للتعرف إلى مشروع انطولوجيا للشعراء اللبنانيين وانطلاقه منذ حوالى 3 سنوات وترجمته قصائد لهم من العربية إلى الألمانية، وخلال زيارة الشاعر والمترجم سرجون فايز كرم الى لبنان، لاستكمال مشروع الأنطولوجيا الشعرية، ألتقته مجلة "تحولات" ليتحدث عن علاقته بالشعر وعن مشروع أنطولوجيا وعن بدايته، وكان هذا الحوار هذا نصه.
بداية حديثنا مَن سرجون فايز كرم، فأجاب: من مواليد 1970 الأشرفية – بيروت. مع بداية الحرب الأهلية 1975 تمّ تهجيرنا من بيروت الشرقيّة فانتقل أهلي إلى قرية فيع في قضاء الكورة حيث مسقط رأس والدي. تابعت دروسي الاولى في مدرسة القرية، في المرحلة الثانوية درست في ثانوية خليل سالم في قرية ددة الكورة. بعد ذلك انتقلت إلى جامعة البلمند وانهيت دبلوم في اللغة العربية وآدابها 1992 والماجستير 1995 بموضوع ألسني "دلالة السفر في شعر عبد الوهاب البياتي".
وتابع: عملت مدرّساً للغة العربيّة للناطقين ولغير الناطقين بها في معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي ولغير الناطقين بها في كلية الآداب والعلوم الانسانية في جامعة البلمند حتى العام 1999 لأغادر بعدها إلى ألمانيا لمتابعة الدكتوراه. العام 2003 أنهيت الدكتوراه في الأدب العربي في جامعة هايدلبرغ بعنوان "الرمز المسيحي في الشعر العربيّ الحديث" بالإضافة إلى دبلوم في فيلولجيا اللغة الألمانية وآدابها كلغة أجنبية. حتى العام 2005 عملت أستاذاً زائراً في قسم الترجمة والتواصل في مدرسة ماستريخت العليا في هولندا وأستاذاً متعاقداً مع جامعة هايدلبرغ لأحصل العام 2005 على وظيفة ثابتة في قسم العلوم الشرقية والآسيوية التابع لجامعة بون حيث أدرّس منذ ذلك الوقت اللغة العربية والترجمة.
وعن بدايته بالشعر قال: بداياتي الشعرية كانت في المرحلة الثانويّة ولكنّ المرحلة الجامعية هي التي بلورت شعري فاتخذت شعر التفعيلة طريقتي في الكتابة. ففي جامعة البلمند أشرف عليّ الدكتور العلامة المرحوم محمّد قاسم وكان يصحّح قصائدي ويوجّهني، بعدها اصطحبني الى المنتدى الأدبي في طرابلس وكان يعقد جلساته في مكتب الوزير الحالي الأستاذ المحامي رشيد درباس. ومن الحاضرين إلى جانب الدكتور قاسم والاستاذ درباس كان هناك الدكتور أحمد الحمصي والاستاذ عبد الكريم شنيني والدكتور ياسين الأيوبي.
والدكتور محمد قاسم هو الذي اصطحبني الى المجلس الثقافي للبنان الشمالي وقدّمت هناك طلب عضوية.
وعن بدايته مع الترجمة من العربية إلى الألمانية وبالعكس، أكد انها كانت "بعد إنهائي دراسة الدكتوراه فترجمت تراجيديا ألمانية تدعى تراجيديا المنصور للشاعر والأديب الألماني هاينريش هاينه وقد صدرت العام 2006 عن دار الأب سروج في طرابلس. بعدها بدأت في مشروع ترجمة الشعر العربي إلى الألمانية فوقع اختياري على الشاعر نعيم تلحوق. وقد أعجبني بعده الفلسفي، بالإضافة إلى كونه ليس ضمن مجموعة الكتاب والشعراء التي تسوّق لبعضها في الصحف والمجلات (مع كامل احترامي للجميع) فترجمت فبدأت بترجمة ديوانه "يغنّي بوحاً" وعندما سافرت إلى لبنان تعرفت إليه عبر صديق مشترك ونشأت بيننا صداقة. فنعيم العميق واللطيف والهادئ إنساني الأبعاد شخصاً وشعراً.
وعن مشاركاتكما الشعرية في لبنان او ألمانيا، رأى أنه في نهاية العام 2011 أقيمت أمسية شعرية في جامعة بون وكان قسم الدراسات الشرقية والآسيوية مشاركاً بها بشخصي وبشخص الشاعر نعيم تلحوق الذي تمّت دعوته عبر قسمنا في جامعة بون. وقد سنحت الفرصة لي ولقسمي (أساتذة وطلاباً) للتعرّف إلى الشاعر نعيم عبر محاضرات ألقاها عن قرب واتفقنا على التعاون في مشاريع علمية مستقبلية تتعلّق بالشعراء اللبنانيين.
وحول مشروع انطولوجيا للشعراء اللبنانيين شرح بأننا كنا قد اتفقنا على مشروع إعداد انطولوجيا للشعراء اللبنانيين مترجمة إلى اللغة الالمانية بالتنسيق مع الاستاذ نعيم. وأقوم مع مديرة قسم اللغة العربية البروفسورة داغمار غلاس بالترجمة في حين يمدّنا الاستاذ نعيم تلحوق بالقصائد
وتمّت مراعاة الواقع اللبناني بتعدديته سواء على المستوى الديني أو السياسي وذلك منعاً للتكهنات التي يمكن أن تلقى جزافاً، مع أنّنا كمترجمَين لا يهمّنا إلا القيمة العلمية والأدبية في مجهودنا، خصوصا أنّنا لا نقوم بالترجمة الحرفية أو المعتمدة من قبل مترجمي الشعر العربي إلى الألمانية، فعملنا ينحصر في أنطولوجيا تقدّم الشعراء اللبنانيين إلى القارئ الألماني، يضاف إلى ذلك أنّنا نعتمد طريقة في الترجمة نهدف من خلالها تقديم مشروع لمفهوم الترجمة الأدبية. وقد عرضت بعض هذه القصائد المترجمة في اليوم العلمي المفتوح في جامعة بون أيار الماضي.
سرجون كرم: مشروع أنطولوجيا الشعراء اللبنانيين بالعربية والألمانية
96
المقالة السابقة