نظم منتدى الرعاة الثقافي في رام الله ندوة لإحياء ذكرى استشهاد أنطون سعاده وغسان كنفاني، وذلك في مقر المنتدى تم خلالها مناقشة الأوضاع المعاصرة في ضوء فكر انطون سعادة و أدب غسان كنفاني.
في البداية ألقى الأستاذ نقولا عقل رئيس المنتدى كلمة موجزة حول الشهيدين و معاني استشهادهما ثم قرأ قصيدة من كلمات مصطفى زمزم و حسام عرار و التي نظمت و لحنت و أنشدت في مخيم برج البراجنة خصيصا للمناسبة و هي من الحان الفنان مصطفى زمزم و غناءمصطفى زمزم و لارا زمزم . بعدها تحدث كل من الأستاذ سعادة ارشيد عن انطون سعادة و الدكتور نافع الحسن عن غسان كنفاني .
سعادة ارشيد
استشعر انطون سعادة الخطر الصهيوني الامبريالي على فلسطين بمرحلة مبكرة , و رأى ان هذا الخطر هو خطر على الأمة بأسرها.
بدأت كتابات انطون سعادة حول فلسطين و المشروع الصهيوني و هو في الثامنة عشرة . أي في عام 1922 حيث ربط في مقال له ما بين الاتفاقية الانجلو-فرنسية (سايكس-بيكو) التي قسمت بلادنا و ما بين وعد بلفور مؤكدا أن فكرة قيام وطن لليهود في فلسطين هو حاجة استعمارية غربية و لها أسبابها الاستعمارية أكثر مما لها من أسباب دينية توراتية تلموديه مزعومة , و رأى أن قيام كيان يهودي على ارض فلسطين أمر يحول دون وحدة البلاد السورية و دون اتحاد العالم العربي و ما يعرقل قيام نهضة سورية مشرقية .
في حين استخفت الأمة بالخطر الداهم للمشروع الصهيوني إلا أن انطون سعادة استطاع بثاقب نظرة و عميق فكرة معرفة مدى خطورة المشروع و إمكانيات نجاحه و تحدث و كتب في ذلك الوقت عن الهجرة و تشريد أهل فلسطين.
ننظر الى الصراع في الإقليم ..في سوريا و العراق فنجد انه صراعا مرتبط بفلسطين ايما ارتباط , و من اجل ضمان امن و بقاء اسرائيل … و من اجل إكمال التهامها لما تبقى من فلسطين , الأمر الذي يستلزم تفكيك الجيش السوري كم تم تفكيك الجيش العراقي من قبلة و اخراج الجيشين من معادلة الصراع.
و من الملاحظ كم ضعفت إسرائيل مؤخرا لذلك كان لا بد من إضعافنا أكثر فأكثر لتبقى إسرائيل هي الأقوى .
نافع الحسن
عبر عن رغبته بالحديث عن غسان وتجربته الشخصية معه، قائلاً: “إنه سيتحدث عنه بشكل عام. إنه إنسان حساس ومتواضع ووسيم، بعكس ما نشاهد في هذه الأيام من غرور واستعلاء بين صفوف المثقفين بشكل عام.” غسان الفتى الذي ولد في عكا في العام 1936 وشرد وهجر إلى صيدا في لبنان، وجد نفسه وسط المعترك السياسي والنضال الفلسطيني، وأصبحت وجهة بوصلته فلسطين وطناً والفلسطيني مواطناً يعاني كل أشكال القمع والتميز ومشرد في مخيمات اللجوء داخل وخارج الوطن. ويعتبر كل ما كتب غسان من مقالة أو رواية أو تحليل سياسي شوكة وغصة وخطر أشد فتكاً من السلاح من وجهة نظر الصهيونية، إلى جانب قوى الرجعية والظلام في الوطن العربي وفي جميع أنحاء العالم، لتكون هذه الكتابات والروايات وأفكاره وما يخط قلمه سبب رئيس في اغتياله من قبل النازية الصهيونية في العام 1972 حيث كان ضمن قائمة اغتيالات وضعتها (غولدا مئير)، تضمنت عدة أسماء منها: وديع حداد وكمال ناصر وأبو يوسف النجار، ونجحوا باغتياله مع ابنة أخته لميس نجم، وبعد اغتياله كان هذا التصريح الصهيوني لغولدا مائير: “باغتياله فإنهم اغتالوا كتيبة كاملة وليس كاتباً فقط.”
إن غسان صاحب بصيرة فذة وعقل مفكر حيث كتب في العام 1960 مقالاً عن الدور السعودي في المنطقة، وهو طبق الأصل عما نشاهده اليوم بعد 65 عاماً من كتابته. ومن رؤى غسان السليمة والدقيقة: “القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب وعلى الفلسطينيين أن يكونوا في المقدمة”، و”الصهيونية وجدت لتدمر وتشتت وتقسم كل الدول العربية إلى طوائف ودويلات لتسيطر على المنطقة”. واختتم حديثه بقوله: إن غسان ترك للفلسطينيين إرثاً إن صح استخدامه سيتحرر الوطن والمواطن.
واختتم اللقاء بالنقاش مع الحضور حول الشهيدين وعدد آخر من شهداء الثورة الفلسطينية.