تقاطع ضيوفها باستمرار، ولكن… في المقاطعة رقة مغلفة بقوة الحضور… ومعلومة تزيد الحوار غنى واستمتاعاً.
أصابها "الحب" في الصغر. تزوجت من رجل أعمال ومهندس ديكور فاحتلت عنده مرتبة الجمال الاولى.
دخلت سوسن صفا الى عالم الاخبار في عام "غزو العراق". فبقدر ما كان هذا العام مؤلماً على العرب، كان البداية التي انطلقت منها وكونت فيها شخصية اعلامية مميزة في التعاطي والأداء.
تنقلت صفا بين العديد من الكليات. درست في كليات الاعلام والحقوق والعلوم الاجتماعية، الامر الذي اكسبها ثقافة واطلاعاً واسعين نظراً للتكامل الموجود في مواد الدراسة.
"دخلتُ الى عالم الاعلام صدفة من خلال موعد ضربه لي احد الاقرباء مع شخصية اعلامية. لم اكن اخطط لذلك مسبقاً." وتضيف سوسن "ذهبت انا واختي والتقيت بالمدير العام للـ"أن.بي.أن" قاسم سويد حيث طلب من المخرج الاستاذ البير كيلو إجراء الاختبارات اللازمة. بعدها، ارسلني الى الاستاذ الكبير عمر الزين حيث تلقيت عنده دروساً في فن الأداء على مدى عام كامل، مما اضطرني للغياب عن القناة عاماً كاملاً. بعدها، عدت مجدداً وبجهوزية عالية لادخل عالم الشاشة الصغيرة في العام 2003."
وعن تقديم البرامج، تقول سوسن "عليك ان تكون بكامل الجهوزية قبل اطلالتك على الشاشة. عند التحضير، يجب أن تغوص في تفاصيل الاحداث كي تكون ملماً بغالبية احداث الساعة وتنتج حلقة يستفيد منها المشاهدون بالمعلومات." وتستطرد بالقول "هي مهنة المتاعب بلا شك. تعطيك الكثير وتأخذ منك اكثر."
وفي سؤال عن الشخصيات التي تحب محاورتها تقول "على الصعيد العالمي، احب ان اجري مقابلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واسأله عن الدور الذي يلعبه في سوريا وما يجمعه مع الموقف الايراني." اما عربياً فهي ترى في الكاتب والسياسي المصري محمد حسنين هيكل إحدى الشخصيات العربية البارزة التي "تعطيك معلومة تستند الى خبرة طويلة في المجالين السياسي والاعلامي." وعن ابرز الشخصيات اللبنانية التي تحب محاورتها تجيب "الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله بالطبع."
وعن تطلعاتها المستقبلية، تقول سوسن "اطمح بأن يكون لي برنامج خاص. يعتمد على الافكار وليس الإثارة، كما يحدث في العديد من القنوات الفضائية. فللمشاهد حق علينا بأن نعطيه معلومة ام حل يكون اساساً في التفكير بالواقع الذي يعيشه لاعادة صياغته بعيداً عن المحسوبية والمذهبية والتبعية العمياء التي لم نجنِ منها سوى الفقر والتخلف والجهل." تتابع صفا بأنه علاوة على ذلك "لا تعطيك البرامج اليومية هامشاً كبيراً في التحرك. فأنت تسير بحسب الاحداث، وقد يكون شحها احياناً سبباً اضافياً متعباً عند التحضير."
وعن دورها كأم تقول "شعور الامومة لا يساويه شعور"، وترى سوسن ان "الامومة الناضجة تكون مع الولد الاخيرـ حيث نكون قد كونا خبرة متراكمة في التعاطي مع الاولاد الذين سبقوه."
وعن اولادها، تذكر بأنها اعطتهم تجربتها في الحياة وانعكس ذلك على شخصيتهم القوية "ذات الطموح الكبير والذي يعود مرده لطريقة التربية التي تهدف الى توعيتهم على المستقبل وتشكيل شخصيتهم المستقلة في عصر مليء بالتطورات المتسارعة التي عليهم مواجهتها."
"شخصياً، انا مغرمة بالسفر"، هكذا تقول. "اسافر كثيراً واتنقل بين الدول بشغف كبير. احب الذهاب الى هاواي والاستمتاع بالبحر فيها. واحب الهند لانها تشعرك بالراحة. واحب باريس بلد الموضة والاناقة. لكل منطقة شيء خاص فيها يميزها عن غيرها." اضافة الى السفر، تمارس سوسن الرياضة البسيطة لكنها تكره كرة اليد لانها "تشاركني زوجي، فهو يمارسها كثيراً."
وعن الشبكة الوطنية للإعلام تقول "انا ابنة أن.بي.أن. لم اعمل في وسيلة اعلامية اخرى. تراكمت خبرتي فيها وتعودت عليها وتعودت علَّي. نتعامل هنا على اساس اننا ضمن عائلة واحدة. أحس بالراحة في التعاطي مع الجميع، قيمين كانوا ام زملاء. باختصار، احس بأنني عروس عند اهلها."
وعن امكانية التوجه الى وسيلة اعلامية اخرى، تقول "لقد تلقيت عروضاً كثيرة لكنني رفضتها جميعاً. من الصعب ان يتقبل البعض ظروفك كما يقدرونها هنا. اشعر وكأنني في بيتي. جو الالفة والمحبة الموجود فيها يجعل من الصعب عليك مفارقتها والانتقال الى مكان آخر."
وعن الشهرة تقول "ليس لها تأثيرات سلبية، بالعكس. هي جواز سفر الى قلوب الناس، خصوصاً انها مبنية على المحبة والتقدير المتبادلين."