103
يستمر نهب الذاكرة السورية من بطون الأرض حيناً ومن عبر مزادات حيناً آخر لقطع أثرية سرقتها عصابات منظمة، او سربها نفعيون إليها، حتى يصح القول إن اجتياح محو الذاكرة في بلادنا أشرس بكثير من الاجتياح السياسي العسكري الإعلامي، بل هو اجتياح الإلغاء بدقة.
تدرك "مؤسسة سعاده للثقافة" خطورة الاجتياح الأثري الثقافي واستراتيجيته فتحاول وفق ما تسمح به افمكانات الذاتية أن تسلط الضوء وترفع الصوت لتحشد الجهود لحماية الذاكرة السورية من النهب، لتفويت فرصة اقتناص التراث السوري الغني، حتى لا يتشتت كما حصل بمفتنيات المتحف العراقي التي تم اجتياحه فور دخول المارينز بغداد في 20 أذار العام 2003.
الملك أداد نيراري الثالث (W 99)
تعرض «مؤسسة بونامز» (Bonhams) في لندن قطعة أثرية، أعطتها الرقم 99w، في المزاد العلني في الثالث من نيسان المقبل. وهي جزء من تمثال بزالتي للملك آداد نيراري الثالث تعود للفترة الأشورية الجديدة (805- 797 ق.م). وقد وضعت سعر طرح القطعة في مــــزادها العلـني بــين 720 ألفا و960 ألف يورو.
لفت الموضوع «مؤسسة سعاده للثقافة»، فبحثت في مصدر التمثال، فاكتشفت أن القطعة التي تمثل الجزء الأكبر والسفلي من ذاك التمثال مصدرها تل حمد في وادي الخابور الأثري في سوريا، وهي مكمّلة لجزء علوي اكتشفه الأرخيولوجي العراقي هرمزد رسّام في العام 1879 وموجود في المتحف البريطاني. لذلك تشكّ المؤسسة في أن تكون القطعة السفلية قد تمّ العثور عليها ما بعد السبعينيات من القرن العشرين، ما يعني أن التنقيب عنها تم بطريقة غير قانونية ومنافية لاتفاقيات الأمم المتحدة و«الأونيسكو» تحديداً. وبالتالي من المفروض أن تعيدها «بونامز» إلى الدولة السورية، صاحبة الحق بهذه القطعة.
وتعتبر المؤسسة أن إشارة «بونامز» بصراحة ووضوح عبر موقعها الخاص على الإنترنت إلى اكتشاف القطعة في السبعينيات من القرن العشرين دليل واضح على أن التنقيب عنها وبالتالي بيعها في المزاد غير قانونيين.
رسائل ميدرية الآثار لا ردّ عليها
وقد راسلت المؤسسة كلاً من مكتب «الأونيسكو» في بيروت ومديرية الآثار السورية للفت نظرهما، فقامت مديرية الآثار بتوجيه كتب احتجاج إلى كل من «بونامز» و«منظمة الأنيسكو» و«منظمة الانتربول» من دون أن تتلقى ردّا بعد. واستندت «مؤسسة سعاده» إلى براهين تاريخية لتأكيد شكّها في أن تكون القطعة الأثرية مسروقة أو مستخرجة بطريقة غير قانونية، إلى ما كتبه الأرخيولوجي رسام حين اكتشف جزء من قسمها العلوي في العام 1879، فدوّن وفق ما جاء في «أشور وأرض نمرود 1897»: «… لقد وجدت هذا المعلم من البازالت… ولكنّه للأسف مكسور… واعتقد أن القسم الباقي موجود على أعلى التلة (تل حمد دور كاتليمو) وسوف أعود للتنقيب عنه». وعاد رسام لاحقاً للتنقيب عن الجزء السفلي، لكنه لم يجده. ومثله قام عالم الآثار الألماني هارتموت كوهني بالتنقيب في المنطقة العام 1975 لكنّه أيضاً لم يجد الجزء السفلي للتمثال.
وتزيد الكتابات المحفورة على إطار التمثال من أهميته إذ كتب عليه بلغة أدبية منمقة: «في مدينة أرواد في وسط البحر. صعدت إلى جبل لبنان وقطعت جذوعاً صلبة من خشب الأرز. ووضعت أخشاب الأرز المحملة من جبل لبنان حينها في بوابة الإله سلمانو، إلهي. فالمعبد القديم الذي كان قد بناه سلفي شلمنصر الأول كان قد أصبح متداعياً، فعمدت إثر ضربة من الإلهام، على إعادة بنائه من أسسه حتى متاريسه. ووضعت العوارض الخشبية الآتية من جبل لبنان في أعلى السقف».
تدرك "مؤسسة سعاده للثقافة" خطورة الاجتياح الأثري الثقافي واستراتيجيته فتحاول وفق ما تسمح به افمكانات الذاتية أن تسلط الضوء وترفع الصوت لتحشد الجهود لحماية الذاكرة السورية من النهب، لتفويت فرصة اقتناص التراث السوري الغني، حتى لا يتشتت كما حصل بمفتنيات المتحف العراقي التي تم اجتياحه فور دخول المارينز بغداد في 20 أذار العام 2003.
الملك أداد نيراري الثالث (W 99)
تعرض «مؤسسة بونامز» (Bonhams) في لندن قطعة أثرية، أعطتها الرقم 99w، في المزاد العلني في الثالث من نيسان المقبل. وهي جزء من تمثال بزالتي للملك آداد نيراري الثالث تعود للفترة الأشورية الجديدة (805- 797 ق.م). وقد وضعت سعر طرح القطعة في مــــزادها العلـني بــين 720 ألفا و960 ألف يورو.
لفت الموضوع «مؤسسة سعاده للثقافة»، فبحثت في مصدر التمثال، فاكتشفت أن القطعة التي تمثل الجزء الأكبر والسفلي من ذاك التمثال مصدرها تل حمد في وادي الخابور الأثري في سوريا، وهي مكمّلة لجزء علوي اكتشفه الأرخيولوجي العراقي هرمزد رسّام في العام 1879 وموجود في المتحف البريطاني. لذلك تشكّ المؤسسة في أن تكون القطعة السفلية قد تمّ العثور عليها ما بعد السبعينيات من القرن العشرين، ما يعني أن التنقيب عنها تم بطريقة غير قانونية ومنافية لاتفاقيات الأمم المتحدة و«الأونيسكو» تحديداً. وبالتالي من المفروض أن تعيدها «بونامز» إلى الدولة السورية، صاحبة الحق بهذه القطعة.
وتعتبر المؤسسة أن إشارة «بونامز» بصراحة ووضوح عبر موقعها الخاص على الإنترنت إلى اكتشاف القطعة في السبعينيات من القرن العشرين دليل واضح على أن التنقيب عنها وبالتالي بيعها في المزاد غير قانونيين.
رسائل ميدرية الآثار لا ردّ عليها
وقد راسلت المؤسسة كلاً من مكتب «الأونيسكو» في بيروت ومديرية الآثار السورية للفت نظرهما، فقامت مديرية الآثار بتوجيه كتب احتجاج إلى كل من «بونامز» و«منظمة الأنيسكو» و«منظمة الانتربول» من دون أن تتلقى ردّا بعد. واستندت «مؤسسة سعاده» إلى براهين تاريخية لتأكيد شكّها في أن تكون القطعة الأثرية مسروقة أو مستخرجة بطريقة غير قانونية، إلى ما كتبه الأرخيولوجي رسام حين اكتشف جزء من قسمها العلوي في العام 1879، فدوّن وفق ما جاء في «أشور وأرض نمرود 1897»: «… لقد وجدت هذا المعلم من البازالت… ولكنّه للأسف مكسور… واعتقد أن القسم الباقي موجود على أعلى التلة (تل حمد دور كاتليمو) وسوف أعود للتنقيب عنه». وعاد رسام لاحقاً للتنقيب عن الجزء السفلي، لكنه لم يجده. ومثله قام عالم الآثار الألماني هارتموت كوهني بالتنقيب في المنطقة العام 1975 لكنّه أيضاً لم يجد الجزء السفلي للتمثال.
وتزيد الكتابات المحفورة على إطار التمثال من أهميته إذ كتب عليه بلغة أدبية منمقة: «في مدينة أرواد في وسط البحر. صعدت إلى جبل لبنان وقطعت جذوعاً صلبة من خشب الأرز. ووضعت أخشاب الأرز المحملة من جبل لبنان حينها في بوابة الإله سلمانو، إلهي. فالمعبد القديم الذي كان قد بناه سلفي شلمنصر الأول كان قد أصبح متداعياً، فعمدت إثر ضربة من الإلهام، على إعادة بنائه من أسسه حتى متاريسه. ووضعت العوارض الخشبية الآتية من جبل لبنان في أعلى السقف».