…واعزفي على ناي الخراب
– قلتُ للعاصفة –
واغرسي في القلب…أسنانَ الحقيقة
كما انغرستْ مساميرُ روما في جسد المسيح
و لا ترأفي بالفراشة…لو حوّمتْ فوق البنفسج
ثم اعصفي….
اعصفي…
اعصفي
فلا جدار لدي أورثه للولد
ولا ولد لدي أورثه للفجيعة
وما من خصلة شعرٍ..تلاعبها الريح…في انتظاري
ولا دوري يحطُّ على كتفي المتهدلين
كشاربي زوج…. عاد للتو من بحر الخديعة
*******************
اعصفي …
ثم اعصفي …
… ثم اعصفي
غادرني الأصدقاء.. تركوني أمضي وحيدا
…ناديتهم : يا أصدقاءُ…هذي أولُ الطريق..!! لا تتركوني
لا تتركوا أفاعي السلف الصالح …تلتهمُ بيوض الفجر
…لم يسمعوني..
تركوني عند أول مفترقٍ
أمضي بأحمالي الثقيلة ..نحو البعيد البعيد
وحيداً كالغريب
*****************
اعصفي…اعصفي
الشقيقُ الذي قاسمتهُ خبز الصباح
دسّ لي السم في حساء المساء
اعصفي
الحبيبُ الذي عزفتُ له على قيثارة الجنون
مليون عام
حتى نبعَ البنفسجُ تحت قدميه
لم يسمعْ نبضات قلبي…كان أصماً
***************
فاعصفي …واعزفي..واعصفي..واعزفي
سينسابُ نهرُ الخراب في المدائن
سنهدمَ المنازلَ التي بنيناها بأيدينا
لكن سيقتلنا الحنينُ إليها بعد حين
سنلجأُ إلى خيام الدم
سيقتلُ الشقيقُ منّا ..أباه
ويعري أمَّه للقادمين من الكهوف… ليرضعوا أثداءَها
ثم قلتُ للعاصفة : اعصفي ..اعصفي
واكتبي على غيمة النسيان
القمرُ الجميلُ تعرّى في العتمة
والقمرُ القبيحُ تعرّى في الضوء
ثم ضحكتُ
ثم وقفتُ عند أول يمامةٍ تنزفُ على شجرة لوز
ثم مشيتُ …وبكيتُ