حين غادر إياد وهبه لبنان كان حنين الوطن يثقل خطاه ولكن معاناته في وطنه كانت الأقوى من البيئة الحاضنة. فمشى إلى مغتربه مكرهاً وكان كل شيء بات غير مألوف، وساهمت تلك المتغيرات السلبية في الهجرة. حتى لكأنه أصبح يعيش الغربة إياها في وطنه.
كان وهبه يعيش طيلة غربته في الولايات المتحدة الأميركية حالة تمزق في داخله وصراع بين أفكاره وأغانيه المزروعة في قلب المظاهرات والشوارع والمهرجانات والجامعات وتجمّعات العمال. وبين أين هو الآن في بلاد ما انفكت تكن له ولمن يغني العداء المطلق.
لكن معاناته لم تدم طويلاً فانفجر الوضع الاجتماعي في كل من مصر وتونس مفاجئاً الجميع، حيث كنا نظن أن التراكمات النضالية الجزئية لم تفِ بالغرض المطلوب، لكنها كانت بالحقيقة تتجمّع جزئيات لتحدث الانفجار الاجتماعي الكبير بمفاعيله الثلاثة – عيش – حرية – عدالة اجتماعية.
وكان وهبه يترقب كل شيء مسحوراً بالحراك الجماهيري ولسان حاله يقول لم تذهب جهودنا هباء وها هو الزرع ينبت وربيع العرب يعود وأنا على طريقة عودة الشيخ إلى صباه فكل شيء يتفتح وصدى صوت الثورة العربية يصدح ويصدح في كل العواصم العربية. ما حدا بإياد وهبه الى أن حزم حقائبه وعاد إلى وطنه ومع جمهوره الذي غنى له حتى بح صوته من أجل نصرته.
متأبطاً ألبومه الجديد "كرمالو" الذي يعتبر بمثابة وصل ما انقطع من التراث الغنائي الثوري الذي يمتدّ من السيد درويش – والشيخ إمام عيسى – ومارسيل خليفة – وزياد الرحباني وبين حاضرنا اليوم.
وفي تصريح له قال إياد: إذا كانت الثورة مجموعة من الروافد الفكرية والثقافية والعمل الجاد والتضحيات. فاسمحوا لي أن أقول إن الأغنية الثورية الملتزمة هي جزء لا يتجزأ من مسيرة الثورة الاجتماعية والقومية.
لكن الذي لم يقله الفنان الثوري إياد وهبه تصريحاً قاله بأغنيته “MR. DARWIN” وكأنه يقول للأحزاب الطائفية والانتهازية والطبقة البرجوازية الحاكمة: لقد أثبتم بمواقفكم المعادية لشعوبكم صحة اكتشافات العالم الكبير "DARWIN" وخاصة في كتابه الشهير "أصل الانواع".