ازدهت مدينة العلماء طرابلس بمكتباتها ومساجدها وعلمائها وبأثر نبوي… لكنْ بعد حرق دهماء الجهل مكتبة السائح مفتتحين العام الجديد بدخانهم ونارهم، بماذا ستفخر طرابلس؟
هل تفخر طرابلس بما يندى منه جبين أيِّ مسلم، قبل أي مسيحي، فضلاً عن أي لبناني وإنسان: حرقُ مكتبة!! يا له من "شرف" يدّعيه عابث أو مأجور او مضلل، وخدمة لمَنْ حرقُ مكتبة لا تحدث ضجيجاً ولا تبعث دخاناً ساماً وليست ماخوراً او صالة ديسكو ولا معمل حرق نفايات…
هي مكتبة، وكفى، لا يؤمها إلا طلاب ثقافة أو بحث، ينهلون من كتبها ومخطوطاتها ما يحتاجون. مكتبة السائح لم تحرق كما يظنّ المجرمون، بل أضيئت بالنار وتجوهرت فغدت محجة.
مكتبة السائح.. كانت معلماً يُقصَد، لكن بعد حرقها أصبحت من أوابد الثقافة يُحجّ إليها للتأمل والصلاة والرؤيا والعبرة.
والأب ابراهيم سروج، الهادئ الواثق، الرضي العابق بالحب والإيمان، أنى لجهلة الأرصفة والليالي الحالكة أن يقتبسوا من قوة الروح التي يستمدّ، روح قدس هو سرُّ هذه البلاد التي طالما علّمت غزاتها ورعاعَها.
مكتبة السائح.. محجة ثقافة وخلاص
122
المقالة السابقة