صدر عن «دار الاشقر للكتاب» كتاباً بعنوان «مسرح سعيد تقي الدين بين التنظير والتطبيق» للكاتبة والباحثة الدكتورة اكرام الأشقر. يقع الكتاب في ٦٢٦ صفحة، من الحجم الوسط، ومجلّد تجليداً فخماً، وطباعة أنيقة. قسم الكتاب الى مقدمة وتمهيد وخمسة ابواب احتوى كل باب على فصول عدة، وكل فصل على فروع عدة.
يتناول الكتاب الغنى الفكري والثقافي عند سعيد تقي الدين ولا سيما نتاجه المسرحي، بالاشارة الى اعماله الدرامية الناجحة، وتناولت الكاتبة في المقدمة أهمية الموضوع والدوافع الرئيسية لاختيار هذا النوع من الدراسة، وطرح الإشكاليات التي ستتم عليها في السياق والمضمون. كما تناولت الفرضيات المطروحة والمنهج المعتمد الذي اتخذته، والتقنية الضرورية لهذا البحث، وحصولها على المعلومات الكافية من مصادر ومراجع اختارتها.
وتحاول المؤلفة تقديم نظرة نقدية جدية وموضوعية تستطيع فيها أن تؤكد كيف يمكن للمسرح اللبناني أن يكون عميق الجذور معبراً عن عقل العصر وروحه.
وقد قدّمت الأشقر مقارنة عصرية عن نتاج سعيد تقي الدين النظري والعملي في المسرح بالنتاج المسرحي والكتابات النقدية في العصر الذي عاش فيه المؤلف، وكيف يمكن لسعيد تقي الدين ان يكون من الأوائل الذين كتبوا نصوصاً مسرحية غير مقتبسة وغير معربة، ألا وهو القائل: نحن نخلق مسرحنا حين نخلق مسرحياتنا.
سعيد تقي الدين كان أديباً ملتزماً هادفاً الى تقويم الاعوجاج في مجتمعه، ساخراً ممّا وصلنا اليه من نتائج لا ترضي. وقد شكل وجوده في النصوص والأبحاث والمقالات والمواضيع التي كتبها هزّة قوية أزالت كثيراً من اللبس والإبهام في أدبنا العربي الحديث، وكانت تتسم بلغة البلاغة القوية وفن الإلقاء الرصين، وقد تصدّى بقلمه الساخر للمشكلات المستعصية التي تقف أمام تقدّم مجتمعنا ورقيّه نحو الافضل والأرقى.