توقفت عند اسم "تحولات" المجلة، لأني استشعرت أن الأسم يتماهى مع ما نشهده من تحولات فكرية عقائدية ومبادئية، فكل ما يجري يثير اختلاسات الغبار بين الامس واليوم والغد الاقرب للمجهول، وحتى لا تتسع الدائرة وتتحول الى دوائر كمن يقذف بحجر على سطح الماء فتتسع الدوائر.
لعلنا نضع الأصبع على محور التحولات الفكرية الثقافية التي نتعايش معها وإن لم نشتهها، فالمثقف اليوم يعيش تحولات لامست العقائد وشككت بها، فصرنا أقرب إلى الضبابية في الرؤية بين جيل انغمس في المبادئ والقيم والروح القومية، وبين جيل أقرب الى اللا فكر بل متلقٍّ تحول الى التقنية وصار أسيراً لها، يهرول للحاق بها من دون المرور بالمعرفة الأخلاقية.
حتى لا نبحث في غوغائية ما يجري لعلي أشير الى إيجابية التحولات فيما يجري على المشهد الثقافي ولنترك الجوانب السلبية لمحاولة فهم ما لا يُفهم .
نعيش الآن الجيل الثاني من التكنولوجيا الثقافية في مواقعٍ اِستجابت لها الأقلام الواعدة الشابة وحاول الجيل الأكبر اللحاق بركبها، مع مطلع الألفية الثالثة عرفت مواقع (الدوت كوم) من منتديات ومدونات ألكترونية حتى الوصول لثورة (الفيس بوك) و(تويتر) مروراً في الصحف الألكترونية.
هذا التحول أفرز ثقافة تحولية تتسم باللا قيود واللا حدود لسمائها بدلاً من ممارسات الرقيب الأمني أو التأويلات، أتاح هذا الفضاء حرية سأهمت بتحولات وأوجبت التبعية لها ومَن يتخلف عنها يوسم بالأمية.
هذه المواقع التواصلية نتجت عنها أقلام جديدة ومهنية مختلفة في الطرح المتماهي مع لغة العصر في الخروج من رتابة الإطالة.
أبرزت أدباء مازالوا في العقد العشرين نجحوا في إجبارنا على احترامهم والاستماع لهم فقد نشروا كتباً تجاوزت أرقام توزيعها الكثير من المخضرمين على الساحة.
منح هذا الفضاء حرية الطرح والانتقاد حتى صيّر الحكومات مجبرة على متابعة ما يُكتب بل صار أقرب للرأي العام إذا صدقنا وآمنا أن العالم اليوم يحكمه الجيل الجديد الذي يقع تحت سن الثلاثين عاماً.
نشهد تحولات جديدة تحتاج منا للتغير واللحاق بهذه التحولات.
** موشومةٌ بكَ ..
كـ أوراق الخريف ..
تمنحني الحياة ..
غياب فصل ربيعٍ لم يحن ..
خريفُ مشاعركَ ..
يتناثر.. يتساقط ..
أوراقاً أشبه في نبض اعتاد لقاءنا الذي لم يأت ..
أرقص على إيقاعات موسيقى الصمت ..
يداك تطوقني ..
تبعدني إليك ..
أتعجلُ فجراً يعقبه ليل موجع دونك ..
لترحل كل الفصول ..
ليبقَ خريفكَ هو الحياة
* شاعر – جدة