ملؤوا حنجرتي تُراباً ثم قالوا: تكلّمي.
اعتنقتُ الصّمتَ زُوراً أَذودُ به عن حُلُمي
لكنَّ الملحَ فاضَ نهراً بين أصابعي…
أفلتَتْ ريحُ الدَّمْعِ مِنْ ثقوبِ الماءِ
ثمَّ صاحتْ مِلءَ حُرقتي:
كفى… كفى…
ملؤوا أذنيّ فَحيحاً،
وما زالَ صوتُكَ ينهالُ كجرحٍ طليقٍ،
تَماماً كَمَسامير قديمةٍ
تَنْقُرُ قلبي دونَ أنْ تَنْغرِز،
تماماً كما الآن…
وحدُها آثارُ صدأِ الحنينِ
وجرحٌ ناتئٌ في الذاكرةِ
شاهدةٌ على اشْتعالِ الشّوقِ في دَمي…
ملؤوا قلبي رماداً،
ومواسمُ الحلْمِ تأخَّرَتْ،
وما زلتُ ألوِّحُ للغيمِ بيدٍ مقطوعةٍ،
أفْرُكُ قلبي المثقوبَ بحُفنَةِ صمت.ٍ..
أُزيلُ عنه كلَّ التفاصيلِ الزائدة،
أمضغُ وجعاً قديماً.. ودمعتين،
ثم أحتسي كأسَ عِشْقٍ أخيرة..
نبذة عن إيفون نايف الضيعة، مواليد أنفة/ الكورة /لبنان الشمالي 10 أيار 1967.
مؤلفاته:
– ديوان "رجل بطعم التراب"- (سيصدر قريباً)