العلمانون في لبنان : من هم وماذا يريدون ؟ أسئلة يطرحها مواطنون في مجتمعنا ولا يحصلون على جواب شامل ووافي. رغم أن هذا الموضوع مطروح بقوة ولا يمكن إنكاره ولا تجاهل فئة واسعة تعبر عنه ولو أن صوتها مازال ضعيفاً. فالعلمانيون لهم أهدافاً مشتركة منها فصل الدين عن الدولة، لكن توجد اختلافات في أفكارهم وأهدافهم. فهنالك من يهتم أكثر بالمسائل المطلبية الاجتماعية والاقتصادية والتربوية منها شؤون المرأة وهموم العمل والعمال…بينما آخرون يركزون مطالبهم ونضالهم على التغيير السياسي الشامل. كما إن كل فئة تختلف بقوتها عن الأخرى في توزعها، طريقة عملها ونشاطاتها. وقد يجتمع العلمانيون للقيام بعمل مشترك معين. لكن غالباً لكل فئة لها برنامجها الخاص المعبر عنها.
حالياً، موضوع "العلمانية" مطروح بقوة، لكن هناك شريحة كثيرة من الناس لاتعرف كثيراً عنها وخاصة في وسط الشباب الذين يطرحون العديد من الأسئلة حول هوية العلمانيين وما هي العلمنة؟ ولا يحصلون على جواب شامل ووافي، فالمسألة هنا ليس إن كنت مع العلمانية أو ضدها، بل ماذا تعرف حقاً عن العلمانين و دورهم واتجاهاتهم، خاصة أنهم غير ممثلين بمؤسسة واحدة أو ضمن تجمعٌ واحد كما أن افكارهم متنوعة ومتعددة.
انطلاقاً من هذه التساؤلات الكثيرة وغيرها، خصصت "مجلة تحولات مشرقية" هذا المحور حول موضوع "العلمانية"، واستطاعت أن تجمع في هذا الملف عدداً من التيارات والحركات والتجمعات العلمانية وشخصياتها، وذلك من أجل التعريف بهم ووجهة نظر كلٍّ منهم، وما يواجهونه من تحديات وتطلعاتهم، و نشر الوعي الحقيقي بالموضوعات التي يطرحونها.
وقد شارك في الإجابة إلى أسئلتنا كُلٍ من رياض صوما الكاتب السياسي، والمحامي والكاتب باسل عبدالله وهو أيضاً منسق ومسؤول إعلامي للتيار المجتمع المدني، ورشيد الزعتري وهو عضو بالهيئة الإدارية للتجمع الديمقراطي العلماني في لبنان.
في النهاية…. هذا الملف هو أيضا دعوة لاتحاد العلمانيين من أجل وطن حر يوفر لجميع المواطنين حقوقهم و يحفظ كرامتهم.