كيف ننسى الإنسان الذي ناضل كل حياته حتى الرمق الأخير.
كيف ننسى مَن كانت بوصلته الدائمة حتى أيّامه الأخيرة وحدة مجتمعه بمقيميه ومغتربيه..
كيف ننسى مَن كان دائماً رأس حربة بوجه التخلف والقبلية والطائفية والمذهبية..
كيف ننسى من كانت عنده القيم المجتمعية، هي القاعدة الصلبة التي لم تؤثر فيها الزلازل التي تعصف بفكر الإنسان وجسده وتزعزعه إمّا يأساً وإمّا خوفاً وإمّا ضعفاً.
آلمك وضع بلادك بعد أن صارعت لعقود طويلة هذا التنين الطائفي الذي أطلّ برأسه من جديد ليدمّر ما تبقّى من هذه الأمة.
تسعون من الأعوام أرهقت جسدك، ولكنها لم تطفئ شعلة وجدانك المتأججة دائماً إنارة للحق القومي ولوحدة المجتمع والامة.
لم يكن يوماً حلمك حلماً خيالياً، بل عملاً دؤوباً لم يتهاون لحظة خلال عمرك المديد من خلال كتاباتك واجتماعاتك اليومية، ومن خلال تجمع المفكرين لإلقاء المحاضرات القيمة والمناقشات الفكرية في دارتك في بيت الشعار.
دورك كان دائماً رائداً أينما حللت سواء في حزبك أم في أعمالك الصناعية أم في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم التي تُعنى بالشان الاغترابي.
في الحزب يعترف رؤساؤك ومرؤسوك بنشاطك واندفاعك الكلي لإنجاح أية مهمة توكل إليك.
في أعمالك حدّث ولا حرج. لقد بنيت أمبراطورية صناعية بكل ما للكلمة من معنى.
أمّا في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم فكنت الأمين العام المركزي، وكل مَن عمل معك لا ينسى تلك الأيام التي كنت تقدّم فيها للمغتربين كل المساعدة والدعم… وبقيت معي حتى أيامك الأخيرة مهتماً وتنصحني في هذا المجال.
وإن نسيناك يا منصور لا يمكن أن ننسى دماثة خلقك وعمق تفكيرك وعطاءاتك في الميادين الفكرية والوطنية كافة.
منصور عازار ستبقى دائماً في ذاكرتنا الإنسان الذي كانت ثقافته وعمق تفكيره ونشاطه الدائم يشع علينا من خلال طيبته ولطفه ووداعته…
رحمة الله عليك يا حبيبنا منصور… فداحة خسارتك هي أننا فقدنا جزءاً مهماً من ذاتنا لن نجده ثانيةً…
الأمين العام المركزي
الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم