باب شرقي
1
إنه الصباح
عين الليل
التي ابيضت
من الحزن.
2
أصلي للجسد المسكوب
مثل إبريق الفخار..
أصلي للوطن المذبوح
من بردى حتى عكار.
3
لمحنا السعادة؛
كانت مجلجلة بكامل
أبهتها وعظيمة بسرعتها
مثل مواكب الأمراء
لم نرها
لكن تحدثنا عنها كثيراً.
II
باب الصغير
4
أهجس بالخراب
صدري ميدان الرماية
ودمي شراب.
5
أدندن أغنية رائجة،
وألهو بتأثيث مخيلتي:
حديقة خلفية
وبيت دمشقي بجدران قليلة
وستائر خفيفة
وجارة تغلي القهوة
على نار قلبها؛
وأشربها.
6
كنت أقبلهم
في النظرة الأخيرة؛
يا لمرارة الموت في فمي.
III
باب توما
7
دمشقية العينين
ذابلتان مثل
نعس الظهيرة.
8
أيتها الريح الحمقاء
تلك الثقوب ليست لناي؛
وهذا الصوت الجميل
صراخي..
أيتها الريح
أنا خزانة النار
وتلك الثقوب جراحي.
9
الحرب تؤرخُ ذاكرتي:
الأحداث والوقوع
في الحب
وما سوف يأتي.
IV
باب النصر
10
أيها العالم
لسانك أطول
من قارب وهذا
الماء دمي.
11
أسيرُ مخلوعَ القلبِ
مزقتني الخيبةُ
وقد صارَ صدري
كثيرَ الشقوق
تنمو فيها ورودُ الأملْ
التي تشربُ من دمي.
12
الصباح ليس خيراً..
الصباح بداية
وجع جديد.
V
باب الفرج
13
تحدق
في المرآة؛
تلك الأشكال
المتداخلة
في بعضها البعض
وجوهك المتعددة،
دمعك الخائن
في النظرة البلهاء.
14
كان الدم يلفظ
كلامه الأخير
ويطفح من "التلفزيون"
مثل ثور إسباني.
15
مَروا
مثل الملح
في الجرح
كضمير الجلاد
كوشم في
عين الشمس
إلى الأبد.
VI
باب الجابية
16
ستائرها حين
يحركها الهواء؛
ألمح بلدْ.
17
يطعنون دمي
وأحضنهم في السر
كي لا يتجرعوا طعم الندم.
18
سيمفونية لينينغراد..
لارتخاء الجثث
في العربات
وتهدئة روع المقاتل:
قالت لودميلا،
وراحت تصطاد الجنود
بابتسامة عريضة
وهي تبكي.
VII
باب الفراديس
19
أيها القدير
خذ بيد الحرب
فإنها لولا مشيئتك
ما كانت.
20
أرش على
الموت ضحكتك
وأغسل السماء
بصوتك.
21
ألتهم المنحدر
مثل كرة الثلج
تحت القمر،
وأحوش الأمنيات
في سلة
المهملات
كي لا يلتفت
أحد إليها.
VIII
باب السلام
22
أعيش كأنني
لغة وأنت
أبلغ ما فيها.
23
عشنا في حارة شامية
بيوتها متلاصقة
وحين تشتد حرارة
بيت جيراننا
يمرض بيتنا.
24
كل الذين أحبوك
في الصمت
كانوا أنا..
..أنا كل
الذين
اختاروك
لينالوا مني.
IX
باب كيسان
25
ها أنا مثل
شجرة الخروب
العظيمة
عند السفح البعيد
أفيء
على أوراقي
المتساقطة.
26
أبتسم كل يوم للمرآة
كي يتسنى لي
أن أضبط ضحكتي
كما تحب الخيبة.
27
إنهن أقمار القصيدة..
نون النسوة
وتاء التأنيث
ودمشق.
X
باب الجنيق
28
تمر ذكراك
كالكحلة
في العين
الواسعة
العمياء.
29
اليراع يضيء
من حولي؛
أنا المسجى
تحت أشجار
لا تؤتي ثماراً
وتزدهي بالخضرة فقط..
كل ما يحيط بي
جميل وصامت
ويزهو كالطاووس
المحنط.
30
دمعتي كريمة؛
قماشة القلب لا تجف.