111
عشية استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية التي تضع جميع القوى السياسية والمدنية والدينية في وضعية الترقب والاستعداد، وحتى التنافس، نظراً لتنامي عدد المرشحين، وأيضاً الصانعين للرؤساء، من دون أن نستثني الخارج، من إقليمي ودولي عن هذه الصناعة والتي يخشى بعض الناس، من عقبات سلبية تؤجلها أو تعطلها، لكن … القاسم المشترك في كل ذلك مطلب الرئيس القوي.
أي قوة يقصدون، وماذا تحمل هذه العبارة من معايير؟
كل يريد من الرئيس القوي مواصفات يسقطها على نفسه، وكل يتغنى بالقوة التي يجسّدها بتفسيرها ليقول هذا أنا، فهو تارة يتغنى بشعبيته وحجم تمثيله، وطوراً بحجم فريقه، أو بتحالفاته، وقد يدّعي التجربة والخبرة وما يحمل من واقعية ودينامية، أو حتى حلم يراوده بدخول نادي رؤساء الجمهورية والعمر ها قد مضى.
ولا يستغرب آخرون أن يلهج احدهم بالقوة من منطلق الدم الذي سفكه، والذي يلتصق بتاريخه التصاقاً لا يمحى بكل غفران العالم.
إزاء هذا الواقع أليس من حقنا نحن المرؤوسين والرأي العام المستمع والمتلقي أن يقول أي رئيس نريد؟ وأي قوة نستسيغ ونتمنى؟
نحن نريد القوة، لكن لنعتمد معاً رمزاً ما، نأخذه من سبر التاريخ لاسيما وانه غني بالأسماء والقادة والجنرالات.
هل هناك أقوى من الاسكندر المقدوني.. أنه نموذج القائد الملهم والنير والمثقف على يد الفيلسوف اليوناني العظيم أرسطو، وهو الفاتح الجبار رغم صغر سنه، وهو الذي انحنت له الإمبراطوريات من شرق وغرب من نينوى وبلاد فارس وبابل وآشور وآسيا الصغرى وفينيقيا ومصر ولا زالت مدينة الاسكندر ومكتبتها تُخبر عنه.
إلى الهند وصل، وعبر نهر الهندوس، مواجهاً خطب كهنة الجبال وأتباع بوذا الرافضين للقادم من الغرب. الذي تخطّت جيوشه حرارة الهند الخائفة، وظل يحلم بالوصول إلى الصين وسورها العظيم، فتعب جيشه وعاد، وكان هو يريد استكمال المسير.
كانت إمبراطوريته الممتدة من شرق وغرب أشبه ما تكون نموذجاً لعولمة اليوم، إنما بدون التكنولوجيا المتطورة، هي حضارة هيلنستية جامعة عابرة للقارات.
هذا هو الاسكندر المقدوني في التاريخ فهل من اسكندر معاصر، بحجم لبنان الكيان الذي يصرّ على مطلب القوة.
الإمبراطور اللبناني… الذي يزعمه بعض لنفسه، ماذا سيكون برنامجه، وما هي مهامه، وما سيداهمه من واجبات؟
النهوض بالوطن وإحياء شعور المواطنة في مواجهة التطيف القائم، من أجل إعادة الثقة لجيل الشباب وفتح آفاق المستقبل والعمل، ووقف الهجرة وتسرب الكفاءات إلى الخارج. السعي لتعزيز الإيمان بقوة لبنان داخل أمته من دون اعتماد الضعف خياراً تاريخياً منذ إعلانه من المنتدب غورو، فجعلته مقاومته الباسلة قوياً بعمقه القومي فكان أن هزم الجيش الصهيوني وأعاد للأمة كلها شعور العزة والافتخار.
نريد الاسكندر الذي يعيد للبنان، ليس إمبراطوريات، إنما ثروة مدفونة في باطن أرضه، يحميها بصحة خياراته وجيشه الوطني ومقاومته المتجانسين والمتأهبين دوماً.
نريد قائداً يجعل من لبنان منارة للفكر الحر ومكتبة غنية بالمفكرين والمثقفين، وتزخر بالعلوم.
نريد قائداً متواضعاً نحو العلم فيسعى هو للقاء الفيلسوف الزاهد "ديوجين". ويقول ليتني كنت مكاناً، كما قال له الاسكندر، والذي قال في مكان آخر لملك فارسي الذي حاول مبادلته بزواج ابنته بدل أخذ عرشه، وعندما حاول صديقه إقناعه بالقبول، قائلاً: لو كنت مكانك لفعلت كذا، أجابه الاسكندر: يا بارمينوس لو كنت بارمينوس لقبلت، ولكنني الاسكندر، أي أنه لا يفاوض على حق يراه، ولا يتنازل عن قناعة وعن ملكية حققها لوطنه ولشعبه.
الاسكندر الذي نريد، ومعيار القوة، ليس نصف الأشياء، بل كلها، وليس الأسود والأبيض ليشكلا لوناً رمادياً، بل قائد ينطلق بمفاهيم واضحة فلا يتراجع ولا يهادن يحمي بلده ويدافع عن حقه وعن فقرائه، ويصون شعبه.
فمن يرى في نفسه هذه المعايير الحقيقية سيكون الرئيس، إن في استفتاء نيابي أو شعبي.
أي قوة يقصدون، وماذا تحمل هذه العبارة من معايير؟
كل يريد من الرئيس القوي مواصفات يسقطها على نفسه، وكل يتغنى بالقوة التي يجسّدها بتفسيرها ليقول هذا أنا، فهو تارة يتغنى بشعبيته وحجم تمثيله، وطوراً بحجم فريقه، أو بتحالفاته، وقد يدّعي التجربة والخبرة وما يحمل من واقعية ودينامية، أو حتى حلم يراوده بدخول نادي رؤساء الجمهورية والعمر ها قد مضى.
ولا يستغرب آخرون أن يلهج احدهم بالقوة من منطلق الدم الذي سفكه، والذي يلتصق بتاريخه التصاقاً لا يمحى بكل غفران العالم.
إزاء هذا الواقع أليس من حقنا نحن المرؤوسين والرأي العام المستمع والمتلقي أن يقول أي رئيس نريد؟ وأي قوة نستسيغ ونتمنى؟
نحن نريد القوة، لكن لنعتمد معاً رمزاً ما، نأخذه من سبر التاريخ لاسيما وانه غني بالأسماء والقادة والجنرالات.
هل هناك أقوى من الاسكندر المقدوني.. أنه نموذج القائد الملهم والنير والمثقف على يد الفيلسوف اليوناني العظيم أرسطو، وهو الفاتح الجبار رغم صغر سنه، وهو الذي انحنت له الإمبراطوريات من شرق وغرب من نينوى وبلاد فارس وبابل وآشور وآسيا الصغرى وفينيقيا ومصر ولا زالت مدينة الاسكندر ومكتبتها تُخبر عنه.
إلى الهند وصل، وعبر نهر الهندوس، مواجهاً خطب كهنة الجبال وأتباع بوذا الرافضين للقادم من الغرب. الذي تخطّت جيوشه حرارة الهند الخائفة، وظل يحلم بالوصول إلى الصين وسورها العظيم، فتعب جيشه وعاد، وكان هو يريد استكمال المسير.
كانت إمبراطوريته الممتدة من شرق وغرب أشبه ما تكون نموذجاً لعولمة اليوم، إنما بدون التكنولوجيا المتطورة، هي حضارة هيلنستية جامعة عابرة للقارات.
هذا هو الاسكندر المقدوني في التاريخ فهل من اسكندر معاصر، بحجم لبنان الكيان الذي يصرّ على مطلب القوة.
الإمبراطور اللبناني… الذي يزعمه بعض لنفسه، ماذا سيكون برنامجه، وما هي مهامه، وما سيداهمه من واجبات؟
النهوض بالوطن وإحياء شعور المواطنة في مواجهة التطيف القائم، من أجل إعادة الثقة لجيل الشباب وفتح آفاق المستقبل والعمل، ووقف الهجرة وتسرب الكفاءات إلى الخارج. السعي لتعزيز الإيمان بقوة لبنان داخل أمته من دون اعتماد الضعف خياراً تاريخياً منذ إعلانه من المنتدب غورو، فجعلته مقاومته الباسلة قوياً بعمقه القومي فكان أن هزم الجيش الصهيوني وأعاد للأمة كلها شعور العزة والافتخار.
نريد الاسكندر الذي يعيد للبنان، ليس إمبراطوريات، إنما ثروة مدفونة في باطن أرضه، يحميها بصحة خياراته وجيشه الوطني ومقاومته المتجانسين والمتأهبين دوماً.
نريد قائداً يجعل من لبنان منارة للفكر الحر ومكتبة غنية بالمفكرين والمثقفين، وتزخر بالعلوم.
نريد قائداً متواضعاً نحو العلم فيسعى هو للقاء الفيلسوف الزاهد "ديوجين". ويقول ليتني كنت مكاناً، كما قال له الاسكندر، والذي قال في مكان آخر لملك فارسي الذي حاول مبادلته بزواج ابنته بدل أخذ عرشه، وعندما حاول صديقه إقناعه بالقبول، قائلاً: لو كنت مكانك لفعلت كذا، أجابه الاسكندر: يا بارمينوس لو كنت بارمينوس لقبلت، ولكنني الاسكندر، أي أنه لا يفاوض على حق يراه، ولا يتنازل عن قناعة وعن ملكية حققها لوطنه ولشعبه.
الاسكندر الذي نريد، ومعيار القوة، ليس نصف الأشياء، بل كلها، وليس الأسود والأبيض ليشكلا لوناً رمادياً، بل قائد ينطلق بمفاهيم واضحة فلا يتراجع ولا يهادن يحمي بلده ويدافع عن حقه وعن فقرائه، ويصون شعبه.
فمن يرى في نفسه هذه المعايير الحقيقية سيكون الرئيس، إن في استفتاء نيابي أو شعبي.