غاب منصور غيبته السماء وبكاه الأحباب والأصدقاء
أنعزّي به ومن سنعزي كلنا هدّه النوى والعزاء
أمتي أحضري اللحد قصراً هكذا قد يكون منك الوفاء
مات لكنه في الفكر حياً قدّس الفكر قالت الحكماء
ترجّل الفارس عن صهوته، ولكنه بقي واقفاً كالطود في عيون وذاكرة أصدقائه ومحبيه
منصور عازار لم يمرّ مرور الكرام في هذه الحياة، بل ترك بصمة وذكرى حيث سار وجال من غانا الى نيجيريا الى باريس فلبنان، حيث كان يبدو هادئاً ولكنه يخبئ في داخله ثورة لتصحح مساراً غير سوي في هذه الحياة. استحق المراكز من رئيس جالية حتى وصل الى امين عام في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وكان صديقاً ومحباً للجميع. احترمه كلّ من عرفه أو سمع به حتى لقّب بعميد المغتربين في العالم لصواب بصره وبصيرته.
منصور عازار متعدّد المواهب والاتجاهات، فقد كان أول من ادخل صناعة البلاستيك الى افريقيا في أواخر الخمسينيات، وكان رائداً من رواد الكلمة فجعل من مجلته "المنبر" منبراً لجميع المغتربين وبعدها "تحوّلات"، حيث كتب وحاضر وكانت مقالاته طريقاً ومساراً أقتدى به مغتربينا ورفاقه.
منصور عازار الرجل الوطني بامتياز حمل على عاتقه مسؤولية نشر فكر الحزب السوري القومي الاجتماعي وتدرّج في المناصب من منتسب الى أمين الى عميد مرات فرئيس مجلس قومي ورئيس محكمة حزبية. منصور عازار لم يمت فالكلمة والموقف والمكانة لا تموت. فعذراً يا عميد المغتربين، أيها الامين إن رثيناك وبكيناك ونحن نعلم أنت تكره أن ينكسر الرجال وتضعف الدموع وتتدحرج على الوجنات وعلى الاوراق. فمثلك من يخلُد. أينما وجدت تبقى المبدأ ولن تكون خبراً فأنت العنوان.