من الغباء
أن تطلق النار على ظلك،
عندما يمكنك أن تدفعه
إلى الانتحار..
مثلاً
اجمع أمامك كومة من الأرز،
ادع إلى الوليمة
نمال قصيدة سابقة،
وضع داخل كل حبّة
متفجّرة،
وغنّ مقطعاً
من أوبرا الوجع..
جرّب
ولا تخشَ العواقب،
لن تكون أوّل شاعر
تقطع أصابعه
وينبت مكانها
حلوى
*************
أربعون يوماً
لم أخبرك
كم جميلة أنتِ…
أربعون يوماً
والعالم يتفتت بين يدي
كرئة مدخّن…
أنا الذي صنعت من الحب
كيس ملاكمة،
أتمرّن عليه في النهار،
ومساءً يغلبني غيابك…
أتوعّد الشعر بالانتقام،
وأنام كطبق بارد…
*************
تعجبني المرأة المتوحشة،
تقذف الحجارة، ودموعها،
وضحكاتها
على زجاح نوافذ منزلي،
تخلع الباب الخارجي،
تشطب اسمي عن الجرس،
تستبدله بلقب كذاب،
تدور على جيراني،
شقة شقة،
تخبرهم أنني أفلست،
لم أعد أملك شيئاً،
وحيلتي
اليسير من الشعر،
لا يكفي لإطعام عصفور،
أو إخافة رصاصة من مطاط،
أو استدراج فراشة
مصابة بعمى الألوان،
وبأنني ممثل فاشل،
والمرة القادمة التي أعتلي فيها
مسرحاً،
ستكون لأكنس الأرضية،
أمسح الغبار،
أعيد ترتيب الكراسي،
وجمهوري الوحيد
المكتمل الحضور
خيباتي اللامتناهية…
تسمّم نبتتي الوحيدة،
تنفث في أوراقها
أسماء عشيقاتي،
وتشاهدها تذبل من الغيرة،
تتسلل إلى مخدعي في الليل،
تحشو أحذيتي بالمسامير،
والضفادع، والحفر،
تسرق فردة من كل زوج جوارب،
تمسح شفتيها بياقات قمصاني،
وكحل عينيها بربطات العنق،
تترك عشرة أظافر في ظهري،
وخلفها رائحتها البرّية،
تعجبني المرأة فتّاكة،
لا تقبل بكلمة لا إجابة
على أسئلة أحلامها،
لا تتوانى عن مقاتلة ظلها،
لتستقطب انتباهي،
أسارع إلى تلمّس جمالها
في العتمة
وأتعثر بأفخاخ نظراتها…
كل هذا الدمار،
عالمي المقلوب،
الحرائق،
النيران الصديقة والعدوة،
مهما كان مصدرها،
غرورها من جهة أم طفولتها،
كله أيتها المشاكسة،
تقدرين عليه وأكثر،
وبمجهود أقل،
فقط لو تتوقفين للحظة
عن العراك،
تطبقين فمكِ المصيدة،
تغمضين عينيكِ،
وتدعينني أقبلكِ…
نبذة عن باسكال عسّاف: كاتب وشاعر من لبنان، مواليد بيروت 1970، مثّل لبنان في المهرجان الشعري "أصوات من حوض المتوسط" 2013، في لوديف – فرنسا
مؤلفاته
– أوبرا الوجع، شعر، دار نلسون 2012
– وجوه وأقنعة، قصص قصيرة، دار نلسن 2014
– أحبّ امرأة واحدة…، شعر، دار نلسن 2015
– وأكره كلّ النساء، شعر، دار نلسن 2016