يموت الرجالُ بسرطان الحرب
يقبلون نساءهم ثم يسقطون
في هوة "الكيوو" الخالد
الثريا، حبات "شوميرو" فوق صدر الحبيب
يقول الأمير صاحب العينين الخضراوين
وهو يتلاشى في مجد "الهومسو"
خذينا أيتها المناطيدُ
سنطلُّ على العالم الرثَّ
من أعالي قلوب الرأفة!
…..
الكيبو: الألم
شوميرو: ألماس
الهومسو: ملحمة
……….
يموت الرجال بسرطان الحرب
في مستنقعات الدود
التي لا تظهر في الصور الشعاعية
"الشلادو" مجهولة الاسم
تنتظر طويلاً، في برادات مشفى المجتهد
قبل أن تشفق عليها الشاحناتُ
المتجهةُ إلى المقابر الجماعية
شلادو: جثة
……….
لا أعرف كم "أبنو"
سوف أرمي في بحيراتك الساكنه
وأجلس كي أراقب الدوائر
وهي ترسم مجموعات "الليبو" المدهشة
فوق وجه الماء!.
أبنو: حجر صغير
ليبو: أمواج
……….
ذائقتي مكوّنة بشكل رديء
فأنا لم أتمكن من مدّ كابلات الأفكار
في مدينة تقرع طبول الحرب كل لحظة
ربما كنت عمود كهرباء
وهو كان في الأصل شجرة
أرادوا أن يقطعوها من غابات الثورة
عندما قرر الجميع التحول إلى حطابين
.. أنا من رائحة أجدادك القدماء
هناك نقش على قلبي يؤكد ذلك
إنه تاتو من أيام أغونو
طبعته امرأة على روحي
أنت.. زيوا أنات العاليهْ..
سأقبلك على فمك
كي أسحب من قلبك عفريت الشعر
ذلك الفانوس الذي تمسحينه بحب كلما ضاقت الدنيا
أغونو: محلمة
زيوا أنات: سيدة النور
….
ليس هناك من ندوب فوق هذا الخراب
الجثث ملساءٌ وموتنا ناعم دون قفازات
أشعر بشيخوخة الحرب
سنقلع مثل طائرة عملاقة
مرتدين قمصاناً حديدية كي لا تصاب قلوبنا بالنزف
….
أكتشف الآن القارة السورية العجوز
تلك القطعة النيئة من سايكس بيكو
مازالت تصدر القتلى
وتمتلئ بالدمامل والأسنان المحطمة
سأذهب إلى مانهاتن
لأضع وردة على قبر والت ويتمان
خلف دشم الكونكريت وعيون المقاتلين
ينب حبي الأعزل يا والت
مثل راية مغموسة بالدم!.
…..
(جايوسيليبي)..!
ثلاثُ شعرات سوداءَ ومائله
هي كل ما تبقّى من جسدك في هذه الحرب!.
ثلاثُ شعراتٍ حزينةٍ ونهدٍ مقطوع
هي تركتي من كل هذا الخراب!.
"آبيلوتو" قلبي لأجلكِ أيتها الطفلة الفاطمية
إنها "روحروحي" تفتح أذرعها الآن فوق موتك الجاف
.. يا رفيقه..
جايوسيليبي: سرقتِ قلبي
آبيلوتو: حزن
روحروحي: دوائر الماء
نبذة عن زيد قطريب – مواليد 1968
مؤلفاته:
– صدر له كتاب "باركنسون" شعر- 2012
– أنطلوجيا شعرية سورية مترجمة للغة الألمانيةـ ترجمة الدكتور سرجون كرم 2016