تقدم مؤسسة تصنيع وسائل الترفيه المشهورة والمعروفة باسم شبكة تلفزيون غلوبو في البرازيل عرضاً حقيقياً عن التحيّز عن سابق تصميم، وعن عدم احترام في مسلسلها التلفزيوني الذي تقدمه في فترة البث المفضلة : الحب في الحياة". في مخطط المؤامرة يجري الحديث بين زوجين طبيبين عشيقين. هي يهودية وهو فلسطيني. بشكل يركّز على تعزيز اسطورة "الإرهابي العربي" و "اليهودي الضحية" في عملية تمجيد مؤسفة لمثل أعلى مقدس يركـِّزعلى فظاظة الثقافة والسياسة. ففي الحوار بين الاثنين يستأثر الحديث عن الحرب الوقت بكامله كما لو أن الجانبين يتنازعان حول الأرض على قدم المساواة. وهذا غير صحيح وحقيقي.
هذا هو الخطأ التاريخي الخطير الذي تمرره المحطة التلفزيونية كل مساء وذلك لتجهيل العامة وتضليل الرأي العام بامتياز. وهو جزء من المشروع الصهيوني للضغط واحتلال أرض الكيان الفلسطيني. وهو المشروع الذي تسوّق له كبرى وسائل الإعلام الغربية وجزء من نخبة سياسية تتقبّله وتعتبره حقيقة. ومحطة غلوبو التلفزيونية تعمل لمصلحة المشروع الصهيوني وتشارك بشكل صريح ومخجل لبث كل ذلك التشويه على شاشتها.
في المسلسل تعيش الطبيبة اليهودية ريبيكا (رفقة) أي (الممثلة ياولا براون) وعشيقها الفلسطيني بيرسيو (الممثل محمد حرتوش) دراما على غرار روميو وجولييت، حيث أن أسرتيهما لا تقبلان اتحادهما الزوجي بسبب أصولهما الاتنية، وحيث – وهو الأسوأ من ذلك كله – تظهر شخصية الفلسطيني شخصية كاريكاتورية تصوره على انه إرهابي بسبب عضويته السابقة في مجموعة ارهابية تدافع عن أرضها في الوقت الذي كان فيه يعيش في فلسطين. وهنا يبدأ التشويه التاريخي. والعشيق الفلسطيني في المسلسل هو ابن شقيق الرجل القوي صاحب السلطة قيصر خوري.
ملخص الرواية التاريخية: في العام 1948, الزمن الذي تم فيه نشوء دولة كيان اسرائيل على أراضي الفلسطينيين حصراً. ومنذ ذلك التاريخ نشأ نظام التمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني حيث طُرد الفلسطينيون من بيوتهم وديارهم وأراضيهم مع غياب أي دفاع أمام "قانون" فرض بمنتهى الوحشية. وانطلاقاً من هذا نشأ وضع خطير وجدي تناول حياة الذين كانوا غير راغبين أو كانوا غير قادرين على ترك بيوتهم. لقد سالت دماء كثيرة منذ ذلك التاريخ وحتى أيامنا هذه. واليوم هناك جدار فصل عنصري يفصل بين الشعبين ويمنع التفاعل الطبيعي العادي بينهما، بالإضافة الى سلسلة من تدبير التمييز العنصري ضد الفلسطينيين كالقوانين العنصرية، ومراكز المراقبة والتحكم، والاعتداءات شبه اليومية على المزارعين وضد الأطفال والنساء والعجائز.
لكن في حديث الممثلة ريبيكا (رفقة) وهي شخصية المسلسل، نجد أن الواقع هو مشوّه تماماً لدرجة أنها تؤكد القول بشكل قاطع أن هناك العديد من الأزواج اليهود والفلسطينيين يعيشون معاً في وئام تام، كما هو الحال في أي دولة ديمقراطية.
الحقيقة لا. إن المواطنين الفلسطينيين يعاملون معاملة من الدرجة الثانية وحتى من الدرجة الثالثة. الحقيقة أن سيطرة الاسرائيليين على الفلسطينيين وتحكمهم بهم هي من الضخامة بمكان، وتتناول حتى المقاطعة بالمواد الغذائية والأدوية وغير ذلك.
ولا شيء من هذا القبيل نوقش في مسلسل محطة تلفزيون غلوبو أمام الرأي العام البرازيلي الذي لديه متعة بمتابعة شخصية فيليكس الممتازة (مارسيلو سولانو) الذي مرر بعض المشاهد بشكل غير ملاحظ معززاً بذلك الاسطورة الصهيونية، ومتجاهلاً النضال التاريخي للشعب الفلسطيني. وبهذا الشكل تصبح الصهيونية صناعة مربحة، وتـُستغل بدون وازع من ضمير، ولكن يتم تمرير التضليل في أجواء من الأمور الشريفة.
لنترك مؤسسة تلفزيون غلوبو جانباً، فان المشاهدين البرازيليين هم اليوم مزيج من الأعراق، من بينهم العرب الذين ساهموا بشكل كبير في بناء البرازيل كما نعرف اليوم، ولذلك فإن من الفظيع والمسيء للذكاء في البلاد تمرير تلك المشاهد.
مشاهد التحيّز على شاشة تلفزيون غلوبو: أية مصلحة برازيلية في دعم الباطل؟
120
ترجمه الى العربية: يوسف المسمار
المقالة السابقة