سوف نقِفُ بمللٍ على باب القيامةِ،
غير مكترثين أو مندهشين، أو معجبين بالذي حدث
نتقدمُ إلى أرضٍ شاسعةٍ وخاوية عند زاويةٍ جانبية،
بجنسياتٍ متعددة، ومن أماكن مختلفة، وبهيئات وتشوهات متباينة،
وبتشابهات واشتباهات غير متعمدة في الهوية
نقفُ بارتخاءٍ معتادٍ في تكهن الرغبات
لا نركزُ أبصارنا على جنةٍ أو نار
ونقول:
يا الله، هل نبقى هنا قليلاً؟
يمسكُ طفل صغير صورة العائلة مجتمعةً على باب خيمةٍ خلفهم صورة لذات العائلة مجتمعة فيما يشبه البيت، لا يرفعها عالياً؛ فقط يتدلى من يدِ أبيه؛ وتتدلى الصورة من يده، وكلاهما يتدليان من طرف سجلات وكالة الغوث.
تخرجُ أُمٌ قميصاً أزرق غسلتهُ من الدم لئلا تخدش المشهد بتفاصيل مكررة،
-لابنها ذاك القميص-،
لا ترفعه عالياً، تبقيه مرمياً على كتفها، تحسباً من تكرار التفاصيل.
ونقول: يا الله، هل نبقى هنا؟
يرفعُ أحدٌ ما لثامه، لنكتشف أننا نعرفه، أو عرفناه، واحتراماً للبندقية سوف نندهش، لا نطيل التحديق لأكثر من ثوانٍ ثم نكمل المشهد
فيما بعد نغضُ البصر عن فتاة تميلُ على كتفِ غريبٍ،
– ربما تعبت من الانتظار-، نقول
ونفترضُ أن الغريب حبيبها الذي لم يعد من المعركة،
لم يعد من الغابةِ أو من خلف الجبل.
ونقول: يا الله، هل نبقى هنا؟
أم نعودُ إلى المخيم، وهناك نتمشى وحدنا عراةً من عدونا بلا انتصارٍ أو هزائم
ثم يا الله أنت تقول لنا موعد قيامتنا بعد أن يأخذ كل منا حقه في الحزن كاملاً، في الموت كاملاً، حقه في أن يذكر اسمه رباعياً في الدكاكين وجلسات الشاي وصحف الصباح وموائد الإفطار البسيطة، وحقه من الذاكرة والجدران، بعد أن ننجو جميعاً من هذا المخيم.
نريد أن نموت لمرة واحدة بطريقة عادية
في وطنٍ بسيطٍ
وأرضٍ عادية
نموت مللاً من تفاصيل يومية
طواعيةً في الروتين
بعد مساءٍ عائلي معتاد.
لمرة واحدة يا الله
ثم نبقى حيث تختار أن نبقى
بعد هذا المخيم.