهود( )، كما تجددت دعوة أخرى مماثلة عام 1798م في رسالة بعث بها يهودي إيطالي( ) إلى إخوانه يدعوهم فيها للهجرة ولإقامة وطن لليهود في مصر السفلى.
وكما أوضحنا سابقاً فإن حركة "ثيودور هيرتسل" كانت تعتمد في الأساس على عقيدة سياسية بالدرجة الأولى، وليست دينية ولا روحية فهو يقول في كتابه "الدولة اليهودية" ص 209:
"المسألة اليهودية ليست بالنسبة لي مسألة اجتماعية ولا دينية.. إنها مسألة قومية."
كان "هيرتسل" يرى أن العقائد الدينية نسيج يحيط بالأرض المقدسة، لم يكن لها من نفع، وكان يرى كذلك أن المشكلة الحقيقية تتمثل في خلق دولة قومية قوية في أي مكان في العالم. ولم يطرأ في عقل مؤسس الحركة الصهيونية في بادئ الأمر أن تقام دولة إسرائيل التي يحلم بها على أرض فلسطين بل اقترح أن تكون في الأرجنتين( )، ثم استبدل فكرته وحاول أن يغري إنكلترا قائلاً لها:
"سوف أحاول أن أحصل على الأراضي الضرورية لاستعمارنا في أحد الممتلكات البريطانية."
لذلك فقد طلب من إنكلترا أراضي العريش التي تقع في شبه جزيرة سيناء ( ) ثم طلب من الحكومة الإنكليزية إقامة دولته المزعومة في قبرص لكن "تشمبرلند" وزير الخارجية الإنكليزي وقتها لم يجد هذا الرأي صائباً لذلك وبعد أن استطلع "هيرتسل" الخرائط توجه ليطلب أرضاً من البرتغال في مستعمراتها بموزامبيق، ومن بلجيكا في الكونغو( ) وفي مرحلة لاحقة اقترحت عليه الحكومة البريطانية إقامة وطن قومي لليهود في أوغندا.
وكما يبدو لنا أن هيرتسل لم يكن يهتم بالوعد الإلهي كثيراً، فلم يذكر في الكتاب المقدس أن الله "عز وجل" وعد بني إسرائيل بدخول أوغندا ولا الأرجنتين ( ).
وسنجد "هيرتسل" أكثر صراحة في الخطاب الذي أرسله في 11 يناير 1902 إلى "سيسيل رودس" التاجر الاستعماري في دولة جنوب إفريقيا وفيه يعترف هيرتسل صراحة بأن حركته حركة استعمارية فيقول:
"قد تتساءل لماذا أكتب إليك يا سيد رودس. ذلك أن برنامجي هو برنامج استعماري"( )
لقد كان هيرتسل يكره أي إنسان يدعي تعريف اليهودية على أنها دين لا قومية لدرجة أنه اعتبر من باب الشذوذ أن يعظ رباني بالإيمان يهودياً خارج بلده الأصلي ويسوق في ذلك براهين لا ينطق بها إلا أكثر الناس المعادين للسامية( )
لكن أحلام هيرتسل كادت أن تنهار، ففي نفس وقت انعقاد "مؤتمر بازل"( ) الذي لم يعقد في ميونخ (كما كان يتوقعه هيرتسل) بسبب معارضة الجالية اليهودية الألمانية، انعقد مؤتمر مونتريال في أميركا (1897م)( ) حيث تم التصويت وباقتراح من الحاخام "إسحق مايرويز"، على قرار تعارضت فيه تعارضاً جذرياً قراءتان للتوراة، وهما القراءة السياسية والقبلية للصهيونية والقراءة الروحانية والدينية للأنبياء:
"لأننا نشجب تماماً أي مبادرة تهدف إلى إنشاء دولة يهودية. وأن أي محاولات من ذلك تكشف مفهوماً خاطئاً لرسالة إسرائيل التي كان الأنبياء اليهود هم أول من نادى بها.. ويؤكد أن هدف اليهودية ليس سياسياً ولا قومياً وإنما روحي" ( )
لقد كان هيرتسل يعرف أن القوة التي ستحرك اليهود إلى العودة ليس الوازع الديني ولا الحنين الروحي وإنما قوة الاضطهاد المعادية للسامية التي ستدفع باليهود إلى الهجرة إلى فلسطين "وإنشاء إسرائيل الكبرى"( )، ففي كتابه "الدولة اليهودية" ص 23 يقول:
"هناك اعتراض جاد يعمد إلى القول بأننا حين نعتبر شعباً واحداً فإنني أساعد المعادين للسامية."
كما قال أيضاً في يومياته:
"سوف يصبح المعادون للسامية أصدقاءنا الخلص، وسوف تصبح البلاد المعادية للسامية حلفاءنا."
وهكذا في غاية الدهاء والخبث تم ربط السياسة بالتاريخ الذي يستمدونه من آيات التوراة كي يضفوا شرعية على احتلال فلسطين فهم أتوا لا لكي يحتلوا ولا لكي يقيموا وطناً قومياً لليهود بل لكي يعيدوا "إنشاء الدولة اليهودية" كما ورد نصاً في إعلان الاستقلال الإسرائيلي وكلمة "إعادة" تختلف تماماً عن كلمة "إنشاء" فهم لا ينشئونها من العدم على أرض الغير وإلا اعتبر ذلك استعماراً بل يعيدون إنشاء ما قد كان قائماً قبل ذلك في التاريخ القديم لأنهم يعتبرون فلسطين "أرض إسرائيل التاريخية" وأنها "حق ديني وتاريخي لليهود"، كان هذا هو التوجه الذي خاطبت به الصهيونية العقلية الغربية المسيحية والذي سعى لأن يثبت في الوجدان الغربي أن تاريخ المنطقة لا يمكن فهمه إلا من خلال "التاريخ التوراتي".( )
من الوعد التوراتي.. إلى وعد بلفور
تمكن "حاييم وايزمان" الزعيم الصهيوني خلال الحرب العالمية الأولى من كسب تعاطف بريطانيا واستطاع أن يحصل على وعد من وزير خارجيتها اللورد "جيمس آرثر بلفور" في 2 فبراير 1917 في خطاب مضمونه أن حكومة بريطانيا تبذل الجهد لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
وقد أصدر اللورد "بلفور" وزير خارجية بريطانيا آنذاك تصريحاً سياسياً خطيراً قدمه على شكل كتاب إلى المليونير اليهودي اللورد "روتشلد" جاء فيه:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى". ( )
وعشية إصدار وعد بلفور، نوفمبر 1917، ارتفع عدد المستوطنات إلى "41 مستوطنة بلغ عدد سكانها 56 ألف نسمة. يملكون 2.5% من أراضي فلسطين، بين 700 ألف من الفلسطينيين العرب" ( ).
وشهد شاهد من أهلها
ورغم زيادة عدد المستوطنات في فلسطين بسبب وعد بلفور إلا أنها ازدادت في هذه الفترة الاعتراضات والاستياء من هذا الوعد من مجموعة أخرى من اليهود.. على سبيل المثال:
وجه اللورد "مونتاجو"( ) في 23 أغسطس عام 1917م وهو العضو اليهودي الوحيد في الحكومة البريطانية مذكرة إلى زملائه في الوزارة بسبب إعلان بلفور قائلاً:
"إن الصهيونية عقيدة سياسية مشؤومة.. يبدو لي من غير المعقول أن تتلقى الصهيونية من الحكومة البريطانية اعترافاً رسمياً وأن تكون للسيد بلفور سلطة أن يقول إن وطناً قومياً يهودياً سوف يقام في فلسطين. لست أدري ما سوف يترتب على هذا، ولكن يبدو لي أن ذلك يعني أن المسلمين والنصارى يجب أن يتخلوا عن مكانهم لليهود وأن اليهود يتمتعون بوضع متميز بحيث إن الترك والمسلمين الآخرين في فلسطين سوف يعدون غرباء. إني أؤكد أنه لا توجد قومية يهودية" ( )
ثم يستطرد "مونتاجو" قائلاً إنه يرفض الصهيونية صراحة ويطالب الحكومة البريطانية برفضها باعتبارها نظاماً غير مشروع، ويضيف قائلاً:
"إنني أنكر أن يوجد اليوم أي رباط بين اليهود وفلسطين، وكما من الحق الصراح أن لفلسطين دوراً كبيراً في التاريخ اليهودي، فكذلك هي أيضاً بالنسبة للتاريخ الإسلامي، كما لعبت دوراً أكثر من أي بلد آخر في التاريخ المسيحي، فقد كان المعبد في فلسطين وأيضاً القسم على الجبل والصلب."
ويضيف أيضاً:
"إن اليهودية ديانة، والواجب الحتمي على جميع اليهود -مثلهم في ذلك مثل الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس- هو أن يخدموا دولتهم كمواطنين صالحين وجنود مخلصين. لقد كانت الصهيونية حلماً وغداً لن تكون أكثر من مصيدة أثرية ".( )
ثم أشار مونتاجو إلى أن العودة التي يتحدث عنها الدين اليهودي لا يمكن أن تتم إلا تحت إشراف العناية الإلهية. متهكماً بأن بلفور وروتشيلد ليسا هما المسيح المخلِّص. ويعترف مونتاجو بأن فلسطين تحتل مكانة خاصة في قلوب اليهود، ولكن هذا ينطبق أيضاً على المسيحيين، بل إن الأراضي المقدَّسة (حسب تصوُّره) تلعب دوراً أكثر مركزية في الرؤية المسيحية.
كما بيَّن أن أعضاء الوزارة البريطانية والصهاينة ينظرون إلى فلسطين من زاوية ضيقـة تركز على حقبة واحدة من تاريخ فلسطين، بمعنى أنها تتجاهل الحقب غير اليهودية المختلفة والتي تشمل الجزء الأكبر من تاريخها (ويشير مونتاجو في مذكرة أخرى إلى عروبة فلسطين وإلى تاريخها العربي الطويل). في نهاية المذكرة، يضع مونتاجو النقاط على الأحرف فيقول:
"حينما يكون لليهودي وطن قومي، فسوف يَنتُج عن ذلك على وجه اليقين أن يزداد الاتجاه نحو حرماننا من حقوق المواطنة الإنكليزية. ستتحول فلسطين إلى جيتو العالم. ومعنى ذلك أن من يعادون اليهود والصهاينة يحاولون حَصْر اليهود داخل جيتو قومي مُوسَّع، ولكنه جيتو محاط بأسوار عالية تفصل الحضارة والشخصية اليهودية عن عالم الأغيار."( )
واقترح مونتاجو حرمان كل صهيوني من حق التصويت بدلاً من حرمان اليهود البريطانيين من جنسيتهم، وأضاف أنه يميل إلى التعامل مع المنظمة الصهيونية بوصفها منظمة غير شرعية تعمل ضد المصلحة الغربية الإنكليزية.
وقد أدَّت ضغوط إدوين مونتاجو (وغيره) على الوزارة البريطانية إلى تعديل النص الأصلي لوعد بلفور، بحيث لا تصبح الدولة اليهودية المزمع إنشاؤها دولة كل يهود العالم وإنما دولة من يرغبون في الهجرة إليها. كما أعرب شقيقه عن أنه لا يعتبر اليهودية أكثر من ديانة. ويُعتبر موقف عائلة مونتاجو من الحركة الصهيونية تعبيراً عن بعض الاتجاهات بين أعضاء الجماعات اليهودية المندمجين التي رفضت الصهيونية واعتبرتها تعبيراً عن عقلية الجيتو في خلطها بين الدين والقومية. كما رأت أن اليهود لا يشكلون سوى أقليات دينية يعتنق أعضاؤها الديانة اليهودية وينتمون، مثلهم مثل غيرهم من المواطنين، إلى دولتهم القومية التي هي مصدر ثقافتهم ومركز ولائهم. وقد رأى هؤلاء أن الصهيونية تشكل عقبة في طريق الاندماج السوي.
وفي عام 1938 أدان العالم اليهودي الكبير "ألبرت آينشتين" فكرة إقامة دولة لليهود فكتب يقول:
"في رأيي، يفضل أن نصل إلى اتفاق مع العرب على أساس حياة مشتركة سلمية من أن ننشئ دولة يهودية.. فشعوري بالطبيعة الجوهرية لليهود تصطدم بفكرة دولة يهودية ذات حدود وجيش، ومشروع سلطة زمنية بهذا القدر من التواضع وإني لأخشى الخسائر التي سيتعرض لها اليهود بسبب تطورها في طبقاتنا إلى قومية ضيقة. فنحن لم نعد يهود مرحلة المكابيين. ولئن عدنا قومية فذلك يعدل أن نحيد عن روحنة مجتمعنا التي تدين بها لعبقرية أنبيائنا"( )
وهناك أيضاً الحاخام "هيرش" الذي أوضح وجهة نظره في الصهيونية قائلاً:
"إن الصهيونية قضت بأن يصبح الشعب اليهودي كياناً قومياً.. وتلك هي الهرطقة." ( )
وهذا كان أيضاً هو نفس رد الفعل الأول للمنظمات اليهودية مثل: "رابطة حاخامات ألمانيا" و"الاتحاد الإسرائيلي العالمي لفرنسا"، "والاتحاد الإسرائيلي" في النمسا، وكذلك الرابطات اليهودية في لندن.
كذلك لم يتوقف "مارتن بوبر" طوال حياته وهو أحد أهم الأصوات اليهودية الكبرى في هذا القرن، وحتى وفاته في إسرائيل عن شجب انحلال الصهيونية الدينية إلى صهيونية سياسية، فقد ذكر بوبر في النشرة الصادرة في 2 يونيه 1958:
"إن الشعور الذي اعتراني منذ ستين عاماً، عندما انضممت إلى الحركة الصهيونية هو في جوهره نفس الشعور الذي يعتريني اليوم؛ لقد كان أملي ألا تتبع هذه القومية طريق الآخرين وأن تبدأ بآمال عريضة لكي لا تتردى بعد ذلك حتى تصبح نزعه أنانية مقدسة."
ومن أقواله أيضاً:
"كنا نأمل في إنقاذ القومية اليهودية من خطأ تحويل شعب إلى صنم معبود ولكننا قد أخفقنا."( )
الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1922
وفي سنة 1922 أعلن صك الانتداب الفلسطيني الذي وافقت عليه عصبة الأمم حسب المادة (22) ونذكر من تلك المواد:
البند الثاني
تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن وضع البلاد في أحوال سياسية وإدارية واقتصادية تضمن إنشاء الوطن القومي اليهودي.
البند الثالث
يعترف بوكالة يهودية صالحة كهيئة عمومية لإسداء المشورة والمعونة إلى إدارة فلسطين مع ضمان عدم إلحاق الضرر بحقوق ووضع جميع فئات الأهالي الأخرى وأن تسهل هجرة اليهود في أحوال ملائمة..
البند رقم (22)
يجب أن تكون الإنكليزية والعربية والعبرية لغات فلسطين الرسمية.
الهجرة اليهودية إلى فلسطين في زمن الانتداب البريطاني
في هذه المرحلة التي تمتد من سنة 1919 إلى 1948، فتحت آفاق جديدة أمام حركة الهجرة الصهيونية إلى فلسطين، فقد أدمج وعد بلفور بصك الانتداب البريطاني على فلسطين، الذي نصت المادة السادسة منه على أن الإدارة البريطانية سوف تلتزم بتسهيل الهجرة اليهودية بشروط مناسبة، وسوف تشجع -بالتعاون مع الوكالة اليهودية- استيطان اليهود في الأراضي بما في ذلك الأراضي الحكومية والأراضي الخالية وغير اللازمة للاستعمال العام.
كما نصت المادة السابعة على ضرورة تسهيل إعطاء المهاجرين اليهود الجنسية الفلسطينية.
وفي 26/8/1920، أصدرت السلطات البريطانية نظاماً للهجرة، وتسهيل عودة اليهود الذين كانوا قد خرجوا من فلسطين أثناء الحرب، ولم يضع هذا النظام أي قيود على دخول اليهود الذين يريدون الهجرة إلى فلسطين لغايات دينية، ولا على دخول عائلات اليهود وأقاربهم المقيمين في فلسطين، وقد خولت المنظمة الصهيونية بموجبه صلاحية إحضار 16500 يهودي آخر سنوياً شريطة أن تكون مسؤولة عن إعالتهم لمدة سنة.
ثم صدر في يونيو سنة 1921 نظام جديد للهجرة، وعدل أكثر من مرة في سنوات 1925 و1926 و1927 و1929، وأخذ شكله النهائي في سنة 1932، وكان المقصود بالتعديلات التي أدخلت وضع بعض القيود على الهجرة بسبب تصاعد المقاومة العربية للانتداب، وسياسته في فتح أبواب فلسطين على مصراعيها أمام المهاجرين اليهود، فلقد كان تدفق الصهيونية من الأسباب المباشرة لثورات الثلاثينيات العربية (ثورة سنة 1935 وثورة 1936ـ1939)، ولكن هذه التعديلات كانت شكلية فلم تغير شيئاً في جوهر نظام الهجرة.
وللمساعدة في إنجاح المشروع الصهيوني عمدت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى في هذه المرحلة إلى وضع قيود على هجرة اليهود إلى أراضيها لدفعهم إلى الهجرة إلى فلسطين، وتقسم المصادر الصهيونية الهجرة التي تمت في فترة الانتداب البريطاني إلى:
الهجرة الثالثة (1919 ـ 1923)
وقد بلغ عدد المهاجرين فيها حوالي 35 ألف نسمة، أي بمعدل ثمانية آلاف مهاجر سنوياً، جاؤوا في معظمهم من روسيا ورومانيا وبولونيا، بالإضافة إلى أعداد صغيرة من لتوانيا وألمانيا والولايات المتحدة، والهجرة الثالثة مشابهة في تركيبها للهجرة الثانية من حيث كون معظم أفرادها شباباً وشابات مفلسين ومغامرين، وقد تقلصت هذه الهجرة نتيجة الإجراءات والقيود التي وضعها الاتحاد السوفيتي على هجرة اليهود من أراضيه.
الهجرة الرابعة (1924 ـ 1932)
جاء إلى فلسطين في هذه الموجة نحو 89 ألف مهاجر يهودي، معظمهم من أبناء الطبقة الوسطى وأكثر من نصفهم من بولونيا، واستغل مهاجرو هذه الموجة رؤوس الأموال الخاصة التي أحضروها معهم في إقامة بعض المشاريع الصغيرة الخاصة.
وقد بلغ تدفق المهاجرين الصهيونيين ذروته في عام 1925 فوصل عددهم إلى حوالي 33 ألفاً مقابل 13 ألفاً في عام 1924، وبعد ذلك انخفض العدد مرة أخرى إلى حدود 13 ألفاً في عام 1926. ثم بدأت الهجرة بالانحسار منذ عام 1927 بسبب الصعوبات الاقتصادية في البلاد آنذاك، ففي عام 1927 انخفض عدد المهاجرين إلى ثلاثة آلاف، ثم إلى ألفين فقط في عام 1928.
وفي هاتين السنتين زاد عدد النازحين عن عدد المهاجرين واضطرت الوكالة اليهودية إلى دفع تعويضات بطالة لليهود العاطلين عن العمل وأقامت بعض المشاريع لتشغيل المهاجرين الجدد بمساعدة أموال جمعت من بريطانيا والولايات المتحدة، وقد ظل عدد المهاجرين منخفضاً بين 1929 و1931 فبلغ حوالي خمسة آلاف نسمة في كل من عامي 1929 و1930 ثم انخفض إلى نحو أربعة آلاف مهاجر عام 1931، وفي عام 1932 بدأت الهجرة بالتصاعد ثانية فبلغ عدد المهاجرين 9553.
وفي هذه الفترة وصل نحو 2500 مهاجر من يهود اليمن إلى فلسطين، وبلغ عدد اليهود في فلسطين في نهاية هذه المرحلة حوالي 175 ألفاً عاش 136 ألفاً منهم في 19 مستعمرة بلدية وعاش الباقون في نحو 110 مستعمرات زراعية.
الهجرة الخامسة (1933 ـ 1939)
وقد بلغ عدد المهاجرين الذين قدموا في هذه الهجرة إلى فلسطين نحو 215 ألفاً، جاء معظمهم من أقطار وسط أوروبا التي تأثرت بوصول النازية إلى الحكم في ألمانيا فهاجر منها وحدها خلال هذه الفترة نحو 45 ألف مهاجر.
وقد بلغت الهجرة ذروتها في عام 1935 فبلغ عدد المهاجرين حوالي 62 ألفاً، ثم أخذت بالهبوط بسبب اشتعال ثورة 1936 في فلسطين، ومن الجدير بالذكر أن المنظمة الصهيونية والوكالة اليهودية عقدتا اتفاقاً مع الحكم النازي في ألمانيا لتسهيل عملية هجرة اليهود من ألمانيا وتنظيم إخراج أموالهم.
وبموجب هذا الاتفاق أمكن إخراج حوالي 32 ألف مليون جنيه، أو ما يعادل عشرة أضعاف ما جمعته الجباية اليهودية حتى ذلك الوقت.
ووصل إلى فلسطين أيضاً حوالي 4500 يهودي يمني، وقد بدأت الحركة الصهيونية في هذه المرحلة بتنظيم هجرة من نوع خاص عرفت باسم "هجرة الشباب"، وذلك بجمع الأطفال اليهود من أوروبا ونقلهم إلى فلسطين، وأنشئت في الوكالة اليهودية دائرة خاصة بهجرة الشباب، وتمكنت الحركة الصهيونية من نقل حوالي 30 ألف طفل يهودي إلى فلسطين من عام 1933 إلى شهر مايو من عام 1948.
وظهر في هذه المرحلة أيضاً ما عرف باسم الهجرة "غير الشرعية"، فقد نجحت في الوصول إلى الشواطئ الفلسطينية بين يوليو من عام 1934 وبداية الحرب العالمية الثانية 43 سفينة تحمل 15 ألف مهاجر "غير شرعي".
الهجرة السادسة (1939 ـ مايو 1948)
والتي تمت خلال الحرب العالمية الثانية حتى قيام (إسرائيل)، وقد استمرت بأشكالها المختلفة إما عن طريق الإبحار مباشرة إلى فلسطين، وإما بالإبحار إلى موانئ محايدة في تركيا والبلقان ثم الانتقال إلى فلسطين بحراً أو برّاً، وقد وصل إلى شواطئ فلسطين في سنوات الحرب 21 مركباً نقلت نحو 15 ألف مهاجر "غير شرعي"، وكشفت الوثائق السرية البريطانية النقاب عن أن الأسطول البريطاني الذي كان مكلفاً بمراقبة شواطئ فلسطين لمقاومة الهجرة "غير الشرعية" -حسب ادعاء الحكومة البريطانية آنذاك- كان يقوم بإرشاد سفن المهاجرين الصهيونيين وإمدادها بالماء والمؤن والوقود وقيادتها إلى السواحل الفلسطينية، حيث تجري عملية استيلاء وهمية عليها.
ثورات فلسطين ضد الاحتلال والمستوطنات
بدأت هذه الثورات من (4) إلى (8) أبريل سنة 1920 حيث نشبت أول إضرابات في فلسطين أثناء موسم النبي موسى، حيث انقلب الموسم إلى صدامات مسلحة مع البوليس أدت إلى وقوع قتلى وجرحى من العرب واليهود.
• اندلعت في مدينة يافا الباسلة ثورة جديدة استمرت من (1) إلى (15) مايو سنة 1921 – ثورة البراق في (15) أغسطس سنة 1929 عندما تقدمت حشود يهودية نحو حائط البراق بجوار المسجد الأقصى المبارك لمحاولة احتلال الحائط، حيث هز القدس أول هجوم واسع النطاق يشنه العرب على اليهود، ففي أعمال الشغب قتل العرب 133 يهودياً وقتل منهم 116، وتعود جذور العنف إلى مخاوف العرب من أهداف الحركة الصهيونية التي تهدف لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
وكانت بريطانيا قد وعدت اليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين، على ألا تجحف بحق السكان الأصليين في البلاد، ولكن حتى الآن لم تقم بريطانيا بتنفيذ وعدها للعرب بحماية حقوقهم المدنية والدينية.
• ثورة الشيخ عز الدين القسام سنة 1935 وهي الحافز الأول للثورة الفلسطينية الكبرى.
إضراب الستة أشهر 1936
قام الفلسطينيون بإضراب عام شامل لمدة ستة أشهر احتجاجاً على مصادرة الأراضي والهجرة اليهودية.
لجنة بيل 1937
منذ وعد بلفور كانت بريطانيا تحاول تسوية الخلاف بين اليهود والعرب دون نجاح، ففي عام 1937 قدم اللورد روبرت بيل التقرير الذي خلصت له اللجنة التي كان يرأسها، حيث ورد في التقرير أن استمرار العمل بنظام الانتداب على فلسطين غير ممكن عملياً وإنه ليس هناك أمل في قيام كيان مشترك بين العرب واليهود، فكان من دواعي تكوين هذه اللجنة تزايد أعمال الاحتجاج من قبل العرب في فترة العشرينيات والثلاثينيات بسبب الهجرة اليهودية ومصادرة الأراضي، فما كان من العرب إلا تشكيل اللجنة العربية العليا للدفاع عن أنفسهم وقاموا بتنظيم إضراب الستة أشهر في عام 1936.
وفي محاولة للخروج من تلك الأزمة قامت بريطانيا بتكليف اللورد روبرت بيل بدراسة الوضع وتقديم الحلول، ولكن العرب قاطعوا اللجنة ورفضوا التقرير.
بعد تأكيد التقرير على استحالة قيام كيان مشترك لليهود والعرب، تم اقتراح تقسيم فلسطين إلى دولتين أحدهما عربية والأخرى يهودية وتوضع الأماكن المقدسة تحت الإدارة الدولية، وبعد سنتين من التقرير وجدت بريطانيا في حالة لا فوز ولا خسارة وقررت وضع قيود على هجرة اليهود لفلسطين لحين إيجاد حل للمعضلة.
المعضلة الفلسطينية- البريطانية 1945
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وفتح معسكرات الاعتقال النازية، عاد زعماء الحركة الصهيونية للمطالبة بفتح باب الهجرة لليهود إلى فلسطين.
والحركات الصهيونية المسلحة مثل الهاجانا والأرجون والستيرن جانج صعدت هجومها المسلح على جنود الانتداب البريطاني للضغط على بريطانيا لفتح باب الهجرة، وعارض العرب الضغوط اليهودية، ولكن لم يكن هناك قيادة موحدة للعرب، ففي عام 1945 قامت السعودية وسوريا ولبنان والعراق والأردن واليمن ومصر بتأسيس جامعة الدول العربية للضغط على بريطانيا من الجانب الآخر من أجل حقوق الفلسطينيين، الحكومة العمالية الجديدة في بريطانيا كانت تدعم بشدة أهداف ومشاريع الحركة الصهيونية، مع رغبتها بالإبقاء على صداقتها للعرب.
وبالضغط من الرئيس الأميركي ترومن ذي الميول الصهيونية الواضحة أرسلت بريطانيا لجنة جديدة لدراسة الوضع، اللجنة الإنكليزية الأميركية أوصت بالتهجير الفوري لعدد 100000 يهودي أوروبي لفلسطين، كما أوصت برفع القيود على بيع الأراضي الفلسطينية لليهود مع إقامة الكيان المشترك تحت رعاية الأمم المتحدة.
تحت ضغط التكاليف العالية للجيش البريطاني في فلسطين، قررت بريطانيا إحالة قضية فلسطين إلى الأمم المتحدة.
تم إرسال لجنة من الأمم المتحدة لتقييم الوضع في فلسطين وتقديم الاقتراحات وبناء على تقريرها تم اتخاذ قرار تقسيم فلسطين رقم 242.
وقد طالب الرئيس الأميركي ترومان بعد الحرب مباشرة، وتنفيذاً لمقررات برنامج بلتمور، بإدخال مائة ألف يهودي فوراً إلى فلسطين، وتشكلت لجنة تحقيق أنكلو- أميركية" لبحث مدى قدرة فلسطين على استيعاب اليهود المشردين في أوروبا، وفي الأول من مايو عام 1946 نشرت لجنة التحقيق المذكورة توصياتها فأيدت فيها مطلب الرئيس ترومان.
لم تنفذ حكومة الانتداب رسمياً توصيات اللجنة، ولكنها فتحت عملياً أبواب فلسطين للهجرة الصهيونية "بشتى أشكالها" فقد وصلت إلى سواحل فلسطين بعد الحرب (1945-1948) 65 سفينة مهاجرين "غير شرعيين" تقل نحو 70 ألف مهاجر تسلل قسم منهم إلى البلاد، واضطرت الحكومة البريطانية إلى احتجاز نحو 50 ألفاً منهم في معسكرات خاصة في قبرص، ثم أخذت تدخلهم إلى فلسطين على دفعات بمعدل 750 مهاجراً شهرياً، وهكذا دخل فلسطين بين عام 1940 وعام 1948 نحو 120 ألف مهاجر يهودي.
انسحاب بريطانيا وقرار تقسيم فلسطين 1947
بعد سبع سنين من الحروب ورغبة بريطانيا في الانسحاب من مستعمراتها، في عام 1947 قررت بريطانيا ترك فلسطين وطلبت من الأمم المتحدة تقديم توصياتها، تم عقد أول جلسة طارئة للأمم المتحدة في 1947 وتم اقتراح مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين فلسطينية ويهودية على أن تبقى القدس دولية، وأن تسود علاقات حسن الجوار والتعاون الاقتصادي بين الدولتين.
وتمت الموافقة على الاقتراح من 33 عضواً مقابل رفض 13 عضواً وبدعم من الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأميركية وبامتناع بريطانيا عن التصويت.
كان قرار تقسيم فلسطين.. الصادر في 29/11/1947 والذي وافقت عليه هيئة الأمم المتحدة يتضمن ما يلي:
• انتهاء الانتداب في موعد لا يتجاوز اليوم الأول من أغسطس 1948.
• تأسيس دولتين في فلسطين: إحداهما عربية والأخرى يهودية.
• إقامة إدارة دولية خاصة في القدس.
• يتم تأليف الدولتين اليهودية والعربية والإدارة الدولية في القدس في موعد لا يتجاوز اليوم الأول من شهر أكتوبر 1948.
ومن هنا بدأت واستمرت خيوط المؤامرة الكبرى في احتلال أرض فلسطين، فكل ما سبق يلخص أن فكرة احتلال فلسطين وإقامة دولة قومية لليهود على أرضها هي فكرة سياسية استعمارية قومية، ولم تكن تنطلق أبداً من أي أفكار توراتية، ولكن رغم ذلك تم استخدام التوراة في خدمة المشروع الصهيوني الاستعماري فليس هناك حافز أقوى من الدين يجذب الناس لكي يهاجروا من مختلف دول العالم ويتوجهوا نحو مصير مجهول مرتكز على الوعود التوراتية التي وعد بها الرب الشعب اليهودي وأنبياءه.. وإذا كانت الأمم المتحدة المنوطة برد الحقوق والفصل بين النزاعات والقضايا الدولية ليس لها أي تأثير يذكر على مدار خمسين عاماً.. وإذا كان تطبيق العدل كما ذكرنا سابقاً في بداية هذه الدراسة لا يتحقق إلا داخل ملاعب كرة القدم والدورات الأوليمبية فهل نلجأ إلى الفيفا؟
جدول يوضح عدد المهاجرين اليهود القادمين إلى فلسطين
في أواخر العصر العثماني( )
الفترة الزمنية مجموع المهاجرين اليهود إلى فلسطين (بالآلاف) المتوسط السنوي للهجرة اليهودية (بالآلاف) عدد اليهود الأشكيناز (بالآلاف) نسبة الاشكناز المئوية
1850-1880 25 0.8 – –
1881-1903 25 1 24 96%
1904-1910 20 2.9 19 95%
1911-1914 14 3.5 – –
1850-1914 84.3 1.3 – –
جدول يوضح الهجرة اليهودية إلى فلسطين
ومقارنتها بالهجرة اليهودية العالمية من عام 1840
جدول يوضح موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين من عام 1882-1948
وثيقة.. نداء "نابليون" إلى يهود العالم سنة 1798م
"من نابليون بونابرت القائد الأعلى للقوات المسلحة للجمهورية الفرنسية في إفريقيا وآسيا إلى ورثة فلسطين الشرعيين.
أيها الإسرائيليون، أيها الشعب الفريد، الذي لم تستطع قوى الفتح والطغيان أن تسلبه نسبه ووجوده القومي، وإن كانت قد سلبته أرض الأجداد فقط.
إن مراقبي مصائر الشعوب الواعين المحايدين، وإن لم تكن لهم مقدرة الأنبياء مثل أشعياء ويوئيل، قد أدركوا ما تنبأ به هؤلاء بإيمانهم الرفيع أن عبيد الله (كلمة إسرائيل في اللغة العبرية تعني أسير الله أو عبد الله) سيعودون إلى صهيون وهم ينشدون، وسوف تعمهم السعادة حين يستعيدون مملكتهم دون خوف.
انهضوا بقوة أيها المشردون في التيه، إن أمامكم حرباً مهولة يخوضها شعبكم بعد أن اعتبر أعداؤه أن أرضه التي ورثها عن الأجداد غنيمة تقسم بينهم حسب أهوائهم… لابد من نسيان ذلك العار الذي أوقعكم تحت نير العبودية، وذلك الخزي الذي شل إرادتكم لألفي سنة، إن الظروف لم تكن تسمح بإعلان مطالبكم أو التعبير عنها، بل إن هذه الظروف أرغمتكم بالقسر على التخلي عن حقكم، ولهذا فإن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملة إرث إسرائيل، وهي تفعل ذلك في هذا الوقت بالذات، ورغم شواهد اليأس والعجز.
إن الجيش الذي أرسلتني العناية الإلهية به، ويمشي بالنصر أمامه وبالعدل وراءه، قد اختار القدس مقراً لقيادته، وخلال بضعة أيام سينتقل إلى دمشق المجاورة التي لم تعد تُرهب مدينة داود.
يا ورثة فلسطين الشرعيين..
إن الأمة الفرنسية التي لا تتاجر بالرجال والأوطان كما فعل غيرها، تدعوكم إلى إرثكم بضمانها وتأييدها ضد كل الدخلاء.
انهضوا وأظهروا أن قوة الطغاة القاهرة لم تخمد شجاعة أحفاد هؤلاء الأبطال الذين كان تحالفهم الأخوي شرفاً لإسبرطة وروما، وأن معاملة العبيد التي طالت ألفي سنة لم تفلح في قتل هذه الشجاعة.
سارعوا إن هذه هي اللحظة المناسبة -التي قد لا تتكرر لآلاف السنين- للمطالبة باستعادة حقوقكم ومكانتكم بين شعوب العالم، تلك الحقوق التي سلبت منكم لآلاف السنين وهي وجودكم السياسي كأمة بين الأمم، وحقكم الطبيعي المطلق في عبادة إلهكم يهوه، طبقاً لعقيدتكم، وافعلوا ذلك في العلن وافعلوه إلى الأبد.
" بونابرت "
وثيقة .. نداء شبتاي زفي إلى اليهود 1666
أيها الإخوان: لا يغربن عن ذهنكم أن زفراتكم وتنهداتكم صعدت في خلال العصور إلى عنان السماء لشدة ما رزحتم تحت أثقال الجور والاضطهاد فهلا تنوون أن تتخلصوا نهائيّاً من الحالة المقرونة بالإذلال والانحطاط التي وضعكم فيها أناس من الهمج، إننا نرى الازدراء مرافقاً لنا في كل مكان فالبدار البدار، فقد حان الوقت لتحطيم سلاسل الخسف والإهانة التي طوق العدو بها أعناقكم، وخلع النير الذي لا يطاق احتماله، نعم قد آن الأوان لنهوضنا واحتلال المركز اللائق بنا بين أمم العالم فهيا بنا أيها الإخوان لتجديد هيكل أورشليم، إن عددنا يبلغ ستة ملايين منتشرين في جميع أقطار العالم، وفي حوزتنا ثروات طائلة واسعة وممتلكات عظيمة شاسعة فيجب أن نتذرع بكل ما لدينا من الوسائل لاستعادة بلادنا.
إن الفرصة لسانحة ومن واجبنا أن نغتنمها.
إنه يجب العمل بالوسائل التالية لتحقق هذا المشروع المقدس وهي إقامة مجلس ينتخبه اليهود المقيمون في الخمسة عشر بلداً التالية وهي: إيطاليا، سويسرا، المجر، بولونيا، روسيا، بلاد الشمال، بريطانيا العظمى، إسبانيا، بلاد ولس، السويد ألمانيا، تركيا، آسيا، وإفريقيا. فاللجنة الممثلة لليهود المقيمين في هذه البلدان كلها يمكنها أن تبحث في مهمتها لتتخذ ما تراه من القرارات بصددها ويكون من الواجب على جميع اليهود أن يقبلوا هذه القرارات ويجعلوها بمثابة قانون لا مندوحة لهم من الخضوع له.
وثيقة.. رسالة يهودي إيطالي إلى (الإخوان في الدين سنة 1798)
إن البلاد التي نقترح احتلالها سوف تضم (وذلك يخضع للترتيبات التي تراها فرنسا مناسبة) مصر السفلى، بالإضافة إلى منطقة تمتد حدودها على خط يسير من عكا إلى البحر الميت، ومن الطرف الجنوبي للبحر الميت إلى البحر الأحمر.
إن هذا الموقع المتفوق على ما عداه، والمتميز عن سائر المواقع في العالم سوف يجعل منا حين نمخر عباب البحر الأحمر أسياد تجارة الهند والجزيرة العربية أو جنوب إفريقيا وشرقها والحبشة و(إثيوبيا)… إن قرب حلب ودمشق سوف يسهل تجارتنا مع بلاد فارس، وعن طريق البحر الأبيض المتوسط نستطيع إقامة الاتصالات مع فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وسائر أنحاء القارة الأوروبية.
إن بلادنا الواقعة في مركز الوسط في العالم سوف تصبح مركزاً تجارياً لتوزيع السلع من كل المنتجات الفنية والثمينة على سطح الكرة الأرضية.
إيه، إخواني، ألا تتضاءل قيمة التضحيات أمام تحقيق هذا الهدف؟ سوف نعود إلى بلادنا ونعيش في ظل قوانيننا، ثم نشاهد تلك الأماكن المقدسة أيها الإسرائيليون! ها قد دنت نهاية بؤسكم ومصائبكم، فالفرصة مواتية، واحذروا كي لا تدعوها تفوتكم.
وثيقة .. "تشمبرلين يعرض مشروع أوغندا على هيرتسل
وثيقة.. "رسالة تشمبرلين إلى هيرتسل لتوطين اليهود في سيناء
وثيقه.. مؤتمر بازل عام 1897
بدأ التحضير الجدي لعقد مؤتمر صهيوني مع مطلع سنة 1897، وكان مقرراً عقده في ميونخ بألمانيا، لكن عندما أرسلت الدعوات الرسمية غضب اليهود الغربيون وأعلنوا سخطهم على المؤتمر، واعتبرته الصحافة الألمانية اليهودية خيانة، كما رفضت رابطة رجال الدين اليهود في ألمانيا هذا المؤتمر بشدة.
وأدت هذه الحملة إلى نقل مكان المؤتمر إلى بازل في سويسرا، وانصرف هيرتسل إلى مراسلة زعماء اليهود قاطبة، يحثهم على انتخاب النخبة البارزة بينهم.
عقد المؤتمر أخيراً في بازل (29-31 أغسطس 1897)، وحضره 204 أعضاء من اليهود، يمثلون 15 دولة، وترأس هيرتسل المؤتمر.
ووضع المؤتمر ما عرف فيما بعد باسم "برنامج بازل" الصهيوني، والقرار الأساس الذي اتخذه المؤتمر هو: "إن غاية الصهيونية هي خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام".
وحدد المؤتمر الوسائل الكفيلة بتحقيق هذه الغاية بما يلي:
1ـ تعزيز الاستيطان في فلسطين باليهود المزارعين، والحرفيين، والمهنيين، وبناء على قواعد صالحة.
2ـ تنظيم اليهود كافة، وتوحيدهم بواسطة إنشاء المؤسسات المحلية والعامة الملائمة، وفقاً للقوانين السارية في كل بلد.
3ـ تقوية الشعور اليهودي القومي والضمير القومي.
4ـ اتخاذ الخطوات التحضيرية للحصول على موافقة الحكومات التي يجب الحصول عليها، لتحقيق هدف الصهيونية.
ومن الناحية التنفيذية، أسس المؤتمر "المنظمة الصهيونية العالمية"، وانتخب هيرتسل رئيساً للمنظمة الصهيونية، وتم إقرار النظام الداخلي للمنظمة وهيكلها التنظيمي وشروط العضوية، فمنح حق العضوية لكل يهودي في العالم يلتزم ببرنامج بازل، ويدفع اشتراكاً سنويّاً يسمى "شيقل" -وهو وحدة العملة التي كان يتداولها العبرانيون القدامى-. وللمنظمة رئيس ولجنة تنفيذية ومجلس عام يتمتع بصلاحياته المؤتمر ما بين دورات انعقاده، كما أقر المؤتمر شكل العلم الصهيوني (ترس داود) ونشيداً قوميّاً.
وجدير بالذكر أن مؤتمر بازل قد تعمد أن يستعمل في قراره الرئيس تعبير "وطن"
(hermstaeete) أو (Home) لأسباب دبلوماسية، بينما كان القصد الحقيقي للمؤتمر منذ البداية هو "دولة يهودية". وقد أكد هيرتسل نفسه هذه الحقيقة في مذكراته بقوله: "لو أردت أن ألخص مؤتمر بازل بكلمة واحدة، وهي كلمة سأحرص على ألا أتلفظ بها علناً، لقلت: "في مؤتمر بازل أرسيت أسس الدولة اليهودية".
كان مؤتمر بازل انعطافاً أساسيّاً في تاريخ الحركة الصهيونية، ولكنه رغم ذلك مجرد خطوة على طريق طويل، وهكذا توجهت الحركة الصهيونية، بعد ذلك المؤتمر، للعمل على جبهتين بوقت واحد: الجبهة الداخلية بهدف استكمال تنظيماتها وكسب ولاء اليهودية العالمية، والجبهة الخارجية بهدف كسب تأييد حركة الاستعمار الأوروبي العالمي.
وثيقة.. نظام عمل المؤتمر الصهيوني
النص الأصلي لوعد بلفور
ترجمة نص وعد بلفور
تصريح بلفور- وزارة الخارجية
الثاني من نوفمبر سنة 1917
عزيزي اللورد روتشلد
يسرني جدّاً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليّاً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".
وسأكون ممتنّاً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص
مقتطفات من وثيقة أدوين مونتاجو تحت عنوان "الصهيونية"
أكتوبر سنة 1917 مجلس الوزراء 24/ 28
السجلات الرسمية للحكومة البريطانية
وزعت بمعرفة وزير الدولة للهند
إنه ليؤسفني أن أشغل مجلس الوزراء ببحث آخر عن هذا الموضوع، ولكني حصلت على مزيد من المعلومات التي أود أن أعرضها على أعضاء المجلس.
لقد تلقينا في وزارة الهند سلسلة من الأبحاث القيمة عن تركيا وآسيا بقلم الآنسة جير ترود لوثيان بل، المرأة المرموقة التي بعد أعوام من المعرفة التي جنتها في أثناء رحلات فريدة قامت بها في تلك المناطق تعمل كضابط سياسي مساعد في بغداد وقد كتبت تقول:
"وثمة عامل لا يقل أهمية عن غيره من العوامل المقوضة للقومية وهو الحقيقة الماثلة في أن شعباً غير عربي يعتبر جزءاً من سوريا – رغم أنه كبقية أجزاء سوريا تسكنه غالبية من العرب – بمثابة ميراث موصى به له وبلغ تعداد اليهود في فلسطين على أحسن تقدير حوالي ربع السكان والمسيحيين الخمس والباقي من العرب المسلمين. ولقد دعمت الهجرة اليهودية بطريقة مصطنعة بالإعانات والتبرعات من أصحاب الملايين من اليهود الأوروبيين.
ولقد كان اللورد كرومر يجد متعة في رواية حديث كان قد دار بينه وبين أحد مشاهير اليهود الإنكليز الذي قال له: "إذا ما قامت مملكة يهودية في القدس فلن أتوانى عن تقديم طلب للعمل كسفير لها في لندن". ولكن رغم مثل هذه المشاعر السائدة فهناك عاملان يلغيان فكرة فلسطين اليهودية المستقلة من واقع السياسة العملية وهما:
أولاً: أن الإقليم كما نعلم ليس يهوديّاً وأنه ما من مسلم أو عربي يقبل سلطة يهودية، والسبب الثاني هو أن العاصمة القدس هي مدينة مقدسة بالتساوي بالنسبة للأديان الثلاثة: اليهودية والمسيحية والإسلام ولا يجب أن توضع أبداً – طالما كان في الاستطاعة تجنب ذلك – تحت السلطان المنفرد لأي طائفة من الطوائف المحلية مهما كانت دقة الضمانات التي يمكن إعطاؤها لحماية حقوق الطائفتين الأخريين."
إن هذه النبذة توضح تماماً مدى حجم السكان اليهود في فلسطين حالياً، وإني لأتساءل مرة أخرى: هل يمكن لأي شخص يعرف هذه البلاد أن يتصور أن ثمة مكاناً في فلسطين لاستيعاب زيادة أكيدة في عدد السكان؟ وإذا لم يخطر ذلك ببال أحد وأي فئة من السكان يقترح سلبها أملاكها؟ وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار الأحوال الجغرافية والجيولوجية والمناخية لفلسطين، فهل يستحق الأمر أن يهدد وضع جميع اليهود الذين يبقون في البلاد الأخرى من أجل ذلك القسم الضئيل من اليهود الذي يمكنه عقلاً أن يجد لنفسه وطناً في فلسطين؟.
إنني لا أخضع لتأثير أي شخص في إعجابي بالبروفسور وايزمان الروسي البارز الذي له شأن كبير في مناقشاتنا، وإن خدماته لقضية الحلفاء كانت عظيمة وهو عالم ذائع الصيت ولكنه في هذا الأمر أقرب ما يكون إلى المتعصب الديني؛ ذلك أن حماسه لهذه القضية كان هو المبدأ الذي ألهمه خلال جزء كبير من حياته، على الأقل، بل إن هذه القضية هي مبعث حماسه الطاغي وكم أدى مثل هذا الحماس إلى تجاهل الإمكانات العملية تجاهلاً تامّاً
لقد حصلت على قائمة تضم بعض الشخصيات البارزة المناهضة للصهيونية – نذكر هنا مجموعة من الأسماء فقط على سبيل المثال – ويلاحظ أنها تضم كل يهودي ذي شأن في الحياة العامة باستثناء لورد روتشيلد الحالي ومستر هيربرت صمويل وقلة أخرى منهم:
Dr. Israel Abrahams. M.A..
University of Cambridge.
C.G. Montefiore Esq.. M.A.
A.R.Moro. Esq
Sir Lionel Abrahams. K.C.B.
Sir Mattew Nathan. G.C.M.G.
Professor S. Alexander. M.A..
University of Manchester.
J.Prag. Eaq.. M.p.
The Right Hon. Viscount Reading
G.C.B.K. C.V.O
D.I Alexander. Esq.. K.C.M.P
Captain O.E. d’Avigdor- Goldsmid.
‘Leonard L. Cohen. Esq.
Captain Anthony de Rothschild
New Court. St. Swithin’s Lane
E.C.
Robert Waley Cohen. Esq
Dr. A. Eichholz.
وهؤلاء جميعاً من الرجال الذين يحيون حياة إنكليزية في الوقت الذي يعترفون فيه بإخوانهم في الدين ويقدمون لهم الخدمات سواء في هذه البلاد أو خارجها. ويضم هؤلاء بينهم يهوداً من المغالين في الأرثوذكسية وبعض اليهود المبدعين على السواء.
إن واجب مجلس الوزراء الأول هو تجاه الإنكليز مواطني الإمبراطورية البريطانية من أصحاب التقاليد البريطانية، وإني أتقدم بكل احترام بالقول إنه ليس من شأنهم تبني قضية الأميركيين والروس والنمساويين والألمان، وإن كانوا قد تجنسوا بالجنسية البريطانية على حساب أولئك الذين عاشوا أجيالاً في هذه البلاد ويشعرون أنهم إنكليز. إن اليهود يهاجمون الآن باستمرار لبقائهم بمنأى عن المشاعر الوطنية العظيمة التي أشعلتها الحرب ولكونهم غير أميين في عاطفتهم ودوليين في أمانيهم. وهذه سبة جسيمة لليهودي البريطاني وإن كانت صحيحة بالنسبة للصهيوني. وآمل أن تتريث الحكومة البريطانية التي أشترك في عضويتها قبل أن تتجاهل الشعور البريطاني الذي أمثله في هذا الموضوع لصالح تلك الفئة من أبناء الطائفة صاحبة النزاعات الدولية.
خريطة إسرائيل
لدى ثيودور هيرتسل والحاخام فيشمان
الهوامش:
( ) البروفسور ليون يهوذا ماغنس ( 5 يوليو 1877 – 27 أكتوبر 1948 م): حاخام إصلاحي في كل من الولايات المتحدة الأميركية وفلسطين، وكانت وجهات النظر التي اعتنقها غير تقليدية للغاية، لا سيما فيما يتعلق بالتقاليد والصهيونية. ماغنس دعا إلى نهج أكثر تقليدية إلى اليهودية، خوفاً من النزعات. وكان الخلاف حول هذه القضية التي دفعته إلى الاستقالة من معبد "إمانو إيل "في عام 1910. ماغنس أيضاً انشق لمزيد من الإصلاح العام نحو موقف الصهيونية من الرفض بقوة من التجريد من الجنسية اليهودية. أسهم في تأسيس الجامعة العبرية في القدس في عام 1918 جنبا إلى جنب مع ألبرت آينشتاين وحاييم وايزمان .. شغل منصب المستشار وفيما بعد رئيس الجامعة. ورأى أن الجامعة كانت المكان المثالي لتعاون اليهود والعرب، وعمل بلا كلل لتحقيق هذا الهدف.كان لماغنس تاريخ طويل من النشاط نيابة عن المصالحة مع العرب. خلال فترة ما قبل الدولة، اعترض ماغنس على دولة يهودية بشكل خاص. وفي رأيه، فإن فلسطين لا تكون يهودية أو عربية. بدلاً من ذلك، وقال إنه دعا دولة ثنائية القومية التي سيتم تقاسم حقوق متساوية للجميع. وهذا القول الذي تروج له مجموعة بيريت شالوم، الذي أسهم في تأسيسها ماغنس في عام 1925. وكان شالوم بيريت في المقام الأول حركة المثقفين، وتفتقر إلى قاعدة جماهيرية كبيرة. كما كان من دعاة السلام ، ومبادئ التوافق والتفاهم واستمر في العمل نحو تحقيق هذه الأهداف حتى وفاته في عام 1948.
( ) الحاخام هو الرَبّانيّ في اليهودية، ويسمى الحبر والراب والحاخام، هو زعيم ديني. كلمة حاخام العربية ترجع إلى الكلمة العبرية حاخام أي "حكيم" وهي اللقب الذي أطلق على زعماء اليهود في البلدان العربية والإسلامية. أما اللقب الأكثر انتشاراً لدى اليهود وباللغة العبرية فهو رب (أو ربي (ويعني بالعبرية القديمة "سيد" أو "معلم" وهناك أنواع للحاخامين .
– الجاؤون – حاخام قراراته مقبولة لدى يهود كثيرين.
– الصديق أو البار – حاخام مختص بشؤون أخلاقية، أو مفتش في يشيفا "المدرسة الدينية )
– المرن – رئيس يشيفا أو حاخام يعلم حاخامين آخرين أو رئيس مجتمع يهودية كبيرة.
– الأدمور وهي اختصار ( أدوننو مورنو وربنو " ومعلمنا وحاخامنا") زعيم مجتمع يهودية حسيدية
( ) كبير الحاخامات السابق في إسرائيل والزعيم الروحي للحركة الصهيونية الدينية، دعا الحاخام الرئيسي السابق في إسرائيل مردخاي إلياهو الحكومة إلى شن حملة عسكرية على غزة، معتبراً أن "المس بالمواطنين الفلسطينيين الأبرياء أمر شرعي".
وكان إلياهو قد بعث برسالة قبيل جلسة الحكومة الإسرائيلية التي خصصت للشأن الفلسطيني ضمنها فتوى توجب التحرك ضد قطاع غزة حتى لو أدى ذلك لسفك دماء الأبرياء، لافتاً إلى قول تاريخي منسوب للملك داود دعا فيه لملاحقة الأعداء وعدم العودة قبل قتلهم.
وأضافت الفتوى "أن أقوال الملك داود تستبطن تصريحاً لقادة إسرائيل بعدم إبداء الرحمة تجاه من يستهدف المدنيين لدينا بواسطة إطلاق صواريخ من داخل مناطق مأهولة بالسكان". وقال الحاخام في فتواه إنه لا يجوز الامتناع عن المساس بمن سماهم المخربين المختبئين بين المدنيين "فيما يعيش سكان مدينة سديروت في خطر دائم". وحث إلياهو رئيس الوزراء إيهود أولمرت على الخروج بحملة عسكرية حقيقية ضد الفلسطينيين دون الاكتراث باحتمال إصابة المدنيين الأبرياء، ولفت إلى أن هؤلاء أيضاً "غير نظيفين من الخطيئة" مقتبساً أقوالاً لرجال دين يهود تاريخيين، أمثال ألرمبام، تؤيد وجهة نظره.
وأضاف "المواطنون الفلسطينيون الذين يغطون على قتلة ليسوا طاهرين من الخطأ وهم شركاء بالجريمة المستمرة المتمثلة باستهداف مدنيينا، ولذا لا يجوز تعريض حياة مواطن أو جندي إسرائيلي واحد للخطر خوفاً من المس بهؤلاء المدنيين المساندين للإرهاب".
)) مجلة فلسطين في شهر، عدد حصري عن الحرب على غزة، جامعة الدول العربية قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة 2014.
( ) التلمود (وجمعها: تلموديم)، تعني الدراسة، ويحتل التلمود مكانة هامة داخل الديانة اليهودية، فاليهودية الربّانية ليست سوى تلك اليهودية التلمودية، وهي التي توطدت دعائمها بين يهود العالم أجمع . والتلمود هو مجموعة قواعد ووصايا وشرائع دينية وأدبية ومدنية وشروح وتفاسير وتعاليم وروايات كانت تتناقل وتدرّس شفهيًّا من حين إلى آخر .
( ) جريدة جيرو ساليم بوست – 10 أغسطس 1967
( ) سفر التثنية – الإصحاح السابع – الآيات ( 1-2 ) .
( ) سفر التثنية – الإصحاح السابع – الآية رقم (24) .
( ) سفر يوشع – الإصحاح السادس – الاية رقم (20) .
) ) دعاء الشريف، كتاب تحطيم الأساطير التوراتية، تحطيم أسطورة أريحا، الدار الثقافية للنشر والتوزيع، القاهرة، 2015.
) ) سفر يشوع – الإصحاح السادس – الآية رقم ( 24 ) .
( ) سفر التكوين – الإصحاح السابع عشر – الآيات (7-8) .
( ) سفر التكوين – الإصحاح الخامس عشر – الآيات ( 18-21 ) .
) (سفر الخروج – الإصحاح الثالث – الآية رقم (17) .
( ) تحركت في أغسطس عام 1096 من اللورين , طوابير قادها غودفري دي بويون الرابع , وانضم إليها أتباعه (أخوه الأكبر الكونت يفتسافي من بولون وأخوه الاصغر بودوان من بولون أيضاً ، كما انضم بودوان له بورغ ابن عم غودفري ، والكونت بودوان من اينو والكونت رينو من تول) على اثر الدعوة التي انطلقت لها حملة الفقراء ، مشت هذه الفصائل على طريق الراين-الدانوب التي سارت عليها قبلهم فصائل الفلاحين الفقراء. حتى وصلت القسطنطينية نهاية عام 1096 .
وأسفرت الحملة الأولى عن احتلال القدس عام 1099 وقيام مملكة القدس اللاتينية بالإضافة إلى عدّة مناطق حكم صليبية أخرى ,كالرها(اديسا) وإمارة انطاكية وطرابلس بالشام .ولعبت الخلافات بين حكام المسلمين المحليين دوراً كبيراً في الهزيمة التي تعرضوا لها ، كالخلافات بين الفاطميين بالقاهرة ,والسلاجقة الأتراك بنيقية بالأناضول وقتها .وباءت المحاولات لطرد الصليبيين بالفشل كمحاولة الوزير الأفضل الفاطمي الذي وصل عسقلان ولكنه فر بعدها إمام الجحافل الصليبية التي استكملت السيطرة على بعض البلاد الشامية والفلسطينية بعدها.
( ) روجيه جاروديه – فلسطين أرض الرسالات الإلهية– ترجمة وتعليق الدكتور عبد الصبور شاهين – دار التراث – 1986 – ص 362 .
( ) الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان، أبو المظفر الأيوبي (1138 -1193 م) عرف في كتب التاريخ في الشرق والغرب بأنه فارس نبيل وبطل شجاع وقائد من أفضل من عرفتهم البشرية وشهد بأخلاقه أعداؤه من الصليبيين قبل أصدقائه وكاتبو سيرته، إنه نموذج فذ لشخصية عملاقة من صنع الإسلام، إنه البطل صلاح الدين الأيوبي محرر القدس من الصليبيين وبطل معركة حطين وقد أزال صلاح الدين الصليب عن قبة الصخرة، ورفع فيها المصاحف وعين لها الأئمة ووضع في المسجد الأقصى المنبر الذي كان قد أمر نور الدين محمود بن زنكي بصنعه ودشن إنشاءات إسلامية كثيرة في القدس أهمها مدرسة الشافعية (الصلاحية) وخانقاه للصوفية ومستشفى كبير (البيمارستان)، وأشرف بنفسه على تلك الإنشاءات، بل شارك بيديه في بناء سور القدس وتحصينه، وعقد في المدينة مجالس العلم .
تولى حكم القدس بعد صلاح الدين ابنه الملك الأفضل الذي وقف المنطقة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من الحرم على المغاربة، حماية لمنطقة البراق المقدسة، وأنشأ فيها مدرسة، وممن حكم القدس من الأيوبيين بعد الأفضل الملك المعظم عيسى بن تحمد بن أيوب، الذي أجرى تعميرات في كل من المسجد الأقصى والصخرة وأنشأ ثلاث مدارس للحنفية (وكان الحنفي الوحيد من الأسرة الأيوبية)، ولكن المعظم عاد فدمر أسوار القدس خوفاً من استيلاء الصليبيين عليها وضرب المدينة فاضطر أهلها إلى الهجرة في أسوأ الظروف وتلا المعظم بعد فترة وجيزة أخوه الملك الكامل الذي عقد اتفاقاً مع الإمبراطور فردريك الثاني ملك الفرنجة، سلمه بموجبه القدس عدا الحرم الشريف، وسلمت المدينة وسط مظاهر الحزن والسخط والاستنكار سنة 626هـ/1229 م وبقيت في أيديهم حتى 637 هـ / 1239م عندما استردها الملك الناصر داود بن أخي الكامل، ثم عادت إلى المسلمين نهائياً سنة 642 هـ / 1244 م عندما استردها الخوارزمية لصالح نجم الدين أيوب ملك مصر.
)) لمزيد من التفاصيل عن الوعد الالهي : دعاء الشريف، كتاب التوراة تثبت أن فلسطين أرض عربيه، دار أبعاد للطباعة والنشر بيروت، 2017.
( ) أعداد اليهود المهاجرين إلى فلسطين ابتداء من عام 1850 وحتى عام 1914 .
( ) الهجرة اليهودية إلى فلسطين ومقارنتها بالهجرة اليهودية العالمية من عام 1840 -1942
( ) الهجرة اليهودية إلى فلسطين ومقارنتها بالهجرة اليهودية العالمية من عام 1840 -1942
( ) سورة المائدة – الآية رقم (21) .
( ) بنيامين زئيف هرتسل (تيودور) ولد في مدينة بودابست بالمجر سنة 1860، لأسرة يهودية ثرية، التحق بإحدى المدارس اليهودية لكنه لم يكمل تعليمه، بعد ذلك التحق بمدرسة ثانوية فنية، ثم بالكلية الإنجيلية، وأكمل دراسته بجامعة فيينا وحصل على الدكتوراه في القانون الروماني. اشتغل لمدة عام في المحاكم النمساوية، لكنه ترك العمل، وتفرغ للكتابة في القضية اليهودية ووهب لها حياته. عمل مراسلاً لصحيفة باريسية من سنة 1891 إلى سنة 1895، حيث كتب عن ضرورة وجود دولة عصرية يهودية كحل لمشكلة اليهود في العالم، وأصدر في ذلك كتابه الشهير "دولة اليهود… محاولة لحل عصري للمسألة اليهودية". دعا إلى عقد مؤتمر يضم ممثلين لليهودية بمدينة بازل بسويسرا وعقد المؤتمر سنة 1897، وانتخب هيرتسل رئيساً للمؤتمر، ثم رئيساً للمنظمة الصهيونية التي أعلن المؤتمر عن تكوينها، وظل يترأس المنظمة حتى وفاته سنة 1904. وقرر المؤتمر الصهيوني الأول السعي على موافقة دولية للحصول على تأييد لهجرة اليهود إلى فلسطين تمهيداً لإقامة دولة يهودية هناك. عمل على إقامة اتصال مع السلطان العثماني عبد الحميد، لمدة ستة أعوام، كان يأمل خلالها في الحصول على وعد بفلسطين من السلطان، وكان الإغراء بالمال وسيلته الوحيدة، أما السلطان عبد الحميد فكان يريد الأخذ دون عطاء، فهو لم يكن على استعداد للتنازل عن شبر من فلسطين، لذلك اضطر هيرتسل سنة 1902 إلى التحول من إستانبول إلى لندن، بعد وثوقه باستحالة الحصول على أي وعد أو تشريع بفلسطين، أو حتى بجزء منها.
وجه هيرتسل أنظاره نحو المستعمرات البريطانية، وفكر في إقامة إحدى المستوطنات اليهودية في أوغندا لتحويل الأنظار عن مساعي اليهود في فلسطين، لكن المنظمة الصهيونية رفضت اقتراحه هذا. مات هيرتسل سنة 1904 في بلدة أولاخ بالمجر، ونقلت رفاته إلى فلسطين سنة 1949، ولم يترك هيرتسل، بعد وفاته، الكثيرين من المعجبين به، أو حزباً ملتزماً بخطه السياسي ومتأثراً بآرائه، ولم تحرز الصهيونية خلال عهده أي إنجاز سياسي عملي، غير أن المؤسسات الصهيونية، التي كان ظهوره العامل الأول في إقامتها من جهة، ثم تبلور نظريات وسياسات صهيونية أخرى، سرعان ما أفرزت تنظيمات مستقلة تلتف حولها من جهة أخرى، خلقت أوضاعاً جديدة، وفجرت طاقات صهيونية، لاشك أنها لم تخطر على بال هيرتزل عندما أعلن عن افتتاح مشروعه الصهيوني، وقد نمت تلك المؤسسات، وتطورت وتشعبت ولعبت أدواراً مهمة، بشكل يصعب معه تصور قيام أي نشاط صهيوني بعد وفاة هيرتسل، أو استمراره دون وجود تلك المؤسسات، بصيغتها المختلفة.
( ) يوميات هيرتزل، مركز الأبحاث منظمة التحرير الفلسطينية،. السلسلة: كتب فلسطينية يوميات هيرتتسل إعداد أنيس صايغ، ترجمة هلدا شعبان صايغ ، بيروت ، 1968 .
( ) محمد حسنين هيكل: المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل ، الكتاب الأول، دار الشروق، 1996 .
( ) كامل الوثيقه آخر الفصل نداء نابليون بونابرت.
)) شبتاي زفي (1626م-1676م ) مسيح دجال، ولد في أزميروتأثر بالقبالاه في شبابه وبعد مذابح شميلنسكي ( 1648- 1649) وقع تحت تأثير مفهوم ونداء المخلص من السماء بأنه سوف يخلص إسرائيل . وأعلن الغاء الصوم وفي سنة 1654 توجه إلى سالونيكا حيث أعلن أنه النبي المنتظر . وفي سنة 1662 ذهب إلى رودس وطرابلس ومصر وفلسطين، وفي سنة 1666 ذهب إلى القسطنطينية ليعزل السلطان ولكن ألقي القبض عليه وسجن في قلعة جاليبولي، وخشي شبتاي من غضب السلطات الدينية فأعلن إسلامه وصدمت جماهير اليهود من إسلامه لذلك ظل يمارس الطقوس الدينية اليهودية . لمزيد من التفاصيل يرجى مراجعة كتاب – يقظة العالم اليهودي – لإيلي ليفي أبو عسل – طبعة القاهرة 1934 – ص 101 -104 .
) ) وثيقه نداء شبتاي زيفي لليهود عام 1666 م .
) ) وثيقه رسالة يهودي إيطالي إلى " ( الإخوان في الدين " سنة 1798).
( ) يوميات هيرتسل- المصدر السابق ص 375
( ) وثيقه رسالة هيرتزل الى تشمبرلين متضمنه توطين اليهود في سيناء 1902 .
( ) يوميات هيرتسل ص 386
( ) وثيقة تشمبرلين يعرض أوغندا على هيرتزل ..
( )هيرتزل – اليوميات- الجزء الثالث -ص 105.
( ) روجيه جاروديه – فلسطين أرض الرسالات – مصدر سابق – ص 368
( ) وثيقه مؤتمر بازل.
( ) وثيقه نظام عمل المؤتمر الصهيوني
( ) المؤتمر المركزي للحاخامات الأميركيين ، الكتاب السنوي السابع 1897 صفحة 12 .
( ) خريطة توضح حدود اسرائيلي كما تخيلها ثيودور هيرتسل عام 1904 وايضا الحاخام فيشمان عام 1947.
( ) لمزيد من الملعومات يمكن مراجعه كتاب العبرانيين وبنو اسرائيل في العصور القديمة ص.25.
( ) وثيقة وعد بلفور وترجمته .
( ) د.جورجي كنعان – سقوط الإمبراطورية الإسرائيلية – دار النهار للنشر – الطبعة الثانية –1982 – صفحة 113 .
( ) مونتاجو :عائلة يهودية إنكليزية وهو من رجال المال والسياسة، من أصل سفاردي. وقد كانت عائلة مونتاجو تعارض الحركة الصهيونية من منظور اندماجي. وفي عام 1853، أسَّس صمويل مونتاجو (1832 – 1911) البنك التجاري: صمويل مونتاجو وشركاه الذي أسهم من خلال نشاطه في مجال المبادلات المالية في جعل لندن المركز الرئيسي للمقاصة في سوق المال العالمي. وقد ظلت الخزانة تستشيره في العديد من الشؤون المالية. وقد حصل صمويل عام 1907 على لقب «بارون»، وكان عضواً في البرلمان. واهتم صمويل مونتاجو بالشؤون اليهودية، فسافر إلى فلسطين وروسيا والولايات المتحدة، إلا أنه ظل معارضاً للصهيونية بشدة. وقد كان ولداه الاثنان لويس صمويل مونتاجو (1869 – 1927) وإدوين صمويل مونتاجو (1879 – 1924) من معارضي الصهيونية أيضاً. وقد عارض إدوين، الذي احـتل عـدة مناصـب ســياسية مهمة، وعد بلفور. وقبل صدور الوعد بأسابيع قليلة، كتب إدوين مذكرة نبه فيها إلى ما ينطوي عليه وعد بلفور من كراهية لليهود وعداء لهم، وبيَّن أنه لا يمكن الحديث عن أمة يهودية أو جيش يهودي. وقد كانت الحركة الصهيونية في ذلك الوقت قد بدأت محاولتها، التي كُللت بالنجاح في نهاية الأمر، من أجل إنشاء فيلق يهودي يضم المهاجرين اليهود من شرق أوروبا، تحارب إلى جانب القوات البريطانية لتأكيد الوجود اليهودي المستقل. وقد قال مونتاجو إن تأسيس مثل هذه الفرقة يعني أن أخاه وابن أخيه سيضطران إلى الخدمة العسكرية جنباً إلى جنب مع أناس لا يفهمون اللغة الوحيدة التي يتكلمانها (الإنكليزية).
( ) إيدوين مونتاجو : جلسه (رقم 2 أ ) بتاريخ 13 أغسطس 1917 م .
( ) وثيقة إيدوين مونتاجوفي الوثيقه التي قدمها لمجلس الوزراء البريطاني (رقم 24/28 ) بتاريخ 9 أكتوبر 1917 .
) ( http://www.elmessiri.com/encyclopedia/JEWISH/ENCYCLOPID/MG6/GZ4/BA4/MD01.HTM
( ) ﻤﻭﺸﻲ ﻤﻴﻨﻭﺤﻴﻥ – ﺍﻨﺤﻁﺎﻁ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺭﻨﺎ -ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕﻭﺍﻟﻨﺸـﺭ. ﺒﻴﺭﻭﺕ ﻋﺎﻡ. ١٩٨٠ ص 324 .
( ) جريدة الواشنطن بوست الصادرة في 3 أكتوبر 1978 .
( ) مارتن بوبر ، إسرائيل والعالم . نيويورك ، 1948 ، ص 263 .
) ) لمزيد من التفاصيل عن الهجرات اليهودية: دعاء الشريف ،دراسة صورة العربي في الأدب العبري مجلة مختارات إسرائيلية مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، 1999.