145
عندما يعالج الأب الدكتور بديع الحاج موضوعاً له صلة بالموسيقى والموسيقيين، نجده يتخطى المديح في توصيفاته ليحصره في شرح علمي لفن تعمق بدراسته أياماً طويلة باحثاً ومنقباً ومقارناً. وما أروع أن يعيدنا بالأصالة الى دراسة فنان اصيل، وهو الخبير المتمرّس باللحن والنغم، والملمٍّ بتطور الغناء بدءاً من الترانيم الدينية التي أوحت للكثيرين من موسيقيينا ومطربينا الكبار اجمل الحانهم الطربية، فكان من اهم اهتماماته رغم تراكم المسؤوليات عليه، ان يتحفنا بشرح دقيق معمق يجمع بين التأريخ والتحليل لموسيقار ومطرب ترك بصماته المميزة لعشاق الطرب ومتذوقي الفن بأغنياته الخالدة.
فهذه الدراسة المعمّقة القيت خلال ندوة تكريمية اقامها النادي اللبناني للكتاب في دير مار مارون في القنيطرة ـ بيت شباب وشارك فيها الاساتذة اكرم الريس وميشال معيكي ورشيد الجلخ وتخللها عرض شريط وثائقي: "زكي ناصيف يروي مساره الفني ـ الإنساني".
طلّوا حبابنا طلّوا
سلاسة ما بعدها سلاسة، نغم يتدفق من القلب، إيقاع متفرد ينبئ عن روح صافية كلّها حياة. هذا هو رجل "راجع راجع يتعمّر" و"طلوا حبابنا" و"يا عاشقة الورد". زكي من الملحنين الرواد، له اسلوبه الخاص المميّز. هذا بالإضافة إلى صوته الجميل المعبّر.
لم يكن في لبنان حتى النصف الثاني من القرن العشرين موسيقى وأغانٍ لبنانية مميّزة، بل كانت هناك ألوان من الزجل والعتابا والميجانا وأبوالزلف، يردّدها الناس في لياليهم وفي أفراحهم وسهراتهم. كانت اللهجة المصرية سائدة في مجال الغناء حيث انتشرت الأغنية المصرية في كل مكان.
كانت انطلاقة زكي ناصيف الفنية مع مهرجانات بعلبك سنة 1957، كذلك مع فرقة الأنوار التي أطلقها سعيد فريحة سنة 1960. لم يحِد زكي ناصيف خلال هذه المرحلة عن هاجس الفولكلور اللبناني الذي يراه غنياً، ويحمل في طياته قدرات وطاقات مهمة يمكن ان تستخدم في سبيل عمل موسيقي كبير… وكذلك الأمر فإنه يجد في هذا الفولكلور مؤهلات تجعله قابلاً للتطور ومماشاة العصر ولا سيما من الناحية الأوركسترالية.
زكي ناصيف والفولكلور
زكي ناصيف من رواد الفن القائم على الإرث الفولكلوري وخاصة في الغناء والرقص والدبكة. لم يسعَ إلى تطوير الفولكلور اللبناني، ولم يلتفت إلى ذلك بالمعنى التجريبي والتطويري، بل حاول التفتيش عن إيقاع شعبي وطريقة للأداء، كما عن طريقة يستمد منها نكهة تحاكي هذه الطريقة.
وما فعله هو انه أضاف أشكالاً جديدة في الفن الفولكلوري تقترب من الحداثة والتطور. واذا كان الرحابنة قد أبدعوا في استعمال مكنونات فولكلور أهل الجبل لقربهم من المجتمع الريفي في جبل لبنان، فإن زكي ناصيف كان قريباً من فولكلور اهل السهل وتجاربه وهو المولود في بلدة مشغرة البقاعية. (سماع محمد الصلح ولحن "خيام الهنا" لزكي).
فيما ركّز عاصي ومنصور على تبني هذه الألحان الشائعة، اعتمد زكي ناصيف الأهازيج التي لا ألحان لها… فأخذ منها الإيقاع. على سبيل المثال: "طلوا حبابنا طلوا"، استوحى لحنها من عدية شعبية: "قام الدب تا يرقص". وبدلاً من أن يغني (الدلعونا) فضل ان يبتكر عملاً ويضع (الدلعونا) فيه. وهكذا ولدت اغنية "طلوا حبابنا".
زكي ناصيف بين اللحن الكنسي السرياني والبيزنطي
هناك قسم كبير من الألحان الفولكلورية الموجودة في الذاكرة الجماعية في لبنان أصولها سريانية. أما علاقة زكي ناصيف بذلك فهي استفادته من هذه الالحان. اتجه زكي ناصيف صوب السرياني أكثر مما اتجه صوب البيزنطي. فالألحان التراثيّة وبخاصّة الإيقاعية منها (كالقرّادي والموشّح البلدي والمعنّى والدلعونا وغيرها) هو سرياني بتركيبته الشعرية والموسيقية. واللحن السرياني المبنيّ على عدد اللفظات (syllabes)، لا على البحور الشعريّة العربيّة (أوزان الخليل)، غني بالإيقاعات والحركات الحيّة والنابضة. وهذه الحركات لا تنشأ إلا لدى الفلاحين والعاملين في الأرض. لذلك نجدها مملوءة بالفرح والبهجة. (سماع: زكي يغني السرياني ثم لحن ككرو وهلي يا سنابل). (ايضاً ألحان سريانية فيها إيقاع ولحن بسيط).
العودة الى الجذور الى التراث
إذا عدنا إلى أغاني زكي أمثال ميجانا يا ميجانا" و"عالمنجيرة" و"هالحلوين كتار" و"ودرب الغزلان" نجده يقتبس من ايقاعات ونغمات فولكلورية ويعالجها توضيباً وصياغة ليجعل منها صيغة شعبية جديدة لها موقعها في الغناء الفولكلوري اللبناني الذي تطور وازدهر منذ خمسينيات القرن الماضي.
في الأغنيات المذكورة وغيرها لا يصطنع ناصيف اللحن الفولكلوري. فهو لا يفتش عن الإيقاعات مادامت موجودة فيه، كما لا يدّعي إيجادها. فهو في هذه النقطة بالذات صائغ فنان يمسك المادة الفولكلورية ليجعل منها صيغة غنائية حديثة ومعاصرة، بقدر ما هي تراثية ومنغرسة في التاريخ الإيقاعي واللحني، بقدر ما هي منطلقة نحو الجديد والحديث.
دور الكورس في أغاني زكي ناصيف
ادخل زكي ناصيف نوعاً جديداً على الغناء في الإذاعات، وهو غناء الكورس، بعدما كان الغناء مقتصراً على الفرد، حيث لم يكن احد قبله يجازف في وضع اغنيات للكورس. فكان من أوائل من جعل للكورس دوراً فنياً شكّل جزءاً مهماً من بنية العمل الغنائي. من ناحية أخرى كان من أبرع من جعل أغنية الصوت المنفرد شيئاً ذا قيمة ملموسة. وقد ساعدته في الحالتين المذكورتين قدرته على كتابة الجملة الموسيقية الملائمة، جملة بالغة التعقيد في تركيبها، لكثرة ما فيها من تفاصيل نغمية ومنمنمات مرتبطة بخامته الصوتية وطبيعة صوته الخفيف والسريع الحركة. وهذا ما نجده في أغاني "ميجانا يابا ميجانا" و"بكرا بكرا" وغيرهما. والتركيز على الكورس كجزء من البنية الفنية للأغنية كان منذ خمسينيات القرن الماضي علامة مميزة في الأغنية اللبنانية والعربية. لم يستعمل الكورس كعامل يساعد المغني ويحمل عنه، بل كعنصر فني ضروري من بنية الأغنية الحديثة والمعاصرة في لبنان والتي أدت إلى ازدهار وتطور المسرح الغنائي في لبنان.
بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية
عرف زكي ناصيف من خلال ثقافته الموسيقية الشرقية والغربية في آن كيف يوالف بين المجوز والبيانو فيحوّل النغمة المفردة الرتيبة إلى عناقيد من الأنغام المركبة المتراقصة. مثال على ذلك "ميجانا يابا ميجانا": مثل من اللحن التراثي المحدّث والموزّع والمستخدم فيه آلة البيانو الغربيّة، مشاركة الناي (المنجيرة التي كان يحب) وعزف البيانو، كان سباقا في هذا المجال. كان بالامكان الاستغناء عن البيانو، لكن كان هدف زكي التقارب بين الشرق والغرب من الناحية الموسيقية والاستفادة من خبرات الغرب، ان كان من حيث الآلات او من حيث اللغة الموسيقية. تعامل مع التآلف النغمي (harmonie) من دون ان يمس بجوهر اللحن، تحاشى التوالفات على الدرجات المتحركة الشرقية. وهذا ظاهر في المقاطع التي يغنيها منفرداً، حيث يتحول النغم البياتي الشرقي. (ايقاع العديّات، وزن مار افرام 7+7). نمط الاغنية الشعبية الذي بدأه، لازمة مقطع. وكان دارجاً في ذلك الوقت الطقطوقة في مصر التي توازي هذا النمط من الغناء. كما استخدم اللوازم الموسيقية بين المقاطع او بين الدور واللازمة. مميزات اللحن التراثي القديم: سلّم مقتضب، حركة متقاربة، كلام بالعامية…
ميجانا يابا ميجانا دبكتنا ع الميجانا
انتو بميل ونحنا بميل يسواكن ما يسوانا
زكي والإيقاع
زكي فنان الايقاع البسيط والمركّب، يوصل البهجة الى السامعين عبر تركيزه على الايقاع لا على الدراما. مثال على ذلك: "نزلت تتنقل"، "على دلعونا" (ايقاع 12 وحدة ايقاعية)، "هلّي يا سنابل هلّي"، "طلوا حبابنا"، "هلا يا ريم الفلا": لحن وايقاع وموضوع بدوي، اغنية "خيام الهنا": راجع اهزوجة بدوية في بعلبك "غابت الشمس" غناء محمد الصلح.
ختاماً وباختصار، زكي ناصيف هو أحد مؤسسي الفن اللبناني الذين أطلقوا الأغنية اللبنانية التي حملت معها الأصالة والحداثة. ربط زكي ناصيف في أعماله الموسيقية بين العلم والثقافة والموهبة ولهذا شكّل في موسيقاه عصباً رئيساً في التجديد والمعالجة. وكان الانفتاح العنصر المؤثر في صياغاته وغنى معالجاته.
فهذه الدراسة المعمّقة القيت خلال ندوة تكريمية اقامها النادي اللبناني للكتاب في دير مار مارون في القنيطرة ـ بيت شباب وشارك فيها الاساتذة اكرم الريس وميشال معيكي ورشيد الجلخ وتخللها عرض شريط وثائقي: "زكي ناصيف يروي مساره الفني ـ الإنساني".
طلّوا حبابنا طلّوا
سلاسة ما بعدها سلاسة، نغم يتدفق من القلب، إيقاع متفرد ينبئ عن روح صافية كلّها حياة. هذا هو رجل "راجع راجع يتعمّر" و"طلوا حبابنا" و"يا عاشقة الورد". زكي من الملحنين الرواد، له اسلوبه الخاص المميّز. هذا بالإضافة إلى صوته الجميل المعبّر.
لم يكن في لبنان حتى النصف الثاني من القرن العشرين موسيقى وأغانٍ لبنانية مميّزة، بل كانت هناك ألوان من الزجل والعتابا والميجانا وأبوالزلف، يردّدها الناس في لياليهم وفي أفراحهم وسهراتهم. كانت اللهجة المصرية سائدة في مجال الغناء حيث انتشرت الأغنية المصرية في كل مكان.
كانت انطلاقة زكي ناصيف الفنية مع مهرجانات بعلبك سنة 1957، كذلك مع فرقة الأنوار التي أطلقها سعيد فريحة سنة 1960. لم يحِد زكي ناصيف خلال هذه المرحلة عن هاجس الفولكلور اللبناني الذي يراه غنياً، ويحمل في طياته قدرات وطاقات مهمة يمكن ان تستخدم في سبيل عمل موسيقي كبير… وكذلك الأمر فإنه يجد في هذا الفولكلور مؤهلات تجعله قابلاً للتطور ومماشاة العصر ولا سيما من الناحية الأوركسترالية.
زكي ناصيف والفولكلور
زكي ناصيف من رواد الفن القائم على الإرث الفولكلوري وخاصة في الغناء والرقص والدبكة. لم يسعَ إلى تطوير الفولكلور اللبناني، ولم يلتفت إلى ذلك بالمعنى التجريبي والتطويري، بل حاول التفتيش عن إيقاع شعبي وطريقة للأداء، كما عن طريقة يستمد منها نكهة تحاكي هذه الطريقة.
وما فعله هو انه أضاف أشكالاً جديدة في الفن الفولكلوري تقترب من الحداثة والتطور. واذا كان الرحابنة قد أبدعوا في استعمال مكنونات فولكلور أهل الجبل لقربهم من المجتمع الريفي في جبل لبنان، فإن زكي ناصيف كان قريباً من فولكلور اهل السهل وتجاربه وهو المولود في بلدة مشغرة البقاعية. (سماع محمد الصلح ولحن "خيام الهنا" لزكي).
فيما ركّز عاصي ومنصور على تبني هذه الألحان الشائعة، اعتمد زكي ناصيف الأهازيج التي لا ألحان لها… فأخذ منها الإيقاع. على سبيل المثال: "طلوا حبابنا طلوا"، استوحى لحنها من عدية شعبية: "قام الدب تا يرقص". وبدلاً من أن يغني (الدلعونا) فضل ان يبتكر عملاً ويضع (الدلعونا) فيه. وهكذا ولدت اغنية "طلوا حبابنا".
زكي ناصيف بين اللحن الكنسي السرياني والبيزنطي
هناك قسم كبير من الألحان الفولكلورية الموجودة في الذاكرة الجماعية في لبنان أصولها سريانية. أما علاقة زكي ناصيف بذلك فهي استفادته من هذه الالحان. اتجه زكي ناصيف صوب السرياني أكثر مما اتجه صوب البيزنطي. فالألحان التراثيّة وبخاصّة الإيقاعية منها (كالقرّادي والموشّح البلدي والمعنّى والدلعونا وغيرها) هو سرياني بتركيبته الشعرية والموسيقية. واللحن السرياني المبنيّ على عدد اللفظات (syllabes)، لا على البحور الشعريّة العربيّة (أوزان الخليل)، غني بالإيقاعات والحركات الحيّة والنابضة. وهذه الحركات لا تنشأ إلا لدى الفلاحين والعاملين في الأرض. لذلك نجدها مملوءة بالفرح والبهجة. (سماع: زكي يغني السرياني ثم لحن ككرو وهلي يا سنابل). (ايضاً ألحان سريانية فيها إيقاع ولحن بسيط).
العودة الى الجذور الى التراث
إذا عدنا إلى أغاني زكي أمثال ميجانا يا ميجانا" و"عالمنجيرة" و"هالحلوين كتار" و"ودرب الغزلان" نجده يقتبس من ايقاعات ونغمات فولكلورية ويعالجها توضيباً وصياغة ليجعل منها صيغة شعبية جديدة لها موقعها في الغناء الفولكلوري اللبناني الذي تطور وازدهر منذ خمسينيات القرن الماضي.
في الأغنيات المذكورة وغيرها لا يصطنع ناصيف اللحن الفولكلوري. فهو لا يفتش عن الإيقاعات مادامت موجودة فيه، كما لا يدّعي إيجادها. فهو في هذه النقطة بالذات صائغ فنان يمسك المادة الفولكلورية ليجعل منها صيغة غنائية حديثة ومعاصرة، بقدر ما هي تراثية ومنغرسة في التاريخ الإيقاعي واللحني، بقدر ما هي منطلقة نحو الجديد والحديث.
دور الكورس في أغاني زكي ناصيف
ادخل زكي ناصيف نوعاً جديداً على الغناء في الإذاعات، وهو غناء الكورس، بعدما كان الغناء مقتصراً على الفرد، حيث لم يكن احد قبله يجازف في وضع اغنيات للكورس. فكان من أوائل من جعل للكورس دوراً فنياً شكّل جزءاً مهماً من بنية العمل الغنائي. من ناحية أخرى كان من أبرع من جعل أغنية الصوت المنفرد شيئاً ذا قيمة ملموسة. وقد ساعدته في الحالتين المذكورتين قدرته على كتابة الجملة الموسيقية الملائمة، جملة بالغة التعقيد في تركيبها، لكثرة ما فيها من تفاصيل نغمية ومنمنمات مرتبطة بخامته الصوتية وطبيعة صوته الخفيف والسريع الحركة. وهذا ما نجده في أغاني "ميجانا يابا ميجانا" و"بكرا بكرا" وغيرهما. والتركيز على الكورس كجزء من البنية الفنية للأغنية كان منذ خمسينيات القرن الماضي علامة مميزة في الأغنية اللبنانية والعربية. لم يستعمل الكورس كعامل يساعد المغني ويحمل عنه، بل كعنصر فني ضروري من بنية الأغنية الحديثة والمعاصرة في لبنان والتي أدت إلى ازدهار وتطور المسرح الغنائي في لبنان.
بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية
عرف زكي ناصيف من خلال ثقافته الموسيقية الشرقية والغربية في آن كيف يوالف بين المجوز والبيانو فيحوّل النغمة المفردة الرتيبة إلى عناقيد من الأنغام المركبة المتراقصة. مثال على ذلك "ميجانا يابا ميجانا": مثل من اللحن التراثي المحدّث والموزّع والمستخدم فيه آلة البيانو الغربيّة، مشاركة الناي (المنجيرة التي كان يحب) وعزف البيانو، كان سباقا في هذا المجال. كان بالامكان الاستغناء عن البيانو، لكن كان هدف زكي التقارب بين الشرق والغرب من الناحية الموسيقية والاستفادة من خبرات الغرب، ان كان من حيث الآلات او من حيث اللغة الموسيقية. تعامل مع التآلف النغمي (harmonie) من دون ان يمس بجوهر اللحن، تحاشى التوالفات على الدرجات المتحركة الشرقية. وهذا ظاهر في المقاطع التي يغنيها منفرداً، حيث يتحول النغم البياتي الشرقي. (ايقاع العديّات، وزن مار افرام 7+7). نمط الاغنية الشعبية الذي بدأه، لازمة مقطع. وكان دارجاً في ذلك الوقت الطقطوقة في مصر التي توازي هذا النمط من الغناء. كما استخدم اللوازم الموسيقية بين المقاطع او بين الدور واللازمة. مميزات اللحن التراثي القديم: سلّم مقتضب، حركة متقاربة، كلام بالعامية…
ميجانا يابا ميجانا دبكتنا ع الميجانا
انتو بميل ونحنا بميل يسواكن ما يسوانا
زكي والإيقاع
زكي فنان الايقاع البسيط والمركّب، يوصل البهجة الى السامعين عبر تركيزه على الايقاع لا على الدراما. مثال على ذلك: "نزلت تتنقل"، "على دلعونا" (ايقاع 12 وحدة ايقاعية)، "هلّي يا سنابل هلّي"، "طلوا حبابنا"، "هلا يا ريم الفلا": لحن وايقاع وموضوع بدوي، اغنية "خيام الهنا": راجع اهزوجة بدوية في بعلبك "غابت الشمس" غناء محمد الصلح.
ختاماً وباختصار، زكي ناصيف هو أحد مؤسسي الفن اللبناني الذين أطلقوا الأغنية اللبنانية التي حملت معها الأصالة والحداثة. ربط زكي ناصيف في أعماله الموسيقية بين العلم والثقافة والموهبة ولهذا شكّل في موسيقاه عصباً رئيساً في التجديد والمعالجة. وكان الانفتاح العنصر المؤثر في صياغاته وغنى معالجاته.