111
نظمت "مؤسسة سعاده للثقافة" ندوة وتوقيع كتاب "حوار الأنهر" للدكتورة حياة الحويل في مسرح بابل، رأس بيروت، وحضرها حشد من المهتمين.
بداية عرض مقاطع مصورة من الكتاب ثم كانت كلمة سليمان بختي الذي أدار الندوة وقدمها وقال :
هذا الكتاب ينتمي الى ثقافة الحوار الحضاري في زمن صدام الحضارات . هو احتفاء بالشعر والنثر والضوء والاسطورة واللون والموسيقى والفولكلور . احتفاء بالحياة، حياتنا بكل ما فيها من ابداع واضاءات وتحولات. الدكتورة حياة الحويك عبرت النهر مرتين ورأت وسجلت وقدمت لنا مادة الحضارة وقد صنعت من عناصر الثقافة ومن روح الحرية ومن جذوة الابداع.
وأضاف كل كتاب هو رافد من روافد الثقافة والحضارة فكيف بكتاب يحمل عنوان "حوار الانهر" حوار الدانوب ونهر الاردن في جدلية شرق – غرب وفي حيز حضاري متوسطي مشرق وغني.
وكانت كلمة للدكتور حسن حماده قال فيها :
هي فكرة …. انفلتت من ينبوع الاسطورة …..والنهر تمدّد ما بين النهرين … فصار جسداً مائياً ….جسد بدأ معه لقاء الانهر …تعانق النهران …. الاردن والدانوب…
النهر لا يشكو همّه الا للنهر … بين الأنهر لغة لا يفهمها الا النهر… أبجدية ماء اسطورية… قواعدها في ملحمة الاينوما عيليّشي … اسطورة الخلق الاولى …. قاموس المعرفة الاول… تحفة الخيال الأولى ….. اليها التجأ النهر الثالث … ليبني بالماء حواراً بين الأنهر.
الذات النهريّة لم يكتشف منها سوى القليل القليل قياسا بكثير ثمارها… هي بيت المؤونة … هي بيت لحم الامم…. بيت جليل الامم…..
وختم قائلاً… "ككلمات النهر الثالث تنساب بين اللوحات الخميلة، بين ضفتي ودفتي جوردانوب، لترسم بحركتها الاسطورية كوريغرافيا خاصة بها… من البديهي ان تتوازن مع منسوب النهرين… فيولد ثالؤث مسكون بالاساطير …لا يعيش خارج الاساطير… تليق به الاساطير ويليق بها….. فكان حوار الانهر ….نهر الاردن …نهر الدانوب والنهر الثالث نهر حياة . هنيئا لك يا نهر الابداع".
وتحدث الاستاذ بيار أبي صعب متوقفاً عند بانورامية المشهد بين نهر الدانوب ونهر الاردن وما يجري بينهما من حضارة وثقافة وحوار وموسيقى وفنون. وأشاد بالجهد الذي بذلته الكاتبة ليأتي الكتاب معبراً عن فكرته ومغزاه.
ثم كانت كلمة الاستاذ نصري الصايغ الذي قال :
" كتاب، لي كتاباً.
هو وثن من ماء يثنى. دين بلا لغة. بلاد من ضفتين : الاردن من هنا، والدانوب من هناك، ويلتقيان.
كخطين مستقيمين. على مرآى من حضارات ولغات وأساطير ومتاحف وقصائد ومعابد ولوحاب بعدد أبعاد الآفاق.
هنا، في هذا الكتاب. ذرية من اكوان، ليس من آدم او حواء. ذرية من شهوة الاجنحة، عندما تجن في اسرة تشبه لوحات الكتاب.
كتاب، ليس كتاباً.
لا تتصفحه، أطمئن لن يكتم عنك شيئاً. يدخلك من حواسك كلها. لا أول له ولا آخر. تأتيه من كل الصفحات فينفتح لك على فيض من ماء الشعر وماء السماء. ترتسم بابداع يقارب ابداع الدانوب ومضا"، ونوم النيل همسا وثرثرات الاردن صلاة، وركعات الفرات حيث جعلنا من الماء كل شيء حي.
كتاب، ليس كتاباً.
ربما هو من شعر الى جغرافيا. الانثى من حرمون وجولان وطبريا وعرقوب. الرجل في سعف وتمر ووزال. جنس الارض فيض وابتكار. فخيال الانسان احيانا فوق مقام الالوهة.
شغف ان تلمس بعينيك حروف الاسطورة وتلامس شكل الماء وشهوة الارض المشتاقة لبعلها. طرب ان تأخذك لوحات الكتاب الى قداس من رقص وعصف وجنون، وكنيسة ليست الا لغير القديسيين من خالقي الشعر.
وختم كتاب حياة الحويك، "حوار الانهر" هو سفر من وثن حي.
كتاب لتحبه لا لنقرأه
تضعه عندك، تعويذة جمال.
خرزة زرقاء، بحجم الاردن وانسيابات الدانوب.
ومن بعده ، سيكون الطوفان الجميل.
فشكرا لمن ملأت كأسنا بماء لا ينضب كلاما وشعرا ورقصا وذرية من الالوان".
وكانت كلمة الختام للدكتورة حياة الحويك قالت فيها :
" فكرة حوار الانهر الحقيقة هي فكرتي وليست فكرتي بمعنى أنا كتبت سابقاً مع امتداداً لسنوات طويلة الكثير الكثير بما يخص الدانوب .
في موضوع الاسطورة أعتقد الى حد ما بأنني متخصصة من عمر 18 سنة وأنا أعمل على موضوع الاسطورة وأصدرت دراسة حول تأثير الاسطورة في المسرح العربي. اذن تجمعت عناصر مختلفة حول الاردن وحول الدانوب.
وذكرت ان المشكلة التي واجهتها هي مشكلة صراع صعب جدا أن تورد حصيلة معرفية معلومات متعلقة بجغرافيا والتاريخ والسياسة والتشكيل والفلكور كما رأيتم دون ان تفقد اللغة وهجها الشعري الصياغي".
وختمت "ملاحظتي الاخيرة النص حقا يتعلق بتصنيف ما يسمى بحوار الحضارات وانا لا أنكر أنني ناشطة قديمة بحوار الحضارات وافصل تماما بين موضوع حوار الحضارات وبين الصراع السياسي انا مناضلة شرسة فيما يتعلق بالصراع السياسي ولكنني من جهة أخرى اؤمن بحوار الحضارات واؤمن دائما بان التطور الثقافي والحضاري هو صليب ليس بمعنى المسيحي واقصد بالصليب لا تطور الا باكتمال عنصرين التجذر العامودي في الذات ، في التراث، في التاريخ، في الذات في كل مكوناتها الانفتاح الافقي على الآخر. اذا استطعنا ان نحقق هذا التقاطع بين الانفتاح الافقي على الاخر والتجذر العامودي في الذات فاننا يمكن ان نطور انفسنا ونطورحضارتنا ونطور ثقافتنا"
بداية عرض مقاطع مصورة من الكتاب ثم كانت كلمة سليمان بختي الذي أدار الندوة وقدمها وقال :
هذا الكتاب ينتمي الى ثقافة الحوار الحضاري في زمن صدام الحضارات . هو احتفاء بالشعر والنثر والضوء والاسطورة واللون والموسيقى والفولكلور . احتفاء بالحياة، حياتنا بكل ما فيها من ابداع واضاءات وتحولات. الدكتورة حياة الحويك عبرت النهر مرتين ورأت وسجلت وقدمت لنا مادة الحضارة وقد صنعت من عناصر الثقافة ومن روح الحرية ومن جذوة الابداع.
وأضاف كل كتاب هو رافد من روافد الثقافة والحضارة فكيف بكتاب يحمل عنوان "حوار الانهر" حوار الدانوب ونهر الاردن في جدلية شرق – غرب وفي حيز حضاري متوسطي مشرق وغني.
وكانت كلمة للدكتور حسن حماده قال فيها :
هي فكرة …. انفلتت من ينبوع الاسطورة …..والنهر تمدّد ما بين النهرين … فصار جسداً مائياً ….جسد بدأ معه لقاء الانهر …تعانق النهران …. الاردن والدانوب…
النهر لا يشكو همّه الا للنهر … بين الأنهر لغة لا يفهمها الا النهر… أبجدية ماء اسطورية… قواعدها في ملحمة الاينوما عيليّشي … اسطورة الخلق الاولى …. قاموس المعرفة الاول… تحفة الخيال الأولى ….. اليها التجأ النهر الثالث … ليبني بالماء حواراً بين الأنهر.
الذات النهريّة لم يكتشف منها سوى القليل القليل قياسا بكثير ثمارها… هي بيت المؤونة … هي بيت لحم الامم…. بيت جليل الامم…..
وختم قائلاً… "ككلمات النهر الثالث تنساب بين اللوحات الخميلة، بين ضفتي ودفتي جوردانوب، لترسم بحركتها الاسطورية كوريغرافيا خاصة بها… من البديهي ان تتوازن مع منسوب النهرين… فيولد ثالؤث مسكون بالاساطير …لا يعيش خارج الاساطير… تليق به الاساطير ويليق بها….. فكان حوار الانهر ….نهر الاردن …نهر الدانوب والنهر الثالث نهر حياة . هنيئا لك يا نهر الابداع".
وتحدث الاستاذ بيار أبي صعب متوقفاً عند بانورامية المشهد بين نهر الدانوب ونهر الاردن وما يجري بينهما من حضارة وثقافة وحوار وموسيقى وفنون. وأشاد بالجهد الذي بذلته الكاتبة ليأتي الكتاب معبراً عن فكرته ومغزاه.
ثم كانت كلمة الاستاذ نصري الصايغ الذي قال :
" كتاب، لي كتاباً.
هو وثن من ماء يثنى. دين بلا لغة. بلاد من ضفتين : الاردن من هنا، والدانوب من هناك، ويلتقيان.
كخطين مستقيمين. على مرآى من حضارات ولغات وأساطير ومتاحف وقصائد ومعابد ولوحاب بعدد أبعاد الآفاق.
هنا، في هذا الكتاب. ذرية من اكوان، ليس من آدم او حواء. ذرية من شهوة الاجنحة، عندما تجن في اسرة تشبه لوحات الكتاب.
كتاب، ليس كتاباً.
لا تتصفحه، أطمئن لن يكتم عنك شيئاً. يدخلك من حواسك كلها. لا أول له ولا آخر. تأتيه من كل الصفحات فينفتح لك على فيض من ماء الشعر وماء السماء. ترتسم بابداع يقارب ابداع الدانوب ومضا"، ونوم النيل همسا وثرثرات الاردن صلاة، وركعات الفرات حيث جعلنا من الماء كل شيء حي.
كتاب، ليس كتاباً.
ربما هو من شعر الى جغرافيا. الانثى من حرمون وجولان وطبريا وعرقوب. الرجل في سعف وتمر ووزال. جنس الارض فيض وابتكار. فخيال الانسان احيانا فوق مقام الالوهة.
شغف ان تلمس بعينيك حروف الاسطورة وتلامس شكل الماء وشهوة الارض المشتاقة لبعلها. طرب ان تأخذك لوحات الكتاب الى قداس من رقص وعصف وجنون، وكنيسة ليست الا لغير القديسيين من خالقي الشعر.
وختم كتاب حياة الحويك، "حوار الانهر" هو سفر من وثن حي.
كتاب لتحبه لا لنقرأه
تضعه عندك، تعويذة جمال.
خرزة زرقاء، بحجم الاردن وانسيابات الدانوب.
ومن بعده ، سيكون الطوفان الجميل.
فشكرا لمن ملأت كأسنا بماء لا ينضب كلاما وشعرا ورقصا وذرية من الالوان".
وكانت كلمة الختام للدكتورة حياة الحويك قالت فيها :
" فكرة حوار الانهر الحقيقة هي فكرتي وليست فكرتي بمعنى أنا كتبت سابقاً مع امتداداً لسنوات طويلة الكثير الكثير بما يخص الدانوب .
في موضوع الاسطورة أعتقد الى حد ما بأنني متخصصة من عمر 18 سنة وأنا أعمل على موضوع الاسطورة وأصدرت دراسة حول تأثير الاسطورة في المسرح العربي. اذن تجمعت عناصر مختلفة حول الاردن وحول الدانوب.
وذكرت ان المشكلة التي واجهتها هي مشكلة صراع صعب جدا أن تورد حصيلة معرفية معلومات متعلقة بجغرافيا والتاريخ والسياسة والتشكيل والفلكور كما رأيتم دون ان تفقد اللغة وهجها الشعري الصياغي".
وختمت "ملاحظتي الاخيرة النص حقا يتعلق بتصنيف ما يسمى بحوار الحضارات وانا لا أنكر أنني ناشطة قديمة بحوار الحضارات وافصل تماما بين موضوع حوار الحضارات وبين الصراع السياسي انا مناضلة شرسة فيما يتعلق بالصراع السياسي ولكنني من جهة أخرى اؤمن بحوار الحضارات واؤمن دائما بان التطور الثقافي والحضاري هو صليب ليس بمعنى المسيحي واقصد بالصليب لا تطور الا باكتمال عنصرين التجذر العامودي في الذات ، في التراث، في التاريخ، في الذات في كل مكوناتها الانفتاح الافقي على الآخر. اذا استطعنا ان نحقق هذا التقاطع بين الانفتاح الافقي على الاخر والتجذر العامودي في الذات فاننا يمكن ان نطور انفسنا ونطورحضارتنا ونطور ثقافتنا"